في ركاب المفاوضات من الدوحة «2»اا

رأي

في ركاب المفاوضات من الدوحة «2»

محمد عيسي عليو

٭ تتواصل الجهود بشدة من الوساطة ودولة قطر المضيفة لمفاوضات دارفور، على امل ان يكون هناك توقيع لاتفاق بين حركة التحرير والعدالة بقيادة د. تيجاني سيسي والحكومة السودانية، رغم العقبات الكثيرة التي تعترض التوقيع التي منها بطء تحرك الوساطة، تشتت الحركات واختلاف وجهات النظر فيما بينها، وتململ الوفد الحكومي من اطالة الوقت دون خطوات جادة نحو نقاش فاصل.
ولا شك ان حجر الزاوية للأمر كله اختلاف الحركات في طريقة إدارة التفاوض، خاصة في ما بين حركتي العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة، فحركة العدل والمساواة كانت ولا زالت ترى لا داعياً لتعدد الحركات في التفاوض، وترى أن القضية واحدة والارض التي يتفاوض حولها واحدة، ويدللون باتفاق ابوجا الذي جاء ناقصاً بسبب تعدد الحركات، فهذه الرؤية لم تجد قبولاً، ومع إصرار العدل والمساواة على ذلك دفعت ثمنها الخروج من منبر الدوحة، بل حاولت الطعن في حيادية المنبر، وهنا نقول لاخوتنا في العدل والمساواة، يجب التفريق ما بين الدوحة الوساطة والدوحة الدولة المضيفة، بمعنى أن الوساطة الافريقية، العربية، الأممية ربما يطعن فيها لاختلاف وجهات النظر، والامر يقبل شتى اوجه التفاسير، إلا ان الدوحة بوصفها دولة مضيفة نرى انه لم يحن الوقت لتقييم الوضع حول حياديتها من عدمه، لا سيما ان قطر بذلت ولا زالت تبذل جهوداً جبارة للم الشمل وتقديم المؤن والخدمات، بل والتنمية في دارفور، لهذا ولمصلحة دارفور مستقبلاً يجب على الحركات ألا تستعديها دون طائل، لأن المضي قدماً في نقد دولة قطر في إطار التفاوض الدارفوري، ربما يفقد دارفور أعمالاً جليلة يمكن أن تنتشل اهل الاقليم من وهدتهم المتخلفة عن الركب، فتعطيل هذا الجهد القطري أمر عظيم يصعب على النفس البشرية تحمل عبء وزره، فالتفريق معهم للغاية ما بين وساطة (باسولي) واستضافة ( آل محمود).
الامر الثاني، هو تشتت الحركات الذي اصبح انشطارا بالكامل يكاد لا يتجمع من جديد كشظايا القنبلة، او الصحن الصيني الذي ضرب به أحمق عرض الحائط، فلا يمكن أن يعود من جديد كما هو دون ترقيع، بل الملاحظ انه حتى الحركات التي تجمعت في حركة واحدة أخيراً تسلل بعضها خلسة ليقع في احضان دولة مجاورة استعداداً للبحث عن منبر جديد، وكأن قضية دارفور أصبحت لعبة بين بعض أبنائها ليقذفوا بها الى المجتمع الاقليمي والدولي دون مراعاة لظروف سكان الاقليم الذين يتوزعون ما بين اللجوء والنزوح، والمرعوبين في اصقاع الاقليم سواء مزارعين، أو رعاة أو موظفين وسياسيين، ولا أعلم سبباً واحداً يجعل قيادات الحركات يتشظون لهذه الدرجة لولا الانتهازية والمصلحة الشخصية والأسرية، أضف الى ذلك الحساسيات غير مرشدة، فقط شخصنة للقضية برمتها، واضرب بذلك مثلاً بسيطاً وهو اتفاق ابوجا، هذا الاتفاق شاركت فيه الحركات الثلاث المعروفة، حركة عبد الواحد، حركة مناوي، حركة خليل، وبذل ممثلوها جهوداً عظيمة استمرت لشهور عديدة، ولكن بمجرد أن وقع على ذلك مني أركو، حتى لفظ اتفاق ابوجا الآخرين ولم يعودوا يذكرون نصوصه ابداً، بما أنهم هم الذين سهروا من أجله الليالي والايام.
وعلى كل حال هناك عدة سيناريوهات يمكن أن تحدث في مقتبل الأيام القليلة القادمة، أما ان يكون هناك توقيع لاتفاق سلام مع حركة التحرير والعدالة، وهذا لا يحل مشكلة دارفور بقدر ما يخلق أزمة مسلحة اخرى اذا لم تراع فيه جوانب الالتزام الكامل من الحكومة والحركة الموقعة بتلمس قضايا الاقليم الاساسية كالخدمات الضرورية وفتح الطرق ما بين الولايات وإعلان مارشال تنموي سريع ابتداءً بإكمال طريق النهوط الفاشر، النهود نيالا، وإلا فإن ململة شباب الاقليم من لحالة المزرية التي يعيشونها لن تقف في حالة المتفرج.
أو أن ترفع مفاوضات الدوحة لمزيدٍ من التشاور بين الحركات المسلحة خاصة بين العدل والمساواة والتحرير والعدالة، وحتى لا ينفض سامر الدوحة دون حفظ ماء وجه للجميع، فيمكن أن توقع بروتكولات للجان الست اذا حصل حولها إجماع، ومن ثم تسوق هذه البروتكولات لمجتمع دارفور ولحركاته المسلحة، ويمكن مناقشة تلك الأطروحات في أى مكان مع اطراف الحكومة، ومن ثم يتم التوقيع في الدوحة في وقت لاحق من هذا العام، ولا أرى مخرجاً آخر سوى الحرب والدمار في دارفور، وعدم استقرار للحكم في السودان.

