مقالات وآراء

العالم ما بعد الكورونا: أكثر شباباً و أقل فتنة!

د. محمد حسن فرج الله

لا يبدو أن هذه هي النهاية   – فرضية النيزك   تبدو أكثر رومانسية  – و لكن بالتأكيد العالم بصورته التي نعرفها قد انتهى  ..!
على الرغم من أن الكثيرين قد شككوا في جدية ما يجابهه العالم في البداية ،  الي الدرجة التي جعلتهم يقترحون الغناء و التجمع في الساحات لهزيمته ، الان لا أحد يتحدث عن هذه الترهات  ،    فالدم الراعف علي نصل المنجل  اكبر من أي مزايدة أو ادعاء  ولا أدلّ من الدم علي فداحة الغِلة ..!
السبب غير معروف ، و لكن الاطفال و الشباب علي الغالب سينجون ، هذا ما تقوله الإحصائيات ، هل سنري عالماً أكثر شباباً بعد ان تنجلي الأزمة !! ، لا شئ مؤكد و لكن اذا أمعنت النظر ستري صديقك عاشق نظرية المؤامرة يهز رأسه ، لا يمكنك لومه هذه المرة فأروبا مثقلة باموال الضمان الإجتماعي التي تذهب الي رجال و نساء سيستمرون في صرف رواتبهم نفسها ويجوبون العالم ربما لمدة ثلاثين عاماً أخري ، .. تُري هل كان للتطور المذهل في النظام الصحي القارة العجوز جانبه الآخر المظلم أيضا ..!
هل سيقل المرض في عالم ما بعد الكرونا ! ، لا تتعجل فما يبدو  ً بديهياً في الوهلة الأولي  قد لا يكون  كذلك ، علي الأقل لا احد يعرف كيف سيؤثر الاستخدام المفرط للمطهرات و  الحذر البالغ في تجنب العدوي علي النظام المناعي البشري الذي تطور عبر الاف السنين عن طريق التعرض للمهددات و ليس تفاديها ، مجرد التفكير في ما قد يحصل سيرعب أي عالم مناعة محترم ..!
ترى كيف سيحيا الشباب حقبة ما بعد الكورونا القاحلة ، كل الأموال ذهبت في المعركة الكبري مع الفيروس العنيد ،  والسفر أصبح  كالفحص الطبي الذي يسبق التوظيف ،  لن يصبح نادراً أن  يُرحل المسافرون من المطار إلي معسكرات الحجر الصحي  ، من يُريد سفراً كهذا ..!
الصداقة ستربكها المواعيد المسبقة ، و الحب سيصبح أقل حميمية ، و سيفكر الناس الف مرة قبل أن يشدوا  بالمحبة علي الأكف المنتظرة ،  هل يمكن  تصور  تردد العائد من السفر  قبل أن يقذف بنفسه في  حضنٍ  لم يرجع إلا لأنه ينتظره…  ألم أقل أن العالم سيصبح أكثر شباباً و أقل فتنة …!


د. محمد حسن فرج الله
إستشاري الطب النفسي
[email protected]

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..