مقالات سياسية

نفسو فاتحة

تذخر العامية السودانية بكثير من العبارات التي تصف حالات معينة بإختصار شديد (كلمتين بس)، فيقال لمن تحدث الكوارث بمجرد وصوله لمكان ما (كراعو حارة)، وذلك الذي يغتنم الفرصة للسرقة (ايدو خفيفة) ومن لا يأخذ ما ليس له مع إنه متاح (عينو مليانة) إلى غير تلك العبارات (لسانو طويل)، (راسو ناشف)، (عينو طايرة)، (نفسو حار)، (بطنو غريقة)، (لسانو فاكي)، (جلدو تخين)، (ضلّو ميِّت) والكثير من العبارات الأخرى(من العينة دي)، لكن في هذا المقال يهمنا عبارة مفصلة (تماامن) على (السيد البرهان) وتصريحاته الأخيرة الذي يدعو فيها الشعب إلى تفويضه (ليحكم) وأظنك عزيزي القارئ قد (نقشتا) تلك العبارة التي تصف حاله وهي : (نفسو فاااتحة)، وهي عبارة تقال لمن هو من المفترض أن تكون (نفسو مقفولة) من عمايلو (المهببة) ومشغول (بتصحيحها وإستعدالها) بالأول ثم بعد ذلك يتطلع إلى الحياة العادية (ونفسو تتفتح) !

العبدلله (مستغرش) أيما إستغراش من نفس البرهان (الفاااتحة) وهو يطالب الشعب بتفويضه وبأنه رهن إشارته؟ .. من قال للبرهان أنه جزء من هذه الثورة الباذخة؟ وقد كان للحظات الأخيرة يأخذ أوامره من المخلوع وأتباعه..؟

كيف لهذا الرجل أن يفكر (مجرد تفكير) أن يتشدق بأنه مع الشعب وثورة الشعب وقد أغلق بوابات القيادة أمام الثوار والمعتصمين وجعلهم صيداً سهلاً لرصاص كتائب الظل ومليشيات النظام الهالك لتفتك بهم وتغتالهم وتكبلهم وتلقي بهم إلى النهر وتغتصب ما تبقى منهم.

كيف لرجل كافأ الضباط والجنود الذين وقفوا مع الثورة بالفصل وإنهاء الخدمة لأنهم وقفوا مع الثوار ودافعوا عنهم دفاع الرجال أن يدعي أنه مع الشعب ؟

هل نسي (البرهان) كل ذلك؟ إن كان قد نسي فما زال وسوف يظل الشعب يتذكر ما دام هنالك أمهات ثكلى وآباء تتقطع أكبادهم لفراق أبنائهم، لقد ظن البرهان بأن سكوت الشعب هو براءة له وزمرته من المؤتمرين بأمر النظام الهالك من ذلك الفعل المجرم، وأن (حدس ما حدس) هي كافية لإخراجه ومن معه من تلك الجريمة والعار الذي لحق بجيشه ولكن كيف..؟

هل أفصح لنا البرهان أين كان (بالضبط) ولجنته الأمنية حينما لعلع الرصاص ساعات طويلة في ساحة القيادة؟ هل شرح لهذا الشعب كيف حدث ذلك؟ ومن أعطى الأوامر لتلك الأرتال من المركبات المحملة بالقتلة أن تجتاح الميدان؟ من كان يقودها؟ من وضع الخطة لها؟ وممن يجد الشعب الإجابة على هذه الأسئلة إن لم يجدها منك أيها القائد العام (النفسو فاتحه)  !!

يعتقد البرهان أن إحالة ما حدث إلى لجنة تحقيق كفيل بأن يجعل الأمر (مدغمساً) وقابلاً لكثير من الإحتمالات التي منها (كما يعتقد) براءتهم مما حدث وعدم علمهم به وما درى صاحبنا أن ذلك نفسه يعد إدانة تامة وكاملة له ولزمرته من اللجنة الأمنية بحسبانه قائداً عاماً للقوات المسلحة التي إعتصم الشعب في ساحتها لتتركه في مواجهة الرصاص..!

