ثورة جياع ام ثورة ضياع ؟!ا

ثورة جياع ام ثورة ضياع ؟
عثمان نواي
[email protected]
فى الايام الماضيه بدأت موجة من الاحتجاجات على الغلاء فى احياء مركز الخرطوم , فى برى وامتداد ناصر وقيل الرياض ايضا . ولم تتحرك اطراف الخرطوم المكتوى الحقيقى بالغلاء الكادحين الذين يعيشون على كفاف يومهم, فاهل اطراف الخرطوم لم تشرف اللحوم موائدهم لسنوات فلا فرق لديهم ان قاطعتهم او قاطعوها , واما الجوع فهو ما تعودوا عليه , حيث ان غالبهم من النازحين من مناطق الحروب والمهجرين والمتأثرين بالمجاعات التى ما توقفت عن السودان منذ استقلاله , فقد كان الجوع رفقيهم وهم يهربون من قصف الطائرات , ورافقهم فى معسكرات اللجوء واطراف المدن التى منعوا دخولها واغلقت دونهم كأنهم وباء قاتل . لم تحتج جنوب كردفان لانها تحت القصف , لم يحتج النيل الازرق لانه تحت القصف , لم تحتج دارفور لانها تحت القصف , لم يحتج الشرق لانه فى مجاعة حقيقية كالصومال منذ شهور ولا احد يبالى . بالنسبة لهؤلاء جميعا الطعام وحده لا يكفى , لان ارواحهم زهقت بالالاف , نسائهم اغتصبوا , شبابهم تشوهوا واصبحوا معاقين , واطفالهم تشردوا , وارضهم دمرت وطردوا منها ,فماذا يفيدهم الطعام والماء ,وقد سلبت الارض و ضاعت الكرامة الانسانية وقداسة الروح البشرية . فحملوا السلاح , ليس لان الحياة لاتعنيهم , بل لان الموت لايخيفهم فمن عاش بلا كرامة وبلا ارض فهو ميت .
تغيير التغيير !:
ان التغيير الذى ينشده السودانيون يبدو انه يختلف الى درجة الاصطدام فى مسبباته وفى نتائجه , ويتجلى الانقسام العرقى التاريخى الذى ادى بدوره الى انقسامات اخرى طبقية وسياسية وثقافية واخرها انقسام جغرافى كتعبير نهائى عن عمق ازمة السودان فى بناء الدولة التعددية المتنوعة المرتكزة على الحرية والمواطنه . فالسودانيون فى المركز العرقى الجغرافى والمسيطر على السلطة , يرغبون فى التغيير لانهم جوعى او مكبوتوا الحرية او لانهم يرغبون فى مسار مختلف للبلاد , مع تباين المسار المقترح من اليسار المتطرف الى اليمين المتطرف . وفى الجانب الاخر السودان الافريقى و مناطق الحرب والمقاومة فى اطراف السودان المختلفة, فانها ترنو الى تغيير السودان جذريا . حيث ينقلب البناء الهرمى رأسا على عقب فترتفع القاعدة العريضة الى اعلى الهرم والضغط الى اسفل حيث القمة الضيقة الحالية .التى لاتتسع الا لاعراق معينه واقاليم معينه والهدف هو تحول الهرم الى مربع تتساوى اضلاعه حيث لا يطغى اى مكون للسودان على مكون اخر . هذا الانقلاب يخشاه الجميع , حتى الذين يطالبون به ويعملون على انجازه , اذ انه تحدى معمارى حقيقى لاعادة بناء السودان على اسس جديدة . فالدمار الذى يخشاه الكثيرين والذين ما فتئوا يملئون صفحات الانترنت بسيناريوهات افلام الرعب من غول ” الهامش ” الذى سيهجم على المركز , ومن الحقد ” العنصرى ” والانتقام وتشوهات ابناء الهامش النفسية . هؤلاء وعلى رأسهم النظام ومعارضته ” الصديقة ” , انما هم المصابين بفوبيا التغيير , والكثير منهم الواعون جدا لمدى الظلم والجور الذى عانى ويعانى منه اهل السودان الذين بدأوا ثورة مسلحة , يدفعون ارواحهم فيها ثمنا للتغيير الحقيقى والحرية .
