مقالات وآراء

فضيحة خروج TNT من القيادة العامة: تسيب.. اهمال.. تجارة.. ام اختراق؟!!

بكري الصائغ

١-
من تابع عن قرب وكثب اخبار القوات المسلحة السودانية بعد نجاح الاطاحة بنظام الانقاذ البائد، ورصد ما نشر في الصحف المحلية عن العلاقة المتوترة ما بين الشعب والجيش، يجد انها قد ازدادت في الفترة الاخيرة اكثر حدة عن ذي قبل، وانه ما مر يوم منذ ١١/ ابريل الماضي ٢٠١٩ الا وكان هناك مقال ساخن قد نشر في الصحف المحلية فيه نقد وهجوم علي اداء القوات المسلحة، وبالطبع لم تسكت الرسمية في القيادة العامة علي ما وجدته من هجوم وتجريح وتشكيك في اخلاصها للوطن والشعب، فبادرت في مرات كثيرة تعدت عشرات المرات ان عبر الناطق الرسمي للقوات المسلحة، وطالبت بصورة رسمية فيها الكثير من التحذيرات الموجهة لكل المواطنين والاحزاب والكتاب والصحفيين بعدم نقد الجيش او المساس بسمعته ،علي اعتبار ان هذا الجهاز العسكري مؤسسة حساسة عندها خاصية مميزة لا توجد في اي قطاع حكومي اخر بحكم انه جيش البلاد وحامي الوطن والشعب ، هو جيش فوق النقد ولا يجب ان ينتقد باي حال من الاحوال، خصوصآ انه قد اصدر في يوم الثلاثاء ١٦/ابريل ٢٠١٢٠، بيان هام وتاريخي اكد فيه تماسكه بتنفيذ الفترة الانتقالية، والذي اعتبره كالتزام صادق بعدم السماح بحدوث ما يقوض مكتسبات وإرادة الشعب السوداني.

٢-
قمة الخلاف الحاد بين المواطنين والقوات المسلحة تكمن في وجهه نظر المواطنين، ان الجيش السوداني طالما ولج عالم السياسة بالقوة بعد ان كان دوره مقتصرآ فقط علي حماية البلاد والدفاع عنها ولا يتدخل في الشؤون السياسية، اصبح هو الناهي والامر في كل صغيرة وكبيرة تخص البلاد، فمن حق الناس ان تنتقد سياسة الجيش علي الملأ، تمامآ كما يتم كل يوم النقد والهجوم علي الاحزاب السياسية، وانه من حق كل المواطنين ابداء رايهم بكل صراحة في اداء الجيش، وكشف كل الاخطاء والفساد الذي جري داخل هذه المؤسسة العسكرية.

٣-
سبق من قبل ان طالبت الجماهير القوات المسلحة الابتعاد نهائيآ عن السياسة، وان يرجع جميع القادة العسكريين الي ثكناتهم ويسلموا السلطة للشعب، وان يصبح حال الجيش مثل حاله قبل انقلاب ١٧/ نوفمبر ١٩٨٥، جيش وطني بمعني الكلمة، لا يتدخل في الشؤون السياسة لا من قريب او بعيد، ان يصبح جيش مثل الجيوش الاوروبية يراقب الاوضاع السياسية ولا يتدخل فيها، او يجنح للانقلابات.

٤-
الشيء المؤسف في موضوع الكلام عن القوات المسلحة السودانية، ان كبار القادة العسكريين فيه يرفضون بشدة اعادة هيكلة هذه المؤسسة العسكرية بحيث تصبح بحق وحقيق جيش البلاد بصورة حديثه تكون مقبولة لدي الجميع، ويصرون علي ان يبقي الحال علي ما هو عليه الان بنفس النمط القديم، وبقيادة الضباط القدامي كوادر الانقاذ البائد، ورفضهم مد الجيش بدماء جديدة!!

