مقالات سياسية

في ذكراها 28: قبل اعدامه بدقائق طلب مجدي محجوب كوب شاي.. رشفه واعدم!!

بكري الصائغ

مقدمة:

(أ)
اليوم الثلاثاء ١٩ ديسمبر ٢٠١٧، تمر الذكري الثامنة والعشرين على اعدام الطالب مجدي محجوب في سجن “كوبر” عام ١٩٨٩،اليوم افتح مجددآـ(كعادتي كل عام وكلما حلت مناسبة اعدامه)ـ ملف اعدامه،ونشر تفاصيلها بالكامل بهدف ان تبقي قصته الدامية باقية في خاطرة الملايين، وتأكيد واصرار علي ان هذا الملف الدامي سيظل علي الدوام مفتوح الي يوم القصاص والعقاب من القتلة السفلة الذين مااعدموه الا حبآ في سلب ونهب تركة الراحل الوالد محجوب محمد احمد.

(ب)ـ
******
– ساقوم ببث تفاصيل الحادث في مقاطع مرقمة بدأ من يوم وصل الراحل مجدي من لندن الي الخرطوم لتلقي العزاء في وفاة والده، الي اخر لحظات ودع فيها مجدي الدنيا ودفن بجوا قبر والده، ورفضت السلطات العزاء فيه.

***-ومن غرائب الصدف ومهازل القدر،ان نفس يوم اعدام مجدي صادف مرور الذكري الرابعة والثلاثين علي اعلان استقلال السودان من داخل الجمعية التاسيسية في يوم ١٩ ديسمبر عام ١٩٥٥!!

(ج)ـ
***ـ المعذرة لجميع افراد آل المرحوم محجوب محمد احمد، ان نكأت جراح قديمة لم تندمل بعد، وما قصدي الا تجديد قصة لم تنتهي بعد، وعزانا ان الله تعالي قد انتقم شر انتقام من القتلة.

(د)ـ
***ـ كل ماسياتي ادناه من وقائع وحقائق، هي اصلآ ليست من عندي ولا من تاليفي ، وانما منقولة من كتاب صدر قبل اعوام عن اعتقال مجدي واعدامه، جاء الكتاب تحت اسم:(من كتاب (عبر الجسر..إلى شرق النيل ـ حكايات من زمن الخوف والهوان ..في السودان ـ).

مدخل (1):
***ـ كان هناك مبلغاً من المال لم يتقاسمه (الورثة) من أبناء وبنات الرجل العاصمي، الميكنيكي ورجل الأعمال (محجوب محمد أحمد) ،لأنهم ليسوا في حاجة إليه الآن على أقل تقدير،ولا أحد يعرف مكان المفتاح الخاص بخزانة والدهم، إلى ما قبل اسبوع من الفاجعة التي ألمت بالأسرة، وقد كان معظم الذين شاركوا أيام العزاءعام 1987م، من الأخوان والأخوات خارج البلاد، في مهاجرهم واماكن عملهم ..والحياة تسير سيرها الطبيعي..والطبيعي جداً، لأنها لن تقف لموت أحد أو لحياته..الشيء الوحيدالذي تغير وأثّر على البلاد برمتها،هو ان هناك حكماً ونظاماً جديدين وصلا إلى السلطة وحكم البلاد..وانهم سمّواأنفسهم (ثورة الإنقاذ الوطني)،وأن هناك حظر للتجوال في تلك الأيام.

***ـ وطالت قائمة الممنوعات بالنسبة للمواطنين، وكثرت الإعتقالات السياسية والكيدية للمعارضين،وظهرت على شاشات التليفزيون الحكومي أشكال وأسماء من البشر لم يرها أو يسمع بها أحد من قبل،لدرجة انها لفتت انظار الكثيرين ومنهم كاتبنا العالمي(الطيب صالح)ودعته لقولته الشهيرة(من أين أتى هؤلاء الناس؟)، كانوا يرتدون زي القوات المسلحة، ويتحدثون بلسانها، حتى كشفت الأيام،وعاديات الليالي، أنهم رجال(حزب الجبهة الإسلامية القومية)بزعامةالشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي .عسكريون من اتباعه،ومدنيون من اتباعه ايضاً، والكل يحمل السلاح،انطلقوا بعد 30 يونيو 1989 في شوارع الخرطوم، وبين جسورها الثلاث، على النيل، والنيل الأزرق، والنيل الأبيض، يحكمون قبضتهم على المدينة الوادعة،وأهلها الطيبين، ومرافقها الإستراتيجية.

***ـ تمت السيطرة على قيادة الجيش، والإذاعة العامة والتليفزيون الحكومي، ً وشيئا ً فشيئا انتشرت كوادرهم كالسرطان على كل مدن السودان، بحيلة بسيطة صدقها الناس، وبكل أسف صدقها الجيش السوداني، وهي انهم فعلوا ذلك باسم (قيادة القوات المسلحة). لم يجدوا أي مقاومة ولذلك احكموا قبضتهم حتى على رقاب الناس، وتمت أكبر عملية طرد لمعظم موظفي الخدمة المدنية، والقوات النظامية، والمؤسسات العامة، وإحلال الكوادر الموالية لهم مكانهم..كانت أكبر عملية طرد يشهدها الوطن بكل الذل والمهانة، والتجويع..لذلك صار حتى الهواء ثقيلاً وصار من الصعب التنفس .تم ذلك في الأسابيع الأولى لإنقلاب 30 يونيو 1989 ، ووضحت الرؤيا تماماً، إنهم رجال (الجبهة القومية الإسلامية)..رجال الشيخ(حسن الترابي)،هذه الشخصية المثيرة للجدل داخلياً،وخارجياًإنطلقوا كالوحوش التي فلتت من محابسها، بكل حرمان السنين، وهم يخططون للإستيلاء على السلطة،وها هي الآن بين ايديهم..ترى ماذاهم فاعلون بها؟ سوى تصفية الحسابات،..فعلاً (من أين أتى هؤلاء القوم؟!).

*** (أدوات) من أحياء فقيرة، وأسماء مغمورة، جمعها هذاالداهية السياسي، أدوات وقطع شطرنج، لتنفيذ مخطط حزبه، بعد كفره بالديمقراطية، وذهب هو مع المعتقلين السياسيين إلى سجن كوبر الشهير، في عملية تمويه، حتى إذا فشلت حركتهم يكون(هو) منها براء، حتى أن زعيم الحزب الشيوعي السوداني الأستاذ (محمد إبراهيم نقد) قال له بعد عدة أيام من قيام الحركة وهم بالمعتقل: (كفاية يا شيخ حسن..لقد جاملتنا بما فيه الكفاية، شكر الله سعيك .اذهب وأخرج إلى اصحابك..لأنهم في إنتظارك)!!.لو تتبعنا ما حدثً لاحقاً..ما أكفانا هذا الكتاب..وحتى لا ننصرف عن هدفنا في موضوع قضية مجدي محجوب محمد أحمد،وغيره من بعض المظاليم.

***ء وكل الحقائق ً تقريبا معروفة،حتى خلافاتهم حول السلطة، وإنشقاقهم الشهير رغم محاولات تجميل الوجه القبيح. قالوا انهم اتوا من أجل إقامة الدين، والعدل، وبدأوا في إصدار قوانين لا تعرف ديناً ولا عدلاً، حيث صرح العميد حقوقي (أحمد محمود حسن، المستشار القانوني لقيادة الإنقلاب:”ان القوانين الخاصة بمحاكم أمن الثورة هدفها تأمين الثورة من النواحي الإقتصادية والنفسية والإجتماعية لتحقيق الأرضية الصاحة للتنمية والإستقرار،والإستثمار والأمن الغذائي.وأن قضايا الأمن والإستقرار لا تتم إلاّ في ظل تشريعات حاسمة تنفذ وتطبق عبر محاكم عادلة وسريعة الإنجاز!!”).

***-وتصريح طريف جد تناقله الناس عن العقيد بحري (وقتها) صلاح الدين محمد أحمد كرار،عضو مجلس الثورة،ورئيس اللجنة الإقتصادية:” لو لم نأت سريعاً، لوصل سعر الدولار إلى عشرين جنيها”!!..كان سعر الصرف وقتها حوالى إثنا عشر جنيها.

***- في اكتوبر 1989م،صرح السيد جلال علي لطفي رئيس القضاءورئيس المحكمة الدستوريةالآن :”المطلوب من محاكم أمن الثورة، هو إجتثاث الفساد الذي استشرى في البلاد، ومعاقبة المجرمين والفاسدين،وكل من يهدد أمن البلاد،وإقتصادها”.. وأشار إلى انه بحث مع القضاة بعض جوانب القانون فيما يختص بأحكام الإعدام، وعرضها على رئيس المحكمة العليا وفق قانون الإجراأت، وأن يطبق قانون الإجراأت الجنائية في وجود المتهم بالسجن، إلى أن يؤيد الحكم أو يُعدّل!!

***-إنطلقت الكوادر المسعورة من عقالها، خاصة العقائديين منهم،الذين سيطروا على أجهزةالأمن، والاستخبارات العسكرية، والشرطة، يبحثون عن الضحايا، ولا بأس عن الغنائم من أموال الناس، وممتلكاتهم.وبدأت المأساة الدامية . وكانت بيوت الأشباح جاهزة لاستقبال الضحايا.وُأعدّت مراكز الإعتقال في مباني جهاز الأمن (للترحيب) بالقادمين، وحتى بعض أقسام الشرطة كان لها دورها في ذلك . وغطى نشاط محاكم أمن الثورة العاصمة المثلثة ، وكان يمثل الإتهام الكوادر النشطة في هذا الجرم العقائدي، بإيحاء ودعم من السلطة القابضة على زمام الأمور في البلد.وأجتهدوا في الوصول إلى أماكن المال.وكأن الإقتصاد بالنسبة للدولة هو تفتيش جيوب المواطنين.

***ء طالعتنا جريدة (السودان الحديث)،في العدد 36 بتاريخ 1989/10 /11م،وفي صدر صفحاتها الأولى، بمانشتات حمراء على النحو التالي:
القبض على أخطر تاجر للعملة ، بالعاصمة القومية.
ضبط مبالغ كبيرة من مختلف العملات بحوزة المتهم.
المتهم يدير شبكة للإتجار في العملة، د اخلياً وخارجياً.

وفحوى الخبر:ألقت الجهات المعنية القبض على أكبر تجار العملة بالعاصمة القومية،ويدعى محمد حسن علي،الشهير بالريس ،بالقرب من مكاتب جريدة السياسة، بشارع البلدية.وقال العقيد سيف الدين ميرغني رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنةالإقتصاديةأنه قد وجد بحوزة المتهم 511 ريال سعودي، 140.200 الف جنيه مصري، ألف ليره لبنانية، مائة درهم أماراتي، 230 ريال قطري، 282 دولار أمريكي، خمسمائة دولار بشيك سياحي، والمتهم يعتبر من أخطر تجار العملة، ويدير أكبر شبكة للإتجار بالعملة داخل ياً وخارجياً، وله عملاء بالداخل والخارج، وتم فتح عدة بلاغات ضده ? انتهى الخبر؟!!.المتهم (معوّق) ويتنقل بعربة خاصة بالمعاقين …وبدأ المسلسل الدامي، وكرّت مسبحة الخوف والإرهاب، الذي جعل الجيوب ترتجف قبل القلوب أحياناً، خوفاً على ما تملك، والمبالغ هذه لا تسوى ً شيئا مما نهب في تلك الأيام المظلمة، وعلى مدى سنوات طويلة طويلة جداًأزكمت رائحتها مساحة المليون ميل مربع.

مدخل (2):
***- العيون تتلصص، والآذان تُرهف السمع، والتقارير تدبج وبسوء نية ضد الخصوم . والأيام تدور دورتها ببطء..والهواء ثقيل على التنفس..وهناك في حي الخرطوم (2)الراقي، والشهير بمنازلة الفخمة والأنيقة.. في أحد تلك المنازل كان مجدي وسط أسرته، يعمل معهم للمحافظة على ثروة أبيه، وإدارة املاكهم الواسعة،لا يهتم بما يدور حوله من أحداث، إلاّ ما يشغل بال وهم المواطن العادي من أخبار الحكام الجدد، وحكاياتهم وأصلهم وأصولهم، ومن انهم أتباع (الجبهة الإسلامية القومية). كل الخرطوم تتحدث، والسودان كله وكل دول الجوار،ومن أن المعارضة لتي تسللت إلى الخارج نشرت أخبارهم على مستوى العالم. مجدي،هادئاً كعادته، واثقاً من مستقبل أسرته، باراً بأهله، جاداً في عمله..وفي حياته الشخصية.

***- وبدأت التعمية،والتمويه مرةأخرى..بدأت محكمة خاصة في محاكمة أحد كوادرهم النشطة حتى (الآن)الدكتور مجذوب الخليفة أحمد حاكم الأقليم الشمالي سابقاً، إبان حكومة الصادق المهدي، وحاكم الخرطوم في عهد الإنقاذ الوطني ،ووزير الزراعة حالياً، ورئيس وفد المفاوضات في ابوجا بنيجيريا مع متمردي حركة دارفور!. حوكم معه ثلاثة متهمين آخرين هم:عبدالقيوم إبراهيم ? مدير مكتب المتابعة للإقليم الشمالي بالخرطوم، وشريف سعيد صالح – مدير شركة الشمال،والدكتور حاج الطيب الطاهر مفوض عام الإغاثة، بتهمة بيع لبن إغاثة في أكياس خُصص إبان كوارث السيول والفيضانات عام 1988 لصالح الإقليم الشمالي بيّن المتحري في القضية ضلوع المتهمين الأربعة في عمليات البيع، كما قدّمالمستندات اللازمة، وبيّن أن لجنة التحقيق استمعت إلى (17) شاهد قبل أن تقوم بفتح البلاغ .

