
(1)
كنت اظن ان الفريق اول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد حقق الانتصارات على الحركات المسلحة وسحقها في (الحرب) فقط، قبل توقيع اتفاقية سلام جوبا، لأعلم لاحقاً ان حميدتي حقق انتصاراته على الحركات المسلحة وسحقها ايضاً في (السلام).
هذا امر لا بد من ان نشهد به لحميدتي فهو تمكن ليصبح الرجل الاول في الحكومة الانتقالية رغم انه يشغل منصب الرجل الثاني.
(2)
اكثر ما تفاجأت به بعد ثورة ديسمبر المجيدة هو التغييرات التى حدثت في الحركات المسلحة وفي قياداتها التى كانت تحدثنا عن الكفاح والنضال والسلام والحريات وهلم جرا من (كلام كبير) .. كانوا يتحدثون عن اشياء عظيمة وهم يتحدثون عن مناطقهم المهمشة وعن السودان الكبير.. لتتبدل تلك الشعارات وتتغير بعد ان اصبحت قيادات تلك الحركات جزءاً من السلطة.
لا اعرف فيما كان الاختلاف بين الحركات المسلحة والنظام البائد ..فهم يتشابهون في كل شيء .. ربما نتج التناقض والصراع والحرب من هذا (التشابه) فالأقطاب المتشابهة تتنافر.
معروف ان اغلب الحركات المسلحة خرجت من صلب النظام البائد .. مثل جبريل ابراهيم الذي يبدو ان اختلافه مع النظام البائد كان فقط حول شكليات وهو يتحرك ويتعامل الآن بنفس العقلية السابقة.
اذا كان معتز موسى او الركابي وزيراً للمالية اعتقد لن تصل البلاد الى هذا المستوى الذي قادنا له جبريل ابراهيم.
الحركات المسلحة هي من تركات النظام البائد ومن مخلفاته التى صنعها وأخرجها للوجود من اجل ان تعيق أي حكومة تأتي بعد حكومة الانقاذ.
الاستعمار عندما خرج من البلاد زرع في الجنوب بذرة (التمرد) والنظام البائد ترك لنا الحركات المسلحة لتقود البلاد الى الوراء.
ادرك ان البرهان وحميدتي نفسهما لا يعرفان كيف يتخلصا من الحركات المسلحة.
تخلصوا من حمدوك وحكومته والحرية والتغيير وفشلوا في التخلص من الحركات المسلحة.
مع ذلك يبقى وجود الحركات المسلحة وجود (شكلي) هم لا وجود لهم إلا في الميزانية والنثريات والحوافز.
(3)
شاهدت واستمعت لجزء من خطاب حميدتي في الجنينة بين شوطي مباراة القمة التى جمعت بين الهلال والمريخ فيما اسموها هم قمة السلام فوجدت الطاهر حجر والهادي ادريس يكادان ان يحملا لحميدتي (حقيبته) وهما يلاحقانه بهرولة ويقفان خلفه في المنصة وهو يقدم خطابه في استاد الجنينة.
المنظر الذي ظهر فيه الهادي ادريس والطاهر حجر منظر يشبه منظر (التلامذة) وهم في حضرة استاذهم الذي لا يفهمون منه شيئاً.
كان الطاهر حجر والهادي ادريس يضحكان بلا داع مجاملة لحميدتي ويبتهلان امام أي كلمة يطلقها حميدتي وفي عيونهما دهشة وذهول.
ما الذي منع الطاهر حجر والهادي ادريس ان يفعلا ذلك مع البشير وهما يفعلانه الآن مع حميدتي.
القضايا التى كانوا يحدثوننا عنها لا تتوافق مع ذلك (الاندهاش) الذي يبدو من الطاهر حجر ومن الهادي ادريس في حضرة حميدتي.
هل هذان الرجلان هما الطاهر حجر والهادي عندما كانا في حالة حرب؟
ما الذي تغير في حميدتي ليصبح في نظرهم هو رسول السلام.
ما الذي تبدل وجعل الطاهر حجر والهادي ادريس مثل (التلامذة) الذين لا يفهمون درس استاذهم.
هل السياسة بهذا الخبث ؟
(4)
بغم /
أراهن ان الدكتور كمال شداد لو كان رئيساً لاتحاد الكرة في هذا الوقت لما سمح بقيام مباراة الهلال والمريخ في قمة السلام المزعوم.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
الإنتباهة
أعتقد الامر ليس امر سياسة وخبث السياسين. هذه الحركات المسلحة وكما ذكرت هزمت هزائم ساحقة ومذلة وهم كانوا كما ذكرت في الماضي شي اخر. اما الان فلا قبل لهم بحميدتي ومليشياته ويعلمون جيدا مدي ضعفهم ولهذا اصبحوا يسبحون ويشكرون ويضحكون لأجل حميدتي طمعا في رضائه لكي لا يفقدوا مناصبهم والاموال التي يكسبونها وهم في السلطة
الشيئ الغير واضح اذا كانت الحركات المسلحة اصلا تقاتل البشير والتنظيم الحاكم والبشير وتنظيمه قد سقط فلماذا يحتاجون الى اتفاقية سلام ومع من إذا كانت الحكومة من الثوار والثورة على على البشير لماذا لايكونوا جزءا منها ..
التعليقات لا تنم عن الحصافة …بالرجوع اليإلى الوراء يجب تحليل الشخصيات هذه من حيث انتماءاتهم وميولهم .. القاسم المشترك انهم كانو مرتزقة فحميدتي ارتزق من اليمن والسعودية بينما الطاهر ومناوي قد ارتزقو في ليبيا … اذا هم مجموعة لصوص وحرامية اتفقو على التحكم بموارد السودان وعندما راو صعوبة ذلك اتجهو للسيطرة على دارفور عن طريق شراء الذمم ليكونو جاهزين لاي سيناريو تفكك دولة السودان … وللعلم هذا ما سائر …. ستون عاما من حكم الشماليين وهذه هي النهاية …