التغيير الذى يحتاجه السودان واهله من كل الاعراق , هو الانتقال من الاحادية الى التعددية من الانغلاق الى الانفتاح من المركزية العرقية الى التنوع الخلاق . فالسودانيون ارغمتهم الظروف السيئه فى السودان الى الهجرة الى مختلف بقاع العالم والاحتكاك بتجارب للتعايش السلمى والمساواة والحرية و احترام كرامة الانسان . هذا الاحتكاك يتجلى اثره فى اصرار ابناء مناطق الصراع فى المهجر على التخلى عن رفاهيات العالم الاول من اجل دعم اخوتهم الذين يقاتلون بانفسهم , فقاتلوا باموالهم الى جنبهم الجنب وظلوا يدعمون اسرهم المحتاجة حتى ان الفرد قد تبنى احيانا المئات . وقاموا بدور حكومات صغيرة بانفسهم , لمحاولة اخراج اهلهم من الجوع والموت , وكثيرين اخرين قاموا بادوار فاعلة بالتوعية بالقضايا المحلية وجذب المجتمع الدولى للقيام بدوره فى حماية المدنيين واغاثتهم وحماية حقوقهم و هذ الدور الذى يعتبره بعضهم عمالة لم ينكروه على ليبيا او مصر فى ارتباط نجاح ثوراتها بالمجتمع الدولى وهذ هو الواقع الذى لافكاك منه . اذن هذا التواصل مع العالم من حولنا جعل طموحات السودانيين فى التغيير ترتفع وتتسع وهذا ليس فقط على مستوى اهل مناطق الحروب بل حتى بالنسبة للمركز المستقر , فشروط السودان الذى يرغب فى العيش فيه السودانيون تغير تماما . فلا التمييز العرقى عاد مقبولا ولو على استحياء ولا عاد اهل الاطراف جهلة يمكن استغلالهم وتضليلهم , ولا السودانيون الشباب من مختلف الاعراق على استعداد لخوض حروب طويلة المدى على حساب التنمية و الاستقرار , خاصة وان تلك الحروب لم تحقق انتصارات ولان المتحاربين الان اكثر ندية ومساواة مما كانوا فى اوقت مضى على الاطلاق . وهذه المساواة فى القدرة على الصراع الان تجعل من الانسب الاتفاق على التعايش السلمى وهو الحل الذى توصلت اليه امريكا وروسيا ابان الحرب الباردة حينما علم الطرفان ان اى طرف قادر على تدمير الاخر تماما . و السودانيون لديهم صراع حقيقى على السلطة والثروة وطريقة الحكم وانكاره ادى بنا لما نحن فيه , لذا تغيير ادراكنا للازمة السودانية هو الطريق لتغيير السودان واكتشاف شروط الاسس الجديدة لبناء الوطن الذى يحمى الجميع من الموت والجوع والحرب .
