أخبار مختارة

إلى لاهاي حَافياً دُونَ (مَركُوبٍ) أيُّها الْجَازِمُ

علي تولي

يَتَحقَّقُ النصرُ يوماً بعدَ يوم تحت كلِّ هذا الصَّبر على ابتلاء ثلاثين عاماً خَلَت من تاريخ السودان الحديث عانَى فيها إنسانُ السودان أقسَى مرارَاتِ الحِرمانِ من الحياة الكريمة، استولَى فيها غُلاةُ الأطماع باسمِ الدين على كلِّ شيءٍ يَنتَفِع بِهِ ومِنْهُ الشعبُ السوداني، بلْ ذهبَ بِهم سَهم سياسَتِهم الطَّائِشُ إلى إشْبَاع رغبة مُشايِعِيهم من قادة المجموعات الإرهابية غير السودانيين، واستباحُوا بهم أرضَ السودان أن تكونَ مَرتعاً لتنَامِي المَّدِّ الإرهابي بالاستضافة والترحيب بزعمائهم وتدريب مَنسُوبِيهِم، وتبْدِيد الأموال التي أصبحتْ بلا ضابطٍ ولا رقيبٍ ولا حسيبٍ عليها، مِمَّا خلق مهارة اللصوصيَّة فغلبتِ الأطماعُ الذاتيَّةُ لكلِّ منسوبي النظام المنتمين إلى تَوَجُّهِهِم مِن رَافِعِي شعارات الزيف التي تمظهروا بها.

وعلى ذِكر لاهاي نعرِّج بما أفَضَتْ إليهِ الأخبارُ عن مُجْرِمِي الحرب من القَتلة واللصوص لنستدعي ما سبق من أنباء عن مُجرمِ الإبادة والاغتصاب والحرق وتشريد الآمنين وترويعِهم ذلك المَدعو علي محمد علي عبدالرحمن المشهور بـ(علي كوشيب) عن تفاصيل هروبه منذ أن ضاقت به الأرض بما رحبت بعد أن افتقد أرباب نعمته ومن كانوا له سنداً يأتمر بأمرهم وينفذ ما أرادوه من الفتك والتدمير والحرق والتشريد ورمي الأطفال في النيران واغتصاب النساء ووضع علامات على جسد كل من تم اغتصابها من قِبَل مليشياته.. ولإيراد ما جاء عنه في بداية مغادرته الأراضي السودانية متجهاً إلى أفريقيا الوسطى سبق أن أوردت صحيفة الشرق الأوسط في 23 فبراير 2020 عدد 15062 مفاده أن ((كوشيب سحب أرصدته البنكية الخميس الماضي – أي قبل ثلاثة أيام من تاريخ صدور العدد- وأخلى مكتبه في قوات الاحتياطي المركزي التابعة للشرطة بمنطقة (رهيد البردي)، ثم غادر على عربة رباعية الدفع من طراز (لاندكروزر)، واتجه إلى منطقة (سنيطة) غرب ولاية جنوب دارفور، واختفى هناك وسط عشيرته وذويه)).

لنقل بعد هذه التوطئة أن المؤتمر الوطني وجد ضالته المنشودة في علي كوشيب المتعطش إلى الدماء وإزهاق الأرواح وتعذيب الأحياء بصور بشعة لا يقوى على احتمال سماعها ذوي القلوب الممتلئة بالسلام والرحمة والإنسانية، وكان أكثر المستعينين بهذه البشاعة في سفك الدماء وحصد الأرواح وتشريد القرى هو المدعو أحمد هارون رجل القانون المتمرد على قوانين السماء والأرض وصاحب العبارات الوحشية الشريرة الشهيرة (امسح، اكسح، قشو، ما تجيبو حي، أكلو ني، ما تعملينا عبء.

