مقالات وآراء سياسية

الخرطوم ثكنة كتشنر العسكرية منذ 1900

أسامة ضي النعيم محمد

لم يتغير تواجد الحاميات العسكرية منذ دخل الخرطوم الغازي كتشنر في عام 1900م  فمنذ ذلك التأريخ ويتمدد وجود الحاميات العسكرية في داخل  أجمل المواقع في العاصمة المثلثة  فعند أم درمان هم علي ضفاف النيل الأبيض  ويشرفون في الخرطوم علي المطار الوحيد وهاهم اليوم حامياتهم في كافوري حيث يسكن  المتنفذون من مستجدي النعمة الجدد  فتحت لهم حركة ( الأخوان)  سجلات الأراضي يقطفون  ما يحلو لهم من  طيب الأراضي  ويعرجون علي البنوك للحصول علي القروض لبناء الشاهقات وركوب الفارهات  تحميهم هيئة العمليات  وتخصصها أساسا في التعذيب والاغتصاب والتنكيل  بمعارضي جماعة ( الأخوان) ومثلها من هيئات تتبع لمخابرات  الدولة يردفها شباب علي قدر عال من  التدريب في أحدث تقنيات الفضاء والتواصل يخترقون نظام الانتخابات في بلاد ما خدمة لمصالح دولتهم بينما في السودان جل  مبلغ علمهم تعذيب معارضي ( الإنقاذ) في بيوت الأشباح اخصاء واغتصابا  وسلاحهم الراجمات والكلاشن  مع عفل عصفوريتوسط الكتفين.

تمدد حاميات القوات النظامية داخل عاصمة البلاد وضع معوج لا تسنده نظريات تخطيط المدن في القديم والحديث  وما فعله كتشنر كان لحماية حكمه في بلاد قهر شعبها وهزم نظام الخليفة عبد الله التعايشي الحاكم آنذاك ووجود جنده داخل العاصمة إعلان  لقوة الدولة البريطانية العظمي التي لا تغيب عنها الشمس  واستمرار تواجد ثكنات الجيش داخل عواصم المدن بعد الاستقلال في عام 1956م كان غفلة وتفريط في مدنية الدولة السودانية.

تصحيح الأوضاع ليس بدعة  فإقامة مدن عسكرية خارج العمران السكني هو البديل العقلاني  لتصحيح الاعوجاج الذي لازم  بناء جيش يحل محل قوة دفاع السودان منذ 1925م  للفصل عمليا بين الحياة المدنية والعسكرية ففي ظل تواجد الحاميات العسكرية وما تناسل كقوة نظامية تحمي نظام الإنقاذ  سمح  بزراعة عقلية تواجد المكونات العسكرية شريك أساس في حكم البلاد حيث منحتهم الجغرافيا في السودان  جوار القصر الجمهوري والمطار المدني وتحيط الدبابات والمدفعيات وهيئة العمليات بأحياء العاصمة المثلثة .

ما حدث بالأمس القريب من تصرف صبية هيئة العمليات في إدارة المخابرات العامة  يسند نظرية إبعاد ثكنات القوات النظامية خارج المدن وإعادة تدريب  رجال المخابرات ليس علي عمليات التعذيب والاغتصاب والاخصاء بل  توفير علوم العصر ومستجدات التقنيات الحديثه  لبناء  قوات نظامية تحمي شعب السودان   بقدر ما يدفع من مال  بدلا من حماية نظام يحول  قوات الشعب إلي مليشيات  تحمي الحاكم ..

أسامة ضي النعيم محمد

 

‫3 تعليقات

  1. أحسنت فلابد من ابعاد ثكنات الجيش من المدن وإعادة صياغة عقلية جنرالات الجيش وإزالة ذهنية معارك الشوارع دية فقوات الشعب ليست كقوات دفاع الاستعمار التي يهدف وجودها في داخل المدن الرئيسية لإظهار قوة المستعمر للشعب المستعمر بضم الميم وفتحها على التوالي أما قوات الشعب المسلحة فهي لحماية الشعب وليس لقتاله أو الاحتماء به واتخاذه دروعا بشرية. ويكفي ما حدث من استشهاد أسرة كاملة بسوبا بسبب قذيفة مدفعية ثقيلة يرجح أنها انطلقت من الجيش وليس الفئة المتمردة.

  2. و اهم من ذلك كله كثرة الأنقلابات بسبب وجود الجيش في الخرطوم يسيطروا على الكباري و الأذاعة و القصر و يعلنوا حكومتهم هذا هو السبب

  3. n.
    و اهم من ذلك كله كثرة الأنقلابات بسبب وجود الجيش في الخرطوم يسيطروا على الكباري و الأذاعة و القصر و يعلنوا حكومتهم هذا هو السبب

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..