مقالات سياسية

حمدوك يَشَرك، و يحاحي..

خليل محمد سليمان

لا يمكن ان يختلف إثنان في ان حمدوك موظف، و ليس بقائد، و هنا تكمن معضلة الثورة، فالثورات تحتاج الي قادة، و الفرق كبير!

قبل ان يتم ترشيح حمدوك من قبل نظام المخلوع كوزير للمالية في حكومة معتز “صدمة” لا احد يعرفه، و لم نسمع به، و هذا ليس تقليلاً من شأنه، و لكن لم يكن للرجل إنجاز معروف دولياً، او محلياً لتُثار حوله هذه الضجة.

معروف غوغائية النظام البائد في التخبط، و إنعدام المنهجية في كل مفاصل الدولة، فلو أعجبت احد مهاويس النظام البائد جزمة مواطن في السوق الشعبي يمكن ان يتم ترشيحة لتولي منصب رئاسي، وزاري، سيادي، سمي ما شئت.

المعروف عن الشعب السوداني مسكون بوهم ال cv و ما ادراك ما الإنبهار، و الدهشة بالدرجات العلمية، التي اصبحت علي قارعة الطريق دولياً، و في اكبر دول العالم، و دونكم السوق المحلي!

هنا في الغرب يمكنك ان تحصل علي ايّ درجة علمية بالمال، ايّ والله بالمال، و الفهلوة، و تلبس زي التخرج، و تضع علي رأسك “البرنيطة ام ضنب” دون ان تجلس في قاعة دراسية لساعة واحدة، و لو إفتراضياً.

حمدوك وضعته الظروف في المكان الخطأ، لا يمتلك كاريزما، ولو بنسبة ضعيفة لتؤهله ليكون قائد لثورة عظيمة، و يخرج بشعب من تحت الانقاض إلي رحاب التغيير، و النهضة.

الرجل لغة جسده في كل خطاباته تؤكد للإنسان العادي ان هذا الرجل غير منسجم مع ما تنطق شفتاه.

في لقائه الإذاعي رمى ببالونة عدم ولاية وزارته علي المال العام، و ضمناً كل الشعب يعرف الجهة المتغولة علي النسبة الاكبر من إيرادات المال العام، صحيح ام خطأ، فالمسألة اصبحت قضية رأي عام بل ظلت شماعة فشل الثورة، و التغيير.

لأهمية الامر، و حساسيته لا يجب ان تكون مادة للمناورة السياسية، فكان علي حمدوك ان يخرج في ذات اللقاء الإذاعي بالورقة، و القلم، ليحدد النسبة التي ذكرها بالتفصيل، و اين هذه الاموال، و يسمي المؤسسات، و ما تملكه من مال بالمليم، فلا يجب علي رئيس الحكومة ان يلقي الكلام علي عواهنه كأي مواطن عادي، او ناشط في اقصى اقاصي الكرة الارضية.

خرج في اليوم التالي في خطابه التلفزيوني ليؤكد، و يطمئن الشعب بأنه يسير في الطريق الصحيح لوضع يده علي المال العام، و إرجاع كل المؤسسات الإقتصادية التابعة للمؤسسة العسكرية، و الامنية، دون توضيح الآلية التي تعمل في هذا الملف الحساس، الذي يستغله البعض لأغراض سياسية يمكنها ان تقلب المشهد رأساً علي عقب.

كان عليه تحديد الآلية، و المنهج الذي تتبعه حكومته، و نوع التعاون مع المؤسسة العسكرية في هذا الجانب، الذي ذكره، حتي تتضح الصورة امام الرأي العام.

اما صمت الجانب العسكري و عدم تنوير الشعب بشفافية، و توضيح كل المال، و الشركات التي يديرها، يضع البلاد في خطر مواجهة الشعب مع مؤسساته العسكرية، و الامنية، بالحق او الباطل.

حمدوك غير صادق، و ذلك بالدليل عندما ذكر نجاحه في إعادة ولاية وزارته علي جهاز الشرطة الذي يُعتبر قوة نظامية ذات طابع مدني، و قام بتعين مدير عام للشرطة، و المعروف للقاصي والداني لو لا قوة، وضغط الشارع لما تم تعينه.

و بهذا الإعتراف تكون قد عادت شركات مقدرة الي ولاية السيد حمدوك لأن جهاز الشرطة يمتلك أموال، و يدير إستثمارات كبقية المؤسسات.

السؤال..