وضاعف نزعة الشر فيه بنزعة الشر المستطير الذي وجده في كوشيب فجعله ساعده الأيمن قام بمده بالمال والسلاح والعتاد الحربي، ولقد حمل كوشيب لقب عقيد العقدة ( عقيد كولونيل) كان منسوباً إلى قوات الدفاع الشعبي حتى أصبح من كبار /قادة الجنجويد/ الجيش الداعم للحكومة/ إنه الدعم السريع والذي به نال محمد حمدان دقلو حميدتي شرف التقرُّب به من البشير وترفيعه إلى أعلى الرتب العسكرية، ومما أثار غضب كوشيب هو إبقاؤه برتبة مساعد في الجيش الداعم للنظام وترقية من كانوا معه، وكان يقتل ويعذب الرجال بأخذهم من القرى ويتم تعذيبهم بتعليقهم من أياديهم مفرقات أي بشكل منفرج إلى ألواح وربط أرجلهم متباعدين بشكل منفرج أيضاً؛ وإضرام النيران بين أرجلهم، وكان يأمر باغتصاب النساء بصور وحشية لا هوادة فيها ويقوم بوضع علامة على كل مغتصبة بواسطتهم، وحتى الأطفال الذين لا ذنب لهم كان يئدهم نعم يئدهم بإلقائهم في النيران، ويُحَرِّق على الناس بيوتهم، وهكذا بهذه العدوانيَّة بات يَتلذَّذ بإحراق القرى وتشريد الناس من قراهم التي ولدوا وتربوا فيها ففقد الناس ممتلكاتهم من الأراضي والمواشي وغيرها وبات البحث عن النجاة هو الشغل الشاغل لإنسان دارفور، نعم وقد أصبح كوشيب مواجهاً بالعدالة؛

ففي 27 فبراير 2007، اتهم المدعي العام لويس مورينو أوكامبو كوشيب بارتكاب جرائم ضد المدنيين في دارفور خلال عامي 2003 و 2004، واتهمه بالأمر بالقتل والاغتصاب والنهب، وقد بلغ به الزهو والجبروت بأن استخدم سلاحاً محرماً دولياً قتل به الكثيرين جاء هذا على اعتراف منه في فيديو انتشر عبر الوسائط مدته أكثر من تسعة دقائق متحدثياً إلى مجموعة من مليشياته ورهط من قبيلته؛ وأضاف أنه قتل كثيراً جداً وأنه سوف يقتل، كما قال إننى قمت بتسليم قائمة بها 17 ألفاً إلى عمر البشير مِمَّنْ قُمْتُ بتجنيدِهِم في الدفاع الشعبي.

هو ذات كوشيب الذي أدلت إحدى جَاراته وهي ناشطة اجتماعية في حوار على فيديو بمعلومات عن جرائمه واعتداده بكلِّ تَكَبُّر وتَجَبُّرِ الجَبَابِرَة أنه يحرق ويبيد ويغتصب، وأود تكرار أنه يقوم بوضعِ علامةِ بالنارِ على جسدِ كلِّ مَن تَمَّ اغتصَابُهَا في ابْشَعِ صُوَرِ الوَحشِيَّة الآدميَّة ضد الآدمِيِّيْنَ بدافع النزعة العنصريَّة المُوْغِلَةِ في العصبيَّةِ، وعندَ مَعرَضِ حَدِيثها عَن بَعضِ أفرادِ أسرةٍ هربوا من قريتهم بعد أنْ فقدُوا أفراداً أعزاءَ مِن الأسرة تمَّ قتلُهُم، وهنَّ بنات تأثَّرنَ مِن الاغتصاب، كانتْ هذه الناشطةُ تقدِّم لهنَّ بعض الاسعافات الأوليَّة المُتاحة لها، إلا أنها تفاجأت بمهاجمةِ كوشيب لهم في تلم الدار التي نزلوا بها.

ووصفت ما جرى معها من نقاش حاد، وهو يحذرها بالابتعاد عن هؤلاء الغرباء لأنها لا تعرف عنهم – حسب زعمه وهو يضع فوهة البندقية على رأسها- ينادي على أحد أفراده من الجند ويأمره بأن يسحب أمام عينيها غطاء بالسيارة ويأمرها أن تنظر فيما ظنت قبل سحب الغطاء أنه يحمل بطيخاً، ولكنها تفاجأت بأنها رؤوس بشر مقطوعة، وأخذ بواحد من تلك الرؤوس ودفع به أمامها، قائلاً تعرفين مَنْ هذا؟..

وبهذه الرواية فإن هذه الناشطة كشفت عن جريمة بشعة في التمثيل بجثث ضحاياه .. بل وأنه قام بوضع أحد رؤوس ضحاياه وتثبيته مقدمة سارته، متباهياً بدمويته ومقدار ما وصله من الوحشية البغيضة.