ثورة السودانيين الاحرار :
ان الثورة التى يحتاجها السودان لا يمكنها ان تكون الا بمشاركة كل السودانيين . وهذا هو السودان الوحيد القابل للوجود . والا فان مقاطعات قبلية وعرقية كانت جزء مما كان يوما يسمى السودان هو ما سيئول اليه الحال . وكل السودانيون الان فى شتات وتمزق وضبابية فى الرؤية وهذا ما نجح المؤتمر الوطنى فى تنفيذه بنجاح . لكن القوى السياسية وقوى المقاومة لا تعفى من تقصيرها وسماحها لهذا الانقطاع فى التواصل فى الحدوث . على اى حال فان التواصل بين السودانيين و ممثليهم فى مختلف جبهات المقاومة لاسقاط النظام , هو هدف مفصلى واسترتيجى الان . وهذا الدور منوط بالدرجة الاولى بتحالف كاودا , والذى تبنى اسقاط النظام بشكل واضح وهو الذى تقوم اجنحته المسلحة بالقتال فى مناطق الصراع المختلفة , لكن التنسيق المفقود الى الان مع المناطق المستقرة وخاصة المركز الحاكم فى الخرطوم سيؤدى الى ازمة حقيقية اذا لم يتم تلافيها . فالتحالف لا زال فى انتظار القوى السياسية فى المركز للانضمام اليه او اعلان التأييد , لكن كما بدا حتى من احتجاجات الغلاء فان تلك القوى ليست هى الاكثر فاعلية وديناميكية . فالشباب الذى يئس تماما من تلك الاحزاب كون بالفعل تنظيماته البديلة فى شكل حركات اجتماعيه , وهذه التكوينات على جدتها وظروفها السيئه الاانها الوحيدة التى تعمل بجد وتحاول على الاقل الخروج عن الصمت . لكن هذه التنظيمات الشبابية العفوية احيانا وغير الواضحة الخطة تشكل خطرا حتى على ذاتها , نتيجة لقلة الخبرة والاختراق الامنى من النظام الذى استشرى فى اوصال البلاد كالسرطان . وبالتالى فان النظام قد يدمر هذه المحاولات الشبابية وربما يدجنها كما دجن المعارضة , اذا لم يسرع تحالف كاودا والقوى الاخرى الساعيه لاسقاط النظام فى التعاون الجاد والعملى مع هذا الشباب لتسريع خطى التعبئه الجماهيرية و, والاهم هو خلق التكامل الضرورى فى الادوار بين العمل المسلح والسلمى . كما ان التحالف يحتاج الى دحض الدعاية السالبة للنظام , وتثبيت رؤيته الواضحة للسودان الذى لن يقتل فيه احد للونه او دينه او ثقافته , بل لن تهان كرامته فى الاساس . كما ان المعارضة التقليدية بدأت منذ الان تنفض عن نفسها الغبار وتستعد للانقضاض على السلطة بعد ان يسقطها الشعب الجائع فى فمها المتلهف للسلطة لقرابة ربع قرن . فهاهى تتوحد وتجتمع وتتوهم ان السودانيين سيسلمونها البلاد كما فعلوا من قبل , ولكن كما يبدو ان الانقاذيين هم الذين يفضلون تسليمها للمعارضة الجائعة ليفروا بجلودهم من الكارثة التى صنعوها , ولهذا فان التواصل المباشر مع الشعب وارسال الرسالة الواضحة لكل السودانيين وتمليكهم حقائق التغيير الذى يعمل عليه تحالف كاودا متعاونا مع كل سودانى راغب فى مستقبل افضل ووطن حر مبنى على اسس جديدة وحلول جذرية لازماته المزمنة , هو الطريق لحماية السودان والسودانيين وثورتهم من الضياع .
عندما تحرك شباب منهم ليسوا هامشا كما تزعم كان تجمع كاودا يقول ياربي نحن منو ودايرين شنو الشعب يرفض أي تشعبط عرقي أو قبلي أنا لست مؤتمر وطني أو منتمي لحزب بعينه ولكن أكره التحدث والمتاجره بالاعراق والفتن أنظر إلى القوات المسلحه الشرطه وهي مقابض الدوله هل هي تنتمي كما تقول لقبائل الوسط أنظر لوزراء الخدمات ( صحه – تعليم – – إلخ ) هل هم من قبائل الوسط مثل ما تدعوا إليه ليس ثوره ضد النظام بل ثوره على أهل الوسط أكتبوا بسودانيه بحته لتجدوا من يقول لكم نحن معكم أو كونوا سوسا ينخر في ماتبقى من أرض لنسقط جميعا في مكان بسأل فيه من نحن ودايرين شنو .
انت يا اخى تتحدث عن الخراب والدمار لهذا الوطن العزيز وهذا هو الذى تقصده. لان هذه الفترة الحرجه لا تحتاج الى تغيير الانظمة وانما الى بعض الاصلاحات. واذا نظرت الى الثورات فى مصر واليمن وسوريا وليبيا. ماذا تجد غير الحرب وعدم الاستقرار. فارجوك ان تصبر وتقول نحنا فى نعمه كبيرة مقارنه بالدول المذكورة اعلاه.