مقالات سياسية

عزيزي حمدوك: هل فشلنا؟

عبدالله الشيخ

خط الأستواء
ربما  ننتصر على وباء الكورونا بشمس السودان الحراقة، لكن ثورتنا العظيمة حتى الان لم تتمكن من محاسبة ولا كوز واحد! لا نافع ولا رامبو، ولا علي عثمان، ولا حتى…!!

تمكنت ثورتنا من وضع حد لحقبة دولة الاسلام السياسي، لكنها لم تتمكن من محاسبة الذين أجرموا باسم الله ورسوله، فهل نأخذ فخر الدكتور أكرم وزير الصحة مأخذ الجد وهو يقول: (نحن قدرنا على البشير) .. إلخ؟!

قبل إيداعه السجن بأيام، في أغسطس عام 2002م قال التُّرَابي أمام شباب وشيوخ الحركة الإسلامية: (الحركة تركت الجماهير تماماً وصارت حركة بغير قاعدة، حزبها المؤتمر الوطني مجهول الهوية، مصنوع، رابطة الدِّين اختلطت فيه برابطة السُّلْطان، متوسط التديُّن والتربية فيه ضعيف، لا مُناصحة فيه ولا محاسبة، تضعضعت فيه أمانة السِّر وأمانة المال، هناك صمت وتجاوز عن التجاوز… غابت الشورى حتى نسينا الشورى، القيادات لا تأبه لعهد البيعة، طاقات الدّوْلَة اتجهت إلى القوة بدلاً عن الدعوة، الاقتصاد خرج عن الدِّين، ومحاربة الربا ما زالت شعاراً..

مناسبة هذه الذكرى،  أن ثورتنا لم تتقدم خطوة حقيقية نحو تفكيك دولة التمكين، التي تحرم الحلال وتحلل الحرام، أو كما قال الشيخ – يرحمه الله –  في أغسطس من عام 2008م عند انعقاد مؤتمر الحركة الإسلامية: (الحركة الإسلامية لم تكن محصورة في السُّودَان، بل كانت ممتدة ومعروفة بجميع أنحاء بلاد العالم، والآن أصبحت مسجداً ضراراً.. الآن غابَ الإسلام في كل أوجه الحياة، في الاقتصاد، وفي الاجتماع، وفي السياسة) .. نعيد هذا الاعتراف ونحن نعاني الصفوف، بينما تقبع أموالنا التي نهبها الإخوان في بنوك الدول الاستكبارية و في مدن النمور الآسيوية.

نعيده بينما تتلمس حكومة ثورتنا طريقها باتجاه تحسين الوضع المعيشي، وبينما تدخل مفاوضات جوبا مع الحركات المسلحة في حالة من توالي التأجيل هرباً من مناقشة لُب القضية!!
كان كادر العُنف الشهير في تنظيم الإخوان – يس عُمر الإمام – هو الأبلغ في تلخيص فشل تجربة الدولة الدينية عندما اعترف بأن (الحركة الإسلامية دخلت السلطة وخرجت مضعضعة وفيها فساد شديد، وفيها ظلم وأدت إلى مفاهيم معاكسة للقيم التي تحملها للناس، إنني لا أستطيع أن أقول لأحفادي انضموا للإخوان المسلمين، لأنهم يرون الظلم الواقع على أهلهم، فلذلك الواحد بيخجل يدعو زول للإسلام في السودان، وأنا غايتو السودان شِلت عليهو الفاتحة).

نعيد هذه الأقوال ونحن نعيش تحت رحمة وباء الكورونا العابر للقارات، بعد أن أغلقت الدول حدودها  وأجواءها لمنع انتشاره.. نعيده للذكرى ببنما السيد حمدوك يعلن بين يوم وآخر عن تشكيل لجنة تقصي حقائق في كل جريمة، ولا جريمة إلا ومن ورائها الإخوان!

عزيزي حمدوك.. هل فشلنا ؟
دعك من باقي القضايا.. هل فشلنا بعد انصرام عام كامل على دخول البشير للسجن ..هل فشلنا في تقديمه للمحكمة في بلاغ  قتل المتظاهرين؟..  قل لنا بحق السماء.. ما الذي يحدث داخل القصر الجمهوري؟
عبدالله الشيخ
آخر لحظة

‫4 تعليقات

  1. فشل حمدوك ولم تفشل الثورة ..
    من كان يعبد حمدوك فإن حمدوك قد فشل .. ومن كان يدعم الثورة فإن الثورة حية لم تمت..

  2. والله مقال قوي ومفيد تكفي الراكوبة لو لم تنشر غيره …. أيوة كدة .. مش كل يوم علي بلدة هطرقاته

  3. انتم يا جماعه الخير لماذا ماعايزن نعترف إنو حمدوك دا كوز ،،، وفى الكيزان ماسوره ،،، لماذا انحنا هل ما فينا رجال دوله حتى نستعين بالكيزان و عملاء البنك الدولى ،،، أين أمثال صديق كبلوا ،،، اين كفاءات الأحزاب ،،،، اين ،،،، اين ،،،

  4. مالى أراك قد أسرفت فى الاستشهاد بأقوال الراحل حسن الترابى عراب الانقاذ وامام الفشلة .. لم يفشل حمدوك الا وهو القائل ان الثورة بروسس

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..