مقالات سياسية

ادركوا الجيش قبل فوات الاوان.. 

خليل محمد سليمان

عُدنا والعود احمد، قبل سنوات لغيت التهاني بالعيد من علي الصفحات، و المواقع، حتي لا تكون عادة، نبتهل فيها بالدعاء غير المستجاب، ثم نمعن.. متى نصر الله.. فنبقى بين الشك، و اليقين، و تناسينا عبثاً ان الله لا يغيّر ما بقوم حتي يغيّروا ما بأنفسهم، و في السنة الإلحاح بالدعاء، و الطلب من الله يُعتبر قلة حياء، و نقص في الادب ما لم نوفي شروط الإستحابة حقها قولاً، و فعلاً.
كتبت قبل سنوات و اشرت الي ان البشير، و الكيزان هم مظهر من مظاهر ازمة المجتمع الذي انتجهم، فذهابهم لا يعني الإصلاح، فذات المجتمع سيفرز الاسوأ و إن إختلفت الالوان، و الثياب، فالمصدر واحد.
للأسف الصراع علي السلطة اصبح مشهد مُقرف، و لا احد يعمل لأجل المجتمع، و إصلاحه، فاصبح السودان عبارة عن جيفة و صلت مرحلة التحلل، و التلاشي.
الآن بدأت تتضح الصورة بجلاء، و كيف تآمروا علي ثورة الشعب العظيمة في ديسمبر، و إستغفلوا الجميع ظناً منهم ان عجلة التاريخ ثابتة، و لا يزال السودان في مربع الوصايا، و عهود الظلام، لتحكمه القبور، و الشلليات، و العواطلية.
السؤال الذي يجب ان نطرحه الآن و بقوة.. من اين اتى هؤلاء؟
بأي إرادة يريدون ان يحكموا و يتآمروا، إن لم تكن إرادة الشعب هي القبلة، و المحراب؟
للأسف اصبح السودان ساحة مفتوحة لصراع المخابرات، و المحاور، و يحكمه العملاء، و شعبه يقتله الجوع، و المرض، و ارضه ذهب، و ماءة فرات، و سماءه هتون، يتفتق العود اليابس في ارضه خضرةً، و نضارة، ثم يُزهر، و يتقزم إنسانه و يتحجر.
ما تعرض له الفريق الكباشي امر في غاية الاسف، و إنزلاق آخر الي درك سحيق، و وضع بائس.
قلناها مراراً وتكراراً تكمن هيبة الجيش في بسط الحب بالقناعة، لا بالتعسف، و التآمر، و سن القوانين، و تكميم الافواه، و التسلط، فهذا زمان قد ولى بلا رجعة.
لا ادري ما هي مهمة اجهزة الإستخبارات، إن لم تقرأ الرأي العام، و جمع المعلومات، و تحليلها امام صانع القرار، ليرى المشهد كما هو و ليس كما يريد ان يرى، و يسمع، كما صورت للمخلوع الحل ” لو دقت المزيكا ايّ فار بدخل جحرو” فدخل كوبر غير مأسوف عليه، حيث تسكن الفيران، و الجرذان.
كالعادة خرجت ابواق كثيرة تردد ذات اسطوانة النظام البائد المشروخة، ان في المشهد إستهداف للجيش، و هيبته، و ضرب لعزته، و كرامته.
الحقيقة المرة التي يجب الإعتراف بها لقد فقد الشعب السوداني الثقة الكاملة في مؤسسته العسكرية، و جردها من الهيبة و الوقار، منذ عهد اللص المخلوع، و الكل يعرف الاسباب، و المسببات.
قامت الثورة، و إستوت الصفوف ان هيا علي التغيير، و الصلاح.. فلا توضينا نداءً حاضراً، ولا تيممنا طهورها دماءً ذكية.. فانى القبول، و لا تزال مؤسسة الشعب العظيمة مُختطفة من قبل كهنة النظام البائد.
اصبحوا هم الجيش، و الدولة، و الوطن، و اوهموا القادة الذين صنعتهم تلك الآلة المعطوبة، ان غيرهم الاعداء فحبهم هو الحب، و إخلاصهم الوفاء، و ولائهم قسم غليظ تحت جنح الظلام الغى ما يعلوه من شرف الواجب و الوطن، و القسم في ميادين التخريج، و ساحات التدريب، أن بذل الروح ارضأً، و جواً، و بحراً، فداءً للوطن، و صوناً للشعب.
قلناها مراراً وتكراراً ان جيش الشعب الذي يحب بحاجة الي تحرير، حتي يتعافى من امراض حقبة الإنقاذ العفنة، فإن ظل في ذات المربع، و تديره ذات العقلية التي تفترض في الشعب العدو و الخصيم، فالجيش يستهدف نفسه بخلق هذه الحروب العبثية لتزداد المسافة، و الشقة بينه و بين الشعب، في حالة نادرة لا تحدث إلا في السودان دولة تركة ” الكيزان”.
الكيزان و من لف لفهم هم الذين يتآمرون علي الجيش، و الوطن، فالشباب لهم بالمرصاد، و قد بدأت نُذر موجة ثورية لا تبقى و لا تذر!
هل من عقلاء يرون المشهد كما هو بلا تزييف، او محسنات؟
خليل محمد سليمان
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. شكرا يا خليل

    جيشا لم يحمينا ونحن على ابواب معسكره….لن نعترف به ولن نحترم بقايا( بغايا) كتائبه،جيش افرغ من كرامته وعزته وقانونه وتاريخه.فقتلنا واغتصبنا ومثل بنا فى جريمة اعتصام القيادة مكتملة الاركان….والتى ضاعت بتولى النبيل الاديب امر التحقيق فيها…والجرم اثبته ضابط جيش الكيزان والبرهان الكضباشى صوتا وصورة!

