مقالات وآراء

إلا شمال كردفان لا وفد لها!

المحادثات التي تجري الآن في جوبا، بمشاركة وفود تمثل الحركات المتمردة، التي جاءت من مختلف مناطق السودان، ويحضرها كبار ممثلي الحكومة الانتقالية، لا يتوقع لها أن تفضي إلى سلام دائم في البلاد، ولن تؤدي إلى استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية أو الأمنية، بل بالعكس تماماً قد تصب مزيداً من الزيت على النار التي ظلت مستعرة منذ وقت ليس بالقصير. وهذا ليس من قبيل التشاؤم، بل قراءة واقعية لمقتضى الحال المشاهد للعيان؛ ذلك لأن الجهات المشاركة في المحادثات لها أجندة مختلفة تماماً عن بعضها البعض، سيما وأنها تحركها جهات أجنبية وإقليمية من خلف الكواليس، ومن شبه المستحيل أن توافق تلك الجهات على شيء يكون في مصلحة السودان؛ لأن الغرض هو تمزيق الوطن الممزق أصلاً. ويتضح ذلك من تعدد منابر المحادثات ومساراتها التي بلغت الخمسة حتى الآن؛ فهنالك منبر للشرق وآخر لدارفور وثالث للمنطقتين ورابع للوسط وخامس للشمال! والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا كل هذه المنابر التي لا يربط بينها هدف واضح سوى سوء النية المبيت ضد وحدة الشعب السوداني؟ وهل يمكن لهذا التجمع المترهل أن يتفاوض حول بنود وطنية، بعد أن طغت الجهوية والإثنية على تشكيله وتمثيله؟ أليست هذه ردة ونكوص إلى الوراء وتراجع واضح عن أهداف الثورة المعلنة؟
والله من الخزي والعار أن توافق حكومة حمدوك، ومن ورائها قحت بكل مكوناتها اليسارية والطائفية وغيرها، على الانخراط في هذا العبث الذي يكرث لواقع مأساوي جديد يوشك أن ينسف كل تطلعات الشعب المغلوب على أمره؛ فهنالك رائحة تآمر وخبث متعمد لا يبشر بخير.
نحن في شمال كردفان نطالب بتكوين وفد على جناح السرعة؛ حتى لا تضيع حقوقنا المحلية في هذه “الطوشة”. ولاية شمال لم يعرف عنها التمرد أو حمل السلاح ضد الدولة أو القتال ضد قوات الشعب المسلحة، في أي وقت من الأوقات، ولكن ما دام أن كل جهة تسعى لتحقيق مطالبها في هذا الزمن المملوخ، فإننا لن نرضى بضياع حقوقنا أو أن نكون ضحية للتآمر.
محمد التجاني عمر قش
[email protected]

تعليق واحد

  1. في دي صدقتَ يا قش معك حق بأن الذي يدور ي جوبا عبث ضار غرضه تجنب المؤتمر الدستوري المعني بهذه المسائل (أي كيف يُحكَم السودان إدارياً وسياسياً) واستباقه بفرض مزايا مناطقية وإلزام الحكومة الانتقالية بها – بينما هذا ليس مهمتها والتي تنحصر فقط في الاعداد لقيام المؤتمر الدستوري والمفوضيات المرتبطة به مثل الدستورية التي تعد مسودة الدستور الجديد (الدائم) والذي يتم طرحه لاستفاء جميع الشعب قُبَيْل انتهاء الفترة الانتقالية وعند إجازته تنشأ بموجبه وتطبقه الحكومات المنتخبة وليس هذه الحكومة الانتقالية ولا تستطيع بحكم شراكتها مع العسكر باتفاقية الوثيقة الدستورية,
    لذا نقترح أن تعتبر هذه المفاوضات منتدى حوار خاص بأطرافه لبلورة رؤاهم المناطقية لاعدادها وتقديمها للمناقشة في المؤتمر الدستور الشامل لكل أجزاء السودان والتي هي بالطبع ليست ممثلة في هذه المفاوضات.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..