نعم أخيراً.. إلى لاهاي كل المجرمين.. والشعب يتحرى ذهاب البشير إليها حافياً بعد أن كان يجزم بكل صلف واستكبار أن لاهاي تحت جزمته( تحت مركوبي دا)…!!

علي تولي

‫11 تعليقات

  1. هذا العب الذي يصف القرويين في ديارهم بالعبيد ويقتلهم وهو لا يختلف عنهم لا لوناً ولا سحنة زنجية، من أي قبيلة هذا العب الذي يقتل ويغتصب ويصلب بني جلدته؟؟ أي قبيلة سودانية هذه التي تفرخ مثل هؤلاء العبيد عديمي المروءة والشهامة السودانية؟ هل هو من قبيلة غير سودانية؟ افيدونا

    1. ياجكك اختلف معك فى اللفظ واتفق معك في الفكرة ..وكنت قد سألت نفس السؤال ..ونترك الحكم لعيون أجنبية …عندما زار كولن بأول الأمريكي في حكومة كلينتون دارفور أول أيام أحداث دارفور لما سمع عن عرب وزرقة قال وهو زنجي أمريكي : وجدت نفسي الأبيض الوحيد بينهم

    2. هذا لا ينتمي لقبيلة البشر ولا يحمل ذرة انسانية

      فعلا الايام دولةوالليل مهما طال فان الصبح يطارده
      عقبال ما نتلذذ برؤية كل سفاكي الانخاس المجرمين قايعين خلف قضبان العدالة

    3. لا هو زيك بالظبط ، مركب ليهو مكنه من ماكينات العروبه المعششه في عقول السودانيين .

  2. مقالك مليء بالحقد على النظام السابق، ولك الحرية في ذلك، علي كوشيب وغيره من سكان دارفور، لم يسمع بهم أحد يوما أنهم قتلوا أوسلبوا أو اغتصبوا.
    حركات التمرد الدارفورية العنصرية استهدفت كل منشآت ومرافق الدولة وأعلنت أنها ستدخل الخرطوم خلال ٥٠ يوم، وبعدها قامت باستهداف قرى وفرقان القبائل العربية في غرب السودان بعد أن أنذرتهم بأنه لن يسمح بوجود العرب في دارفور بعد الآن وأن عليهم الرحيل إلى كردفان أو شرقا منها.
    نظم قادة القبائل أنفسهم وتصدوا للعدوان الذي يستهدف وجودهم وأبناءهم وأموالهم اغتنمت الحكومة ذلك واستوعبت الفرسان في الجيش وشرطة الاحتياطي المركزي وأثبت الفرسان كفاءتهم وهزموا حركات التمرد العنصرية، وبعد كسر شوكتها في كل معركة لجأت هذه الحركات للإعلام والمنظمات الدولية أن الحرب هي محاولة إبادة جماعية وادعت حالات اغتصاب وووو… ولم تثبت حالة واحدة ، وها أنت يا كاتبنا تفيد أن المغتصبات تم وسمهن وكيهن بالنار، فليتقدمن بالشكوى إذا،
    أهلي الكرام وكل أبناء الوطن حركات التمرد العنصرية فشلت في الميدان تماما وسبب ذلك الفرسان أبناء القبائل العربية فلقد كانت تنوي حكم السودان بالحديد والنار وطرد العرب إلى جزيرة العرب كما يدعون. ليس هناك استهداف للمدنيين قط كانت حربا بين التمرد والفرسان وليس من شيم أهل البادية أبدا الإعتداء على الطفل والمرأة أو كبار السن.

