مقالات وآراء سياسية

حتي لا ننسي ١٧ نوفمبر: يوم وأد حزب الامة الديمقراطية…

بكري الصائغ

(أ)-
اليوم الثلاثاء ١٧/ نوفمبر الحالي ٢٠٢٠ تجي الذكري الثانية والستين علي الخيانة العظمي التي ارتكبها حزب الامة الاقطاعي في عام ١٩٥٨، يومها قام قادة الحزب وبكل دم بارد ولا بلا احساس بخطورة ما اقدم عليها من عملية غادرة كانوا يعرفون مسبقآ بانها خطوة تنهي الديمقراطية التي كانت سائدة في البلاد، بتسليم السلطة لجنرات الجيش الذين رفضوا في البداية  جملة وتفصيلا فكرة الانقلاب علي الشرعية، ولكنهم اضطروا قبول فكرة الانقلاب بعد الضغوطات التي لاحقتهم من قادة الحزب.
(ب)-
وعبرهذه الخيانة الحزبية، ولج الجيش لاول مرة ساحة السياسة التي اصلآ ما دخلها من قبل ولا قربها منذ تاسيسه في عام ١٩٢٥ وكان بعيدآ عنها ولا ينشغل بامورها، دخلها بلا فهم ولا وبلا وعي سياسي، وعاثوا فيها فساد وتقتيل واغتصابات وارتكاب مئات المجازر، ولست هنا اليوم بصدد استرجاع معلومات قديمة عمرها (٦٢) عامآ، ولا ان اعيد واكرر ما سبق ان نشر عن هذا اليوم الاسود.
٢-
الغرض من هذا المقال اليوم، ان اذكر من نسي احداث هذ اليوم المشؤوم قبل اثنين وستين عامآ مضت، واذكره ان قادة حزب الامة القدامي والجدد يتهربون من الاعتذار للشعب علي الفعلة الشنيعة التي قام عبدالرحمن المهدي والاميرلاي/ عبدالله خليل الذي شغل (وقتها) منصب سكرتيرعام حزب الامة، وحث من خلال منصبه ضباط الجيش وبالحاح شديد ومتواصل معهم علي استسلام السلطة بالقوة في البلاد عبر انقلاب عسكري ينهي بموجبها الديمقراطية وحكم الشعب نفسه بنفسه!!
٣-
الغرض من هذا المقال اليوم، ان اسال قادة الحزب الاقطاعي المملوك لآل المهدي منذ عام ١٩٤٥، ما الذي يمنعهم من الاعتذارعلانية للشعب الذي اكتوي بهذا الانقلاب، وما بعدها من انقلابات وجدت التآييد من حزب الامة؟!! ما الذين يمنع قادة الامة من الاعتذار عبر الصحف المحلية والمحطة الفضائية الرسمية، وهي وسائل اتصال افسحت علي مدي سنوات طويلة مساحات لتصريحات وخطب الصادق المهدي، ومريم وعبدالرحمن؟!!
٤-
اسال ايضآ، هل يحتفل حزب الامة في يوم الثلاثاء ١٧/ نوفمبر الجاري بالذكري الثانية والستين علي  دخول الجيش لاول مرة الساحة السياسية عام ١٩٨٥، ويقدم التهاني الورود للجناح العسكري في المجلس السيادي؟!!،…ام يستيقظ ضميره ويتذكر فعلته الشنعاء ويبادر بالاعتذار- مثلما اعتذر من قبل عبدالرحمن الصادق للشعب علي مشاركته في نظام الانقاذ؟!!…ام ان الكورونا منعتهم من الاعتذار؟!!
٥-
(أ)-
لماذا لم يعتذر الصادق المهدي عن تصرف جده عبدالرحمن المهدي، الذي ارسل برقية تهنئة للفريق/ ابراهيم عبود يهنئه فيها بالانقلاب!!:
(ب)-
(المصدر- “شبكة الجزيرة الاعلامية” -الاثنين ١٧/ديسمبر ٢٠١٨:-  كان زعيما الطائفتين الدينيتين اللتين تمارسان السياسة السودانية في ذلك الوقت وهما :عبد الرحمن المهدي (زعيم المهدية ) و علي الميرغني  ( زعيم الختمية) قد رأيا  أن يوافقا على خطوة الانقلاب العسكري لما كانا يريانه من قدرة الفريق إبراهيم عبود وشخصيته وامتلاكه لناصية مؤسسة قادرة على الحسم وضبط الأمور.).
٦-
الغريب في امر الصادق المهدي والملقب شعبيآ ب”ابوالكلام”، انه ومنذ دخل عالم السياسة عام ١٩٦٦ وحتي اليوم، لم يتطرق ولا مرة واحدة خلال ال(٥٤) عام الماضية في الكلام عن انقلاب ١٧ نوفمبر، ورغم انه (الصادق) ما ترك موضوع في اي علم من العلوم الا وكان له فيه تصريح او خطاب!!
٧-
(أ)-
وجود الصادق المهدي في دولة الامارات العربية منذ اكثر من (١٣) يومآ مضت بحجة العلاج من مرض فايروس “كورونا”، تذكرني بقصة خروج الصادق المهدي سرآ من السودان عام ١٩٩٦ الي ارتريا وجنيف تحت اسم (تهتدون) ، والتي عاد منها للبلاد في يوم ٢٣/ نوفمبرعام ٢٠٠٠ بعد ان نجح في تفتيت “التجمع” الوطني المعارض، وعقد صفقة مريبة مع المشير النميري من وراء ظهر من كانوا معه من المعارضين!!
(ب)-
اثناء وجود الصادق في الامارات، هل يعيد نفس خيانة جده الامام /عبدالرحمن، ويقوم باتصالات سرية مع قيادات في القوات المسلحة، او القيام باتصالات مع الفريق أول/ “حميدتي” للقيام بانقلاب اشبه بانقلاب عبود عام ١٩٨٥؟!!
(ج)-
هل يعود الصادق من الامارات وفي جعبته مخطط تفتيت قوي “التغيير والحرية” مثلما فتت “التجمع ” الوطني من قبل؟!!، واجهاض الحكومة الانتقالية؟!!
(د)-
هل التقي الصادق المهدي في الامارات مع الفلسطيني محمد دحلان الخبير في شؤون وأد النظم الديمقراطية في البلاد العربية؟!!
(هـ)-
هل حقآ اصيب الصادق المهدي بفايروس “كورونا” وسافربطائرة خاصة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتلقي العلاج هناك؟!!، ام هي (تهتدون) جديدة موديل ٢٠٢٠؟!!
٨-
مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)-
لماذا قام سكرتير حزب الأمة بتسليم السُلطة للفريق عبود؟!!
https://www.sudaress.com/alwatan/32721
(ب)-
كيف تحوّل عبود لتسلّم السلطة في وقت كان فيه يعد نفسه للتقاعد؟!!
https://www.sudaress.com/alahram/25289
(ج)-
انقلاب عبّود أول وأد للديمقراطية/د. علي الحاج محمد
https://www.sudaress.com/sudantoday/4286
(د)-
انقلاب 17 نوفمبر 1958: ذكرى بطعم الحنظل!!
https://www.sudaress.com/alrakoba/1014182

