مقالات وآراء سياسية

كيف أخبار الخبز الخليط بين الذرة والقمح؟

كنان محمد الحسين

كنت اشاهد في احدى القنوات الفضائية مقابلة مع الفنان حسين فهي ، كان يتحدث عن احدى الدول الآسيوية التي تأكل لحم بعض الحيوانات التي لانقبل أن نأكل سواء لاسباب دينية او ثقافية ، فقال أن فضوله اضطره ليسألهم لماذا يأكلون هذا الحيون ، فكان ردهم أنه في وقت من الاوقات لم يكن لديهم بديلا بسبب الفقر ، وحتى ينهضوا بدون ان يدخلوا في قروض وديون خارجية حتى يستوردوا اللحوم من بلاد أخرى لجأوا لهذا الحل. ونحن الحمد لله  الطبيعة منحتنا الكثير لكننا لم نقم بوضع أي حلول تقينا شر السؤال. ولم نقدم أي افكار جديدة لحل ازمة الغذاء . لذا يجب علينا جميعا أن نعمل باسرع وقت ممكن لحل هذه الازمة عن طريق انتاج خبز يكون اساسه من الذرة مع القليل من القمح. فلدينا الذرة البيضاء والسمراء والذرة الشامية وغيره. فيجب علينا ان نسابق الزمن لحل هذه المعضلة حتى نتجه نحو التنمية والارتقاء البلاد.

لأنه منذ ان اطل علينا هؤلاء وجثموا على صدورنا لمدة30عاما تمكنوا من القضاء على الاخضر واليابس بشتى السبل والحجج ، حتى المخلوع الذي كان يفترض ان يكون رئيسا للسودانيين جميعا يأتي ليقول عن اهل الجزيرة بأنهم تربية شيوعيين لذلك قامت الانقاذ بتدمير مشروع الجزيرة وهو بذلك لم يدمر اهل الجزيرة الشيوعيين بل دمر السودان كله ، واصبح بلا هدف ولا رؤية بعد القضاء على مشروع يعتبر من بين اكبر مشاريع الزراعة المروية في العالم ، وكان يستوعب اكثر من عشرة مليون من الايدي العاملة السودانية ، وكان يعتبر بمثابة القلب بالنسبة للسودان و حتى جيرانه. ونهاية مشروع الجزيرة ، كانت بمثابة شهادة وفاة لحكومته المشؤومة التي ذهبت غير مأسوف عليها.

لأن مشروع الجزيرة كان عبارة عن صمام الامان بالنسبة للبلد فيما يختص بالامن الغذائي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي. وتدميره كان تدميرا للسودان واهله وتاريخه وارثه الحضاري. لعن الله الانقاذ ولعن الله كل من وقف معها وساندها.

وامر التدمير لم يتوقف عند مشروع الجزيرة فقد وصل إلى مشروع جبال النوبة ومشاريع الاعاشة بالنيل الابيض والرهد والسكة حديد والخطوط الجوية والخطوط البحرية ، وغيرها من مشاريع التنمية التي قامت على مر التاريخ ودفعها الشعب السوداني من حر ماله.

خلال هذه السنوات العجاف تولى أمرنا من لايخاف الله ولايستحي ولا يخجل ولايحترم الناس ، اذلوا البلاد والعباد وسرقوا ونهبوا ودمروا وكسروا . لا ادرى لماذا فعلوا ذلك ، هل هو ضرب من الجنون ام حقد على الشعب السوداني المسكين المسالم الرائع.

و توقف هذه المشاريع الزراعية والخدمية الاستراتيجية خلف فجوة غذائية كبرى بلا شك ، ولن يتم القضاء عليها الا بعودة هذه المشاريع إلى اول عهدها. والنقص في البصل او القمح او الخضروات او الطماطم يرجع لذلك , لذلك علينا القيام بخطوات اسعافية سريعة حتى لو مؤقتة من اجل التغلب عليها حتى نتمكن من تسيير عجلة الانتاج بصورة صحيحة.

اما نقص البصل الذي يتكلم عنه الشعب السوداني منذ فترة قبل حلول موسم الحصاد ، هناك اكثر من حل لاستبدال هذه السلعة الاستراتيجية في الغذاء عن طريق زراعة الملفوف أو ما يعرف بالكرنب ، الذي يقال انه من الممكن الطبخ به بديلا عن البصل ، هذا النبات له زهرة من الممكن أن يبلغ وزنها قرابة ثلاثة كيلو جرام وسريعة النمو والانبات. وتحتوي هذه النبتة على مكونات غذائية رائعة ،  حيث يمتاز الكرنب بمحتواه العالي من الكبريت والحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والمنغنيز والمغنيسيوم. ومجموعة مختلفة من الفيتامينات من الثيامين B1، والبيرودكسين B6، وB5 و فيتامين C وفيتامين A وفيتامين K. فيتامين C تحديدا، فكل 100 غم من أوراق الكرنب الطازجة تمد الجسم بما يقارب 36.6 ملغم من فيتامين C. وتعتبر فوائد الكرنب في تعزيز مناعة الجسم ومكافحة الامراض مهمة ومتنوعة وعديدة.

اما موضوع الرغيف هذه السلعة الاستراتيجة التي لايمكن الاستغناء عنها ، اتذكر انه عندما حدثت ازمة الغذاء العالمية في نهاية العقد الماضي ، لجأت الشعوب للكثير من الحيل والافكار للتغلب عليها، حتى في جمهورية بيرو بامريكا اللاتينية قام الاهالي بصنع الخبز من البطاطس والكثير من الشعوب لديها افكارها وابتكاراتها في هذا الشأن ، ونحن ادمغتنا ليست اقل ذكاء منهم. ومنذ فترة طويلة قام مركز ابحاث الاغذية في بحري بابتكار خبز من الذرة مع خلطة بسيطة من القمح ، ونحن ماشاء الله انتاجنا من الذرة فائض عن الحد بكثير. ونتمنى ان نكون اكثر ايجابية والاهتمام بالبحث العلمي الذي يعتبر اساس الحياة العصرية ، واصبح تتطور الدول يقاس بما ترصده من ميزانيتها للبحث العلمي ، واكتشفنا لماذا اسرائيل استطاع هزيمة اكثر من عشرين دولة عربية وهي منفردة وصغيرة وتعددها السكاني يقل عن عشرة بالمائة من عدد سكان العالم العربية ، تفوق اسرائيل على الدول العربية بفضل ما تنفقه على البحث العلمي . لذا يجب علينا ان نهتم بالبحث العلمي ، حتى نلحق بركب الامم المتحضرة.

لنا عودة

كنان محمد الحسين

[email protected]

 

‫2 تعليقات

  1. شكرا الاستاذ كنان ولك التحية . هنالك اهزوجة عند السودانيين تقول …. ود الريف شن عيبو بصلة وبتابة في جيبو . السودانيون كانوا يعتبرون الاهتمام بالاكل شئ غير رجولى ولا يمثل المؤمن . المصري كان يهتم جدا بالأكل يصطحب اكله معه دائما … البتابة نوع من العيش مصنوع من الذرة .
    قديما كان العيش خليط من المقد والقمح . والمقد كان حبته كبيرة وهو ابيض مثل المايو . لا يمكن استدام المقد ودعكر وخاصة الفيتريتة لأن لونها احمر . اخي الصغير شيخ مختار بدري وهو صغير قال عنها عندما شاهدها اول مرة …. كسرة بالصلصة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..