    1. لماذا دفن الرؤوس في الرمال، والتبرير الفطير لمجرم حرب!!! نفس هذه التبريرات يرددها النازيون الجدد لتبرير قتل اليهود والروس والغجر في الحرب العالمية الثانية؛؛ ونفس هذه التبريرات السخيفة سمعها الناس إبان مذبحة الضعين وعمليات المراحيل في بحر الغزال،، ليست كل القبائل العربية ملائكة او شياطين؛؛ لكن نزعات إهدار الدم بينهم عالية إلى درجة الحماقة؛ ليس فقط تجاه الغريب بل بين بطون نفس القبيلة؛؛ يمكن أن يموت العشرات بسبب ست شاي غبشاء كالحدية؛؛ حاكوري وحاكورك وهات يا دم،، لن تكون هناك تنمية ما دام الشوق للدم أشد من الشوق للماء

  3. تقول ان كوشيب لم يسمع احد بانه قتل او اغتصب حقيقة الاختشو ماتو و لم يسمع بافعال كوشيب و جماعته الا من به صمم فقد وثق كوشيب ذلك بنفسه في تسجيل فيديو متاح للجميع والان سيدفع ثمن ذلك انكسارا و ذلة بقية عمره.ليعرف قدره
    ثم عن اي فرسان تتحدث يا ابومحمد و هل تعتبر هذا الكوشيب من الفرسان يجب ان تستحي مما كتبت و الموضوع هنا ليس عن تقييم شيم اهل بادية او هذا او ذاك لقد شبعنا من الكلمات الجوفاء نحن هنا نتحدث عن وقائع و جرائم موثقة شاهدها كل العالم بالصوت و الصورة و الان بالقبض علي المجرم كوشيب سيبدا ظهور ما خفي من حقائق و اسماء لكل المجرمين و من دعمهم و صفق لافعالهم

  4. ابومحمد نعم … كلامك صحيح ولا اختلف مع كاتب المقال ايضا….
    وفي دلالة واضحة على صدق كلامك ….الان قوات الكفاح المسلح تسعى وبكل عنصرية لوضع شروط مسبقة تاكد ما ذهبت اليه لنفس الدوافع والحجج وقتل وابيد انسان دارفور على يد من (الحكومة نعم) لكن هناك ايادي اخرى ساهمت في تاجيج الصراع المحتدم……المشكلة معقدة جدا….
    لا يمكن حصر مشكلة دارفور بعيدا عن صلف الحركات المسلحة…
    ولطالما نتحدث عن العدالة الكل سواسية امام القانون!!!
    ولننتظر لحظة الحقيقة …. (طبعا من قتل يحاول ينفي بعدم وجود دليل) ليس من الشجاعة عدم الاعتراف بالخطأ …
    هل كوشيب صحى ضميره؟؟؟؟ (ام مهدد بالتصفية)؟؟؟؟ أم (شاهد ملك) موعود بالتخفيف؟؟؟
    هل يجدر بنا ذكر حسن الترابي؟ هل له يد في اشعال حرب الابادة ؟؟ وهل قوات عبدالواحد محمد نور لم يقتل ولم يغتصب ويشرد اهالي دارفور… الموضوع شائك جدا ويحتاج الى تأني وروية والايام القادمة سوف تكشف لنا كل الذين تسببوا في قتل وابادة انسان دارفور !!!!

  5. غايتو انا مابعرف قبائل دارفور أو الغرب عموما لكن من الواضح أن من قتل ومن سحل ومن اغتصب هم الدارفوريين نفسهم وهم أكثر القبائل التى شاركت النظام حتى أن بعض الحركات انشقت من النظام لكنها تحمل نفس الأفكار والحقد!

    1. اذا بتقصد بالدارفوريين قبائل البقارة والأبالة العربية فكلامك صحيح جزئيا ولو أن ليس كل القبايل العربية متهمة وعليه نرجو الابتعاد عن التعميم في الاتهام وإلا كيف يكون الفور والمساليت وغيرهم من القبائل الأصيلة ضحايا ومتهمين في نفس الوقت؟
      بعدين أنا لما وصفت كوشيب بالعبد لأن هذه هي العبودية الحقة الجَد إذ كيف يصير الشخص عبداً ذليلاً لشخص مثله يطيع أوامره ولو فيها سحل وقتل واغتصاب وأفعال تستعف عنها مروءة ورجولة وكرامة الرجال وفروسية الفرسان – شخص يفعل كل ذلك فقط لأن في يده السلاح والضحية أعزل أو امرأة أو طفل – هذا ليس عبداً فحسب بل هو أجبن الرجال وليس له من صفة الرجال إلا الشكل! وهكذا كان كل نظام الأنجاس الجبناء أشباه الرجال ولا رجال وكلاب أمنهم الذين استغلوا آلة الدولة ليسترجلوا على السودانيين ويهينوا كرامتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..