مقالات سياسية

السودان وغياب الضمير الوطني

عندما اخترت هذا العنوان الكبير والذي يحتاج الى تأليف كتب لمضمونه الواسع والمتشعب لمعانيه المترامية انتابني الكثير من الشعور والشك أنني قد يحسبونني منافق أو مدلث وربما حقاطي احيانًا تماشيًا مع تلك المقولة السائدة والتي ينفخ فيها نفوذ العهد البائد ، هذه الأيام لكل من كان له رأي  من المؤكد أن الكل اصبح مستوعب وفاهم وعارف جليًا ما وصلنا اليه من دونية وتقاعد وتحارب في كيفية أن يكون السودان وكيف يحكم وتلاقي الآراء في بوتقة موحده تسمى دولة ذات سيادة في القرارات المصرية بالذات اقتصاديـًا لأننا حبانا الله سبحانه وتعالى بكثير جدا جدا من الثروات النادرة والنفيسة في باطن الأرض وظاهرها وقد سمونا سلة غذاء العالم لما لأرضنا من تميز تفضيلي عن بقية الأراضي الزراعية بالعالم. ولكننا وبكل اسف لا نستطيع  أن نجد المواطن النظيف الشفاف المؤهل الذي يمكنه إدارة تلك الثروات وتنظيمها ليعود ريعها لصالح بلده الأم السودان وحتى يقف ضمن الدول الكبرى الصناعية أو شبه  . وتنسج له كافة العراقيل  بشتى بأنواعها العنصري البغيض والتخوين والتتفيه  واحاكة كافة أنواع التصبيط والعمل والتخطيط لأفشاله وربما التخابر ورسم الخطط للانتقام منه أو قتله رغم وطينته التي لا تخطاؤها العين التي استمد منها تلك الوطنية الجارفة وتتكالب عليه كل الجهات الحكومية منها والحزبية  والجهوية والمدنية حتى يصبح منبوذ . وهنا يتبادر لذهن المواطن السوداني الثالوث المتأصل من عدم النهوض بالسودان من كبوته حيث نحن نعلم وغيرنا يؤكد والمراكز والبحوث العلمية والعالمية تؤكد بان السودان ذاخر بشتى أنواع الثروات واندرها بالكم والنوع مثال( البترول- اليورانيوم..الخ) على الكرة الأرضية بثروات العالم بأجمعه في أمس الحاجة لها وتحتاج لثورة تفجرها إرادة سودانية قوية مخلصة تراعي في القمام الأول المصلحة العليا للوطن والعلماء السودانيون بغالبيتهم يعلمون علم اليقين بان السودان لا يزال بلد بكر لم يتم الاستفادة لو بجزئية لا تتعدى 2 بالمئة من إجمالي  مدخراته العظيمة والنفيسة .

وبعد ثورت ديسمبر السلمية العظيمة المجيدة التي  أزاحت النظام الدكتاتوري الفاشي  البغيض  والذي كان يجسم على مراكز القوى بمفاصل الدولة ومنهم من خصصها لنفسه وأهله  وذويه للحزب الحاكم وقتها المؤمر الوطني وأذرعه في شكل حكومة موزاية لحكومة السودان الأصلية والبعض سجلوها شركات خاصة تدر عليه أرباح سنوية بالمليارات من الدولارات  يعيش على خيرات ثروات مهولة  بالسودان من هو في باطن الأرض أو على سطحها أجبرت العالم على احترام المواطن والشعب السوداني وما سطرته من قاعدة جديدة في مراكز القوى العالمية والتي تتحكم في برامج وتأمين استخراج المارد من القمقم . وقد تولى ذلك في حينه د/ عبد الله حمدوك الموقر  ولما له من كرزمة اقتصادية ورقم عالمي مشهود له من الأعداء قبل الاشقاء لما عرف عنه من حنكة وتبصر وخبره وعقلانية فذه نادرة  لا يشق لها غبار حول العالم  وبذل قصارى جهده أن يخرجنا من الظلمة التي كنا نعيشها لأكثر من (30) عاما الزمن الغابر  وذلك  بسعية الحثيث الدؤوب والمخلص والمتفاني   لرفع أسم السودان من الحظر العالمي الذي كان مكبل به،  أضافة الى تخفيف تلك الديون التي أثقلت كاهل الاقتصاد التي كانت مخيمة عليه . وأكد منذ الحظة الأولى لتوليه دفة الحكم لرئاسة مجلس الوزراء . وإعلانه الخطط والبرامج المصاحبة مستمد ذلك من البلدان التي سبقتنا في تلك المجالات،  بعدم تصدير الثروات السودانية بصورتها الأول بالعهود البائدة خام كمثال ( السكر + الصمغ العربي+ المواشي) وهي عديدة ومتنوعة ليتم صنيعها داخليا بالسودان بدلا من  البلاد التي تصدر اليها وإعادة تصنيعها ووضع علامات تم التصنيع في … بدلا من أن يكون السودان بلد المنشاء والتصنيع . ونادى بأعلاء  لخلق بيئة وبينة اقتصادية تحتية جديدة  تعتمد على ضرورة الاستفادة القصوى من تلك القيمة الإضافية للصادرات ومدى تأثيرها خلق مشاريع تنموية تساند الاقتصاد حتى يخرج من ذلك النفق الكئيب الحالك مما يعود على الشعب والمواطن بمزيد من التنمية في كافة مناحي الحياة الطبي والتعليمي والبنية التحية والازدهار والاستقرار الأمني والمعيشي. على انقاذ السودان . وبكل أسف كان ولا يزال يطلق عليه أنه متآمر أو عميل للأجانب في حين أنه كانت هنالك فظائع ترتكب نهارًا جهارًا من كافة القطاعات فسادًا تأذى منه البشر والحجر وأذكم الأنوف وتم وضع قوانين وتشريعات عبر المجلس الوثني الوطني الخاص بقانون ( قميص عامر)  بعدم تجريم ممن كانوا يتولون اتخاذ القرارات السيادة منها والمحلية أو الإقليمية حتى تصبح في أرصد حسابتهم الخاصة خارج البلاد  وشركاتهم وأذرعها ببعيده عن الذاكرة . فقه التحلل للقطط السمان . وأستمر الحال ولا تزال هنالك بواقي تفسد وتنخر في خاصرة الوطن  والحرب الأخيرة التي أكلت الأخضر واليابس حيث أن الانتقال للمدنية سوف يقفدهم تلك المزايا والتسهيلات التي يمتلكونها بدون وجه حق . وبقية الشعب يعاني الأمرين ما بين فقير معدم وحبيس في ديون لا طائل له بسدادها ربما حتى يلتحق بالرفيق الأعلى . ونحن لا نزال نردد كلمته الشهيرة للقائد الملهم د حمدوك هنالك ضوء في أخر النفق وسوف نعبر مهما كلفنا ذلك في ظل مدنية وديمقراطية سلسه تفجر ما بالسودان ثروات تذهل العقول . ونرقى للصفوف الامامية للبلاد التي حولنا ويكون لنا موقعنا وإرادتنا الوطنية في اتخاذ القرار والعمل على انقاذ المواطن مما هو فيه والعيش بنعيم ورفاهية وأمن واستقرار .