الصحافة

تعليق واحد

  1. بعد التحيه
    يا اخى التعثر الذى يحدث فى الدوحه لم يكن سببه الدوله المضيفه ولا الحركات المسلحه من غير العدل والمساواة ورئيس التحرير والعداله
    افيدك بان الدعوه جاءت للحركات من الوساطة بحجة المشاورات فقط واصبحت تفاوض .
    اما العدل والمساواه جاءت من اجل التفاوض
    والدكتور جاء بصفته رئيس لحركه من قبل تكوينهاوفى نفس الوقت هو جاهز للتفاوض وبفضل باسولى واخرين فى وفد الخرطوم وبعض المنتسبين للحركات الذين اعجبهم الوضع المادى لبض الذين وقعوا من قبل والان فى الخرطوم تكونت التحرير والعداله
    ومن هنا كان هنالك غش وكذب شبه منظم مورس ضد القطريين من عدة جهات منها حكومة الخرطوم ومكتب باسولى ومكتب غريشن وما يسمى منبر دارفور كل هؤلاء لم يكون واحد منهم صادق فى ان يوصل الصورة الحقيقية للاشكال الدارفورى للقطريين وبعدها انا واثق من ان النجاح سيكون حليفهم
    وكان وصف حالة اهل الدوحه ذى الرجل الذى جاء من الصحراء الى البحر ووجد بعض الصيادين وراى ما يظهر من فرس البحر وعندما سال قالوا له هذا فرس البحر وبعد فترة وجد فرس البحر خارج البحر باكمله واكتشف ان الذى وصفه له الصيادون ليس فرس البحر بل جزء من راس فرس البحر وعليه ينطبق الوصف الخاطى او بالاصح الكذب المتعمد فى وصف الاشكال الدار فورى من قبل الخرطوم وباسولى والمصلحيين الاخرين هو السبب الرئيسى

    وشكرا
    ارجو النشر
    الصادق
    ابو مارياز

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..