مقالات وآراء

وعود الخارج لن تبني الوطن

ظل رئيس الحكومة الانتقالية د. عبد الله حمدوك ،ووزراء حكومته يقومون بزيارات خارجية متوالية ، أملا في دعم خارجي ينعش الاقتصاد وينهي ظاهرة الصفوف ، خاصة من دول الغرب ، إضافة الى انتزاع مواقف سياسية تدعم الفترة الانتقالية حتى تمضي بلا “مطبات”، ورغم هذه الجولات الماكوكية فإن الدولار لايزال يمد عنقه طويلا في ظل شح النقد الأجنبي ، وعجز الحكومة عن إنعاش الصادرات .
نعم حمدوك ، ووزراء حكومته يعولون كثيرا على حلول تأتي من الخارج واموالا تضخ في الخزينة العامة ، مع ان تجارب الحكومة السابقة التي كان أيضا تكثر من الاسفار الخارجية ولاتحصد غير وعود لم تتنزل على ارض الواقع ، وهو ذات الامر الذي يحدث الان مع الحكومة الانتقالية التي ظن اهل السودان انه بمجرد تشكيلها تنهال التبرعات والقروض والمنح ووفقا لذلك ينخفض الدولار..ولكن شئيا من هذا لم يحدث .
للأسف حتى موتمر أصدقاء السودان الذي اختتم جلساته يوم الخميس في الخرطوم لم يقدم دولارا واحدا لحكومة حمدوك ، بل الذي حدث ان وعودا اطلقت بعقد مؤتمر في فبراير القادم ويعقبه اخر في شهر ابريل 2020م ، وهو المؤتمر الذي سيخصص لتقديم الدعم ..ولكن امر غريب ان تناست هذه الدول بقيادة النرويج التي رأست الاجتماعات بحضور أمريكا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا ، وبقية المكون العربي ، تناست ان الخرطوم في يومنا الراهن تعاني شحا في دقيق الخبز والوقود حيث لاتزال الصفوف تتطاول كل صباح فيما أسعار السلع الغذائية ، أصبحت لاتضاق ،وأصحاب الدخل المحدود الذين يمثلون الغالبية العظمي من اهل السودان لايجدون قوت يومهم ،ولعله واقع من الطبيعي أن تكون حكومة حمدوك قد ملكته الأصدقاء المجتمعين في الخرطوم ، وتبعا لذلك كانت التوقعات بالإعلان عن حزمة مساعدات عاجلة ، عوضا عن وعود لاندري كيف سيشتد ساعد الحكومة حتى تبلغها بعد خمسة أشهر .
على حكومة د. عبد الله حمدوك ان لاتراهن كثيرا على دول الغرب التي تحسب مصالحها قبل ان تقدم أي نوع من الدعم ، ولو كانت دول الغرب صادقة لدعمت السودان وهو يسجل تنازل تاريخي في الشطر الجنوبي من الوطن ، وفي ذلك الحين وعدوا حكومة البشير بان العوقبات ستنتهي واسم الخرطوم لن يكون في قوائم الإرهاب..ولكنهم كذبوا..وكذبوا أيضا على سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان تعاني دولته أكثر من الخرطوم، لذلك نقل ان وعود الخارج لن تبني وطن ،فقط سواعد اهله هي القادرة على البناء والتعمير.
نعم الراهن الخارجي اثبتت التجارب انه غير مجدي ، لذلك على الحكومة الانتقالية ان تركز على انعاش الصادر ، فلدى الحومة الذهب والصمغ العربي والثروة الحيوانية والزراعية وهي كفيلة اذا اخلصت النوايا ووظفت الخبرات والكفاءات في هذا المجال، حينها ستكون علاقتنا بالغرب وغيره مجرد علاقات طبيعية لاتتنظر دعما يأتي من خارج الحدود .

مصطفى محكر

[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..