مقالات سياسية

ما الذي يخيفهم و يرعبهم؟

د. زاهد زيد

شهدت الساحة السياسية حدثين سودانيين على المستوى العالمي :

  1. فجأة وبعد أن أختفي وغابت أخباره يسلم على كوشيب نفسه طائعا مختارا لمحكمة الجنايات الدولية كأحد المطلوبين في جرائم الابادة في دارفور.
  2. وتجيز الأمم المتحدة ارسال البعثة الأممية تحت الفصل السادس والتمديد لليوناميد.

وقامت قيامة الكيزان وهاجوا وماجوا وأصلا لم تخمد النيران في صدورهم من جراء قرارات لجنة ازالة التمكين.

ما يهمنا هنا أن نقوله ، هو ما يثار الآن من أقوال وحكايات تروى عن ما خلفه القبض على كوشيب من خوف ووجل عظيمين.

هذا يرتبط بملابسات اختفائه أو الرساله ليقاتل في أفريقيا الوسطي للتخلص منه وربما فضل هو الهروب هناك لينجو بنفسه، فقد أحس الرجل أنه أصبح يشكل خطرا على قادته الذين دفعوه وورطوه في عمليات القتل والإبادة.

ولعل الرجل ظل خائفا من عملية إغتياله والتخلص منه حتى وهو بعيد فقرر أن يسلم نفسه ، فالسجن أحب إليه من القتل .

وما أرعب القوم وما كانوا يخشونه حدث بالفعل، وسيخضع الرجل لعمليات تحقيق مكثف بواسطة محققين خبراء في عصره عصرا ليخرجوا منه كل ما عنده من معلومات.

والرجل ليس هو الهدف الأول في قضية الإبادة الجماعية، ولكنه كنز من المعلومات الدقيقة لما حدث في دارفور، فالصف الأول والثاني هم الهدف، وهم الذين كانوا يخشون وقوع كوشيب في يد العدالة الدولية.

لا يستبعد أن يؤثر هذا الحدث بصورة أو أخرى في مجرى السياسة الحالي، فالمتوقع أن يبلغ الرعب والخوف مما يجره عليهم اعتقال كوشيب مبلغه في الذين قد يورطهم كوشيب في القضية وهم من سعى لتصفيته والخلاص منه وتسببوا في أن يسلم نفسه لينجو منهم.

هؤلاء قد يدفعهم الخوف إلى القيام بمغامرة ما لقلب الحكم والاستيلاء على السلطة بالقوة.

وهذا غير مستبعد تماما، والكيزان معروفون بجبنهم وخوفهم من العدالة الدولية.

لا نستطيع الجزم والأيام حبلى ، أن نقرر بشأن من هو خارج أسوار السجن في كوبر ولا يزال ممسكا بجزء من السلطة ومواطن القوة في الجيش.

ولكن الحقيقة التي يجب ألا تغيب عنا أن القرارات الدولية مثل قرارات الامم المتحدة في شأن السودان وقرارات محكمة العدل الدولية ، لابد أن تنفذ شاء من شاء وأبى من أبى ، فلا يستطيع أحد أن يعطل وصول البعثة الأممية ، كما وأن لا أحد يستطيع منع القبض عاجلا أو آجلا على المطلوبين للجنائية.

والإنقلاب الذي يمكن أن يحمي القتلة مستحيل بقرار شعبي لا يرضى برجوع حكم الكيزان مهما كان وبأي لباس ظهر.

الأيام القادمة حبلى بكل جديد ، خاصة عندما يكتمل وصول البعثة الأممية وتظهر نتائج التحقيقات مع كوشيب. 

د. زاهد زيد
[email protected]

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..