ماذا عن لجنة 312 الخاصة بإعادة ضباط الشرطة المفصولين تعسفياً؟

لو كانت لك ولاية علي هذا الجهاز كما ذكرت فنريد ملف ثوري محترم لهيكلة هذا الجهاز الحساس، و المهم في عملية التغيير ” ورينا شطارتك”

اكتفي بهذا القدر من الخطاب المليئ بالحشو، و السرد الوظيفي الذي يمكن لأي موظف في مكتبه ان يقوم به، و لا يرقى إلي خطاب قائد لثورة تنتظره الجماهير لتسمع قرارات، و ترى نقاط على الحروف.

خليل محمد سليمان
[email protected]

حمدوك و التنحي ١ 

 

‫3 تعليقات

  1. والله يا أخي كما تقول أمي دائما مصيبتنا في فلان يلاقو فيها أي تستحق أن نواسى فيها. لقد أجدت الوصف فحمدوك هو عبارة عن موظفه رفعته الأقدار لأن يتولى منصبا دوليا – بصراحة أنا لا أرى فيه غير أنه إنسان متخبط ومشوش الرؤى وليس لديه أي خطط أو أولويات على الأقل لكي يحاسب على ضؤها فتراه يضع يده حيثما أشار له الغير وسوف تنتهي فترة عمله الإنتقالية دون أن يجد أنجازا واحدا يدعي تحقيقه. فأنت رئيس وزراء كيف تتكلم بالعموميات عندما تقول أن هناك جهات تتلاعب في الدولار طيب سمها لنا وعندما تقول هناك جهات تعمل على التهريب طيب هل قدمتم شخص واحد ليراه الناس أمام المحكمة وعندما تقول أنكم القيت القبض على بعض المتعاملين في العملات الصعبة هل قدمتموهم للمحكمة لكي ليراهم الغير كيف تريدنا أن نصدقك أو نتعاطف معك وأنت المعلومات التي تقدمها للشعب هي نفسها ما يعرفها أفراد الشعب عن نفس الموضوغ بل بتفاصيل أكثر. أنالاأعتقد المكابرة ليس لديها وأن أي وقت إضافي تبقى فيها في هذا المنصف يعني اضاعة الاف السنين الضوئية لهذا الشعب – أرحل اليوم بكرامتك وأعتذر. نحن لم نطلب منك المستحيل فمن البديهي أن تركة النظام المجرم السابق ثقيلة جدا وتحتاج لسنين طويلة كي نستعيد عافيتنا ولكن أردنا الخطط التي تتحدث عنها وارنا البيان بالعمل هناك الكثير من المشاكل التي ضربت كل أنحاء السودان ولكن حتى الآن لم تستطيع فرض هيبة الدولة وتقديم شخص واحد لأي محاكمة ألقيتكم العديد من الناس في محاولات مختلفة لتهريب العملات والذهب والمحروقات ولكننا نسمع ولم نرى شخص واحد أمام محكمة…….. ارحل يا حمدوك فأنت عاجز وطاقمكم أعجز

  2. باستاذیةمتعالیة وزاٸفة توزع فی الاحکام ,مثل حمدوك موظف ساکت.من انت وما انت حتی نطمٸن لتقییمك؟

  3. والله يا سعادتك الكلام ما بقروش للزيي والزيك ديل، لكن لما تكون في موقع حساس في وكت حساس زي دا أي تصريحات غير محسوبة ممكن تتفقد بسببا مئات الأرواح وتتقفل أبواب إمكانات كانت مواربة. الزول دا كلامو واضح للداير يفهم؛ الشراكة فيها شربكة وعقد بتتحلّا واحدة واحدة بالصبر والحكمة وإلا البديل منزلق قعرو وين مافي زول بقدر يشوفو. أنا بفتكر العايز يخدم أحسن “يلقط الحجار” للجانب المدني ويسيب تقديرات “الفلّيع” ليهو. صحيح إنو “محمد قد مات” لكن الوضع الحساس دا ما بستحمل.
    لو اكتفيت بى رايك في مسألة القيادة كان مقبول، لكن دخلت في حتة ما جميلة بالكلام عن الدرجات العلميّة الـ بالقروش.
    بعدين ورينا القائد منو؟ محمد أحمد المهدي، عبد الله التعايشي، إسماعيل الأزهري؟ أنا بفتكر المرحلة ما بنفع معاها الهتافيات والمهرجانات الخطابية. الحاجة الإنت بتنتقدا هي نفس الحاجة الاختارا الشعب وهي الجابتو: مستقل من خارج الطبقة السياسيّة.
    السي في بتاع حمدوك مثالي فعلاً لأنو بيوري إنو ما اكتفى بالدرجات العلمية لكن اتوسخ بطين البناء في إفريقيا، ومواقفو لحد الآن بتقول إنو السياسي المسؤول والواقعي الوحيد في وسط جموع المؤدلجين والهائمين والمتآمرين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..