٥-
بالعودة الي عنوان المقال اعلاه: (فضيحة خروج TNT من القيادة العامة: تسيب..اهمال..تجارة..ام اختراق؟!!)، اسال، اليس من حق المواطن ان ينتقد القوات المسلحة بعد ان نشرت الصحف تصريح الناطق الرسمي باسم قوات “الدعم السريع” العميد جمال جمعة ادم خلال التنوير الصحفي فى المقر الرئيسي بالنيابه العامه، واكد فيه خروج متفجرات تمتلكها القوات المسلحة، وماتم ضبطه يتمثل فى (3594) كبسولة تفجير والف سلك تفجير و(4) جوالات بدرة نترات تشابه التى فجر بها مرفا بيروت الا ان الكمية التى تم ضبطها قليله؟!!، كشف العميد جمال جمعة ان الكبسولة الواحدة تخرج من مصادرها ب (٣) الف جنيه وتباع ب (15) الف جنيه مما يجعل المواطن يتعامل معها كتجارة، وانه قد تم تفكيك جزء كبيرمن هذه المجموعات التى جاء بعضا منها من  خارج العاصمة والاخر خارج السودان…وتساءل العميد “جمال” عن كيفية خروج المتفجرات التى تمتلكها القوات المسلحة؟!!، واضاف قائلا ” نخشى ان نصنف مرة اخرى من الدول الراعية للإرهاب” ونبه الى ان ماحدث يعد مؤشرا خطير في نفسية المواطن السوداني؟!!

٦-
اليس من حق المواطن الذي تعرض لخطر الفناء بسبب خروج الكميات من المتفجرات القوية، ان يسال ان كان خروجها من القيادة العامة نوع من الاهمال والتسيب؟!!، هل خرجت المتفجرات بفعل فاعل يعرف انواعها ومكان تخزينها؟!!… هل القوات المسلحة مخترقة من جهات خارجية استطاعت الدخول لقلب القيادة والخروج بما رغبت في امتلاكه؟!!

٧-
اليس من حق المواطن ان يتحسرعلي حال جيشه الذي غدا محل سلب ونهب وخروج مواد متفجرة في غاية الخطورة، ولولا عناية الله تعالي لكانت الخرطوم اليوم مثل “هيروشيما” عام ١٩٤٥؟!!

٨-
من باع ومن اشتري هذه المواد المتفجرة لم تعد مسآلة تهم القيادة العامة، فقد تم من قبل بيع القوات المسلحة باكملها للملكة العربية، وشاركت كتيبة سودانية في حرب اليمن دون رضا الشعب وقبوله في حرب لا تخصه!!

٩-
ما كنت اود ان اكتب اليوم عن القوات المسلحة احترامآ للمناشدة التي سبق ان تقدم بها الناطق الرسمي للمواطنين ان يكفوا عن النقد والهجوم ضد جيش البلاد حامي الحمي وعرين البلاد، ولكن ما باليد حيلة والجيش يواصل كل يوم المزيد من الانتكاسات والمواقف المحبطة، ويحرج نفسه علي الملأ؟!!

بكري الصائغ
[email protected]

‫2 تعليقات

  1. هل حدث أن سمعتَ، يا بكري، خبر إحتراق مخازن ذخيرة للجيش، سوي في الأشهر الأخيرة ؟؟؟؟؟!!!!!!!

    أليس من الوارد، أن يكون قد تم نهب الذخائر والمتفجرات من هذه المخازن، قبل تفجيرها بالقليل المتبقي من هذه المواد ؟؟؟؟؟!!!!!!!

    ما لا أفهمه أيضاً، هو لماذا تولي الدعم السريع الموضوع، مع أنه من صميم عمل الشرطة ووزارة الداخلية ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!

    الحكاية دي فيها إنَّ، كبيرة ؟؟؟!!!!

  2. ما علاقة الدعم السريع بالموضوع و قيامه بالطعن بشكل واضح و صريح في القوات المسلحة أقول للقوات المسلحة تستاهلو تتحكم فيكم مليشيا الجنجويد و تنشر في غسيلكم

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..