مدخل (3):
***- تم الإفراج عن المتهمين الأول والثاني بضمانة مالية.وفي جلسة المحكمة بتاريخ 1989/10/12م، والتي كان يرأسها العقيد(أ. ح) محمد بشير سليمان ترقى بعد ذلك وأصبح قائداً للكلية الحربية، مديراً للتوجيه المعنوي للقوات المسلحة ، نائب رئيس أركان القوات المسلحة، الناطق الرسمي بإسمها) -(ورد اسمه في محاولات المؤتمر الشعبي ضد النظام..تم إعفاؤه) تمت أيامها تبرئة المتهمين الأربعة في قضية بيع لبن الإغاثة، وقالت المحكمة أن الأتهام فشل في إثبات التهم الموجهه للمتهمين ? رئيس لجنة التحقيق والإتهام ، كان المقدم شرطة (النور كومي) شغل بعدها منصب المحافظ بإحدى محافظات غرب السودان العديدة.

***ء كانت مسرحية سيئة الإخراج بدرجة تحت الصفر لإخفاء الهوية، والقول أنهم طلاب عدل في تلك الأيام..التي مازالت !! المضحك حتى البكاءوالألم أنه في تلك الأيام (مقارنة بما يحدث ونشاهد اليوم)أنه تم إعفاء)،حاكم الإقليم الشرقي في منتصف أكتوبر 1989م، لسوألتصرفات المالية،لأنه قام بعملية صيانة لمنزله ومكتبه!وتم تعيين اللواءيوسف بشير سراج بعد إعادته للخدمة بدلاً منه.

مدخل (4)
***- بدأت المحاكم الخاصة في عمليات السلب والنهب المقنن لأموال الناس، وتجارتهم وكان محور نشاطها في العاصمة لثقلها المالي والتجاري، وحتى الذين حاولوا نقل تجارتهم خارج البلاد، ووصلوا بجزء من أموالهم إلى مطار الخرطوم، رصدتهم الأعين والتقارير وتم القبض عليهم ومصادرة أموالهم، وكانت القناعات تقول أن هذه الأموال لن تجد طريقها إلى بنك السودان (البنك المركزي)، بل ستجد طريقها لسد رمق حرمان السنين، ولا خوف من الشعب طالما أن القبضة قوية ومحكمة ولا ضير من بعض المسرحيات اللاهية والعبثية!!

مدخل (5):
***- قبل أن نأتي على ذكر تلك الليلة، والخرطوم تتنسمها بدايات الشتاء برياح خفيفة باردة نوعاً ما في نوفمبر 1989 م بعد أشهر قليلة من بدايات (الإنقلاب)،والشوارع خفيفة الحركة مساأً من الناس، والسيارات تتسابق خوفاً من أن يدركها وقت حظر التجوال . نقفز قليلاً على أحداث ذلك اليوم والذي شهد مذبح وبداية إنهيار الأخلاق والقيم العدلية في هذا الوطن..مواطنان سودانيان ساقهما حظهما العاثر إلى العودة للبلاد بعد طول إغتراب لأكثر من خمسة عشر ً عاما في المملكة العربية السعودية، جمعا حصاد السنين الذي دفعا ثمنه من الصحة وتقدم العمر الذي جاوز الخمسين عاماً لكل منهما..الأول لديه ثمانون ألف ريال سعودي، ولدى الثاني سبعون ألفا من نفس الريالات، ولكل منهما سيارة نصف نقل، عليها الأمتعة والهدايا للأهل والأصدقاء.

***ء اكملا إجراأت التخليص الجمركي بميناء بورتسودان، وواصلا الرحلة إلى الخرطوم، ثم أم درمان، ثم إلى منزليهما المتجاورين في ضاحية (امبدة) غرب أم درمان، وعند إحدى نقاط التفتيش الكثيرة في تلك الأيام، تم إنزال الأمتعة، وتم العثور على مبلغ مائة وخمسون ألفاً من الريالات السعودية،(لايهم ماذا بعد)!! سال اللعاب ، وجحظت الأعين الأمنية، وتدلّهت الشفاه الشرهه، تتلمظ قبل الإلتهام ..سرعان ما بدأت الإجراأت ضدهما في المحكمة الخاصة بأم درمان (دار حزب الأمة )..تم الحكم على الأول بالسجن عشر سنوات، والثاني أيضاً.

***- توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي معمر القذافي الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن الشمالي. بعد مرور اربعة سنوات خرج الثاني خاوي الوفاض من متاع الدنيا، بعد سنين غربته بالسعودية،وهي سنوات طويلة، وبعد سجنه سنوات عدتها الأطول رغم قصرها داخل سجون وطنه . ظل يبحث حتى الآن عن حصاد سنينه..بالإطلاع على اوراق قضيته وجدنا حكماً بالسجن فقط!! ولم نجد حكماً بمصادرة المبلغ..والذي لا يعرف مكانه إلا الله..والقاضي بتلك المحكمة ورجال الأمن، ممثلو الإتهام في تلك القضية.

***ء يعمل الرجل الثاني الآن في إصلاح الساعات في أحد اسواق ضواحي مدينة أم درمان، بعد أن كان ملء السمع والبصر في غربته بقصر أحد الأمراء السعوديين ومثالاً للأمانة والثقة لديهم..ولكنهم حكام السودان الجدد الذين أتوا كما قالوا لتطبيق شرع الله على عباده..ولكن بطريقتهم..أما قاضي المحكمة تلك فهو الآن يحتل منصباً مرموقا في أكبر مؤسسات النظام العدلية!!

مدخل (6):
***ء عود إلى تلك الليلة، من نوفمبر 1989م ..وبدايتها عصر في منزل المرحوم مجدي محجوب محمد أحمد. في حوالي الساعة الرابعة والنصف عصراً، وبعد تناوله طعام الغداء مع اسرته، نال قسطاً قليلاً من الراحة،ارتدى ملابس الرياضة، وحمل مضرب الأسكواش، ونزل من غرفته متجهاً إلى حديقة المنزل حيث سيارته..استعداداً للذهاب إلى النادي العربي الذي يقع على مبعدة من منزلهم بعدة شوارع تجاه طريق المطار..لحقت به والدته وشقيقته وإحدى القريبات من نساء الأسرة، طالبات منه أن يوصلهن إلى (عزاء)، بمنزل إحدى القريبات بإمتداد العمارات، شارع (21)،على أن يعود لإرجاعهن عند مغيب الشمس.امتثل كعادته للأمر من والدته،وقام بإجراءالواجب نحوهن،وسار لمقر النادي لممارسة هوايته المحببه في هذه اللعبة مع بعض الأصدقاء،وهو لا يدري أن شارع منزلهم، ومنزلهم ايضاً وحتى خروجه ، كان خاضعا لمراقبة مشدده من أجهزة الأمن منذ الصباح الباكر، وأن لعبة (الروليت) القاتله التي يديرهآلنظام وأوكل امرها للعقيد (صلاح الدين محمد أحمد كرار )،عضو مجلس الثورة وبعضاً من مساعديه قد وقع اختيارها عليه!!

***- قضى مجدي فترة العصر لعباً وركضاً في الملعب مع شلة من الأصدقاء، وكان مرحاً كعادته ونشطاً.عند المغيب وقبله بقليل ودمعه اصدقائه بنفس الروح واتجه إلى سيارته ومن ثم إلى منزله ليغتسل من آثار اللعب ويؤدي فريضة المغرب، ويسارع بعدها إلى والدته وقريباته بشارع (21) العمارات لإرجاعهن إلى المنزل كما وعد . سمع،وهو يستعد للخروج من باب المنزل الداخلي إلى الباب الرئيسي ء طرقاً ً عنيفا على الباب الداخلي، وصوت أقدام تركض في ممر الحديقة الأمامية ،وفجأة فُتح الباب بعنف، وأقتحم المنزل عدد من الشبان يرتدون ملابس إعتيادية، ولكنهم يحملون اسلحة خفيفة في ايديهم !!. صاح أحدهم :”أنت مجدي محجوب؟” فأجابه بهدوءرغم وقع المفاجأة والدهشة :” نعم “.. فرد نفس الشخص الذي خاطبه أولاً : “نريد أن نفتش المنزل “!. وقبل أن يفتشوا كان لابد أن يظهروا أمر بالتفتيش من أي سلطة!؟ ولكنهم لم يفعلوا، وبدأوا في التفتيش بطريقتهم المعهودة، بينما أحاط بكتفيه إثنان منهم.

***- التفت إلى أقربهم طالباً منه تفسير لما يحدث، فرد عليه قا ئلاً :إن معلوماته تقول أنك تاجر عملة.إبتسم رغم سخافة الموقف . خرج أحدهم من غرفته وهو يحمل مبلغاً من المال ولكنه بالعملة المحلية السودانية واتجه نحوه فارد يده بحزمة المال وقال بغضب ء يجيدونه في مثل هذه المواقف ” ده شنو ده ؟!!” وأيضاً رغم سخافة السؤال وسائلهأجاب بهدوءبأنها فلوس، وانها مصاريف المنزل (كانت حوالى ثمانين ألفاً من الجنيهات السودانيةوهو مبلغ محترم جد اًفي تلك الأيام).

***- تطاير الشرر من الأعين، والغيظ المكتوم، وواصلت المجموعة تفتيشها للمنزل بطرقهم المعهودة، التي تجعل الأشياء عاليها سافلها .. بعد فترة ندت صيحة إنتصار من فم أحدهم، وهو ينظر في جدار الصالة الداخلي وكان مصنوعاً من الخشب الجيد مما ينم عن ذوق وثراءأصحاب المنزل. صاح رجل الأمن بعد أن بدت فتحه صغيره، ظنها للوهلة الأولى انها لباب خاص، وبالتدقيق النظري عرف انها فتحه لمساحة صغيرة في أسفل جدار الصالة.

***- عاد مسرعاً لقائد القوة المكلفة بالتفتيش وهمس في أذنه وذهب معه ليريه مكان الفتحة .تبادلا نظرات تنبئ عن قرب إنتصارهم على فريستهم..تقدم نحو (مجدي) وحتى قبل أن يسألوه قال ان وراء جدار الصالة الخشبي، ولصق الجدار مباشرة توجد الخزانة الخاصة بأوراق وأموال المرحوم والده، وهي لم تفتح منذ وفاة والده قبل ثلاث سنوات، لأن الأموال التي بداخلها هي أموال ورثة، وحتى يعود بقية إخوته من خارج البلاد، ولم يتم حصرها حتى الآن .. فغر قائد القوة المكلفة فمه بعناء وغباء، رغم إقتناعه بحسن المنطق، ولكن تلك النظرات المتبادلة بين أفراده أعادته مرة أخرى إلى منطقه الحقيقي فصاح”أين المفتاح؟ ?!!”..رد مجدي:”المفتاح كان مفقودا”وانا وجدته قبل أسبوع واحد ً تقريبا” ،وأتجه نحو طاولة في وسط الصالة ليخرجه من أحد الأدراج..وفجأة كعادة التيار الكهربائي وتذبذبه في تلك الأيام السوداء،إنقطع التيار عن المنزل والمنطقة وإزدادت الحياة لحظتهاً ظلاماً على(ظلام الظلم).. وأخذت القوة المكلفة تتصايح طالبة فتح الأبوب والنوافذ، وإحضار شمعة، وإحضار مفتاح الخزانة..ومجدي وسطهم بهدوئه المعهود ولانه صاحب المنزل ويعرف أماكن الأشياء بداره، حتى في أحلك ساعات الظلام.أحضر مفتاح الخزانة من مكانه، وعدد من الشموع، وعلبة ثقاب صغيرة.

***- أشعل الشموع وثبتها على أطراف الصالة، وسرعان ما أضاءت المكان نوعاً ما..أدخل المفتاح في خزانة والده وبعد عدة محاولات لم تفتح، إذ أن المفتاح علاه الصدأ كل هذه الثلاث سنوات لعدم الإستعمال وكانوا هم شهودًا على ذلك، وطلب من أحدهم أن يحضر ً زيتا من عربته التي بالخارج،وسارع هذا(الأحدهم)وأحضر علبة الزيت وصبّ (مجدي) قليلاً من الزيت على المفتاح..وبعد عدة محاولات قليلة فتحت الخزنة، وتطلعوا ينظرون إليها بنهم، وشغف إنتصار، ولحظتها حتى (مجدي) لم يكن يعرف ما بداخلها، ولا أخوته ولا حتى والدته لأن الجميع متفقون على عدم فتحها لحين عودة بقية ألأشقاء من الخارج ..لكنها فتحت في تلك الليلة الباردة ..والحالكة السواد.

***- مدّّّّ قائد القوة يده داخل الخزانة، بعد أن شددت الرقابة اللصيقة على (مجدي)،أخرج أوراقاً بها معاملات تجارية،نظر فيها قليلاً وألقاها بالداخل مسرعاً،وبدأ في إخراج الأموال التي بداخل الخزانة وتكويمها على الأرض . وعلى ضوء الشموع الذي يتراقص ويلقي بظلال كئيبة على المكان. بدأ أحد أفراد القوة في حصر لغنائم:
******************
(115) ألف دولار أمريكي .
(4) ألف ريال سعودي.
(2) ألف جنيه مصري.
(11) ألف بُر أثيوبي.
(750)ألف جنيه سوداني.