لم ترتض الثورة يا برهان أن تكون أنت وزمرتك فرداً منها إلا لأن الموقف عندها كان يتطلب ذلك، نعم لم تكن تلك ثقة من الشعب والثوار فيك ولا أملاً يرتجى منك ولكن إتبعت الثورة حينها صوت العقل حفاظاً على الأرواح، لم تكن لا أنت ولا من معك من (اللجنة الأمنية) تتشرف الثورة بوجودكم بينها بعدما قمتم به من فعل فظيع و(مشين) يندي له الجبين .

من عجب أن تتحدث بإسم هذا الشعب الذي إستجار بكم فأغلقتم دونه البوابات وتركتوه لتلك الكلاب المسعورة من مليشيات الكيزان من كتائب الظل لتفتك به، لن ينسى لكم الشعب ذلك مهما فعلتم ولا تحسبوا أن (صمت) الشعب هو دليل براءة لكم يجعلكم تخاطبونه بهذا اللهجة (المتعالية) وكأنكم الأمل والخلاص بعد أن أسهمتم متعمدين (حسب الخطة) في التدهور الأمني والاقتصادي بالبلاد وجعل حياة المواطنين جحيما حتى تجدونها سبباً ومدعاة للتدخل .

الشعب يقولها لك وبالفم المليان أيها البرهان: إن كنتم تعتمدون على هذه الخطة (أحسن تشوفوا ليكم خطة تاني) فهذا الشعب لن يرضى بكم ولا  بفلول الكيزان وأرزقية أحزاب (المنفعة) وسوف تجدونه (كما تعلمونه جيداً) شعب مصادم مقاتل لا يخاف الموت ويرفض الذل والهوان .. وسوف يتصدى لكم كما تصدى للذين من قبلكم ولو مغالطين (إنتو بس جربوا) عشان (تعرفو حاجة) !

كسرة :

قال إيه (نحن رهن إشارة الشعب) … كمان نفسو فاتحه !!

كسرات ثابتة :

  • أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنوووووووو؟
  • أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟ااا
  • أخبارملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان).
  • أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ).

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. لمائا لم تزكر الدعم السريع فيمن اغتالوا الشباب امام القيادة واكتفيت فقط بكتائب الظل ؟؟؟؟؟؟؟ ام الامر فيهو انه برضو !!!!!!!
    البرهان على العموم خير من هؤلاء الذين لايمكلكون خرطة طريق نبين ما هومطلوب لخروج السودان كبوته هذا الا بالباحة الخمرة و الدعارة
    لمذا لم تكتب عنهم ام انهم ملائكة عندك .

  2. الأمر المحير،،لماذا يعتقد البرهان أن الخلاص والرفاهية وحل كل المشاكل ،ستكون علي يده وحده، ،ما الذي يجعله يعتقد بأنه مميز ،ذكي ،عبقري ،قادر علي خداع الشعب بهذا الهراء،،ولماذا يتناسى أن المخلوع كان عسكري ،قتل العباد ودمر البلاد،،وثار عليه الشعب.وعلي نظامه..عسكري قتل 300الف في دارفور ،و600الف في الجنوب ،ومع ذلك تم انفصال الجنوب،،عسكري ،منع الناس من أخذ أموالهم من البنوك ،في آخر ايامه،،عسكري بدأت في عهده صفوف العيش والغاز والجاز، ،عسكري أعدم وشرد ضباط الجيش الشرفاء،،،البرهان قال هو رهن اشارة الثوار،،تمام ،،كرر حديثك عن الفشل مرة اخري(،عشان الموضوع يكون واضح،والقصد واضح).ومن بعد ذلك ،الثوار يجوا لحد عندك بالقول الفصل.

  3. شكلك نسيت (السما أقرب) تقولا لبرهان وهو أحق بها كرساله من الشعب!!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..