إشمعنى الشيشة ؟ا

ساخر سبيل

إشمعنى الشيشة ؟

الفاتح يوسف جبرا

على الرغم من أننى من قدامى المدخنين الذين لم يستطيعوا الإقلاع عن هذه العادة المهلكة السخيفة حتى بعد إجراء دعامتين فى القلب لتوسيع بعض الشرايين إلا أننى سوف أسعد تماماً لو أن (سلطات ولايتنا) إستشعاراً منها تجاه دورها ومسئوليتها فى الحفاظ على صحة المواطن أن قامت بمنع وحظر إستيراد السجائر والتبغ بأنواعه و(قفل) مصانعها التى تعمل بالبلاد وتحويلها إلى أى مصانع مفيده يستفيد من منتجاتها المواطن البسيط.
كما أننى أكون أكثر سعادة لو أن (سلطات الولاية) قد أراحت مدمنى (التمباك) بحظر الإتجار والتعامل فيه أسوة بالتبغ وذلك لتسببه فى كثير من الأمراض الخطيرة التى أهمها سرطان اللثة.
* لكن والى ولايتنا ومعاونيه (مشغولين حبتين) بقضايا أخطر تهم المواطنين وتمس صميم حياتهم المعيشية مثل مراقبة أسعار السلع الضرورية وجعلها فى متناول يد المواطن البسيط كاللحم الذى لم يتجاوز سعر كيلو الضان منه 24 ألف (أيه يعنى) والطماطم الذى ثبت سعر الكيلو منه فى حوالى 15 الف ( بس) والويكة (الواااحده دى) التى لم يتجاوز سعر الربع منها (حتى كتابة هذه السطور) أكثر من 40 جنيهاً وكذلك بقية السلع كالزيت والبصل والدقيق إلخ والتى هى فى متناول كل مواطن..
* ووالى ولايتنا ومعاونوه مهمومون بنظافة المدينة وجعلها تخلو تماماً من أكياس الأوساخ والنفايات الموضوعة أمام المنازل والمحلات والتى تشكل بيئة مثلى لتوالد البعوض والذباب وبقية الحشرات علاوة على الروائح المنتنة التى تنبعث منها .
* كما أن والى ولايتنا ومعاونوه مهمومون بالتحضير لفصل الخريف القادم حتى لا يأتى فجأتن (الخريف ده خلاص موضوعو إنتهى) وذلك عن طريق إنشاء المصارف الخرسانية المستديمة وردم الحفر والمستنقعات .
* كما أنهم مهمومون بتنقية مياه الشرب التى أضحت ذات لون وطعم ورائحة وكمان (حاجات قاعدة تمشى فيها) !
* كما أنهم مهمومون بصيانة المدارس وإستعدال جدران (الفصول المايلة) وتوفير المعلم (المتدرب) والكتاب وتصليح الاثاث (المكسر) والمكتبات والمعامل (المنعدمة) وكافة التجهيزات الضرورية لخلق بيئة دراسية سليمة ومعافاة .
* كما أنهم مشغولون بتوفير مستشفيات (خالية من الكدايس) ومعامل مليئة بالأجهزة المتطورة وصيدليات يتوافر فيها الدواء لكافة شرائح المواطنين وجعل كل المنظومة الصحية على مستوى من النظافة والتجهيزات التى تمكن المواطن من تلقى علاج يفضى به إلى الشفاء وليس إلى (الشقاء) بعد أن يبيع جميع مدخراته (ويقعد على الحديده) من أجل السفر للعلاج بالخارج.
والدليل على إنشغال ولاة أمورنا بالأمور والمشكلات الجسام التى تهم مواطنيهم هو أنهم لم يشغلوا أنفسهم بحظر إستيراد وتصنيع (السجائر) و (التبغ) وورق (البرنسيس) والإتجار فى (التمباك) .. ولكنهم لسبب يعلمه الله (تفرغوا) لإصدار قرارا بمنع تناول الشيشة فى الأماكن العامة ! حفاظاً على (الأماكن العامة) وليس حفاظاً على صحة المواطن الذى تستورد له الدولة السجائر بمختلف أنواعه والتبغ ويباع أمام أعينها التمباك من نوعية (لو ما فاطر ما تخاطر) .
مناسبة هذا المقال أن بريدى الأليكترونى قد حمل لى رسالة تحتوى على عدد من الصور التى توضح عددا من رجال الشرطة بملابسهم الرسمية وهم يقومون بتحطيم وتكسير المئات من (أدوات الشيشة) التى تمت مصادرتها من بعض المحال والأفراد إثر القرار الذى صدر مؤخراً بحظر تناولها ، وبعيداً عن مشغوليات (مسئولينا) وأهتمامهم بحالنا الذى صار يغنى عن سؤالنا دعونا نسأل عن الحكمة من منع (الشيشة) وإباحة (السجائر) والتبغ والتمباك ؟ لو القصة قصة (صحة) وإنها من الأشياء (المهلكة) .. وأن (المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف) كما جاء فى الحديث الشريف … فأوقفوا وأحظروا إستيراد وبيع (بقية المهلكات) يعنى إشمعنى الشيشة بس- وإذا القصة حاجه تانية (وأكيد) فأعلموا أن هذه القرار بشكله (المنفرد هذا) قرار خاطئ وغير مقنع و(ناقص) ويعطى مساحة (للتأويل) و(القال والقيل) ، شخصياً لا أندهش من مثل هذه القرارات الناقصة (الما بتخش فى الراس ) فقد عودنا مسئولونا إنهم (دائمن) يجيبوا (الخطأ) وبعدين يركبوا عليهو (القرار) … أو كما قال أحدهم !!
كسرة :
كان يمكن تصدير الأعداد الهائلة من الشيشة (الكسروها دى) وبيعها أومقايضتها بمواد لتنقية الشرب لتنقية (الطين) القاعدين نشرب فيهو ده !

الرأي العام