***- أمر قائد القوة بإحضار(جوال)،وتم (حشر) الأموال بداخله..حمله أحدهم على ظهره، بينما قاد اثنان منهم(مجدي)كل من يد. كان القائد في الأمام،وإثنان آخران يسيران في الخلف..القوة تحمل المال والسلاح ،أما مجدي لايحمل إلا إيمانه بربه وإستسلامه لقدره ومصيره…إنطلقت السيارات إلى شارع(1)بحي العمارات .توقف الموكب(الظافر)أمام مركز الشرطة بذلك الشارع.

مدخل (7):
*** الساعة تقترب من التاسعة مساء ومجدي لم يحضر!! ليست هذه من عاداته!، وقلب الأم دليلها..لابد أن هناك ً شيئاً!!. همست الأم وأضطرب قلبها، وطلبت من الإبنة وإحدى القريبات ضرورة الرجوع إلى المنزل.ركبن عربة تاكسي من شارع (21)بحي العمارات مكان العزاء إلى منزلهم في ذلك الحي الهادئ شرق منطقة الخرطوم(2)..كان زوج إحدى بناتها وجارهم وصديقهم السيد عبدالغني غندور يقفان أمام باب المنزل الخارجي، يتهامسان.نزلت الأم مسرعة تجاههما..ماذا هناك!؟!!أين مجدي؟!!…أخبرها أحدهما بألم أن رجال الأمن حضروا وأخذوه معهم بعد أن فتشوا المنزل ووجدوا عنده دولارات !!.

***- كانت ليلة لم يطرف فيها جفن ولم تغمض فيها عين، خاصة بعدأن أذاع التليفزيون خبر القبض على مجدي في نفس الليلة..حاول البعض تهدئة والدته بأن القضية تتولاها الشرطة في مركزها بشارع(1)،وإنها إجراأت بسيطة وستظهر براءته -(لم يكن الكثيرين يعرفون بعد أن الشرطة أصبحت جزأً من لعبة الروليت القاتلة )!!.. لكن والدته والكثير من المعارف كانوا في منتهى القلق.

***- مّّّّر عليه نهار الجمعة التالي لليلة القبض مباشرة، مرّّّّ عليه بطيئاً، بعد أن أحضر له زوج شقيقته بعض الملابس، ليغير ملابسه . وفي صباح السبت، وحوالي الساعة العاشرة صباحاً، سمحوا له بزيارة منزله تحت حراسة مشددة، ليغسل جسده المنهك ويتناول بعض الطعام ويطمئن والدته وإخوته. وتم إرجاعه بعد ذلك مباشرة وأودع بحراسة مركز الشرطة مره أخرى سريعاً..وبعد إجراأت التحري تم تحويله إلى سجن كوبر الشهير.

مدخل (8):
***- الأم وقلبها،وكأي أم منذ أن خلق الله الرحمة، صارت تتحرك في جميع الإتجاهات ، وتطرق جميع الأبواب، حتى المستحيل منها من أجل إنقاذ إبنها مجدي. لذلك تحرك الأخوة والأخوات، والأصدقاء والمعارف.

***-وفي نهاية نفس الأسبوع..الخميس الإسبوع الثاني من نوفمبر 1989م حضرت إلى منزل الأسرة بالخرطوم(2) سيارة بوكس من نوع تويوتا بها بعض رجال الأمن .نزل منها شخص يبدو انه مسئول يتبعه فرد آخر مسلّح وضغط على جرس الباب الداخلي. تجمع أفراد الأسرة حوله بسرعة البرق، لتوتر أعصابهم.وبعد تحية مقتضبة أخبرهم : بأن غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ستتم محاكمة مجدي بحديقة السيد علي الميرغني(وهي كائنة بشارع النيل، كانت قد تمت مصادرتها أيام الإنقلاب وهي تخص طائفة الختمية وزعيمها محمد عثمان الميرغني، وكان قد تم تحويل مبانيها إلى قاعات لمحاكم ما يسمى بأمن الثورة . أرجعت حا لياً بعد مصالحة هامشية).

***- أخبره أحد افراد الأسرة، وهو يبدي الدهشة، بأن هذا الوقت هو وقت أداء صلاة الجمعة،وكيف سيتم الإتصال بمحامي للدفاع عن مجدي؟!!..وكعادتهم ابتسم هذا الشخص ونظر إليهم هازئاً،وهي نظرات يجيدها هؤلاء القوم وبإبتسامات كأنهم يولدون بها..الغريب انها واضحة على السحنة وفيها أبلغ الكلام وتغني عن الشرح ، وتتلقفها القلوب الواعية سر يعاً وتتفهمها جيداً.
***ء
مدخل (9):
***- وبدأت تحركات الأسرة للإتصال بالمحامي الذي سيدافع عنه، شكلاً، إذ أنه في مثل هذا النوع من المحاكم العسكرية (محاكم أمن الثورة)،لا يحق لمحامي مخاطبة المحكمة مباشرة، بل عليه أن يتشاور مع المتهم ويلقنه الإجابات أو الأسئلة.. والمتهم هو الذي يخاطب المحكمة!!…الكل في ذلك المنزل الكائن في الخرطوم (2) صار يركض ويلهث، علهم يجدون مخرجاً..وينقذون مجدي.

***- يوم المحاكمة يقترب، والأنفاس لاهثة..وقبلها بعدة أيام، وعند إنتشار خبر القبض على مجدي،وصلت الأخبار إلى معظم ديار الهجرة والإغتراب،خاصة السودانيين منهم والذين كانوا حريصين على تتبع أخبارالحكم الجديد في بلادهم وسياسته،رغم أن رائحة إتجاههم السياسي بدأت في الإنتشار، ووصلت إليهم..وسكنت حتى أعصابهم .. في مدينةالقاهرة،العاصمة المصرية، كان يعيش ممدوح ،أحد أشقاءمجدي ،بعد أن نقل بعض اعماله التجارية إليها عقب وفاة والدهم..وكان يسكن معه في شقته صديقه المقرّّّّب، وصديق الأسرة عادل مقدم أ . ح . بالقوات المسلحة السودانية، تمت إحالته للصالح العام بعد الإنقلاب بعدة أيام، مع الكثيرين غيرة من رفقاء السلاح، لأنه ليس منهم، ولجسارته الشديدة، وشجاعته التي اشتهر بها وسط أبناء دفعته، وتشهد أدغال الجنوب، وصراع الحرب الأهلية بثباته عند أحلك الظروف.. تمت الإحالة، وهي تعبير مخفف للفصل من الخدمة (بدون إبداء الأسباب) ، طال هذا الأسلوب الكثيرين في مختلف الدوائر الحكومية، والقوات النظامية، لكي تحل كوادر النظام الجديد مكان هؤلاء، وهي للحقيقة..أعداد مهولة.

***ء إنتهز عادل الفرصة،وسافر للقاهرة بعد إحالته للصالح العام،للإستجمام والراحة قليلاً والتفكير بمستقبله الجديد والتفاكر مع صديقه ممدوح..وفي ليلة القبض على مجدي والذي أذاع خبره التليفزيون الحكومي،أتى إلى الشقة بعض السودانيين الذين سمعوا الأخبار في نفس الليلة . تلقاها ممدوح بصمت وذهول.. سمعها منهم عادل بألم وامتعاض وسارع إلى التليفون وأتصل بالأسرة في الخرطوم (2) ليطمئن .

***- على الجانب الآخر من الخط كانت (مديحة) إحدى الشقيقات ترد عليه، وفي محاولة منها لطمئنتهما اخبرنهما بأنه مريض بعض الشيئ..ولكن القلق صار ينهش في العقول.تم الإتفاق سر يعاً بضرورة رجوع عادل فور للخرطوم بصحبة الأخ الآخر مندور الذي كان يسكن في أحدى ضواحي القاهرة بعد إخباره بما جرى، على أن يبقى ممدوح بالقاهرة، لأنه كان رجل(سوق وإقتصاد)..قوي،ويخشى عليه من لعبة (روليت) اللجنة الإقتصادية، والتي يديرها رئيس لجنتها التابعة لمجلس الثورة الجديد(العقيد(أ.ح) صلاح الدين كرار ومساعدوه، وعلى رأسهم رئيس لجنة متابعة قرارات اللجنة الإقتصادية(العقيد (أ. ح) سيف الدين ميرغني.

مدخل (10) –
***ء في سباق مع الزمن، فجر السبت كانا وبملابس السفر في نقطة شرطة شارع (1)، بإمتداد لعمارات، وذلك بعد هبوط الطائرة القادمة من القاهرة بمطار الخرطوم فجراً.أحترم بعض رجال الشرطة رتبة ومكانة عادل العسكرية، بعد أن أبرز لهم بطاقة ضابط قوات مسلحة (بالمعاش) ، وأخرجوا لهما مجدي من زنزانته. قابل صديقه، وأخيه مندور رابط الجأش كعادته، وبالإستفسار علما منه فحوى القصة بكاملها، وأن إجراأت التحري تقول بأنه متهم بالإتجار بالعملة!. طلب عادل من المتحري أن يسمح لهما بأخذه قليلاً إلى منزله ليطمئن والدته وإخوته وبقية أهله.سُمح لهما بذلك برفقة بعض الحراسة المشددة.

***- أثناألزيارة للمنزل نزل قليل من الهدوء على أفراد الأسرة جميعاً خاصة والدته،ولكن يبدو أنه كان الهدوءالذي يسبق العاصفة كما يقولون.بعد عدة أيام، وإجراأت الشرطة تطمئنهم ،أن مجدي ليس هناك ما يؤخذ عليه،خاصة وأن المبالغ المذكورة وجدت داخل منزله،وفي خزانة المرحوم والده،وهي من ضمن ميراث العائلة.

مدخل (11)-
***- تم القبض ايضاً، وبمسرحية نقلها التليفزيون الحكومي على الهواء مباشرة وفي مطار الخرطوم الدولي، على (مساعد طيار) بالخطوط الجوية السودانية هو (جرجس القس بسطس )بينما كان يحمل في حقيبته السفرية،وفي إحدى رحلات هذه الخطوط المتجهة إلى القاهرة، مبالغ مالية تفاصيلها:
(222.175)ألف ريال سعودي
(94.925)ألف دولار أمريكي
(800)شيك سياحي
(3.400)ألف جنيه مصري.

***- حضر فوراً لمطار الخرطوم الدولي (العقيدأ.ح) صلاح الدين كرار، ومساعدوه باللجنة الإقتصاديةالتابعة لمجلس الثورة، وظهر على شاشات التليفزيون، يرغي ويزبد ويتوعد، حتى قبل التفكير في أي محاكمة،أو يصرح ًتليفزيونيا بذلك بل أن بعض شهود عيان قالوا أنه لطمه على خده، وتم عمل مونتاج للشريط ولم تظهر اللطمة!!!..وعاد إلى سيارته وهو يفرك يديه مسرور لوقوع مثل هذا الصيد الثمين في شراك لعبة الروليت)الإقتصاديةالسودانية!..(الضحية)هذه المرة من السودانيين(الأقباط)،والأموال تخص بعض أهله،كما اثبتت التحقيقات،وكانوا يستعدون لنقل تجارتهم،أو جزء منها إلى خارج الحدود، خوفاً من حالة الفوضى التي كانت تعم كل أرجاءالبلاد، وخوفاً أيضاً من الشعارات التي رُفعت في ذلك الوقت.

***- شعر أفراد الأسرة وصديقهم عادل بالقلق، بعد أن تم نقل مجدي بسرعة من مركز شرطة شارع (1) بالعمارات، إلى جهاز الأمن، وبعدها إنضم إليه مساعد الطيار جرجس ،ونقلا يضاً من هناك إلى سجن كوبر العمومي، الذي كان مشرع الأبواب أيامها (ومايزال)! لتلقف المزيد من السياسيين، والمشتبه فيهم إقتصادياً،حسب قرارات اللجنة الإقتصادية،إضافة للمنتظرين فيه، والمحكومين في جرائم أخرى.

***- أصبحت المقابلة بالنسبة لمجدي صعبة بالنسبة لأفراد الأسرة،ولكن عادل وبحكم وظيفته السابقة، كان يجد الفرصةوبعلاقات خاصة في إيصال بعض الإحتياجات العادية إليه.

مدخل (12):
***- “غد الجمعة، الساعة الثانية عشر ظهراًستتم محاكمة مجدي، في حديقة السيد علي الميرغني، بشارع النيل” عبارة قالها رجل الأمن شفاهة لأفراد الأسرة المجتمعين ،أمام الباب الخارجي لمنزل الأسرة بالخرطوم(2)،وإنصرف ساخراً. ولكنها عبارة ظلت تتردد في آذانهم وقلوبهم وعقولهم طيلة تلك الأيام، اللاحقة والسابقة للأحداث، ويسمعونها حتى في نومهم لفظاعتها وغد المحكمة!!.

***- ومنذ صباحها الباكر، تجمع الأهل، والأصدقاء، والمعارف أمام سور المحكمة بشارع النيل.استطاع البعض الدخول ألى حديقة المكان، وجلسوا تحت اشجارها.. حتى منتصف النهار، لم يحضر مجدي، ولا اّّّّياً من حراسته.وانصرف بعض الأخوة، مع بعض الأهل والأقارب لتأدية صلاة الجمعة في أحد المساجد المجاورة للمنطقة، وعند عودتهم رأوا الرائد (وقتها)إبراهيم شمس الدين عضو مجلس الثورة،وأصغر ألأعضاء سناً،وحداثهوحتى رتبة عسكرية، يساعد بعض الجنود في تنظيم كراسي قاعة المحكمة ، ويصدر تعليماته بالعدد المسموح له بدخول قاعة المحاكمة.

