مقالات وآراء

 حتى لا نلدغ من الجحر مرتين

وقع بيدى اليوم موضوع كتبته بعنوان الانقاذ وعتاب جرد الحساب منشور بجريدة الراى العام يوم السبت ٢٨جمادى الاولى١٣٢٠هالموافق ١٩٩٩/٨/٢٨م العدد ٧٢٨.. ورأيت من المناسب اعادة نشرة ليطلع عليه من لم يحضر العقد الاول لنظام الانقاذ،المشؤوم من شباب اليوم ومن حضر و اصاب ذاكرتهم بعض غباش مصنوع من الذين عايشوا تلك السنوات العجاف. .
|وقبل ذلك لمن يسودون الوسائط الآن بالحديث عن التدهور الاقتصادى الحادث الآن وارتفاع الاسعار..رغم علم كل حصيف بان الامر لا يعدو ان يكون استمرارا لما احدثته الانقاذ بالوطن من تمكين و خراب وتعقيدات اقتصادية وامنية لم تسقط بعد. ولاهمية ماجاء به من توثيق لتلك المرحلة التى غيرت الكثير بواقع السودان الذى كان..
ولخمول فكر هؤلاء القوم الذين يعيدون التكرار الممل لخطوهم وخطو غيرهم حذو النعل بالنعل ..حتى بالزرائع والشعارات و الهتافات..ولاقتران هذا الامر بما نشاهده اليوم وماهو معلوم عن هذه الجماعة من استغلال بشع للمناسبات الدينية والاماكن التعبدية..وما قد تحدثه خلال هذا الشهر الفضيل من تعكير لصفو الوطن.. رغم التحديات والمحاذير الصحية..والتى وضح ان لاوازع دينى ولا اخلاقى اوانسانى يحول بينهم واستخدامها كمطية لتحقيق اجندة سياسية.. اعيد نشره على حلقات ٠٠
عقد الانقاذ وعتاب جرد الحساب(١) لاجل تهيئة الملعب كانت الاستراتيجيات تنفذ بدقة كان راس الرمح تهيئة الناس ضد الوضع الديمقراطى القائم عن طريق الندوات والمظاهرات والاعلام الصحفى بكافة مدارسه التحريضية وكانت ثورة المصاحف ومسيرات امان السودان وصحف الراية والوان من ادوات التعبئة التى تعزف على الاوتار الحساسة لدى الجماهير كما ان هيمنة طلاب الاتجاه الاسلامى على الاتحادات الطلابية والبعد التنظيمى لهم وطبيعة الانتماء العقائدى جعلهم الاكبر صوتا والاكثر مقدرة على تحريك القطاعات الطلابية وهى الاكثر اثرا لطبيعة تواجدها وتمتعها بحرية الحركة وبدون محاذير.
وما يعتريها من عنفوان وما يضفيه عليها البعد العقدى من التزام… كانت العاطفة الدينية.. والمعاناة..والفساد..من اهم الاوتار التى كانت تعزف عليها ادوات الجبهة القومية الاسلامية لانها تماثل ايقاعات الدلوكة والمردوم و الطنبور فى تحريك مشاعر السودانى واضافت لها اتفاقية الميرغني -قرنق المعروفة باتفاقية السلام السودانية والمتوقعة بتاريخ ١٦/نوفمبر ١٩٨٨ وترا جديدا اسمه الاستسلام وهو من الاوتار التى ظلت تعزف عليها الحكومات العربية والحركات القومية العربية على السواء حتى صارت من اكثر المصطلحات العربية تداولا منذ زيارة السادات لاسرائيل بمنتصف عقد السبعينات..
وقد اضفت الحركة الاحتجاجية والتعبوية والتى هدفت اصلا لتهيئة الاجواء لتقبل القادم القريب..اجواء دينية على هذه الاتفاقية واعتبرتها تنازلا عن الشريعة الاسلامية..وكانت هتافات شريعة شريعة والله نموت الاسلام قبل القوت..ومليون شهيد فداء،التوحيد تملأ عنان السماء.. كل مراقب لاجواء الساحة ماقبل نهاية شهر يونيو ١٩٨٩ كان يدرك ان هناك شبح انقلاب قادم.. وبقرأتى المتواضعة للوضع كتبت مقالا لصحيفة الخرطوم خلال شهر يونيو ١٩٨٩ بعنوان احذروا المغامرة الجديدة لكنه لم يرى النور حتى صحونا على ايقاعات المارشات العسكرية صبيحة الثلاثين من يونبو١٩٨٩ بعد قضائنا لليلة ساخنة امام التلفاز نشاهد مداولات الجمعية التاسيسية حول الموازنة العامة والتى وقع عبء،انفاذها على نظام جديد…والغريب فى الامر ان الانقلاب لم يكن مجرد ارهاصات او استنتاجات سياسية فقط بل ان الامر وصل عند الكثيرين لحد اليقين حتى لدرجة معرفة التاريخ.وما ورد بقلم الاستاذ ادريس حسن بالصفحة الاخيرة من صحيفة الراى العام الغراء خلال الايام الفائتة عن ضابط الجيش الذى يتصل به عبر التلفون باسم اخوك عابدين وما اخبره به من مواعيد حددت لانقلاب عسكرى واهتمام ادريس حسن بالامر واخطاره للسيد محمد عثمان الميرغني واهتمام سيادته بالامر دليل على ذلك والغريب ان هذا الضابط اتضح فيما بعد انه العميد م.
عبدالعزيز خالد قائد قوات التحالف السودانية الذى يقاتل الآن لاسترداد الديمقراطية!!! رغم ذلك لم يتم تدارك الامر قبل وقوعه فامر الله نافذ ولحكمة يعلمها الله وجدت الجبهة الاسلامية نفسها على قمة السلطة تنفذ استراتيجياتها المعلنة والخفية….
عادل محجوب على
[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..