قريبا من سيرة البحر ..!

الزميل الظريف الأستاذ الكبير جعفر عباس ( ابوالجعافر ) له التحية من على البعد وحينما كان يعمل في إحدى الصحف الإماراتية منذ سنوات عدة.. قرأت له إستراحة طريفة خطها بقلمه الساخر الرشيق ذكر فيها أنه كان طريح المستشفى في العاصمة ابوظبي وكانت تشرف عليه إحدى الممرضات الهنديات الجميلات فاراد أن يعبرلها عن متانة العلاقات بين الشعبين الهندي والسوداني المتمثلة في إعجابنا بالسينما الهندية وجمال مناظرها الخلابة و ملاحة وجوهها الجذابة مثلما إننا نقدرجدا المهاتما غاندي والبانديت نهرو و الشاعر طاغور .. فاستمعت له بأدب حتى أنهى خطبته العصماء ..فما لبثت كثيرا قبل أن تهم بمغادرةغرفته حتى سألته ببسمة بلهاء وهي تهز رأسها على طريقة الإستفهام الهندية المعروفة.. من هؤلاء هل كلهم أصدقاؤك !
طبعا المقصود هنا أننا أهل السودان تزدحم روؤسنا بالمعلومات عن رموز العالم ونهتم بامور الدول السياسية ونتابع الأحداث المختلفة وهي بالطبع محمدة تحسب لنا و تميزنا باعتراف الآخرين كشعب مطلع.. على عكس الكثيرمن الشعوب التي تثقف نفسها غالباً في حدود إختصاصها حتى بالنسبة للصفوة المتعلمة.. أما بقية ماليس في شهره لهم نفقة فيتعاملون معه بمنطق مليش دعوة باللي ماليا فيه مصلحة !
زرت الهند عدة مرات وتجولت في معظم كبريات مدنها مثل نيودلهي ومومباي وبونا و احتككت بقطاعات متباينة من السحنات والألسن من بني شعبها .. فإذا سألت طبيبا مثلا ًفي مستشفى مدراس عاصمة ولاية تاميل نادو الجنوبية عن رئيس الوزراء الإتحادي في دلهي أو حتى رئيس الجمهورية نفسه فلا تستغرب أن يرد عليك بأنه لايعرفهما و ليس معنيا بمن يكونا اصلا .. لان مصالحه متوفرة وخدماته مرتبطة كلها بالحكم الولائي بصورة كاملة وهي تمثل دولة مصغرة بكل مقومات الحكم الذاتي من إدارات و إعلام وصحف ومطارات ومحطات سكك حديدية عملاقة و صحة وتعليم وسياحة الخ .. ومايهم المواطن فيها هو إنتخاب حاكمها وحكومته ونواب برلمانه وليس له غرض في حكام المركز المعنينون أساسا بالسياسة الخارجية للدولة وأمورها السيادية والأمنية القومية العليا وغيرها من السياسات العامة !
نحن في السودان ننشغل كثيرا بما يجري في المركزلانه يشكل حجر الثقل في كل شي مرتبط بحياتنا ولذلك نهتم بتشكيل الحكومةالمركزية في ظل الدورالثانوي التي تلعبه الحكومات الولائية ومجالسها التشريعية التي تصبح صورة شكلية في ظل قصور دورها في الوصول الى المواطن لتغنيه عن التطلع الى ما يجري في العاصمة !
فتصبح مصاعب ترهل الحكم فيها الى جانب هلامية حكم المركز عبئا على المواطن .. لاهي قصرت الظل الإداري وقربت الخدمات الضرورية منه ولاهي حدت من تمدد الجهازين ليخفف من الضغط على الميزانية العامة لتمد يدها لتنمية الريف في ظل ضعف موارده التي لا تغطي مجرد مخصصات هذه الجيوش الجرارة من تلك الأجهزة المتداخلة الإختصاصات الى درجة التضارب والمعاكسات البيروقراطية !
مما يجعل من مبدأ الحديث عن تطبيق الحكم اللامركزي محض شعارات لا تمت للواقع بصلة وليس له علاقة بتحقيق مصالح المواطن الضرورية الذي يضطر لآن يقف في منتصف الطريق بين مساري الجهازين..وفي كل الحالات هوالضائع بين الدربين!
[email][email protected][/email]
طبعا المقصود هنا أننا أهل السودان تزدحم روؤسنا بالمعلومات عن رموز العالم ونهتم بامور الدول السياسية ونتابع الأحداث المختلفة وهي بالطبع محمدة تحسب لنا و تميزنا باعتراف الآخرين كشعب مطلع..
بقدر فخري بجيلك أستاذ برقاوي والأجيال السابقة أجدني حزينا على جيلي والأجيال اللاحقة من قلة الثقافة وضعف التخصص بسبب تردي التعليم وضيق الحياة.
حكي لي أحد الزملاء قصة عن شلة من السودانيين في دولة خليجية أيام زمان.
هذه الشلة لها ( قعدة ) نصف حمراء ومعهم خليجي من تلك البلاد فقال أحدهم : لماذا نحن لا نؤم الناس في الجمعة مثل الجاليات الأخرى؟
خلاص الجمعة الجاية علينا.
وقعدوا اكتب اكتب اشطب زيد نقص ( عملوا خطبة ) ويوم الجمعة من بدريييي قعدوا قدام
وقام صاحبنا صعد المنبر زي الترتيب ما في أي كلام ( خطبة محزمة وملزمة )
قال الخليجي : إنتو السودانيين في كل شيء تجو أول.