***- حوالي العصر، وقف أمام البوابة ا لرئيسية للحديقة موكب مكون من ثلاث سيارات، الأولى سيارة من نوع (لاندكروزر)،نزل منها الرائد ميرغني سليمان،أحد ضباط سلاح الإشارة سابقاً و(ملحوق )للأمن (نُقل إلى أديس ابابا عاصمة اثيوبيا في عام 1990 م، بعد المحاكمات، ليعمل قنصلاً في السفارة السودانية)!!،وكان قائداً لتيم الحراسة المكلف وهم مدججين بالسلاح، والسيارة الثانية نزل منها مجدي ومتهم آخر يدعى علي بشير مريود، كانا يرتديان الجلابيب السودانية المعروفة ويتبعهما بعض الحرس،أما السيارة الثالثة فكان بها طاقم الحرس .انتظم الموكب داخلاً من بوابة السور الرئيسية، وعبروا الحديقة إلى قاعة المحكمة مباشرة.

مدخل (13):
***- كانت والدة مجدي وإخوته وعادل بداخل القاعة التي اكتظت بجمهرة من الناس ،رغم ان اليوم عطلة اسبوعية..أناس حتى الأهل لا يعرفونهم، ولكن كان في نظرات البعض ًتعاطفا لا تخطئه عين..خاصة نظرات بعض الجنود..المباني داخل الحديقة مقسمةإلى عدة أجزاء.انعقدت محكمة مجدي في جزء منها،وفي الآخر محكمة المتهم (علي بشير المريود)،والذي وُجد بحوزته، كما قيل ونُشر في صحف تلك الأيام:
(37.350)ألف دولار أمريكي وألف ومئة دولارأخرى لوحدها.

***- محكمة مجدي أتخذت إسم المحكمة الخاصة رقم(1)والمريودالمحكمة الخاصة رقم (2)،ولكل قضاتها من العسكريين،الذين يحاكمون ولأول مرة في تأريخهم العسكري مواطنين مدنيين.(مجدي) داخل قاعة (محاكمته) يتبادل إبتسامات مع والدتهوإخوته،والأهل وبعض المعارف برغم أن أعصابهم جميعا كانت متوترة ومشدودة.

مدخل (14):
***- قائد المطبعة العسكرية (حالياً لواء بنفس المنطقة)،والرائد (وقتها)حسن صالح بريمة بسلاح الطيران (حالياًعقيدأ.ح)، أما ثالثهما النقيب مهندس يوسف آدم نورين، دخلت هيئة المحكمة إلى القاعة يتقدمهم : رئيسها المقدم (وقتها) عثمان خليفة مهندس من القوات الجوية(الأخير له قصة لاحقة،إذ تم طرده من القوات الجوية وجُرّد من رتبته العسكرية، وسجن لمدة ثلاث سنوات بسجن منطقة الجريف غرب، بتهمة إستلام المال المسروق، وقبض عليه مرة أخرى بعد إنتهاء محكوميته لإشتراكه في المحاولة الإنقلابية ضد النظام، والتي أدعى النظام قيامها بزعامة شيخهم السابق د.حسن عبدالله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي.

***- الجمعة الأخيرة من شهر نوفمبر 1989م، بدأت إجراأت المحكمة العسكري الخاصةرقم(1):
والمتهم مجدي محجوب محمد أحمد..والتهمة:الإتجار في العملة الأجنبية(رغم التوضيح السابق عن كيف وجدت هذه العملة لدى الأسرة، ومن أين أخذها رجال الأمن)!!!.
***- حُرم محامي مجدي ،الاستاذ عبدالحليم الطاهر من مخاطبة المحكمة مباشرة، وهو أمر يتنافي مع طبيعة الأشياء، خصوصاً وأن الإتهام خطير،والعقوبة المتوقعة أخطر ءرغم أن المحكمة سمحت في محاكمات سابقة أن يخاطبها المحامون مباشرة ولكن محامي مجدي تم منعه،والمحاكمات السابقة هي:
(1)محاكمة المتهم والوزير السابق عثمان عمروكان وز يراً للإسكان قبل للإنقلاب، وحُوكم بتهمة التصرف في أراضي الدولة بالبيع!!!
(2) محاكمة الدكتور مجذوب الخليفة أحمد وكان حاكماً للإقليم الشمالي، واتهم ببيع لبن خُصص للإقليم لتوزيعه على المواطنين كإغاثة إبان كوارث السيول والفيضانات .

***- بدأت الإجراأت وقدم رجال الأمن قضيتهم ضد المتهم. قال أحدهم ويدعى حسن حمدأن المعلومات أفادت أن مجدي لديه عملة أجنبية، ستتحرك (يتم نقلها)، وقال آخر يدعى أزهري أن المعلومات تقول أن المتهم لديه عمله.لم يرد في أقوال الإتهام أو في علمهم الشخصي أن المتهم قام أو يقوم، في أي وقت من الأوقات، بأي نوع من أنواع هذا النشاط، ولا حتى في معلوماتهم، بمعنى أنه لم تقل المعلومات صراحة أن المتهم يتاجر في العملة.

***- إذا كان هناك شكّاً في الأقوال والقاعدة القانونية تقول:(يفسر الشك د ئماً لصالح المتهم).. وعلى الإتهام إثبات التهمة ببينة أفضل..بعد مناقشات بين المحامي والمتهم،(كصديق)!، وشهود الإتهام والمحكمة أتضح أن مجدي لم يضبط وهو يتاجر في العملة، بل أ ُخذت من منزله ومن داخل خزانة المرحوم والده!!.. وهو لم يجمعها من برندات الأسواق أو المتاجر المختلفة، كما يفعل غيره .. كما لم يسمح له بإستدعاء محامي (التركة) ، والذي سيشهد بأن الأموال التي والساعة تقترب من الرابعة بعد الظهر(غروب الشمس ). كاد رئيس المحكمة أن يقرأ الحكم الجاهز قبل إعطاء المتهم فرصة هل أن هناك أسباباً تدعو لتخفيف الحكم، وهي الطريقة المتبعة ً قانونا بأن يسأل القاضي المتهم مثل هذا السؤال؟ ! وعندما أحس بهذا الخطأ القانوني، بعد أن همس له أحد الأعضاء بذلك، أمر برفع الجلسة لمدة (5)دقائق .. للتداول في الحكم بين الأعضاء الثلاث؟ !!

***ء كانت (5) دقائق حاسمة تمثل الفاصل بين العبث والحقيقة .. بين الحق والباطل .مرت بطيئة كأنها دهر، خيّم خلالها الصمت على الرؤوس..وعادت هيئة المحكمة .. ومباشرة..وفور جلوسهم قرأ رئيسها الحكم:

” جاء في أسباب إدانة المحكمة للمتهم، أن شهود الإتهام أثبتوا أن المتهم يتاجر في العملة لأجنبية، وذلك لما توفر لديهم من معلومات، وأنه تعرف على مفتاح الخزانة..في الظلام،وبإقراره بحيازة هذا النقد الأجنبي، وبناء عليه حكمت المحكمة بإعدام المتهم مجدي محجوب محمد أحمد، شنقاً حتى الموت، ومصادرة المبالغ موضوع الإتهام، وإعادة مبلغ ال (750)ألف جنيه سوداني لشاهد الدفاع عادل أحمد محمد الحاج.

***- ذهول وصمت مطبق، خيم على جميع من بالقاعة! وأنهمرت الدموع..دموع رجال غالية..وأم بدأ قلبها في التمزق وكبدها في التلاشي..اخوة ألجمت المفاجأة ألسنتهم،..وعادل أنفعل وقاد قتالاً شرساً (مشادة كلامية) حماية لصديقه ومجدي المتهم وكعادته كان يهدئ من ثورة الجميع، وطالباً منهم بحرارة، أن يدعو الله له..وأن يلزموا الصبر..ويفوضوأ أمرهم إلى الله… كانت المحكمة الخاصة رقم (2) قد انتهت من إجراأتها، وحكمت على المتهم (علي بشير المريود).. بالإعدام ًشنقا حتى الموت.

مدخل (15):
***- خرج الجميع، خارج قاعة المحكمة..على شارع النيل، وحفيف الأشجاروأوراقها التي تتساقط على الشارع وتحدث صو تا كأنه الدموع..دموع الطبيعة.والنيل الأزرق..هذا العملاق الأبدي يشاهد كل هذه الأحداث ..بصمته الرهيب والمحيّر. ومجدي هذا الصامد في أحلك الظروف. وبعد ليلة إلقاء القبض عليه بمنزله، تم إلقاءلقبض على مساعد الطيار، بالخطوط السودانية جرجس ، نقل من مركز شرطة شارع(1) بحي العمارات إلى مبنى جهاز الأمن، وهناك اجريت له تحقيقات من نوع فريد،ليلاً ونهار لم يسمح له بتناول كفايته من الأكل، أو النوم، أوالإستحمام. رُحّل بعدها إلى سجن (كوبر ) قبل المحاكمة بسبعة أيام، حيث دخل في قسم المعتقلين السياسيين.كان عددهم حوالى (650)معتقلا سياسياً في الأقسام المختلفة .

***- أصدر مدير السجن بالإنابة، العميد سجون (موسى الماحي) أمر بأن يوضع مع مجموعة من المعتقلين السياسيين في القسم (ج)، منهم:الصحفي محجوب عثمان الوزير السابق أيام الرئيس نميري،والأمير نقدالله من قيادات حزب الأمة،والمهندس عقيد(م) صلاح إبراهيم أحمد،والدكتورالمرحوم خالد الكِّد،والأستاذ المحامي مصطفى عبدالقادر،والقاضي عبد القادر محمد أحمد ،والدكتور سمعان تادرس، والدكتور سعيد نصر الدين،والمقدم(م)عمر عبد العزيز وستة أفراد آخرين من الحرس الخاص للسيد الصادق المهدي،رئيس الوزراء السابق قبل الإنقلاب!..والقسم(ج)هذا..به غرفتان فقط.

***- أتى مجدي بصحبة حرس من السجون..إلى هذا القسم، يقوده(وكيل عريف) سجون إسمه(دومينكو).كان في حالة ضعف نوعا ما، ولكنه متماسك وواثق من نفسه وسأل مجموعة الحاضرين:(من أنتم؟!!)،وطلب منهم أن يستحم ويغسل جسده المنهك..رحب به الحاضرون،الذين كانت قد وصلتهم أخبار القبض عليه..وعرّفوه بأنفسهم،وهدأت ثائرته قليلاً بعد أن تعرّف على أحد المعتقلين وهو المهندس عقيد(م)صلاح إبراهيم أحمد وهما من منطقة واحدة في شمال السودان (منطقة حلفا).. نال إستحماما هادئاً، واسترخت عضلاته المتوترة،إلاّ أن وجهه كان ينبئ عن هدوء مثير، ووضاءة لا تخطئها عين..أحبوه جميعا لدماثة خلقه، ومشاركته لنفير طعامهم الذي كان يؤتى به من منزل أحدهم بالتناوب، وكل يوم تعد أسرة أحد المعتقلين بالقسم(ج) وجبة دسمة، بدلاً عن طعام السجن (المعروف).

***- أخذ سهمه معهم في ذلك، وأحضرها إليهم عادل في المداومة اليومية معهم كعادته، صباحا..ومساأ ًتمت المحاكمة في يوم الجمعة، كما ذكرنا آنفاً، وأحضروه إليهم هذه المره وهو محكوما عليه بالإعدام..ووضع في زنزانةأخرى مع المحكومين بهذا الحكم كان بها الدكتور مأمون يوسف أخصائي أمراض النساء، في قضية (إضراب الأطباء الشهير)،وأضيف لهما علي بشير المريود والذي حوكم في نفس وقت وساعة محاكمة مجدي ، بالمحكمة الخاصة رقم (2)،ومساعدالطيار جرجس ، والطالب اركانجلو داقاو من أبناء الجنوب، والذي تم ضبطه بمطار الخرطوم، وكان يستعد للإلتحاق بجامعة(ماكريري) بدولة يوغندا، وهو يحمل معه مصاريف دراسته بالعملات الحرة، بعد أن باع جزء من أبقار أهله بالجنوب..ومتهم آخر يدعى هانئ وليم شكور تم إستبدال حكم الإعدام ضده بمبلغ (30) مليون جنيه سوداني، لأن والدته ذكرت أنه وحيدها..وتم دفع المبلغ..وأطلق سراحه لاحقاً. وكان يسمح لهم جميعاً بزيارة معتقل السياسيين في قسمهم نهاراً، وتبادل الأحاديث معهم.

***-الأيام تمر ببطء، والكل في إنتظار نتيجة الإستئناف الذي تقدم به المحامي الأستاذ عبد الحليم الطاهر، نيابةعن مجدي..تم تقديم الإستئناف للسيد رئيس القضاء وقتها)والرئيس الحالي!! للمحكمةالدستورية القاضي جلال علي لطفي ورغم ذلك كان الكل يركض في جميع الإتجاهات، بحثا عن مخرج أو بصيص أمل..حتى بعض السفراءألأجانب استغربوا من قسوة هذا الحكم وكان يقود محاولاتهم السفير المرحوم عبدالله السريّع سفير دولةالكويت، وسفير حتى السودانيين داخل بلادهم.. لماامتاز به من حسن الخُلق،وطيب المعشر، وعلاقات شتى مع قطاعات عريضة من مجتمع الخرطوم.