    كيف نحترم جيشا …يتفرج علينا نحن الشعب بعد جريمة الاعتصام ومليشيات الاجانب التتر والمغول عصابات القاتل المحترف المجرم المتمرد جنكيز خان حميرررتى من العرب وغير العرب افارقة الجوار من تشاد ومالى وغيرها الذين جنسهم مجرم لاهاى … يطاردوننا ويقتلونا وينهبونا ويسرقونا ويغتصبونا فى الشوارع وداخل بيوتنا وهو يتفرج فاجتاحوا الخرطوم طولا وعرضا…ولو لا تدخل السفارات الغربية لجلس الكللللب حميرررتى على كرسى الكوز الخائب الخائن برهان…

    اف….

  2. يبدو أن بك بقية من خيال بقولك قبل فوات الأوان..ألم يفت هذا الأوان بعد فقد رأينا ضابطا عظيما يرقص ياليتيه متاسيا بكامل زيه العسكرى ونياشينه التى لم يستحقها عن جدارة ومقلدا قائده الأعلى سيئ الذكر عمر البشير.. ترى كم هو مقدار الصدمة وهذا القائد الأعلى يحاكم بالسرقة والإختلاس وتلقى العطايا من دولة أجنبية بل ويتهم بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية بحق شعبه المسكين؟ لقد راينا ضباطا عظاما تلاحقهم تهم الفساد التى تزكم الأنوف الزيت الفاسد والزى التالف والذخيرة النافقة.. سمعنا وزراء دفاع من القوات المسلحة تلاحقهم أقاويل بفساد الأخلاق وارتكاب الرذيلة يعنى خولات الصفة التى يرفضها الجيش الأمريكى ليوم الناس هذا دعك من الجنا المكحل بالشطة واللى بياكل النار ويعمل الساندويش بالجمر وشهدنا بأعيننا ضباطا وقادة متورطين في دمار البيئة واتلافها طمعا في المال من الفحم والخشب.. بل رأينا بعضهم يتأمر ويتفق مع اللصوص لإقتسام ما ينهبون ويسرقون.. بعد كل هذا أخى الكريم هل لا تزال لديك بقية من خيال بعدم فوات الأوان؟؟ الجيش السودانى هو الجيش الوحيد في العالم الذى يفتحر بإرث المستعمر وحروبه تحت لوائه ( كرن برقة) وهو أيضا الجيش الوحيدد الذى يسمى مواطنيه بالعدو راجع بيانات حرب الجنوب ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة الجيش السودانى هو الجيش الوحيد في وجه الأرض والذى يؤدى ماهو غير واجب عليه وارضه محتلة شرقا وشمالا بل هو الجيش الوحيد الذى ذهب يقاتل ذات يوم لحماية من يحتل أرض بلاده كما حدث في حرب قناة السويس واستضاف هذا الجيش قوات ومعدات تعود لذات البلد. الجيش السودانى هو الجيش الوحيد الذى دائما ما يتوسع ويحتل مرافق ذات صبغة تعليمية في البلاد فقد تحولت أعظم مدارس السودان إلى كلية حربية في وادى سيدنا بالرغم من أن ميزانية هذا الجيش لا يخضع للمراجعة الحكومية من ديوان المراجع العام.. او لازلت أخى تزعم بعدم فوات الأوان.. لم تغادر ذهنى صورة ذلك العميد اركانحرب وماعارف شنو داك وقد بسطت الميلشيات ايديها جلدا بالسياط على ظهره وهو من جانبه لم يستح فكشف عن كرش متخم لإستدرار التعاطف. لنعترف بالحقيقة بطعم العلقم لا جيش لنا ولا يحزنون شئنا أم أبينا وصدق القائد حميدتى في إحدى تجلياته عندما قال ( لما الحكومة تعمل جيش حتى تتكلم). جيشنا ما أهونه يهدد الفريق الركن/ جمال عمر مواطنى السودان بالقتال وإعمال فنون الحرب فيهم.. ليست المشكلة في أقواله ولكن في الجيش الذى لم يتبرأ مما قاله ذلك المعتوه.. جيشنا ههه لقد فات الأوان أخى العزيز عندما أغارت الطائرات الأسرائيلية ولم يطلق رصاصة واحدة وهو المسنود إليه حماية سماوات السودان وبحاره وبره.. تعجبت أن حوارا قد دار فى أروقة جيشنا ذات يوم عن إطلاق اللحى بين صفوفه.. هل هناك جيش يتوسع فى منشاته كالجيش السودانى خلافا للتخطيط المدنى العمرانى المعترف به ولك المثال التوسع الذى حدث في موقع القيادةالعامة للقوات المسلحة أو كذبا قوات الشعب المسلحة والتعدى على مسار خط السكة الحديد لم يرتق مستوى تفكير قادة جيشنا أن السودان سيحتاج يوما ما إلى إنشاء خط حديدى مزدوج لا غنى عنه مستقبلا لسير القطارات لكن الأمر كله يرتبط بشبق العمولات والإثراء الشخصى ما مغزى إقامة كلية القادة والاركان في أرض يجب أن تكون متنفسا للعاصمة الوطنية التى تختنق من الزحام.. لينضبط جيشنا وسيرى كيف نحترمه ونقدره ونبجله عندما يكون أهلا لذلك فلسنا عبدة أصنام ولن نغرق فى الوهم.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..