بكري الصائغ
[email protected]

‫13 تعليقات

  1. الاستاذ / بكري المحترم
    الاعتذار صفة تتجلي فيها الشجاعة و النزاهة و هما خلتان لا يتصف بهما صاحب الشأن المعني

    1. يا حبيب،
      الصادق المهدي من اهل الصفوة وخيار الناس، وهو “العالم العالم العلامة في كل المجالات: العلوم الاداب، الفلسفة، السياسة، والفقة، الشريعة، الخبث، التحايل، المكايد، الغدر، نقض العهود والمواثيق، مسك العصا من منتصفها،..هو الفاهم الفهامة في كل شيء”، وبما انه يمتلك كل هذه الصفات، فلا يمكنه ان يعتذر..ولن يعتذر عن خطأ جده تسليم السلطة للعسكر، ولن يعتذرعن اتصال والده بحكومة اسرائيل واقتراضه منها ام ١-وال عام ١٩٥٥ لم تسدد بعد!!
      ٢-
      ياحبيب،
      شريط الفيديو ادناه يوضح لك لماذا الصادق المهدي فوق كل اعتذار:
      الصادق المهدي انا عندي صفات غير موجودة في العالم العربي و الاسلامي
      https://www.youtube.com/watch?v=DkvEQWSTWCM

