مقالات وآراء سياسية

تـستحقون الرثاء

الفاتح جبرا

منذ إندلاع هذه الثورة المباركة كتب العبدلله وما زال يكتب مراراً وتكراراً منبهاً لما قد يحدث من تفلتات أمنية خاصة من تلك المليشيات الثمانية (كما جاء على لسان القوم في إعترافاتهم) وهي مليشيات مسلحة ومدربة من شأنها أن تشكل خطراً كبيراً على المواطنين وعلى الأمن العام.

قمنا بمطالبة قوات الشرطة والأجهزة الأمنية أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية في فرض الأمن والسلامة داخل ربوع البلاد إذ يكفي ما أريق من دماء حتى تم دحر ذلك النظام الظالم الجائر، قلنا ذلك حينما غابت القوات المسلحة عن أداء دورها في حماية المعتصمين أمام مقرها و(بواباتها) بعد تلك المؤامرة الخسيسة التي صاحبت فض الاعتصام، وطلبنا حينها من الاجهزة الأمنية التعامل بحزم مع بقايا النظام السابق وكتائب ظله ومليشياته التي نعلم أنها لن تتورع عن محاولات اشاعة الفوضى والفتن بعد زوال نظامها الخبيث.

ولكن يبدو أن من بيدهم مقاليد الأمر من قادة أجهزتنا النظامية (عندهم رأي تاااني) فها هي (الفتن) تطل برأسها من جديد في مدينة واد مدني بعد أن شهدت من قبلها العاصمة وبورتسودان والجنينة نفس التفلتات الأمنية وذات (السيناريو) !

إن هنالك الكثير من الأسئلة التي تطرح نفسها بإلحاح، هل يسعى بقايا النظام السابق للعودة بعد أن أسقطهم الشعب؟ (وبعد الفضايح دي كووولها)؟ وهل هم جادون في ذلك؟ إلى متى يترك هؤلاء القوم يزعزعون أركان الأمن ويعرضون أرواح وممتلكات المواطنين للمزيد من الخطر؟ بل إلى متى تتخاذل وزارة الداخلية والاجهزة الامنية وحكومة العسكر وهي تسمح لعناصر النظام السابق (المحلول) بتسيير هذه المسيرات التي أسماها القوم (الزحف الأخضر ) رغم أنهم قد قضوا على الأخضر واليابس.!

لا أدري والله (بـ ياتو وش) يخرج أعوان النظام المدحور إلى الشوارع مطالبين بعودته وذات النظام يدعو في (إجتماعاته السرية) بقتل (الثوار) المحتجين على ظلمه ويصفهم (بالصعاليك) !

يجب على (الثورة) حسم هذا الأمر فوراً والتعامل معه بجدية وحسم وحزم ومحاسبة كل مسؤول أو قائد نظامي على أي تفلتات تحدث في نطاق عمله يسببها هؤلاء القوم ولتتوقف هذه المسيرات الدموية المسماة بالزحف الأخضر اليوم قبل الغد وفوراً وكفى الثورة تراخياً ومثالية في هذه المرحلة التي تتطلب التعامل بقوة مع أي مهددات تهدد هذه الثورة التي فداها أبناؤنا بأرواحهم الطاهرة الذكية.

لعله من المضحك والمثير للشفقة والرثاء أن (القوم) يطالبون (بحرية التعبير) بعد أن كتموا على أنفاس هذا الشعب ثلاثين سنة كاملة كان الإعتقال والبطش والقتل هو جزاء من يقول لهم (بغم) مستبيحين كل البلاد بصورة لم يسبق لها مثيل ! (أركزوا بس) !!

إن القانون واضح وصريح وهو ينص على حظر نشاط الحزب (المحلول) وحظر نشاط منسوبيه ولا يسمح لهم بتسيير المواكب، كما ينص على تقديمهم للمحاكمات اذا ثبت اشتراكهم وإيداعهم السجون، ولا يجوز مطلقاً التصريح لهم بمواكب أو تحركات تسعى لزعزعة الأمن.

ان عدم اتخاذ الإجراءات الصارمة في مواجهة أعضاء الحزب المحلول من شأنها أن تؤدي إلى إحداث فوضى و(بلبلة) تتيح للمتربصين بالحكم القفز إلى كراسي السلطة كما أنه من شأنه جعل هذا الفراغ الأمني (شماعة) لديناصورات السياسة و(دخان المرقة) للدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة ليتم تكرار ما حدث عقب انتفاضة ابريل ١٩٨٥ (بالمسطرة) وتضيع هذه الثورة العظيمة (شمار في مرقة) .. ولكن هيهات !

كسرة:

في العلن (زحف أخضر) و في الإجتماعات السرية (دم أحمر)؟ !! إنكم تستحقون الرثاء !!

