مقالات سياسية

  في ذكراها (٤٤): خيانة الصادق المهدي واتفاقه مع النميري… 

بكري الصائغ

 مقدمة:
 حتي لا ننسي من هو الصادق المهدي، الذي خرج من الساحة السياسية مرفوض بشدة  وغير مرغوب فيه علي المستوي الشعبي والرسمي، ويعرف هذه الحقائق عنه، ومع ذلك مازال يواصل بهمة ونشاط محاولة تكسير مجاديف الحكومة الانتقالية وقوي التحالف، وعمل “حفر” ومكائد لا تحصي ولا تعد، وكان اخرها الدعوة إلى تكوين تحالف وطني يدعمه الجيش السوداني تحمي الوطن وتتصدى للبرامج الإسلامية والعلمانية المدمرة لبناء الوطن!!. ….رايت ان اواصل الكتابة لكشف المزيد عن تصرفاته المستهجنة…
 ١-
 عودة الي احداث لا تنسي وقعت في زمن
 الرئيس الراحل/ جعفر النميري قبل (٤٤) عام مضت:
 (أ)-
 بسبب العبث بالديمقراطية، وصراع الاحزاب السوداية، وانشغال القياديين في الدولة بتوافه الامور، وقع الانقلاب العسكري في يوم ٢٥/ مايو ١٩٦٩بقيادة البكباشي/ جعفر النميري وزملاءه الضباط في تنظيم “الضباط الاحرار،”، وفور وقوع الانقلاب ونجاحه وجد معارضه شديدة من الصادق المهدي والإسلاميين بحجة انه انقلاب عسكري ضد الشرعية وضد الديمقراطية وحكم الشعب، وسرعان ما تكونت “الجبهة الوطنية”، كتحالف عريض بزعامة السيد الصادق، وعضوية الشريف الهندي والاخوان المسلمين، وخاضوا في شهر يوليو عام ١٩٧٦ قتال مسلح بتظيم قوي ضد نظام النميري من داخل الخرطوم بهدف اسقاط النظام العسكري ، واستطاعت “الجبهة الوطنية” ان تحتل العاصمة لمدة ايام بلياليها، ولكنها فشلت في تحقيق النصر بسبب نقص التموين والسلاح عند المقاتلين.
 ٢-
 جاءت الاخبار في شهر يوليو عام ١٩٧٧، ان الصادق هرع منفرداً، دون أخذ رأي حلفائه، للقاء نميري، وإعلان المصالحة  معه ، ودماء الأنصار لم تجف بعد من الأسفلت في الخرطوم، الامر الذي وصفه الشريف حسين الهندي بالخيانة، ودخل الصادق المهدي بأمر النميري في الاتحاد الاشتراكي، وأدى قسم الولاء لثورة مايو الظافرة، وحزبها الأوحد الإتحاد الاشتراكي.
 ٣-
 وندخل الي قلب الوثائق والمستندات
 عن لقاء النميري بالصادق في بورتسودان
 وثائق امريكية عن نميرى (45):
 المصالحة مع الصادق المهدي .. واشنطن: محمد علي صالح
 (أ)-
 نميرى والصادق المهدي: التاريخ: 8-7-1977
من: السفير، الخرطوم ـ الى: وزير الخارجية
الموضوع: نميرى يقابل المهدى في بورتسودان
( “… حسب معلومات من مصادرنا، قابل الرئيس نميرى زعيم الأنصار المعارض الصادق المهدي في بورتسودان ما بين امس وأول من امس. اول من امس، عاد نميرى من مؤتمر القمة الافريقي في ليبرفيل (جابون)، وقضى وقتا قصيرا في الخرطوم، ثم طار الى بورتسودان بحجة قضاء أيام للراحة. لكنه عاد مساء اليوم الى الخرطوم، وتراس اجتماعا لمجلس الوزراء …اكدت مصادرنا ان الاجتماع قد حدث، رغم السرية التي أحاطت به. لكن، لم تحصل مصادرنا على تفاصيل ما دار في الاجتماع. رغم انها تتوقع ان تحصل على معلومات اكثر خلال الأيام القليلة القادمة، ورأينا الاتي:
1. مجرد عقد الاجتماع، بعد سنوات مواجهات، يمكن اعتباره دليلا على رغبة وإخلاص كل من نميرى والمهدي.
2. يبدو ان نميرى حصل مسبقا على موافقة وزرائه ومستشاريه في الحكومة، وفي القوات المسلحة.
3. يظل أبو القاسم محمد إبراهيم الأكثر ترددا في التقارب مع المهدى. ولا نعرف كيف سيواجه الاثنان بعضهما البعض.
4. يظل هدف نميرى هو تحييد المعارضة. ولابد ان مقابلة الصادق المهدى خطوة هامة لتحقيق هذا الهدف …”.
(ب)-
خلفية اللقاء:
التاريخ: 9-7-1977
 من: السفير، الخرطوم الى: وزير الخارجية..
 الموضوع: الوضع في السودان
 “… لم يأت لقاء بورتسودان بين الرئيس نميرى والصادق المهدى من فراغ.
