اثر ظهوره بزي مدني في جولة مفاجئة بلا حراسة في وسط القاهرة.. المشير طنطاوي يجس النبض مرشحا للرئاسة وقوانين الانتخابات تثير استياء القوى السياسية

أذاع التلفزيون المصري مساء امس الأول لقطات للمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري، وهو بزي مدني (بدلة سوداء وربطة عنق) ولم تظهر حول المشير أية حراسات، وتوقف المشير عدة مرات للحديث مع عدد من المواطنين الذين فوجئوا بوجوده بينهم وبادرهم هو بالسؤال عن رأيهم في سير حياتهم والمشاكل التي يواجهونها.
وبالرغم من الاعلان عن ان سبب ظهور المشير في وسط القاهرة هو تلبية لدعوة لحضور فرح أحد أقاربه وسط القاهرة، بالقرب من ميدان طلعت حرب حيث قاد المشير سيارته الخاصة بنفسه قبل ان يترجل منها للحديث مع عدد من المواطنين، إلا أن حالة من الجدل الواسع سادت الأوساط السياسية والأحزاب حول مغزى ظهور المشير بملابس مدنية في هذا الوقت. وأعربت العديد من قوى الشباب من المشاركين في ائتلاف الثورة عن قلقهم من ان يكون المشير يجهز نفسه للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكان عدد من الكتاب المحسوبين على النظام البائد قد دعا لترشح واحد من إثنين لسدة الرئاسة المشير طنطاوي أو الفريق سامي عنان قائد القوات المسلحة.
وقال نشطاء على الموقع الاجتماعي الفيس بوك ان ظهور المشير بالزي المدني يعد من قبيل بالونة اختبار للجماهير الغرض منها إعدادهم لتقبل المشير او أي شخصية عسكرية رئيساً لمصر.
وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ قال مرشد جماعة الاخوان المسلمين السابق مهدي عاكف إن ظهور المشير باللباس المدني ليس الأول من نوعه منذ قيام الثورة ولا يعد له قيمة لأن الكلمة الان اصبحت في يد الشعب الذي سيختار رئيساً مدنياً.
وهاجم عاكف وسائل الاعلام المختلفة من صحف وفضائيات بسبب محاولتها الوقيعة بين الجيش والشعب، وأعلن أنه يقاطعها جميعاً بسبب عدم اهتمامها بمعركة إعادة بناء مصر التي هي أهم ما ينبغي على المصريين ان يقوموا به في الوقت الراهن.
وهاجم نشطاء وزير الاعلام أسامة هيكل بسبب ما اعتبره هؤلاء بأنه يمهد الساحة لشخصية عسكرية لرئاسة البلاد وتساءلوا كيف خفي على جميع الفضائيات والصحف نبأ جولة المشير، بينما انفرد بها التلفزيون المصري فيما انطلقت مئات الصفحات على الـ’فيسبوك’ تدين جولة المشير تارة، واعتبر مطلقو تلك الصفحات بأن الساحة يتم تهيئتها بالفعل من اجل تقبل حاكم عسكري، وحمل بعض تلك الصفحات تعليقات منها (ليس مرحباً بالمشير أو غيره من قيادات الجيش بحكم عسكري) و(إلى المشير عد لزيك وعملك الأساسي) و (على جثتي يا طنطاوي) ‘لا لحكم العسكر.. لا لطنطاوي وعنان ) و(لن نعيش في بدلة المشير). ودعا ثوار من حركات شتى إلى تنظيم وقفة بالبدل السوداء في ميدان التحرير للتحذير من الخطة الرامية لبقاء الجيش في سدة الحكم، كما دعا مدونون ونشطاء لأن يكون الهدف الاول لجمعة 30 سبتمبر التنديد بجولة المشير.
ووجه الناشط وائل غنيم عبر صفحته رسالة عتاب للمشير فحواها ‘بصراحة شكلك أحلى في العسكر’، كما انتقد وزير الاعلام عبر إصدار اوامره لتغطية التليفزيون المصري لجولة المشير قائلا ‘التليفزيون المصري بأدائه الإعلامي القائم على النفاق يثبت يوماً بعد يوم ان الفجوة اللي بينهم وبين جيل الشباب الإنترنتي هي فجوة حضارية’.
وفي تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ قال الكاتب الدكتور حسن نافعة بأنه ليس هناك من دلالة على ان الغرض من جولة المشير تأهيل الرأي العام لقبوله رئيساً.
واضاف بأن الحالة الصحية للمشير لا تسمح له بأن يرشح نفسه، كما أنه لم يعهد عنه وجود طموح للعب دور سياسي في أي فترة.
وفي سياق متصل تواصل تنديد مرشحي الرئاسة برفض المجلس العسكري الاستجابة لرأي الجماعة الوطنية بشأن أن تكون الانتخابات البرلمانية بنظام القائمة وليس طبقاً للنظام الفردي.
وأشار عمروموسى المرشح الرئاسي الى انه ينبغي على المجلس العسكري الاستجابة للمطالب الشعبية في هذا الشأن. واضاف بأن الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي ستكون هي أساس المرحلة المقبلة، وأكد على ضرورة اعتماد أسلوب ‘اللامركزية’ كأسلوب حديث في إدارة البلاد، واقترح على المجلس الأعلى للقوات المسلحة تشكيل لجنة مكونة من 100 شخص يكون هدفها معاونة المجلس العسكري على عبور المرحلة الراهنة.
وقال موسى انه لابد أن تتم إجراءات الانتخابات من الآن، معللاً ذلك بأنه ليس هناك سبب أو مبرر لتأجيلها، لأن هذا التأجيل سوف يؤثر على استقرار البلاد، فيما نددد حزب الحرية والعدالة بالمجلس العسكري لكونه خالف الإجماع الوطني بعد وعده في الاجتماع بأنه سيعدِّل القانون كي يتناسب مع الوضع الجديد بعد الثورة بعيدا عن التعديلات التي لا تخدم أي قوى وطنية شريفة، إلا أصحاب الأموال وأعضاء الحزب الوطني الفاسد.
وقال سعد الكتاتني القيادي بالحزب ان التعديل الذي حدث لقانون الانتخابات لا قيمة له ولو كان المجلس العسكري صادقاً في نواياه لسارع في تفعيل قانون الغدر. وهدد بأن الإخوان على استعداد للتضحية مرة أخرى لتطهير هذا الوطن من الخونة والفاسدين الذين دمروا الاقتصاد ونشروا الفقر والجهل والمرض بين الناس وأن الشعب لن يسكت على من يسرق ثورته.

القدس العربي