***- مازالت الأيام تمر ببطء..والدته تحركت مع مجموعة من الشقيقات، ونساء الأهل والمعارف علهن يحلن دون وصول حبل المشنقة إلى رقبة مجدي . قابلن السيد رئيس القضاء بمنزله، علّه يطلب منهم تقديم إسترحاماً أو ينير الطريق أمامهن بصورة قانونية ولكن سيادته قال لهن جملة واحدة،أصابت الكثيرات منهم بالإحباط : “اخوته هم الذين تقدموا بالبلاغ ضده”!!….انتهت المقابلة وطُردن من المنزل ..حاول معه السيد محمد توفيق، والسيد داؤود عبداللطيف رجل الأعمال المعروف.. ولكن!!

مدخل (16):
-حاولت الأم عدة مرات مقابلة رئيس مجلس قيادة الثورة (الفريق) عمر البشير .. في أحداها قابلها رجل متوسط العمر، به شبه منه، قال لها إنه إبن عم الرئيس، وطلب منها أن تحضر في صباح الغد مبكرةً، ليدخلها المنزل الرئاسي (الجديد) مع الرجل الذي يأتي باللبن يوميا .. نفّذت نصيحته..أتت في الصباح الباكر، وجدت الرجل الذي قال لها إنه أخبر (الرئيس)،الذي يطلب منها الحضور بعد ستة أيام، لأنه مسافر..إلى أين لا تدري ولا إجابة للهفتها على إبنها،..ستة أيام كثيرة جد خاصة وان حبل المشنقة صار يقترب، ويتأرجح .طرقت أبواب أصدقاء زوجها أحمد سليمان المحامي المعروف (أحد مفكري الإسلاميين، بعد أن كان عضو مشهورًا باللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني وأحد أعمدته).. عز الدين السيد رجل الإقتصاد المعروف..عبد اللطيف دهب، سفير السودان الأسبق بالمملكة العربية السعودية..ولكن لا شيئ !!

***- بعضهم حاول وبعضهم (غفر الله له)!..الساعات تتناقص وتركض نحو لحظة التنفيذ..والأم زرعت العاصمة طولاً وعرضاً، تحاول وتحاول ..وتحاول مرة أخرى.. وتتصل عسى أن يكون هنالك بصيصاً من الأمل..وصلتها معلومة مفادها أن (رئيس مجلس الثورة ) سيكون في (استاد الخرطوم) عصر اليوم، ليشهد حفلاً لتخريج دفعة جديدة من ضباط القوات المسلحة..ذهبت وبناتها وبعض النسوة من الأقارب انتظرن أمام بوابة الخروج الرئيسية ..!.. ولكن ، كعادة حكام العالم الثالث، خرج موكب السيد (الرئيس) بسرعة لم تمكنها حتى من رؤيته، فضلاً عن الحديث معه، ولكنهن لحقن به وبسرعة ايضا إلى منزله بالقيادة العامةللقوات المسلحة.. أحد الحرس أمام بوابة المنزل الضخمة..سمح لها هي فقط بالدخول..دخلت إلى صالة الإنتظار التي بها عدة كراسي للجلوس، تهاوت على أحدها من الألم والغبن والقهر، ولكنها لم تكن تشعر بالتعب أو الجوع..كانت زوجة الرئيس (الأولى) (إذ أنه تزوج مرة ثانية .. من زوجة زميله عضو مجلس الثورة العقيد ءلاحقاًء إبراهيم شمس الدين، الذي أحترقت به طائرته العسكرية مع بعض قيادات القوات المسلحة .. في جنوب السودانء )!كانت زوجة الرئيس تتبادل الحديث مع إحدى ضيفاتها، وتصف لها روعة الإحتفال الذي كانت قادمة منه مع زوجها.

***- جاءت والدة الرئيس وجلست بالقرب منها..أخبرتها الأم بقصتها،وانها والدة مجدي..أبدتً تعاطفا معها، ونهضت وإتجهت إلى غرفة في نهاية الصالة، تفصلها ستارة من القماش الخفيف لا تمنع الرؤية بعد التدقيق بالنظر بالنسبة للجالسين بالصالة، خلفها كان يقف السيد الرئيس مستعد للخروج..وشاهدت الأم من مكانها طيف والدة الرئيس ..وهي تخاطب إبنها الرئيس وقليلاً ًمن الوقت عادت لتقول لها:أن (الرئيس) خرج، وهو غير موجود !! .. نظرت الأم إليها بدهشه، لكنها صمتت ولم ترد عليها إلا بالقيام مسرعة لتواصل محاولاتها..ولم تستمع الأخرى إليها..وهي تدعو الله دعاء حار من قلب أم..بدأ فعلاً في الإحتراق..وكانت حرم (الرئيس)كل ذلك الوقت، تحكي لضيفتها عن (روعة) إحتفال، ضباط القوات المسلحة ، في ذلك اليوم.

***- الساعات تتراكض نحو النهاية والأم لم تفقد الأمل، هرولت (إن صح التعبير) ، نعم هرولت إلى سجن (كوبر ) لتملئ عينها من مجدي، وكان قلبها يحدثهاوقلب الأم د ئما دليلهاإن هؤلاء(الناس) ينوون شر بإبنها..وإن الحكم ي سينفّذ!.لم تستطع مقابلته وطلب منها الضابط (المناوب ) بالسجن أن تحاول الإتصال بالسيد (زين العابدين محمد أحمد عبدالقادر)أحد رجالات (نميري )الأقوياء،وأحد نج?

تعليق واحد

  1. الجريمة تقسم الى جناية وجنحة ومخالفة، المخالفات تجاوزاً يمكن ان نطلق عليها وصف جريمة ولكن الحقيقة هي انها مخالفة … عدم تنفيذ القرارات الإدارية تقع دائما في النوع الثالث من الجرائم وهي المخالفة واقصى عقوباتها يجب ان تكون المصادرة والغرامة وشهرين سجن .. الجناية اقصى عقوبة لها هي الاعدام .. لهذا ستظل جريمة مجدي وصمة عار في جبين الكيزان وكم انهم في حقيقتهم مجرد مجرمين

  2. ***- توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي معمر القذافي الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن” أ.ھ. هذا الكلام غير صحيح! تحطيم سجن كوبر إبان زيارة القذافي تم سنة 1985 بعد الإنتفاضة!!

  3. انا لله وانا اليه راجعون اللهم اسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والويل لكم مما تصفون

  4. والله ابكيتني يا رجل لا حولة ولا قوة الا بالله ..لكن الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل ..اللهم انتقم من البشير والترابي وصلاح دولار اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك فانهم لا يعجزونك .اللهم زلزل الارض من تحت اقدامهم اللهم اجعلهم عبرة واية لكل ظالم جبار .اللهم ارحم مجدي برحمتك واجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم اغسله بالثلج والبرد ونقه من الذنبوب والخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس

  5. اخى بكرى تحياتى ..
    باختصار هؤلاء لمة مجرمين لا دين ولا خلق لهم ومن سواقط البشر وعبدة النساء والدولار واولهم المقبور الترابى ..
    هؤلاء لايرجى منهم شىء .
    بس يؤلمنى ان تعرفو وتكنو بكنية الدرجات العلمية العليا لهؤلاء ارى انهم من الجاهلين ..
    المتعلم على حسب علمى المتواضع او البسيط من ينفع الناس او ينتفع بةالامة من علمة ..

  6. مجدي مات بثبات، كما مات صدام حسين.
    أما البشكير فيتبول في سرواله إن رأى فاتو بنسودة في التلفاز.

  7. اقسم بالله الذى لا اله الا هو ان جزمة الديموقراطية بى احزابها الطائفية وسجم رمادها اطهر واشرف واكرم واكثر اخلاقا من الحركة الاسلاموية وابنها الغير شرعى الانقاذ بل من مؤسسى هذه الحركة الواطية القذرة الداعرة العاهرة سياسيا فى مصر والسودان والله الله الله على ما اقول شهيد!!!!!

  8. عزاءنا انه يكون قابل الفطيسة الترابية النتنة النجسة والزبير القاتل وشمس الدين الهالك والله انتقم له منهم وهم في جهنم باذن الله وهو في الجنة.

  9. شمس الدين اتحرق والبشكير ركب اغتنم زوجتة وده يوريك مدى وضاعة هؤلاء، والزبير احترق مثل الجدادة في الشواية والفطيسة الترابية النتنة الجيفة النجسة تتفسخ في قبرها وصلاح كرار ينتظر الموت لقابله الشهيد مجدي وغيره من ضحايا عصابة الفطيسة الترابية النتنة النجسة والبشكير يلهو مع النساء والجواري ولكن الله له بالمرصاد انشاء الله ويدخله قعر جهنم مع ابليس وفرعون باذن الله الا لعنة الله على البشكير واهله الا لعنة الله على البشكير واهله يا رب عجل بهلاكهم في الدنيا واقذف بهم في اقصى اعماق جهنم يا الله.

  10. الاخ بكري

    تسجيلك لهذه الحوادث التاريخية التي حدثت في السودان رائيعة وتحتوي على تفاصيل كثيرة اغلبنا غير مدرك لها ز

    قصة مجدي هذه تزيدني حزناً كل ما قراتها . اليوم اريد ان أسالك سؤال يبدو لي انك لم تجب عليه في هذه القصة وقبل ذلك سؤالي هو ما هو الشخص الذي وشى بالمرحوم مجدي ارجو لو امكن ان تتحقق من شخصه وتذكره بالاسم كما ذكرت مجرمي هذ الماساًة التي اصابتنا جميعاً ولك الشكر تحيتي السر حسن فضل .

  11. ما عارف ليه كلفتتو موضوع عاصم بسرعة كدا ليه قبل ما الناس تاخد وتدي فيه لعل دائرة المحكمة العليا تطلع على النقاش القانوني وتستفيد منه وما تطلع لينا حكم مهبب زي بتاع الاستئناف ولعل الدفاع يعدل طعنه ويطلب شطب الدعوى لعدم كفاية الأدلة واطلاق سراح المدان زوراً وذلك بمذكرة مختصرو ومسوبة ومركزة في النقاط المراد اقناع المحكمة بها لأن هذه مرحلة التركيز والتصويب الدقيق وليس مرحلة خطب وتعميم واطناب وذكر واطراء فلان وعلان فمثلا مقدمة الأربع صفحات الأولى كان يمكن تركيزها في نصف صفحة حول ضرورة التسبيب القضائي وتعريفه وأغراضه وأولها أن يبين القاضي أسباب قناعته وموافقته أو رفضه للحجج والمقولات لا أن يحدثنا عن أنه مقتنع أو مطمئن أو متفق تماما مع أي شيء في القضية مالم يحمل ذاك الشيء حجته داخله؛ فالغرض من التسبيب اقناع القضاة الآخرين في الدائرة والمحكمة الأعلى إن وجدت وقبل ذلك المتهم وهيئة دفاعه حتى يقتنعوا بالحكم وتوفير الجهد في حسم المحاكمة وليس غرض التسبيب يلف ويدور القاضي معبراً عن قناعته ورضاه بالحكم الطعين ويبين لنا أسباب ذلك كما في الراي الثاني الذي بدلاً من مناقشة الحجج التي ساقها الراي الأول ويبين لنا سبب عدم أخذه بها طفق يحدثنا بأنه وزميله الآخر متفقان ومقتنعان بصحةالحكم المطعون فيه بالرغم من رفض زميلهما الأول رفض شهادة الشهود وعضد ذلك بعكس فهم محكمة الموضوع غير المنطقي للقرائن التي عضدت بها شهادة ذات الشهود مما يجعل الرأي الثاني وخاصة كونه كتب بعد الإطلاع على الرأي الأول مما يعد مكابرة ومكايدة باستخدام الأغلبية الميكانيكة لدحضه وليس بتفنيد حججه!!!

  12. واقع جدا أليم و محزن وقد عرف العالم مدي فداحة المحاكم الثورية فتبري العالم منها. ان الأنظمة التي تبني وجودها بالبطش والترهيب تذكر في التاريخ بنفس أوزان الأسام التي ارتكبوها بشعوبهم، ونظام الإنقاذ هو من شاكلت تلك الأنظمة. لقد هلك منهم من هلك وأعتقد ان دعوات تلك الأم ستكون سيف مسلط علي رقابهم طال الزمان ام قصر. لك التحية استاذ بكري

  13. الله يرحمه ويجعله في جنة عليين، فعلا الموضوع يبكيك ، الله يصبر والدته واسرته المكلومه ، وجع شديد وظلم كبير ، من هولاء الرعاع ، اللهم اخذهم اخذ عزيز مقتدر ، وفعلا جريمه يندي لها جبين الانسانيه

  14. الاستاذ العزيز بكري الصائع ارجو منك محاولة تحويل هدة القصة الي فلم وثائقي يحكي بالصورة قصة هولاء الشهداء الاكارم

  15. رحم الله مجدي وجعل البركة في والدته واخوته واخواته ،، كذلك أنا أخي بكري سنويا اتوقع كتابتك عن هذا الموضوع لأنه كان بداية لكل القتل والحرق الذي تلاه في البلد،،، الاستاذ السر حسن فضل سأل في تعليقه #1720580 [السر حسن فضل]
    سؤال غريب طلب فيه منك ذكر الذي افشى بمجدي ،،، استغربت للسؤال لأنه حتى لو كان هنالك من أفشى بالمرحوم مجدي فمعلوم أن المال الموجود في خزينة الاسرة هو مال ورثة ينتظر التوزيع بعد اكمال المرحوم دراسته والعودة من بريطانيا وليس لأي سلطة حق فيه للحد الذي تزهق به روح مالكه بهذه القسوة وكذلك رفيقيه جرجس واركانجلو ،،

  16. الأخ بكري
    حياك الله
    سرد موجع أليم أقرأ ودمعى يسيل
    الله يرحم مجدى رحمة واسعه ويسكنه مع الصديقين والشهداء
    الموت والقصاص والانتقام اكثر أودعهم لظى أشويهم يا رب العالمين
    يا على يا مقتدر

  17. الأخ بكري
    حياك الله
    سرد موجع أليم أقرأ ودمعى يسيل
    الله يرحم مجدى رحمة واسعه ويسكنه مع الصديقين والشهداء
    الموت والقصاص والانتقام اكثر أودعهم لظى أشويهم يا رب العالمين
    يا على يا مقتدر

  18. شكرا أخ بكري ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ مجدي الصغير وأن يوفقه الله ويشب على خصال عمه
    والله كلما نتقابل مع أخيه الحبوب في مدينه لندن
    مرعي ونرى الحزن والصبر على سحنته
    تنطلق من حناجرنا لعنة الله على البشير و على وزبانيته
    اللهم ارحم مجدي واجعل الجنه مثواه وأدخله مدخل صدق
    فالحساب ات لا محالة مسألة وقت ليس إلا ..