منذ عام تقريبا، صار واضحا ان نميرى، وهو يواجه محاولة انقلاب بعد محاولة انقلاب، وخطر خارجي بعد خطر خارجى، يريد: أولا: زيادة قوته العسكرية. وثانيا: تحييد المعارضة، اذا ليس كسبها. ولا نقول تدميرها. منذ بداية هذه السنة، زاد خوف نميرى من جاره الشيوعي، الرئيس الاثيوبي منقستو هيلامريم …ليس فقط بالنسبة للسودان ولكن، أيضا، زيادة نفوذ اثيوبيا، ومعه نفوذ روسيا، في القرن الافريقي. لم يحدث في الماضى ان تكثف هذا الخطر اليسارى في هذه المنطقة: خطر اثيوبيا، وليبيا، وروسيا، وحتى كوبا …يخاف نميرى من منقستو الشيوعي، ومن القذافي المتهور، ومن الروس. يكاد نميرى يقسم ان الروس يريدون الانتقام منه (بعد حملته ضد الشيوعيين السودانيين بعد فشل انقلاب 19 يوليو 1971). ويكاد يقسم بخطة الروس للقضاء على نظام السادات، ليدوم لهم شمال شرق افريقيا، اذا ليس نصف افريقيا تقريبا.
 (ج)-
 نقطة أخرى في خلقية لقاء بورتسودان بين نميرى والمهدى:
في مايو الماضى، في حفل فوزه برئاسة الجمهورية للمرة الثانية، دعا نميرى قادة المعارضة في الخارج للعودة الى السودان. واطلق سراح عدد من المعتقلين السياسيين …لن يكن تحقيق اهداف نميرى سهلا. بسبب الوضع الاقتصادى الصعب. وبسبب قلاقل في جنوب كردفان وشمال دارفور. حتى الآن، لا تبدو هذه القلاقل خطيرة. لكنها توضح هشاشة الوضع بسبب المشاكل القبلية والعرقية. طبعا، سوء الوضع الاقتصادى يزيد هذه المشاكل، كما ان زيادة المشاكل تؤثر على الوضع الاقتصادى، خاصة بسبب زيادة ميزانية القوات المسلحة والامن الداخلي .
 (د)-
 احتفالات الأنصار:
التاريخ: 18-7-1977
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: نميرى والمهدى، متابعة
” … حسب معلوماتنا، اتفق نميرى والمهدي على عودة المهدى الى السودان. وعلى اطلاق سراح المعتقلين السياسيين. فعلا، امس، اطلق نميرى سراح اكثر من 800 معتقل. لكن، لا يشمل هذا العدد الشيوعيين …وحضر نميرى حفلا لطائفة الأنصار. واجتمع، لفترة 3 ساعات مع احمد المهدى، عم الصادق المهدى، ومن قادة الأنصار، ومنافسه في ذلك. حسب معلوماتنا، أشاد احمد المهدى بنميرى، وقال انه يتوقع تحسنا كبيرا في العلاقة بين نميرى وطائفة الأنصار …”.
 (هـ)-
 خطاب نميرى:
في خطاب أخر من السفير الاميركى (19-7):
“تحدث الرئيس نميرى الى الشعب السوداني عبر التلفزيون، ونقل لهم خبر لقاء بورتسودان مع الصادق المهدى. وخبر اطلاق سراح مئات المعتقلين السياسيين. وقال انه يريد عودة زعماء معارضة اخرين. وان هناك اتصالات مع بعض هؤلاء في أثينا، ولندن، وباريس، وطرابلس، وجدة …
رأينأ:
1. نلاحظ قول نميرى ان المصالحة مع الصادق المهدى تمت “بدون التنازل عن مبادئ ثورة مايو.”
2. قال لنا سفير مصر في الخرطوم ان أبو القاسم محمد إبراهيم، يد نميرى اليمنى، ارسل عائلته الى الإسكندرية، ربما لترك السودان اذا عاد المهدى.
3. حسب مصادرنا، رحب السودانيون بعودة المهدى. لكنهم لا يريدون منه الاشتراك في نظام نميرى.
4. اذا انضم المهدى الى نظام نميرى، ستسارع طائفة الختمية المنافسة للحصول على نصيبها من النظام.
5. في نهاية المطاف، يكسب نميرى، ليس فقط لانه حيد المعارضة، ولكن، أيضا، لان عودة المهدى، حليف القذافي، ستقلل خطر القذافي على نميرى …”.
 ٤-
 في اليوم السابع من شهر يوليو ١٩٧٧، وقع الصادق المهدي “اتفاق المصالحه الوطنيه” مع الرئيس جعفرمحمد نميري، وبعدها ادي لاحقاً قسم الولاء للاتحاد الاشتراكي.
 ٥-
 صور نادرة وقصاصات صحفية
 كشفت حقيقة معدن الصادق المهدي.
https://www.alrakoba.net/31399491
 ٦-
 شريط فيديو نادر:
 الشريف الهندي يوضح خيانة الصادق المهدي للمعارضة…
 ٧-
 ماذا قال ابراهيم السنوسي، الذي شارك في معركة ٢/يوليو ١٩٧٦؟!!

