أكثر من ثلاثين قتيلا بهجمات شنتها الدولة الإسلامية على بروكسل

التفجيرات تأتي بعد أيام قليلة من اعتقال السلطات البلجيكية صلاح عبدالسلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس.

ميدل ايست أونلاين

بلجيكا تعلن حالة الاستنفار القصوى

بروكسل – اعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال الثلاثاء سقوط ما لا يقل عن 34 قتيلا وعشرات الجرحى بهجمات متزامنة تبناها تنظيم الدول الاسلامية.

وقال ميشال ان بلاده تعيش “لحظة ماساة” مع تعرض بروكسل “لاعتداءات عشوائية عنيفة وجبانة”، نتيجة ثلاث هجمات متزامنة.

وتأتي التفجيرات بعد ايام قليلة من نجاح الأمن البلجيكي في اعتقال صلاح عبدالسلام المشتبه به الرئيسي في تفجيرات باريس في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

وافاد موقع “اعماق” الاخباري المرتبط بتنظيم الدولة الاسلامية، ان عناصر من التنظيم هم الذين شنوا الاعتداءات التي استهدفت العاصمة البلجيكية.

ونقل الموقع باللغة الانكليزية ان “مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية شنوا الثلاثاء سلسلة هجمات باحزمة ناسفة وعبوات استهدفت مطارا ومحطة مترو في وسط العاصمة البلجيكية بروكسل، الدولة التي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية”.

واضاف الموقع ان “مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية فتحوا النار داخل مطار زافنتم، قبل ان يفجر عدد منهم احزمتهم الناسفة، كما فجر استشهادي حزامه الناسف في محطة مالبيك للمترو”.

وكانت مصادر قضائية قد أكدت أن اعتقال عبدالسلام منع وقوع تفجيرات أخرى لم تحدد مكانها. وقالت انه كان يخطط لتنفيذ المزيد من الاعتداءات.

وبعد ايام على توقيف مدبر هجمات فرنسا، سجل التحقيق في اعتداءات باريس تقدما الاثنين مع كشف هوية شريك للمجموعة المنفذة هو نجم العشراوي الذي عثر على اثار من حمضه النووي على متفجرات استخدمت في يوم الاعتداءات.

وواجهت بلجيكا على اثر اعتداءات باريس انتقادات أوروبية على خلفية ثغرات أمنية وقانونية أتاحت لعدد من منفذي الاعتداءات التنقل عبر حدودها.

وتحولت بلدة مولنبيك في بروكسل التي تضم العديد من المتطرفين إلى “قاعدة” في قلب أوروبا منها انطلق جهاديون لتنفيذ اعتداءات ارهابية في فرنسا.

وأفادت وسائل اعلام بلجيكية بأن الانفجارين الأولين وقعا بالقرب من بوابة المسافرين الى الولايات المتحدة وان “اشخاصا كثيرين كانوا مضرجين بالدماء”.

وشوهد أشخاص يهرعون خارج المطار تاركين أمتعتهم، والدخان يتصاعد من المبنى، بحسب مشاهد نقلتها القنوات التلفزيونية المحلية.

وفي محطة مالبيك للمترو، كان الجرحى ممددين ارضا امام المدخل وبعضهم وجوههم مضرجة بالدماء، فيما هرعت سيارات الاسعاف والشرطة والإطفاء الى المكان.

وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى المطار وأوقفت أيضا حركة القطارات إليه.

وقالت وكالة الأنباء البلجيكية إن إطلاق نار سبق الانفجارين في صالة المغادرة بمطار بروكسل الثلاثاء كما تردد هتاف باللغة العربية.

وقال رئيس الوزراء البلجيكي خلال مؤتمر صحافي عقده مع المدعي العام الفدرالي “كنا نخشى اعتداء وها انه وقع” مؤكدا انها “لحظة ماساة، لحظة سوداء”، متحدثا اثر تفجيرين في مطار زافنتم الدولي وثالث في محطة مترو بحي تقع فيه المؤسسات الاوروبية.

وحض السكان على “الهدوء والتضامن”.وقال “هذا الصباح في زافنتم (مطار بروكسل الدولي) وقع انفجاران في قاعة المسافرين، احدهما نفذه انتحاري على الارجح. وبعد حوالى نصف ساعة، وقع انفجار في (محطة المترو) مالبيك” في حي المؤسسات الاوروبية في العاصمة البلجيكية.

وقال شارل ميشال “ان بلادنا ومواطنينا تعرضوا لاعتداءات عشوائية عنيفة وجبانة، ونتوجه بافكارنا بالطبع الى الضحايا”.

وأكدت المنظمة الاوروبية المكلفة بأمن الملاحة الجوية “يوروكونترول” الثلاثاء على موقعها الالكتروني ان مطار بروكسل اغلق حتى اشعار اخر بعدما اعلن المطار عن الغاء رحلات.

وأعلن المطار على حسابه على تويتر انه تم الغاء الرحلات فيما تم تحويل مسار رحلات اخرى.

وسمع انفجار اول في قاعة المسافرين تلاه انفجار ثان، بحسب مصادر في الشرطة البلجيكية التي ذكرت ان العديد من الاشخاص كانوا يهرعون خارج المطار تاركين امتعتهم.

وأكد المدعي العام البلجيكي أن تفجير بروكسل كان هجوما انتحاريا دون الافصاح عن مزيد التفاصيل.