  19. استاذ بكري
    ( غناءك حزين)…..

    مجدى الكتلوه الكيزان روحه لسه حائمه فى سماء الخرطوم لم تذهب الى ربها منذ 1989 لانها منتظره الشعب السودانى ينتقم ليها من اخوان الشيطان وبعدين حاترتفع عاليه فى السماء لتستقر عند ربها …

  20. الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

    أدعو كل من قرأ هذه المسآة المحزنة المبكية ألا ينقطع على الدعاء على هذه الشرذمة الفاسدة بكل وأن يضرع إلى الله بأن يذيقهم أصناف العذاب في الدينا والآخر ويسلط عليهم من لا يرحمهم وينتقم لكل من ظلموهم
    ألا لعنة الله على الظالمين
    اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين
    الذي أذهب ريحهم ولا تبقي لهم ولا تذر.
    اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك عاجلا
    اللهم عذبهم في الدنيا وأشفي صدورنا إلى أن يلاقوا عذابك الأكبر الأشد يوم القيامة.
    وصلى اللهم على سيدنا محمد.

  21. الاستاذ بكري
    متعك الله بالصحة والعافية
    ابكتنا الاحداث ونحن نقراء لك سرد فظائع هؤلاء الناس الذين تجردوا من الانسانية وتفننوا في إيلام الشعب السوداني الابي بالتنكيل والتقتيل والتشريد والاذلال .
    اقتراحي جمع كل هذه الحقائق في كتاب جامع ليعلم ابناءنا عن هذة الحقبة الدامية المظلمة في تاريخ هذا البلد .

  22. أستاذنا الغالي/ بكري الصائغ
    لك ألف تحية وتقدير
    لن ننسى مجدي وهو كل يوم يهمس في داخلنا لأخذ الثأثر مِن مَن ظلمه …
    لك تحياتي

  23. سيظل الشهيد مجدى محجوب محمد أحمد بطلا وقد دخل التاريخ من اوسع الابواب وسوف يشيد له الشعب السودانى بعد التحرر من دولة التخلف تمثالا فى قلب الخرطوم رمزا للبطولة والشجاعة.
    الشهيد مجدى الان فى الفردوس الاعلى وعصابة الانقاذ والمؤتمر الوطنى يهابون الميت بعد أن نهبوا وسرقوا وأثرواوقتلوا وهتكوا الاعراض وأغتصبوا حراير السودان وأنهم الان يتعذبون يوميا ويخافون ملاقاة الله.
    “اللهم أرحم الشهيد مجدى محجوب محمد أحمد والزم والدته وأخوانه وأخواته وأقاربه والشعب السودانى الاصيل الصبر وأنا والله لفارقك يا مجدى لمحزونون”

  24. الجريمة تقسم الى جناية وجنحة ومخالفة، المخالفات تجاوزاً يمكن ان نطلق عليها وصف جريمة ولكن الحقيقة هي انها مخالفة … عدم تنفيذ القرارات الإدارية تقع دائما في النوع الثالث من الجرائم وهي المخالفة واقصى عقوباتها يجب ان تكون المصادرة والغرامة وشهرين سجن .. الجناية اقصى عقوبة لها هي الاعدام .. لهذا ستظل جريمة مجدي وصمة عار في جبين الكيزان وكم انهم في حقيقتهم مجرد مجرمين

  25. ***- توفي الأول داخل سجن كوبر بعد أن داهمته نوبة مرض السكري، وتم إطلاق سراح الثاني نسبة لكبر سنه، بعد زيارة العقيد الليبي معمر القذافي الشهيرة للسجن، ومسرحية تهديم حائط السجن” أ.ھ. هذا الكلام غير صحيح! تحطيم سجن كوبر إبان زيارة القذافي تم سنة 1985 بعد الإنتفاضة!!

  26. انا لله وانا اليه راجعون اللهم اسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والويل لكم مما تصفون

  27. والله ابكيتني يا رجل لا حولة ولا قوة الا بالله ..لكن الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل ..اللهم انتقم من البشير والترابي وصلاح دولار اللهم ارنا فيهم عجائب قدرتك فانهم لا يعجزونك .اللهم زلزل الارض من تحت اقدامهم اللهم اجعلهم عبرة واية لكل ظالم جبار .اللهم ارحم مجدي برحمتك واجعل قبره روضة من رياض الجنة اللهم اغسله بالثلج والبرد ونقه من الذنبوب والخطايا كما ينقي الثوب الابيض من الدنس

  28. اخى بكرى تحياتى ..
    باختصار هؤلاء لمة مجرمين لا دين ولا خلق لهم ومن سواقط البشر وعبدة النساء والدولار واولهم المقبور الترابى ..
    هؤلاء لايرجى منهم شىء .
    بس يؤلمنى ان تعرفو وتكنو بكنية الدرجات العلمية العليا لهؤلاء ارى انهم من الجاهلين ..
    المتعلم على حسب علمى المتواضع او البسيط من ينفع الناس او ينتفع بةالامة من علمة ..

  29. مجدي مات بثبات، كما مات صدام حسين.
    أما البشكير فيتبول في سرواله إن رأى فاتو بنسودة في التلفاز.

  30. اقسم بالله الذى لا اله الا هو ان جزمة الديموقراطية بى احزابها الطائفية وسجم رمادها اطهر واشرف واكرم واكثر اخلاقا من الحركة الاسلاموية وابنها الغير شرعى الانقاذ بل من مؤسسى هذه الحركة الواطية القذرة الداعرة العاهرة سياسيا فى مصر والسودان والله الله الله على ما اقول شهيد!!!!!

  31. عزاءنا انه يكون قابل الفطيسة الترابية النتنة النجسة والزبير القاتل وشمس الدين الهالك والله انتقم له منهم وهم في جهنم باذن الله وهو في الجنة.

  32. شمس الدين اتحرق والبشكير ركب اغتنم زوجتة وده يوريك مدى وضاعة هؤلاء، والزبير احترق مثل الجدادة في الشواية والفطيسة الترابية النتنة الجيفة النجسة تتفسخ في قبرها وصلاح كرار ينتظر الموت لقابله الشهيد مجدي وغيره من ضحايا عصابة الفطيسة الترابية النتنة النجسة والبشكير يلهو مع النساء والجواري ولكن الله له بالمرصاد انشاء الله ويدخله قعر جهنم مع ابليس وفرعون باذن الله الا لعنة الله على البشكير واهله الا لعنة الله على البشكير واهله يا رب عجل بهلاكهم في الدنيا واقذف بهم في اقصى اعماق جهنم يا الله.

  33. الاخ بكري

    تسجيلك لهذه الحوادث التاريخية التي حدثت في السودان رائيعة وتحتوي على تفاصيل كثيرة اغلبنا غير مدرك لها ز

    قصة مجدي هذه تزيدني حزناً كل ما قراتها . اليوم اريد ان أسالك سؤال يبدو لي انك لم تجب عليه في هذه القصة وقبل ذلك سؤالي هو ما هو الشخص الذي وشى بالمرحوم مجدي ارجو لو امكن ان تتحقق من شخصه وتذكره بالاسم كما ذكرت مجرمي هذ الماساًة التي اصابتنا جميعاً ولك الشكر تحيتي السر حسن فضل .

  34. ما عارف ليه كلفتتو موضوع عاصم بسرعة كدا ليه قبل ما الناس تاخد وتدي فيه لعل دائرة المحكمة العليا تطلع على النقاش القانوني وتستفيد منه وما تطلع لينا حكم مهبب زي بتاع الاستئناف ولعل الدفاع يعدل طعنه ويطلب شطب الدعوى لعدم كفاية الأدلة واطلاق سراح المدان زوراً وذلك بمذكرة مختصرو ومسوبة ومركزة في النقاط المراد اقناع المحكمة بها لأن هذه مرحلة التركيز والتصويب الدقيق وليس مرحلة خطب وتعميم واطناب وذكر واطراء فلان وعلان فمثلا مقدمة الأربع صفحات الأولى كان يمكن تركيزها في نصف صفحة حول ضرورة التسبيب القضائي وتعريفه وأغراضه وأولها أن يبين القاضي أسباب قناعته وموافقته أو رفضه للحجج والمقولات لا أن يحدثنا عن أنه مقتنع أو مطمئن أو متفق تماما مع أي شيء في القضية مالم يحمل ذاك الشيء حجته داخله؛ فالغرض من التسبيب اقناع القضاة الآخرين في الدائرة والمحكمة الأعلى إن وجدت وقبل ذلك المتهم وهيئة دفاعه حتى يقتنعوا بالحكم وتوفير الجهد في حسم المحاكمة وليس غرض التسبيب يلف ويدور القاضي معبراً عن قناعته ورضاه بالحكم الطعين ويبين لنا أسباب ذلك كما في الراي الثاني الذي بدلاً من مناقشة الحجج التي ساقها الراي الأول ويبين لنا سبب عدم أخذه بها طفق يحدثنا بأنه وزميله الآخر متفقان ومقتنعان بصحةالحكم المطعون فيه بالرغم من رفض زميلهما الأول رفض شهادة الشهود وعضد ذلك بعكس فهم محكمة الموضوع غير المنطقي للقرائن التي عضدت بها شهادة ذات الشهود مما يجعل الرأي الثاني وخاصة كونه كتب بعد الإطلاع على الرأي الأول مما يعد مكابرة ومكايدة باستخدام الأغلبية الميكانيكة لدحضه وليس بتفنيد حججه!!!

  35. واقع جدا أليم و محزن وقد عرف العالم مدي فداحة المحاكم الثورية فتبري العالم منها. ان الأنظمة التي تبني وجودها بالبطش والترهيب تذكر في التاريخ بنفس أوزان الأسام التي ارتكبوها بشعوبهم، ونظام الإنقاذ هو من شاكلت تلك الأنظمة. لقد هلك منهم من هلك وأعتقد ان دعوات تلك الأم ستكون سيف مسلط علي رقابهم طال الزمان ام قصر. لك التحية استاذ بكري

  36. الله يرحمه ويجعله في جنة عليين، فعلا الموضوع يبكيك ، الله يصبر والدته واسرته المكلومه ، وجع شديد وظلم كبير ، من هولاء الرعاع ، اللهم اخذهم اخذ عزيز مقتدر ، وفعلا جريمه يندي لها جبين الانسانيه

  37. الاستاذ العزيز بكري الصائع ارجو منك محاولة تحويل هدة القصة الي فلم وثائقي يحكي بالصورة قصة هولاء الشهداء الاكارم

  38. رحم الله مجدي وجعل البركة في والدته واخوته واخواته ،، كذلك أنا أخي بكري سنويا اتوقع كتابتك عن هذا الموضوع لأنه كان بداية لكل القتل والحرق الذي تلاه في البلد،،، الاستاذ السر حسن فضل سأل في تعليقه #1720580 [السر حسن فضل]
    سؤال غريب طلب فيه منك ذكر الذي افشى بمجدي ،،، استغربت للسؤال لأنه حتى لو كان هنالك من أفشى بالمرحوم مجدي فمعلوم أن المال الموجود في خزينة الاسرة هو مال ورثة ينتظر التوزيع بعد اكمال المرحوم دراسته والعودة من بريطانيا وليس لأي سلطة حق فيه للحد الذي تزهق به روح مالكه بهذه القسوة وكذلك رفيقيه جرجس واركانجلو ،،

  39. الأخ بكري
    حياك الله
    سرد موجع أليم أقرأ ودمعى يسيل
    الله يرحم مجدى رحمة واسعه ويسكنه مع الصديقين والشهداء
    الموت والقصاص والانتقام اكثر أودعهم لظى أشويهم يا رب العالمين
    يا على يا مقتدر

  40. الأخ بكري
    حياك الله
    سرد موجع أليم أقرأ ودمعى يسيل
    الله يرحم مجدى رحمة واسعه ويسكنه مع الصديقين والشهداء
    الموت والقصاص والانتقام اكثر أودعهم لظى أشويهم يا رب العالمين
    يا على يا مقتدر

  41. شكرا أخ بكري ونسأل الله العلي القدير أن يحفظ مجدي الصغير وأن يوفقه الله ويشب على خصال عمه
    والله كلما نتقابل مع أخيه الحبوب في مدينه لندن
    مرعي ونرى الحزن والصبر على سحنته
    تنطلق من حناجرنا لعنة الله على البشير و على وزبانيته
    اللهم ارحم مجدي واجعل الجنه مثواه وأدخله مدخل صدق
    فالحساب ات لا محالة مسألة وقت ليس إلا ..