  2. كيف اصبح حال حزب الامة اليوم
    بعد (٦٢) عامآ من الخيانة العظمي؟!!
    ١-
    لم يعد يخفي عن العيون، ان حزب الامة قد شعبيته وسط الجماهير، وانهارت سمعته للحضيض، وساء حاله محليآ واقليميآ بسبب مواقفه المتذبذبة طول الاثني وستين عامآ الماضية.
    ٢-
    وقع الحزب تمامآ تحت سيطرة فرد واحد هو الصادق المهدي، الذي اصبح هو صاحب الكلمة والاخيرة فيه،لا ينافسه احد في رئاسة الحزب الذي ورثه ابآ عن جد!!
    ٣-
    من اكبر اخطاء اعضاء حزب الامة القدامي والجدد، انهم قد استسلموا في السابق والان لانفرادية الصادق دون اي اعتراض منهم علي تصرفات او قرارات او تصريحات صدرت من الصادق دون استشارتهم!!
    ٤-
    حزب الامة نشأ ليمارس السياسة في الدين، ولهدف يرعي بصورة خاصة واساسية مصالح آل المهدي الاقطاعية!!
    ٥-
    الامة هو الحزب الوحيد في المنطقة الافريقية والعربية، بل وربما في العالم كله يحكمه رئيس طول (٥٤) عامآ حتي اليوم بلا منافس – ١٩٦٦- ٢٠٢٠-!!
    ٦-
    هو حزب هادن كل الانظمة العسكرية التي حكمت البلاد: نظام ١٧ نوفمبر ١٩٥٨/ -، نظام ٢٥ مايو ١٩٦٩-، نظام ٣٠ يونيو ١٩٨٩!!
    ٧-
    من اكبر اخطاء الصادق المهدي كان وراء تفتيت “التجمع” الوطني المعارض عن عمد، وسعي بعدها لعقد صفقة مريبة مع جعفر النميري!!
    ٨-
    واحدة من اكبر اخطاء حزب الامة، انه لم يقم بمساءلة الصادق والتحقيق معه في تصرفه الفردي المشين تفتيت وحدة المعارضين ضد حكم النميري وانهاء نشاط “التجمع” المعارض، وعقد اتفاق مع النميري من وراء ظهر زملاءه في المعارضة!!
    ٩-
    (أ)-
    في يوم ديسمبر٣١ – ٢٠١٤ اعترف الصادق المهدي بإرتكاب حزب الامة لاخطاء في تعامله مع المؤتمر الوطني، واعلن في مقابلة مع “راديو دبنقا” ان الخطأ الاول الذي ارتكبه حزب الامه في تعامله مع النظام انه قبل من النظام الحاكم في الخرطوم حسن النية فيما يتعلق بحوار الوثبة التي اطلقها البشير!!
    (ب)-
    الشيء المعروف، ان الصادق المهدي قد بادر دون موافقة القادة السياسيين في الحزب وباتفاق مع البشير بالتعامل مع المؤتمر الوطني، ولما وجد معارضة شعبية شديدة ونقد لتصرفه المشين، سارع بالاعتراف بالخطأ!!…ولم يحاسبه احد من اعضاء الحزب!!
    ١٠-
    من اكبر اخطاء الصادق المهدي، انه قد انفرد دون باقي المعارضين السياسيين بالدفاع عن المجرم عمر البشير وتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية، واعلن علانية بلا خجل، ان:” البشير جلدنا وما بنجر فيه الشوك!!”.
    ١١-
    حزب الأمة كان من المشاركين في نظام الإنقاذ على المستوى الإداري والتنفيذي، عبرعبد الرحمن الصادق المهدي، الذي سبق كل المشاركات، على المستوى الإداري والتشريعي والتنفيذي، منذ اتفاق جيبوتي ١٩٩٩م، الذي شق التجمع الوطني الديمقراطي، وأضعف العمل المعارض، بإعادة تعيينه ضابطاً في القوات المسلحة التي فُصل منها عقب انقلاب البشير!!
    ١٢-
    رغم ان جهات سياسية وعسكرية واعلامية كثيرة قد اكدت ان الصادق المهدي الذي كان رئيسآ للوزراء عام ١٩٨٩ قد تم اخطاره مسبقآ وقبل زمن طويل بعزم ضباط في القوات المسلحة القيام بانقلاب عسكري، الا انه قلل من قيمة المعلومات التي قدمت له حول طبيعة الانقلاب!!، وحتي اليوم لم يقم الحزب بمساءلته علي اللامبالاة التي ضيعت البلد!!
