مقالات وآراء

الكتابة ما بعد الحرب : عن المواطن والمواطنة

عثمان يوسف خليل

 

 

تطرق كثيرون إلى قضية الهوية في السودان، وأسهبوا في تحليلها، لكن مسألة المواطنة تظل ذات أهمية خاصة، لا سيما في ظل الحرب الأخيرة وما أفرزته من تحديات. من أبرز تلك التحديات ظهور عناصر من أصول غير سودانية ضمن قوات الدعم السريع، وهي ظاهرة بلا شك ستظل مصدرًا للتوتر بعد انتهاء هذا النزاع الذي فرض على المواطن السوداني دون مبرر. ولا شك أن تداعيات الحرب ستلقي بظلالها على مفهوم المواطنة ومستقبلها في السودان.

 

المواطنة في السودان: المفهوم والتحديات

 

المواطنة، بوصفها مفهومًا قانونيًا واجتماعيًا، تحدد العلاقة بين الفرد والدولة، بما يشمل الحقوق والواجبات. غير أن التطبيق العملي لهذا المفهوم ظل يعاني من إشكاليات عديدة نتيجة للتقلبات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد.

 

تأثير الحرب على المواطنة

 

عانى السودان من نزاعات طويلة الأمد، تفاقمت مع الحرب الأخيرة، مما أعاد تشكيل مفهوم المواطنة لدى كثيرين. فقد أدى انهيار المؤسسات واشتداد الانقسامات إلى بروز هويات فرعية طغت على الهوية الوطنية الجامعة. في ظل هذه الظروف، شعر العديد من المواطنين بالتهميش أو فقدوا الثقة في الدولة كمصدر للحماية والحقوق، مما زاد من هشاشة مفهوم المواطنة.

 

التحديات التي تواجه المواطنة في السودان

 

التحديات السياسية والتاريخية: شهد السودان فترات طويلة من عدم الاستقرار السياسي والانقسامات العرقية والدينية، مما أثر سلبًا على فهم المواطنة وتطبيقها، وأحيانًا تم توظيفها كأداة سياسية.

 

التنوع العرقي والديني: رغم أن التعدد الثقافي يمكن أن يكون مصدر قوة، إلا أنه أدى في بعض الأحيان إلى تفاوت في فهم المواطنة وحقوق الأفراد.

 

غياب القوانين الواضحة أو سوء تطبيقها: رغم وجود نصوص قانونية تُعرّف المواطنة والحقوق، فإن ضعف تطبيقها أو استخدامها لأغراض الإقصاء فاقم شعور بعض الفئات بعدم المساواة.

 

النزاعات الداخلية وتأثيراتها الاجتماعية: ساهمت النزاعات المسلحة، مثل تلك التي شهدتها دارفور وجنوب السودان قبل الانفصال، في تعقيد مفهوم المواطنة، ما جعل بعض الفئات تشعر بأنها غير معترف بها من قبل الدولة.

 

أمثلة واقعية على أزمة المواطنة

 

يمكن النظر إلى أوضاع النازحين داخليًا، الذين يواجهون صعوبات في إثبات هويتهم القانونية والحصول على حقوقهم الأساسية. كما أن التمييز الذي تعرض له بعض السودانيين بسبب خلفياتهم العرقية أو مناطقهم الجغرافية يعد مثالًا واضحًا على إشكاليات المواطنة في البلاد.

 

نحو تعزيز المواطنة في السودان

 

لإعادة بناء مفهوم المواطنة بعد الحرب، لا بد من:

 

تطوير إطار قانوني واضح: يجب أن تضمن القوانين حقوق المواطنة المتساوية دون تمييز، مع آليات واضحة للتطبيق والمساءلة.

 

تعزيز التوعية الوطنية: من خلال التعليم والإعلام، لتعريف المواطنين بحقوقهم وواجباتهم، وتعزيز قيم الانتماء والعدالة.

 

تمكين المجتمع المدني: حيث تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا رئيسيًا في نشر ثقافة المواطنة وبناء الثقة بين المواطنين والدولة.