https://www.youtube.com/watch?v=oVikttYjFRY

 ٨-
 ماذا كتب الدكتور/ محمد سعيد القدال، عن حال الاسلاميين بعد المصالحة؟!!
 (…الأمر الثاني أنهم ذهبوا في تبرير قبول المصالحة مع نظام مايو أنها أتاحت لهم فرصة العمل العلني وشبه العلني لتقوية تنظيمهم، مهما كانت طبيعة النظام الذي يعملون في ظله. فاحتلوا مناصب مهمة في الدولة. فأصبح حسن التربي عضواً في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي، ثم مشرفاً سياسياً على دارفور، ثم نائباً عاماً، ثم مستشاراً لرئيس الجمهورية. وتعين أحمد عبد الرحمن وزيراً للشئون الداخلية، وعين يس عمر الإمام وسعاد الفاتح عضوين في مجلس الشعب. وفي عام 1980 أصبح يس عمر الإمام رئيساً لمجلس إدارة جريدة الأيام الحكومية. وبلغ شهر العسل ذاك قمته بانفتاح الأبواب على البنوك الإسلامية، التي عمل فيها جماعة الجبهة بهمة وراكموا ثراءً عريضاً. إن الفيلية هي زاد حزب الجبهة الأساسي في تطورها السياسي.).
 ٩-
 نشرت صحيفة الانتباهة اليوم ٤/اغسطس الحالي ٢٠٢٠، مقال تحت عنوان “السودان: أخطر الإفادات بشأن مستقبل حزب الأمة،”، جاء فيه:
 ( قدم الخبير السياسي الدكتور محمد أحمد شقيلة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بحري وصفا دقيقا لراهن حزب الأمة ومستقبله من خلال قراءة عميقة قائلا بان العقلية البالية التي يدير بها الصادق المهدي حزبه قد عفا عنها الزمن ولن تجدي فتيلا في ظل المتغيرات العصرية الذي تتجاوز مفاهيم القرن الماضي في التعاطي مع المواقف والاحداث وان الحزب يحمل كل تناقضات الفناء والأنقسام المحتوم نتيجة لصراعاته الداخلية بين تيارات البحر والغرب ومحاولات الإمام لتوريث الأبناء العرش التليد وليس من بينهم من يمتلك الكاريزما القيادية او يصلح للأمامة الطائفية ومن هنا يتأكد ارتباط الحزب والصادق المهدي روحا وجسدا وذلك يشير الي ان الاسرة قد تورث المكاسب الاقتصادية ولكنها حتما لن تصمد سياسيا.).
 بكري الصائغ

‫3 تعليقات

  1. اصبحت تنجر وتفصل المقالات حسب مقاسات هواك يا استاذ بكري الصائغ مقالك الصادم عن مشكلة حلفا بالامس الاول شاهدة علي ذلك ولم نعد نثق في كتاباتك فالصحفي الذي لم يكتب بتجرد وحياد وموضوعية وبعيدا عن هوي النفس ليس جدير بالاحترام والمتابعة

  2. لك التحية أستاذ بكرى وكل عام وانتم بخير وسوداننا الحبيب بألف خير…شكرا شكرا على التوثيق والتذكير فإن الذكرى تنفع المؤمن…
    هذه النقطة مؤكدة وأزيدك والقراء معلومة مؤكدة وحتى الصادق المهدى يعرفها جيدا … وهى أن الصادق قال لجعفر نميرى عندى شروط …فكان رد النميرى أن شروطك مرفوضة ووافق الصادق وقبل بالمصالحة بدون شروطه هو بل بشروط النميرى …
    1. نلاحظ قول نميرى ان المصالحة مع الصادق المهدى تمت “بدون التنازل عن مبادئ ثورة مايو.”سيظل الصادق المهدى على هذا الحال ولن يتغير …

    أجمل مافى هذه الثورة أنها ثورة شباب ودماء حارة لن تساوم ولن تقبل بأى متخاذل شريكا لها فقد مهرها هؤلاء الشباب بداء طاهرة زكية ولم يقدم لهم الصادق المهدى غير الخذلان …فقطارثورتهم فاته ولن يستطيع اللحاق به….

  3. المصالحة المذكورة تمت بواسطه من اللوا أحمد عبدالوهاب.
    أصر الصادق المهدي علي .إشراك الترابي.
    ري كانت أكبر غلطة.ارتكبها حميدي في حياته وندم عليها.
    لمادا يقر الصادق علي إشراك الترابي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..