  42. استاذ بكري
    ( غناءك حزين)…..

    مجدى الكتلوه الكيزان روحه لسه حائمه فى سماء الخرطوم لم تذهب الى ربها منذ 1989 لانها منتظره الشعب السودانى ينتقم ليها من اخوان الشيطان وبعدين حاترتفع عاليه فى السماء لتستقر عند ربها …

  43. الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

    أدعو كل من قرأ هذه المسآة المحزنة المبكية ألا ينقطع على الدعاء على هذه الشرذمة الفاسدة بكل وأن يضرع إلى الله بأن يذيقهم أصناف العذاب في الدينا والآخر ويسلط عليهم من لا يرحمهم وينتقم لكل من ظلموهم
    ألا لعنة الله على الظالمين
    اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم الظالمين
    الذي أذهب ريحهم ولا تبقي لهم ولا تذر.
    اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك عاجلا
    اللهم عذبهم في الدنيا وأشفي صدورنا إلى أن يلاقوا عذابك الأكبر الأشد يوم القيامة.
    وصلى اللهم على سيدنا محمد.

  44. الاستاذ بكري
    متعك الله بالصحة والعافية
    ابكتنا الاحداث ونحن نقراء لك سرد فظائع هؤلاء الناس الذين تجردوا من الانسانية وتفننوا في إيلام الشعب السوداني الابي بالتنكيل والتقتيل والتشريد والاذلال .
    اقتراحي جمع كل هذه الحقائق في كتاب جامع ليعلم ابناءنا عن هذة الحقبة الدامية المظلمة في تاريخ هذا البلد .

  45. أستاذنا الغالي/ بكري الصائغ
    لك ألف تحية وتقدير
    لن ننسى مجدي وهو كل يوم يهمس في داخلنا لأخذ الثأثر مِن مَن ظلمه …
    لك تحياتي

  46. سيظل الشهيد مجدى محجوب محمد أحمد بطلا وقد دخل التاريخ من اوسع الابواب وسوف يشيد له الشعب السودانى بعد التحرر من دولة التخلف تمثالا فى قلب الخرطوم رمزا للبطولة والشجاعة.
    الشهيد مجدى الان فى الفردوس الاعلى وعصابة الانقاذ والمؤتمر الوطنى يهابون الميت بعد أن نهبوا وسرقوا وأثرواوقتلوا وهتكوا الاعراض وأغتصبوا حراير السودان وأنهم الان يتعذبون يوميا ويخافون ملاقاة الله.
    “اللهم أرحم الشهيد مجدى محجوب محمد أحمد والزم والدته وأخوانه وأخواته وأقاربه والشعب السودانى الاصيل الصبر وأنا والله لفارقك يا مجدى لمحزونون”

  47. اللهم ارحم الشهيد مجدي محجوب و ادخله الجنة من غير حساب مع النبيين و الصديقين و الشهداء.
    الحمد لله ان امد الله في اعمارنا حتى نرى بأم اعيننا ما يعانيه هؤلاء السفلة منهم من مات محروقا في طائرته و منهم من مات تحت اطارات سيارته و منهم من اصبح مطارد عالمي و ليه يوم ان شاء الله.
    شكرا ليك كثيرا الاستاذ بكري علي هذا التذكير.
    لعنة اعدام الشهيد مجدي اصابت الدولار و لن ينصلح حاله مهما فعلت الحكومة.

  48. مجدي لم يمت…مجدي شهيد…الشهداء احياء عند ربهم يرزقون…
    الاموات هم المجرمين الطغاة الذين قتلوا الشعب السوداني…لهم خزئ وعذاب في الدنيا والاخرة مخلدين في الدرك الاسفل من النار…

  49. اخى بكرى لن ننسى كل شهدائنا المعلن وغير المعلن – رحمهم الله واسكنهم فسيح جناتة ومجدى مع الخالدين واؤكد لن ننسى القصاص من هؤلاء الخونة.. وانزل الله الكيزان بكل صنوفهم والوانهم نار جهنم واصلاهم فى سقر ,,

  50. شكرا استاذ علي هذا المقال ليس كفلم يعرض بل ككتاب تدرس للاجيال وتصف لهم مدي بشاعة الظلم لسسفلة جهلة اتو ينشرون في الارض فسادا؟ واقتبس جاءت والدت المرحوم تتشفع من الريئس لابنها وذهبت والدة الرئيس لابنها لمقابلة المسكيينة وتقول لها الرئيس طلع؟؟؟؟؟ الله الله حتي امها كذابة؟روفبل ايام عملوا ليها تكريم حاجة……؟؟؟؟

  51. ابكيتني بكاءا حارا.. شددتني بمفردتك لان اعيش كل تفاصيل القصة بكل احاسيسها ومرارة الم والدته.. تخيلت مصير علي عيدالله صالح وايقنت تماما ان الله يمهل ولا يهمل وان دم مجدي ودماء الكثيرين غيره لا تذهب هبا

  52. لقد قرأت هذه القصة أكثر من مرة وكل مرة أقرأها أحس بغض ومرارة كأن القتيل ابني أو أخي، وأحس أن دمه دم كل سوداني وأن الثأر له أمر شخصي وليس خاصاً بأسرته وأقربائه فكلنا أهله وما حدث له يثير فينا كل يوم مزيداً من الغضب على الكيزان الكلاب اللصوص.
    رحم الله مجدي والموت والسحل لعمر البشير الكذاب وزبانية الأمن وكلاب ما يسمى بالحركة الإسلامية

  53. لعن الله لعن الله لعن الله .كل الاسماء التى شاركت فى ذلك الظلم, الاحياء منهم والاموات اللهم لاترحهم ولا تغفر لهم

  54. والله شيء لا يصدق قصة أغرب من الخيال فقد قرأتها ثلاث مرات رحم الله الشهيد مجدي ولكن ربنا إنتقم منهم وبالأخص المدعو إيراهيم شخص الدين شمسيا والمدعو صلاح كرار وقد إشتهر بدولار وأذكر أنه كان يقود كورولا78 عند ما كان ضابطا في البحرية ويعمل وهو ضابطا بتجارة العملة

  55. والله شيء لا يصدق قصة أغرب من الخيال فقد قرأتها ثلاث مرات رحم الله الشهيد مجدي ولكن ربنا إنتقم منهم وبالأخص المدعو إيراهيم شخص الدين شمسيا والمدعو صلاح كرار وقد إشتهر بدولار وأذكر أنه كان يقود كورولا78 عند ما كان ضابطا في البحرية ويعمل وهو ضابطا بتجارة العملة

  56. أستاذنا الغالي/ بكري الصائغ
    جزاك الله خيرا
    لن ننسى مجدي وقد إنتقم الله له وأنتم لا تشعرون.
    أين إبراهيم شمس الدين؟
    أين الزرافة الزبير محمد صالح؟
    أين كرار مع الجنيه والدولار؟
    أين جلال علي لطفي؟
    أين على ثمان طه؟
    أين نافع؟
    وبشة الذي يعذبه الله يوميا بالجنائية الدولية وهو لا يعي أن هذا ما أقترفته يداه ويحسبه مؤامرة عليه!! ولا يعي الإنتقام الآخر الذي جعله يتسول صوت الناخب ليبعد عن شبح الجنائية الدولية!!! وهو لا يضع في حسبانه أن الله ربما في لحظة يأخذه أخذ عزيز مقتدر مثلما أخذ إستاذه الترابي الذي لم يكلف نفسه مشقة تأجيل سفره ليواري سوأة استاذه وولي نعمته الثرى.
    أن الظلم ظلمات وإن الله إلتزم بعزته وجلاله أن ينتقم للمظلوم ولو بعد حين.
    يا الله بعزتك وجلالك أنقذ السودان من هذه الفئة الباغية لقد أزاقوا الأمة السودانية الأمرين.
    أعوذ بالله….

  57. عبرة حرَي و دمع سخين
    هل نبكي علي مجدي المغدور
    ام علي شعبنا المقهور

    كنت قد افتكرت ان سنين الغربة عن الوطن و الاهل قد الجمت قلبي من الاحساس و حجرت دموعي من ان تسيل
    و لكن كشفت زيف اعتقادي بذلك استاذنا بكري الصايغ

    نعم لقد لقي كل من افقد مجدي حياته لقي حتفه بطريقة بشعة نكال ما اقترفت ايديهم
    و لكن ما زالت سياساتهم و فكرهم يسود البلاد .. و انه من المهم ان نعمل سويا علي اقتلاع تلكم الافكار الشاذة قبل الشخوص
    نحن شعب لم نعرف الحقد و لا الضغينة و لا قسوة القلب .. و حقيقة اسأل نفسي كل يوم ( من اين اتي هؤلاء ) !
    لا يشبهوننا و لا فيهم من سماتنا كسودانيين
    من اين اتوا !! و لماذا يحملون كل هذا الكره و الضغينة علينا كشعب
    لماذا يكرهوننا يا صايغ ؟؟
    ماذا فعلنا بهم !

    الله المستعان

  58. الله…مقال مؤلم ينفطر له القلب.العدالة عند رب السماء. اقترح ان يطبع في كتيب وينشر لكل شعوب الارض. ممكن ان يكون موضوع عمل سينمائي حتى تتبين الحقائق ويحصل وعي وثقافة ضد الظلم والقهر وعدم تشريع وتطبيق الاحكام بطريقة مزاجية. هدفنا يا اخوة هو ان نبني دولة القانون وان نساعد في بناء شعب يعرف حقوقه وحدوده.

  59. لم اكره الأنقاذ كما كرهتها بعد قراءة هذا المقال المؤلم الفاجع الواجع …
    تيقنت تماما من مقولة انهم بفوقون سوء الظن العريض ،،،يفوقونه كثيرا كثيرا.
    والله يا استاذ بكري (وماعايزة اقول اخ لاني كرهتها عندهم) ماتتخيل قلبي وجعني على امو واسرتو كيف ..لكن في نفس الوقت استبشرت خير لانه في مثل هذا الكم من الظلم والغدر لاااابد ان تكون النهاية عادلة تماما.
    اللهم انهم لايعجزونك …..

  60. وفي حاجة تانية استغربت لها جدا جدا بعد قراءة هذه القصة… اذا كانت هذه الحكومة بمثل تلك النزاهه والشفافية كيف يعدم مجدي في اموال تعتبر خالصة له،،،، وفي نفس الوقت يعين ابراهيم احمد عمر رئيسا لبرلمان السودان وهو من وضع اموالا تخص الحزب في حساب ابنه خارج السودان ؟؟؟؟!!!!!!!!
    اين المنطق والعدالة في مايحدث حولنا …اللهم لا اعتراض على حكمك !!!

  61. اسرة محجوب محمد احمد عانت من العسكر كثيرا ووالدهم المؤسس عاني من مصادرة اواله وهو الرجل الامي الذي بني ثروته بكده واحتهاده وايضا بدعاوي باتطلة.ثم ولدهم مجدي ايضا بنفس تلك الداوي الباطلة ونحن واهله لحق بنا الظلم الاكبر ايضا من العسكري عبود ورغم ان عبود كان رجلا طيبا وعايش اعمامنا ولما توفي كان منزله ملاصقا لمنزل عمنا الا انه وبدون قصد سبب الاذية الكبري واغرق اجمل مدينة ومنطقة في السودان واهداها الي جيران السوء .رحمه اللع وغفر زنبه ولازال ولده د.ى عمر عبود محبا لنا نحن اهل وادي حلفا..

  62. في حوار صحفي اجرته صحيفة (الجريدة) مع اللواء
    إبراهيم نايل إيدام عضو “المجلس العسكري لثورة الانقاذ”

    القرارات المطبوخة كانت تأتينا قبل ربع ساعة
    من الاجتماع، وبهذا القانون تم اعدام مجدي والضباط
    **********************************
    المصدر: ـ صحيفة “الراكوبة” ـ
    ـ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ـ
    https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-294206.htm
    سؤال:
    نريد مثالاً لتلك القرارات مثلاً إعدام مجدي وجرجس؟!!

    جواب:
    لعلمك مجدي والضباط الذين قاموا بانقلاب لم نسمع بهم إلا بعد دفنهم.

    سؤال:
    وماذا فعلتم؟!!

    جواب:
    *****
    (حانقول شنو) وقد تمت محاكمتهم بقانون القوات المسلحة.

  63. ١ـ
    اوكامبو يطلب من قضاة الجنائية الدولية اعتقال
    وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين
    **************************
    المصدر:ـ لاهاي ـ “دنيا دبنقا” ـ
    ـ ديسمبر/ ٣/ ٢٠١١/ ــ
    طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو امس الجمعة من الدائرة التمهيدية الأُولى إصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع السوداني الحالي -عبد الرحيم محمد حسين -على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور خلال الفترة من أغسطس 2003 إلى مارس 2004 وقال اوكامبو لراديو دبنقا،ان عبدالرحيم محمد حسين هواحداولائك الذين يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية الجنائية عن الجرائم والحوادث نفسها التي وردت في مذكرتي الاعتقال السابقتين بحق أحمد هارون، وعلي كوشيب، حيث كان عبدالرحيم يعمل وقتها وزيراً للداخلية بالحكومة السودانية وممثلاً خاصاً لرئيس الجمهورية في دارفور، متمتعاً بكل صلاحيات ومسؤوليات الرئيس. واضح اوكامبو، ان تلك الجرائم المتهم فيها عبدالرحيم ارتكبت أثناء هجمات شُنَّتْ على بلدات وقرى كدوم، وبنديسي،ومُكجر، وأرولا في محليتي وادي صالح، ومُكجر بغرب دارفور.واضح اوكامبو ان تلك الهجمات اتبعت نمطاً مشتركاً تمثل في محاصرة قوات الحكومة السودانية للقرى، وإلقاءالقوات الجوية بشكل عشوائي،ارتكاب جنود المشاة بما فيهم عناصر ميليشيا الجنجويد،أعمال القتل،والاغتصاب،والنهب في القرية بأكملها، مرغمين 4 ملايين نسمة من السكان على التشرد، ولا يزال 2,5 مليون نسمة منهم يعيشون في مخيمات المشردين داخلياً.