كسرات ثابتة :

  • أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
  • أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنو (و)؟
  • أخبار ملف هيثرو شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
  • أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)

 

الفاتح جبرا

الجريدة

‫5 تعليقات

  1. يااخي الكريم لم تسقط بعد واظنك سمعت من وزير (تويتر )!!! القرقاش جاء مندوبا من دوله الاحتلال الحقيقيه… .كانك يااخي تحرث بالبحر وتنصب شباكا للريح !!! الامارات اشترت الكل بثمن بخس والله… انا اعلم اشياء كثيره بحكم تواجدي هنا… .هذا الوزير لايفعل شئ سوي التغريد بتويتر !!! ويبعث لتنفيذ المهمات القذره مع دحلان الفلسطيني !!!! ارجو مراجعه ردي علي مقال سابق

  2. وحياتك ادينا فرقه معاك فى (إفى ..الواوت)وخلينا نسآل فى شخص اسمو منو كده الطريفى او الطريفى كده منو قيل انه عُين بإصرار وإلحاح ومعانده وتكبير راس وزيرا للداخليه فى نظامنا ده!!.
    الزول ده وين هل عندك فكره ؟إحتمال فهم الموضوع غلط وهج ناحية دوله تانيه مثلا ؟!! عمركم يا جبرا سمعت بوزير داخلية دوله ما معروف لدى رعاياها بينما فى اى دوله اهم واشهر وزيرين هما وزيرا الداخليه لانو بيأمن الناس من الخوف ثم وزير الماليه البيآمنهم من الجوع وده طبعا بفضل من الله سبحانه وتعالى !!.

  3. تحية يا أستاذ يا راكز،

    عديد الشعب السوداني أربعون مليون (40,000,000)، و عدد لابسي الكاكي منهم مائة ألف (100,000) تقريباً، أي أن نسبتهم تساوي 0.25%، و مأكلهم و مشربهم و سلاحهم من عرق هذا الشعب مقابل القيام بأداء مهام معينة كما هو وارد في عقودات عملهم.

    لماذا هم إذن دائماً يتصدرون المشهد و المنابر بملابس العمل؟
    و لماذا نُجبر نحن علي معرفة تفاصيل ترتيبهم الوظيفي؟
    هل ذلك بسبب السلاح و أدوات العمل التي أعطيناها لهم؟

    لماذا لا يقومون بأداء واجباتهم المتعاقد عليها كأي فئة وظيفية أخري و كفي؟

    عجبي!

  4. نرفض ان ندفع لهم مرتبات من عرقنا وحق ابنائنا…
    من الافضل ان يشوفوا ليهم اكل عيش بطرق اخرى…
    آجلاََ ام عاجلاََ سوف نمتنع ان ندفع لمن قتل اخواننا ولم يحمي عرضنا…
    عالم جزم ماعندها كرامة… تفففففو

  5. الأستاذ الكريم الفاتح
    لا شك أن النظام البائد أفسد وقتل وشرد وعاث الفساد في الأرض ومكث فيها 30 عاما قضى فيها على الأخضر واليابس كما ذكرت صادقا.. ولكن هناك نقطة على أعلى درجات الأهمية.. وهي ضرورة تحييد مكونات النظام السابق.. بمعنى المفسد والمجرم يحاكم فوريا وتنصب لهم المشانق وفقا للقانون,.. أما من لم يثبت عليه شيء فيجب كسبه واعطاؤه الفرصة للانضمام لمسيرة الوطن… أما استخدام لغة الكراهية هذه والتعامل مع جماعة النظام المباد وكأنهم شخص واحد والعمل على محاصرتهم ومعاداتهم بشكل سافر هذا شي خطيييييييييييييير للغاية.. فأنت حين تتخذ من شخص عدو لك فسيتخذك عدوه.. هذا شيء بديهي وحتمي! وان كنت تعمل لمحاربته ليلا ونهارا سيرد الصاع عشرة وهو متمكن جدا… هو في الشرطة وفي الحيش وفي الخدمة المدنية.. وأهم من ذلك كله أنه موجود في السوق ومسيطر عليه تماما!!! لغة الكراهية والعداوة لن تبني بلدا وليتك لا تشترك فيها فأنت لو تفكرت جيدا ستجد أنها يمكن أن تجلب مئات الاضرار أما لو طلب منك أن تذكر فائدة واحدة لها للبلاد والعباد فلن تجدها..وهناك تجربة اثيوبيا ورواندا وجنوب أفريقيا..
    أقسم بالله العظيم أخشى ما أخشاه أن نصبح يوما فنجد أنفسنا مشردين في بلاد الدنيا، فهناك سوء تقدير شديد جدا للأمور وللواقع.. وهناك مراهقة شديدة في الخطاب الاعلامي، أكرر يجب أن يحاكم كل من ظلم ويصادر كل من سرق وأن تنصب المشانق لكل من قتل دون رحمة تحت إمرة القانون ..ولكن تتاح الفرصة للاخرين ممن لم يثبت عليهم شيء أن يكونوا جزءا من المسيرة وليس أعداء للبلد !! المشكلة إن أي دولة في العالم تعزز علاقتها الخارجية بالحكومات ولكنها تحرص على الاستفادة من ورقة المعارضة .. فنحن نصنع أعداء يمكن أن يكونوا ورقة ضغط للأعداء بالخارج ويكونوا أعداء بالداخل.. وإذا أنت كنت تجيش جزءا من الشعب صغيرا أو كبيرا ليكون عدوا لك فصدقني أن هذا العدو سوف يؤذي البلد كلها ولن يفرق بين الفاتح جبرة الذي يطالب بمصادرة حقوقه ويعمل على احتقاره دون تفريق، وبين المواطن الغلبان الذي يضيع الساعات الطوال واقفا في صفوف الخبز المهينة!! ليتنا نحيل من نجتهد في نسجه من مصطلحات الكراهية للغة عاقلة، لغة ساس يسوس، لغة نقدم بها الحلول لمشكلة معاش الناس ومأكلهم.. أما هذا الردحي يأخي فوالله العظيم لن يصلح البلد أبدا بل يعمق الكراهية ويجعل البلد في أتون حرب ظلت مستعرة منذ الاستقلال ولم نتعلم من الدرس.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..