مقالات سياسية

دع القلق وتحمل صدمات الحكومة!!

طه مدثر

(0)

القلق أشكال والوان ومقاسات مختلفة والقلق منه المحمود والمستحب ومنه المذموم والمكروه، وهناك قلق نفسي، وقلق مرضي، وقلق مطلوب، وقلق يجب البعد عنه، ولكني كلما رأيت وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، دكتور جبريل ابراهيم، أحس وأشعر بقلق نفسي عجيب، فهو عندما يطل علينا فهو إما أنه يتأبط رفعاً لشىء ما، أو يتأبط بنا شراً، وحتى لا نظلم السيد الوزير، فطوال عمرنا المسربل بالمصائب والكوارث والافات والمحن، وطوال عهدنا مع وزراء المالية، لم نتشرف بعد بالوزير الذى يتأبط خيراً بالمواطنين، ومن ينتظر مثل هذا الوزير، فعليه أن ينتظر المدعو غودو!!وهو شخصية وهمية، للكاتب الايرلندي صمويل بيكيت، وغودو هذا لن يأتي أبدا، فدع القلق، وابدأ في تحمل صدمات، حمدوك وجبريل وهبة وباقي الشلة.

(1)

يباهي ويفاخر التضخم، ويعرف نفسه، بأنه (نقود كثيرة تطارد سلعاً قليلة) ولكن تصخمنا (غير)، فهو وبكل جدارة يمكن أن ينافس في الدخول الى موسوعة جينيس للارقام القياسية، وتعريفه عندنا (غير)، فهو (سلع كثيرة تطارد نقودا قليلة، لا قيمة لها)!.

(2)

الحمار يعرف جيداً ويعلم تماما العلم، ان الأسرة التي تقوم بتربيته والعناية به، ليس لجمال عينيه وطلاوة لسانه وجمال جسمه و قوامه، وهي تهتم به لأنها تحتاج إليه في مهام محددة، ولا تربية كما تربى الأغنام والضان والدجاج والحمام لحاجتها لهم عند اللزوم، ولكن مع متوالية الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء وأي الوان أخرى، فنقول للسيد الحمار، ان حياتك العملية والمستقبلية في خطر عظيم، ولا تثق بمن اهتموا بك، حتى سمنت وامتلات بالشحم واللحم، وأحذر كل من اقترب منك، ولا تثق بأحد، ولا عذر لمن أنذر، فحياتك في خطر!!

(3)

أيها الناس، لا تحسبوا أن ارتفاع أسعار المكالمات، هو شر لكم، بل هو خير لكم، فان خير الكلام ما قل ودل، واذا كان الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب، ولا تحسبوا أن ارتفاع تعرفة المواصلات، هو تضييق عليكم، ولكنه دعوة صريحة لممارسة رياضة المشي!!ولا تحسبوا أن ارتفاع أسعار الغذاء والطعام، هو دعوة لكم للإصابة بأمراض فقر الدم ولكنه دعوة مقبولة للقول الكريم، صوموا تصحوا!!ولا تحسبوا أن قطوعات الكهرباء، دعوة للرجوع إلى عصر ما قبل (التنوير والإضاءة) ولكنها دعوة للنوم مبكراً، وود البدري سمين!! ولا تحسبوا أن ارتفاع أسعار الرحلات السفرية، دعوة لقطع صلة الأرحام، وعدم التواصل في المناسبات الاجتماعية، ولكنها دعوة لترشيد استهلاك الوقود، والذهاب به لدعم الزراعة والصناعة، وتوفير أموال تأهيل وصيانة الطرق والكباري والجسور، وبها يتم رفد برنامج ثمرات، وسلعتي!! كما أن ذلك الرفع بأتى كنصيحة مبطنة، بأن التقليل من السفر، يخفف من نسب الإصابة بالغضاريف وأوجاع المفاصل وخشونة الركب، وأوجاع الظهر والبواسير، والله أعلم.

***********

الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..