 

تحقيق العدالة والمساواة: عبر سياسات اقتصادية واجتماعية عادلة تضمن مشاركة جميع الفئات في بناء الدولة.

 

ختامًا

 

إعادة بناء السودان بعد الحرب لا تقتصر على إعادة الإعمار المادي، بل تشمل أيضًا إعادة بناء العقد الاجتماعي على أسس المواطنة العادلة والشاملة. إن تحقيق هذا الهدف يتطلب إرادة سياسية جادة وجهودًا مجتمعية متضافرة، لضمان أن يشعر كل سوداني بأنه جزء من هذا الوطن، يتمتع بحقوقه كاملة ويلتزم بواجباته على قدم المساواة.

 

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. اي نقاش عن هوية هو جهل هو تشظي هو دعوة للعنصرية هو مشروع تدمير يحمله الكثير عن جهل او عمد او مرض بداخلهم واغلبهم لا يقطنون ولا يعيشون بالسودان واحد بنته تزوجت خارج السودان ويحمل هوية اوربية امريكية ما معقول انت عندك وطن فيه اكثر من 500 قبيلة تقول هوية يعني شنو وما المقصود بالهوية هل اصل الدولة اصل سكان الدولة انا من اصل اساس الدولة لكن لا اريد هوية عنصرية ونفس الشخص يكون في اوربا امركا عامل فيها راقي وشخص فاهم مع الاجناس الاخرى اما قضايا وطنه ينحر ويفتش في الامور التافهه العنصرية هي موجودة باي وطن بالدنيا ابيض مع ابيض اسود مع احمر اقانون هو الرادع شخصية الفرد هو الرادع اما ان يكون الواحد على طول السنة انا مظلوم ياعلي زي الشيعة ويخبط في ظهره بالجنازير حتى يطلع الدم ونفس الشخص يقتل اخيه في الوطن والدم بحجة شيعي وسني ياجماعة من الاخر نحن في السودان لا نريد مفكر لا نريد شخص يفكر ولا يكتب كتاب ولا يطلع كتاب كتب اغلب السودانين ليست علمية ولا تفيد الوطن كلها تجارب واحد بلوهوا في مدرسة ضربه عمه يطلع كتاب يتصارع في الكتاب جيل ثلاثة اربعه اجيال وهكذا نحن نريد قانون نريد اشخاص نظيفة من دواخلها غير مريضة تنقل المرض الكذب من جيل لجيل

  2. مقال جميل و تطرق الى قضية مهمة فى الشأن السوداني , و ربما القضية الاكثر تجاهلاً من قبل النخب السياسية السودانية و الشريحة المثقفة لان الخوض في غمارها سيكشف المستور عنه من ظلم و تهميش ممنهح مورست منذ عهد الاستقلال و تلك السياسات ظلت خطاً احمراً بحماية فئة معينة فى الدولة . بالرغم من علمهم بخطورة هذه السياسة للاسف تمأدت تلك الزمرة فى ممارستها حتي انفصلت جنوب السودان رافضاً لتلك السياسات الهادمة لكيان الدولة السودانية التي تتكون من مجموعات عرقية و اثنية لهم تاريخ لا ينكره الى مكابر … اذا لماذا السودان يذداد تخلفاً بينما الدول في محيطها الاقليمي ينمون بوترة متسارعة ؟؟؟؟ حتي فى رياضة كرة القدم السودان من احد الدول المؤسسة للاتحاد الافريقي لكرة القدم!!!!!!!
    لقد اصبت الهدف بمقالك هذا … من هو المواطن السوداني ؟؟ ما معني كلمة السودان لغةًً و اصطلاحةً ؟؟؟؟ لماذا انفصلت جنوب السودان ؟؟؟؟ لماذا اصبح محمد حمدان دقلو تشادياً الان ؟؟؟؟؟؟ قانون الوجوه الغربية !!!!! الهوية السودانية عرب ام افارقة ؟؟؟ لماذا رفضت دولة لبنان ضم السودان الى جامعة الدول العربية ؟؟؟ لماذا لم تدعو جامعة الدول العربية لاجتماعاً طارئأً لمناقشة الازمة السودانية ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..