    -(انتهي الخبر)-

    ٢ـ
    ***ـ الاعلان الذي صدر من محكمة الجنايات الدولية بالقبض علي وزير الدفاع، جاء في يوم ٣ ديسمبر عام ٢٠١١، ليصادف عشية الذكري ال(٢٢) عامآ علي اعدام الشهيد مجدي محجوب محمد احمد في ديسمبر ١٩٨٩، وكان هذا الاعتقال في نفس شهر ديسمبر انما هدية من الله تعالي لروح مجدي في ذكري اغتياله!!،ان الله يمهل ولا يهمل .

  64. اللهم ارحم الشهيد مجدي محجوب و ادخله الجنة من غير حساب مع النبيين و الصديقين و الشهداء.
    الحمد لله ان امد الله في اعمارنا حتى نرى بأم اعيننا ما يعانيه هؤلاء السفلة منهم من مات محروقا في طائرته و منهم من مات تحت اطارات سيارته و منهم من اصبح مطارد عالمي و ليه يوم ان شاء الله.
    شكرا ليك كثيرا الاستاذ بكري علي هذا التذكير.
    لعنة اعدام الشهيد مجدي اصابت الدولار و لن ينصلح حاله مهما فعلت الحكومة.

  65. مجدي لم يمت…مجدي شهيد…الشهداء احياء عند ربهم يرزقون…
    الاموات هم المجرمين الطغاة الذين قتلوا الشعب السوداني…لهم خزئ وعذاب في الدنيا والاخرة مخلدين في الدرك الاسفل من النار…

  66. اخى بكرى لن ننسى كل شهدائنا المعلن وغير المعلن – رحمهم الله واسكنهم فسيح جناتة ومجدى مع الخالدين واؤكد لن ننسى القصاص من هؤلاء الخونة.. وانزل الله الكيزان بكل صنوفهم والوانهم نار جهنم واصلاهم فى سقر ,,

  67. شكرا استاذ علي هذا المقال ليس كفلم يعرض بل ككتاب تدرس للاجيال وتصف لهم مدي بشاعة الظلم لسسفلة جهلة اتو ينشرون في الارض فسادا؟ واقتبس جاءت والدت المرحوم تتشفع من الريئس لابنها وذهبت والدة الرئيس لابنها لمقابلة المسكيينة وتقول لها الرئيس طلع؟؟؟؟؟ الله الله حتي امها كذابة؟روفبل ايام عملوا ليها تكريم حاجة……؟؟؟؟

  68. ابكيتني بكاءا حارا.. شددتني بمفردتك لان اعيش كل تفاصيل القصة بكل احاسيسها ومرارة الم والدته.. تخيلت مصير علي عيدالله صالح وايقنت تماما ان الله يمهل ولا يهمل وان دم مجدي ودماء الكثيرين غيره لا تذهب هبا

  69. لقد قرأت هذه القصة أكثر من مرة وكل مرة أقرأها أحس بغض ومرارة كأن القتيل ابني أو أخي، وأحس أن دمه دم كل سوداني وأن الثأر له أمر شخصي وليس خاصاً بأسرته وأقربائه فكلنا أهله وما حدث له يثير فينا كل يوم مزيداً من الغضب على الكيزان الكلاب اللصوص.
    رحم الله مجدي والموت والسحل لعمر البشير الكذاب وزبانية الأمن وكلاب ما يسمى بالحركة الإسلامية

  70. لعن الله لعن الله لعن الله .كل الاسماء التى شاركت فى ذلك الظلم, الاحياء منهم والاموات اللهم لاترحهم ولا تغفر لهم

  71. والله شيء لا يصدق قصة أغرب من الخيال فقد قرأتها ثلاث مرات رحم الله الشهيد مجدي ولكن ربنا إنتقم منهم وبالأخص المدعو إيراهيم شخص الدين شمسيا والمدعو صلاح كرار وقد إشتهر بدولار وأذكر أنه كان يقود كورولا78 عند ما كان ضابطا في البحرية ويعمل وهو ضابطا بتجارة العملة

  72. والله شيء لا يصدق قصة أغرب من الخيال فقد قرأتها ثلاث مرات رحم الله الشهيد مجدي ولكن ربنا إنتقم منهم وبالأخص المدعو إيراهيم شخص الدين شمسيا والمدعو صلاح كرار وقد إشتهر بدولار وأذكر أنه كان يقود كورولا78 عند ما كان ضابطا في البحرية ويعمل وهو ضابطا بتجارة العملة

  73. أستاذنا الغالي/ بكري الصائغ
    جزاك الله خيرا
    لن ننسى مجدي وقد إنتقم الله له وأنتم لا تشعرون.
    أين إبراهيم شمس الدين؟
    أين الزرافة الزبير محمد صالح؟
    أين كرار مع الجنيه والدولار؟
    أين جلال علي لطفي؟
    أين على ثمان طه؟
    أين نافع؟
    وبشة الذي يعذبه الله يوميا بالجنائية الدولية وهو لا يعي أن هذا ما أقترفته يداه ويحسبه مؤامرة عليه!! ولا يعي الإنتقام الآخر الذي جعله يتسول صوت الناخب ليبعد عن شبح الجنائية الدولية!!! وهو لا يضع في حسبانه أن الله ربما في لحظة يأخذه أخذ عزيز مقتدر مثلما أخذ إستاذه الترابي الذي لم يكلف نفسه مشقة تأجيل سفره ليواري سوأة استاذه وولي نعمته الثرى.
    أن الظلم ظلمات وإن الله إلتزم بعزته وجلاله أن ينتقم للمظلوم ولو بعد حين.
    يا الله بعزتك وجلالك أنقذ السودان من هذه الفئة الباغية لقد أزاقوا الأمة السودانية الأمرين.
    أعوذ بالله….

  74. عبرة حرَي و دمع سخين
    هل نبكي علي مجدي المغدور
    ام علي شعبنا المقهور

    كنت قد افتكرت ان سنين الغربة عن الوطن و الاهل قد الجمت قلبي من الاحساس و حجرت دموعي من ان تسيل
    و لكن كشفت زيف اعتقادي بذلك استاذنا بكري الصايغ

    نعم لقد لقي كل من افقد مجدي حياته لقي حتفه بطريقة بشعة نكال ما اقترفت ايديهم
    و لكن ما زالت سياساتهم و فكرهم يسود البلاد .. و انه من المهم ان نعمل سويا علي اقتلاع تلكم الافكار الشاذة قبل الشخوص
    نحن شعب لم نعرف الحقد و لا الضغينة و لا قسوة القلب .. و حقيقة اسأل نفسي كل يوم ( من اين اتي هؤلاء ) !
    لا يشبهوننا و لا فيهم من سماتنا كسودانيين
    من اين اتوا !! و لماذا يحملون كل هذا الكره و الضغينة علينا كشعب
    لماذا يكرهوننا يا صايغ ؟؟
    ماذا فعلنا بهم !

    الله المستعان

  75. الله…مقال مؤلم ينفطر له القلب.العدالة عند رب السماء. اقترح ان يطبع في كتيب وينشر لكل شعوب الارض. ممكن ان يكون موضوع عمل سينمائي حتى تتبين الحقائق ويحصل وعي وثقافة ضد الظلم والقهر وعدم تشريع وتطبيق الاحكام بطريقة مزاجية. هدفنا يا اخوة هو ان نبني دولة القانون وان نساعد في بناء شعب يعرف حقوقه وحدوده.

  76. لم اكره الأنقاذ كما كرهتها بعد قراءة هذا المقال المؤلم الفاجع الواجع …
    تيقنت تماما من مقولة انهم بفوقون سوء الظن العريض ،،،يفوقونه كثيرا كثيرا.
    والله يا استاذ بكري (وماعايزة اقول اخ لاني كرهتها عندهم) ماتتخيل قلبي وجعني على امو واسرتو كيف ..لكن في نفس الوقت استبشرت خير لانه في مثل هذا الكم من الظلم والغدر لاااابد ان تكون النهاية عادلة تماما.
    اللهم انهم لايعجزونك …..

  77. وفي حاجة تانية استغربت لها جدا جدا بعد قراءة هذه القصة… اذا كانت هذه الحكومة بمثل تلك النزاهه والشفافية كيف يعدم مجدي في اموال تعتبر خالصة له،،،، وفي نفس الوقت يعين ابراهيم احمد عمر رئيسا لبرلمان السودان وهو من وضع اموالا تخص الحزب في حساب ابنه خارج السودان ؟؟؟؟!!!!!!!!
    اين المنطق والعدالة في مايحدث حولنا …اللهم لا اعتراض على حكمك !!!

  78. اسرة محجوب محمد احمد عانت من العسكر كثيرا ووالدهم المؤسس عاني من مصادرة اواله وهو الرجل الامي الذي بني ثروته بكده واحتهاده وايضا بدعاوي باتطلة.ثم ولدهم مجدي ايضا بنفس تلك الداوي الباطلة ونحن واهله لحق بنا الظلم الاكبر ايضا من العسكري عبود ورغم ان عبود كان رجلا طيبا وعايش اعمامنا ولما توفي كان منزله ملاصقا لمنزل عمنا الا انه وبدون قصد سبب الاذية الكبري واغرق اجمل مدينة ومنطقة في السودان واهداها الي جيران السوء .رحمه اللع وغفر زنبه ولازال ولده د.ى عمر عبود محبا لنا نحن اهل وادي حلفا..

  79. في حوار صحفي اجرته صحيفة (الجريدة) مع اللواء
    إبراهيم نايل إيدام عضو “المجلس العسكري لثورة الانقاذ”

    القرارات المطبوخة كانت تأتينا قبل ربع ساعة
    من الاجتماع، وبهذا القانون تم اعدام مجدي والضباط
    **********************************
    المصدر: ـ صحيفة “الراكوبة” ـ
    ـ١٢ ديسمبر ٢٠١٧ـ
    https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-294206.htm
    سؤال:
    نريد مثالاً لتلك القرارات مثلاً إعدام مجدي وجرجس؟!!

    جواب:
    لعلمك مجدي والضباط الذين قاموا بانقلاب لم نسمع بهم إلا بعد دفنهم.

    سؤال:
    وماذا فعلتم؟!!

    جواب:
    *****
    (حانقول شنو) وقد تمت محاكمتهم بقانون القوات المسلحة.

  80. ١ـ
    اوكامبو يطلب من قضاة الجنائية الدولية اعتقال
    وزير الدفاع السوداني عبدالرحيم محمد حسين
    **************************
    المصدر:ـ لاهاي ـ “دنيا دبنقا” ـ
    ـ ديسمبر/ ٣/ ٢٠١١/ ــ
    طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو امس الجمعة من الدائرة التمهيدية الأُولى إصدار مذكرة اعتقال بحق وزير الدفاع السوداني الحالي -عبد الرحيم محمد حسين -على خلفية ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في دارفور خلال الفترة من أغسطس 2003 إلى مارس 2004 وقال اوكامبو لراديو دبنقا،ان عبدالرحيم محمد حسين هواحداولائك الذين يتحملون القسط الأكبر من المسؤولية الجنائية عن الجرائم والحوادث نفسها التي وردت في مذكرتي الاعتقال السابقتين بحق أحمد هارون، وعلي كوشيب، حيث كان عبدالرحيم يعمل وقتها وزيراً للداخلية بالحكومة السودانية وممثلاً خاصاً لرئيس الجمهورية في دارفور، متمتعاً بكل صلاحيات ومسؤوليات الرئيس. واضح اوكامبو، ان تلك الجرائم المتهم فيها عبدالرحيم ارتكبت أثناء هجمات شُنَّتْ على بلدات وقرى كدوم، وبنديسي،ومُكجر، وأرولا في محليتي وادي صالح، ومُكجر بغرب دارفور.واضح اوكامبو ان تلك الهجمات اتبعت نمطاً مشتركاً تمثل في محاصرة قوات الحكومة السودانية للقرى، وإلقاءالقوات الجوية بشكل عشوائي،ارتكاب جنود المشاة بما فيهم عناصر ميليشيا الجنجويد،أعمال القتل،والاغتصاب،والنهب في القرية بأكملها، مرغمين 4 ملايين نسمة من السكان على التشرد، ولا يزال 2,5 مليون نسمة منهم يعيشون في مخيمات المشردين داخلياً.

    -(انتهي الخبر)-

    ٢ـ
    ***ـ الاعلان الذي صدر من محكمة الجنايات الدولية بالقبض علي وزير الدفاع، جاء في يوم ٣ ديسمبر عام ٢٠١١، ليصادف عشية الذكري ال(٢٢) عامآ علي اعدام الشهيد مجدي محجوب محمد احمد في ديسمبر ١٩٨٩، وكان هذا الاعتقال في نفس شهر ديسمبر انما هدية من الله تعالي لروح مجدي في ذكري اغتياله!!،ان الله يمهل ولا يهمل .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..