وأفاد مركز إدارة الأزمات البلجيكي بوقوع انفجارين بمطار بروكسل صباح الثلاثاء وسقوط عدد غير محدد من الضحايا.

وأعلنت نيابة بروكسل وسلطات المترو الثلاثاء، اغلاق محطات المترو والقطارات والحافلات والترامواي في العاصمة البلجيكية، اثر التفجيرات الدامية.

وكتبت الشركة المشغلة للمترو “اس تي اي بي” على تويتر “كل شبكتنا مغلقة حاليا”. وأدت الانفجارات الى تعزيز الاجراءات الامنية في العديد من المطارات الاوروبية.

وطالبت السلطات البلجيكية من السكان البقاء في اماكنهم اينما كانوا مع ملازمة الحذر.

كما دعت المفوضية الاوروبية موظفيها الى ملازمة اماكنهم ومكاتبهم وعدم التحرك نتيجة حالة الاستنفاد التي تشهده بروكسل حاليا.

وأعلن متحدث باسم وزارة الداخلية البلجيكية ان مستوى الانذار رفع من الدرجة الثالثة الى الدرجة الرابعة وهي الدرجة القصوى في مجمل انحاء البلاد.

كما اكدت المنظمة الاوروبية المكلفة بامن الملاحة الجوية “يوروكونترول” على موقعها الالكتروني ان مطار بروكسل اغلق حتى اشعار اخر بعدما اعلن المطار عن الغاء رحلات.

وفور وقوع الانفجارات، تراجعت اسهم شركات الطيران والسفر بشكل كبير في مختلف اسواق المال الاوروبية.

وفي باريس، افاد مصدر ملاحي انه تم تعزيز اجراءات الامن في مطار رواسي في العاصمة الفرنسية.

وكشفت هيئة “يوروستار” انها اوقفت تسيير قطارات من وإلى محطة بروكسل بعد الهجمات.

اجراءات أمنية مشددة في أوروبا

ودفعت الانفجارات بعدة دول اوروبية الى تعزيز الاجراءات الامنية في مطاراتها ومحطاتها على حدودها.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيرأس اجتماعا للجنة لمعالجة الأزمات بعد التفجيرات في بروكسل الثلاثاء.

وأضاف كاميرون على حسابه على تويتر “أشعر بالصدمة والقلق عقب أحداث بروكسل. سنبذل كل ما في وسعنا للمساعدة.” وأضاف أنه سيرأس اجتماعا للجنة التعامل مع حالات الطوارئ المعروفة باسم كوبرا.

وتابع “سأتولى رئاسة اجتماع لكوبرا بشأن الأحداث في بروكسل في وقت لاحق هذا الصباح”.

كما تم تعزيز الاجراءات الامنية في مطار غاتويك بلندن بعد الانفجارات، حسبما اعلن متحدث باسم المطار.

واعلنت الشرطة الفرنسية تعزيز الاجراءات الامنية في المطارات ومحطات القطارات في باريس ومختلف انحاء فرنسا بعد الانفجارات التي هزت بروكسل صباح الثلاثاء.

وشدد مصدر من مديرية الشرطة على تعزيز انتشار عناصر الامن “على مستوى المطارات والمحطات والنقل العام مع تركيز خاص على المنطقة الباريسية”.

من ناحيتها، فرضت هولندا تدابير امنية مشددة في مطاراتها كما عززت اجراءات المراقبة على حدودها مع بلجيكا، بحسب ما افادت الاجهزة الهولندية لمكافحة الارهاب.

واتخذت اجراءات امنية مشددة في مطار فرانكفورت، احد اكبر مطارات اوروبا، اثر الانفجارات، على ما اعلنت الشرطة الفدرالية الالمانية.

من جهته، ندد رئيس الوزراء الدنماركي لارس لوكي راسموسن في تغريدة على تويتر “بهجوم دنيء”.

واستنكر رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك ” الاعتداءات الارهابية” على بلجيكيا، مؤكدا تضامن اوروبا مع بروكسل في محنتها.

واعتبرت الممثلة السامية للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ان تفجيرات بروكسل تمثل “يوم حزين جدا لأوروبا”.

ادانات عربية

أدان الأزهر الشريف وعدة دول بمنطقة الشرق الأوسط الهجمات التي وقعت في بروكسل الثلاثاء وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن 34 شخصا في المطار وعلى متن أحد قطارات المترو.

وقال الأزهر في بيان إن “الإقدام على هذه الجرائم النكراء يخالف تعاليم الإسلام السمحة وكافة الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية”.

وحذرت المؤسسة الدينية العريقة مجددا من أنه “إذا لم تتوحد جهود المجتمع الدولي للتصدي لهذا الوباء اللعين فلن يكف المفسدون عن جرائمهم البشعة بحق الأبرياء الآمنين”.

وفي أنقرة، أدان كل من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو والمتحدث باسم الرئيس رجب طيب إردوغان بقوة هذه الهجمات التي جاءت بعد ثلاثة أيام من تفجير شخص نفسه يُشتبه بأنه من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد في اسطنبول مما أدى إلى قتل أربعة سائحين.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني في بيان إن المجلس أبدى دعمه لبلجيكا.

وفي القاهرة، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أدانت فيه “بأشد العبارات” هجمات بروكسل.

وجددت مصر دعوتها إلى “ضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وانتشارها إلى الحد الذي نراه الآن.”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..