يحدونا الأمل حتى يتحقق ذلك الحلم على يد مواطن أمين مخلص عملا بالقول  فاستأجر القوى الأمين . والله من وراء القصد والله المستعان .

مواطن صاحب ضمير عدلي خميس

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. للاسف أن ما يعانيه السودانيين أكبر من مسألة غياب الضمير الوطنى.
    و أن الأشكال الرئيس هو ( البوصلة الاخلاقية المنحرفة ) نتيجة الممارسات و التقاليد و الثقافة السودانية الخاطئة , فالعنصرية الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و التعليمية _ (كانت تلك الممارسات **لبناتها و جزورها** التى أشرئبت بأزماتنا المتعاقبة لتذدهر) _ زقوما صبغ للمواطنين.
    فبعد أن كانت الواسطة و المحسوبية المبنية على الجهوية و الحزبية و القبلية و العقائدية و اللونية هى السائدة فى دمار السودان , أختط لها الاسلاميين المزيد من القنوات عبر التمكين و تم شرعنتها , فأنتجت الدكاترة و المهندسين و الخبراء الاستراتيجين وحتى السياسيين بتأهيل سالب و مضر نسبة لعدم جدارتهم أصلا بمباعثهم التى أقامتهم عليها السياسات السودانية.
    و تعدى تأثير الثقافة السودانية (الممارسات الحياتية) الجوانب المذكورة اعلاه _ الى الذوق البشرى للمواطن , فبات مؤيدا لكل ما يشمئز منه الناس , من موسيقاه و مطعمه حتى رؤسائه ومسئوليه لتحول وعيه الى مسخ غريب. قاومته بعض الفطرة البشرية فى اللاوعى السودانى دون أدراكهم الحقيقى لجزور المشكل , فتغنوا على الدوام _ نحو سودان جديد.
    مالك عقار نفسه و قبل أسبوع كان يصرح بأعادة هندسة الوعى السودانى رغم خطل الرجل المؤكد _ الخبر منشور على الراكوبة كمرجع .
    حتى الاسلاميين السودانيين حاولوا التغيير من منظورهم الأجدب فأنتجوا المشروع الحضارى السالب الذى سقط داويا.
    تبقى الحلول فى حراك المجتمع عبر مثقفيه ممن تفتحت أحداقهم على بشاعة الانحراف الاخلاقى السودانى الاقتصادى و السياسى و المجتمعى أن يرموا بأحجارهم فى مستنقع المجتمع السودانى الراكد , لتتبعها أجراءات قانونية تفتح الباب لثورة ثقافية عبر المنابر الحرة و مؤسسات الدولة على رأسها التربية و التعليم و الثقافة والاعلام. والأهم من ذلك كله _ بان يوكل أمر التغيير الى شركات و متخصصين عالميين لمتخصصين فى علم الاجتماع السياسى.

  2. يغيب الضمير الوطنى عندما يغيب الوعى .. ثلاثون عام ينخر سوس الإنقاذ فى عظم الوطن حتى اصابه الوهن .. اسوأ ما افرزته الإنقاذ ثلة من ارزقية الإعلام والصحافة تحولت مواعينها الى مواخير و ابوق تنشر الكذب وتمارس التضليل لتغييب الوعى بدلا عن نشره وإعلاء قيمته لأهميته فى البناء و التطور .. مجموعةمن الأرزقية الجهلاء باعو انفسهم للشيطان من أجل المال فبرروا الفساد وبرأوا المجرمين .. كل من لديه ذرة من الفهم والعقل يعلم تماما ان هذه الحرب العبثية اشعلها فلول النظام السابق بهدف إخماد الثورة السلمية التى اسقطت نظامهم وإنهاء تمرد الدعم السريع وإعادته كمليشيا تابع لتنظيمهم وتجريم الشرفاء من اناء الوطن المنتمين ل ق ح ت المركزى .. واقع الحال وبسبب هؤلاء الأرزقية المنتشرين فى مواقع التواصل والقنوات الفضائية يعتقد قطاع كبير من هذا الشعب المغيب عن الوعى ان الشرفاء من ابناء الوطن هم حاضنة سياسية لهذه المليشيا المجرمة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..