    ١٣-
    واحدة من اكبر مخازي حزب الامة وتعبر فضيحة اودت باسم للحضيض، ان الصادق المهدي سكت عن “مجزرة الضعين” التي اودت بحياة نحو (٤) الف جنوبي، ومن المؤسف، ان الصادق المهدي، كرئيس للوزراء، دافع عن المذبحة، وبررها على أنها كانت للانتقام المستحق ضد جون قرنق، في راديو لندن ٣١ مايو ١٩٨٧، ولاحقا بررها في مؤتمره الصحفي بتاريخ ٨/ سبتمبر ١٩٨٧أمام الصحفيين في الخرطوم!!
    ١٤-
    كذلك أغفل الصادق المهدي بفظيع الإهمال المتعمد اتخاذ التدابير اللازمة لمنع وقوع هذه المذبحة ابتداء، رغم معرفته السبقية عن العلاقات العنصرية المتوترة بالمدينة وعن الجرائم التي كان الرزيقات يقترفونها يوميا ضد الدينكا ويفلتون من عقوبتها المقررة في القانون، وكانت كل هذي أفعال الإتيان والترك من جانبه مشدودة إلى سياسته المعلاة لتسليح المليشيات القبيلية العنصرية وتعبئتها للعدوان تحديدا ضد المدنيين الدينكا، ليحرم بذلك العدوان الجيشَ الشعبي من الدعم البشري والمادي والمعنوي مما كان يقدمه المدنيون في قراهم، وهو كان إسهامهم للانعتاق من الاستعمار العربي الإسلامي!!
    ١٥-
    في فبراير الماضي ٢٠٢٠، فشل اللقاء الجماهيري الذي كان معدآ للصادق المهدي بمدينة الجنينة بسبب مظاهرات شارك فيها المئات احتجاجاً على زيارة رئيس الصادق المهدي للولاية، رددوا هتافات مناوئة للصادق ، وأحرقوا أعلام حزب الأمة ، ما أدى إلى توتر الأوضاع، وإلغاء الخطاب الجماهيري، وجابت المظاهرات عددا من شوارع الجنينة، وسط شعارات رافضة لزيارة رئيس حزب الامة القومي، على شاكلة “الليلة مابنرجع الا الصادق يرجع” في وقت شهدت ساحة الاستقبال انتشاراً امنياً كثيفا، وفي الوقت الذي كان فيه زعيم حزب الامة ووفده في مطار الجنينة حدثت مشادات واشتباكات بالأيدي بين أنصار حزب الامة والشباب المتظاهرين اصيب على إثرها احد الشباب بطعن سكين.
    ١٦-
    يمكن القول إن الوضع الحالي فى حزب الأمة القومي -مع كل الأسف- من صميم أخطاء زعيم الحزب نفسه الذي يسعى لكي يضم تحت كُم جلبابه، مضمار الحوار الوطني، إلى جانب القوى المسلحة (الجبهة الثورية)؛ إلى جانب (عمل مسلح) يطيح بالحكومة التي يحاورها ويتم تنصيبه بعدها رئيساً إنتقالياً، زعيم الحزب يريد كل ذلك بذكائه الخاص ومهاراته السياسية غير آبه بأوضاع حزبه ولا بالأوضاع فى السودان.

  3. ١-
    لمزيد من المعرفة والتحصيل عن الصادق المهدي
    ومواقفه المخزية خلال الاربعة وخمسين عامآ الماضية،
    وتصرفاته المتقلبة، وتصريحاته المحبطة،…طابع المقال ادناه…
    ٢-
    بسبب تصرفات وسلوكيات الصادق المهدي..تراجعت شعبية حزب الأمة…
    https://www.alrakoba.net/31390588/

  4. الشيء بالشيء يذكر عن “الاعتذارات”…
    ١-
    علي عثمان: “لن نعتذر عن
    الانقلاب ويوم ٣٠ يونيو ليلة شكر لله”…
    (أ)-
    المصدر:- صحيفة “التغيير” – الثلاثاء, 25 يوليو, 2017 –
    شدد علي عثمان محمد طه النائب السابق للمشير البشير على رفض الاعتذار عن انقلاب الجبهة الإسلامية القومية على الديموقراطية، معتبرا٣٠ يونيو ١٩٨٩ ليلة مباركة يجب ان يتخذها السودانيون يوم شكر لله. والتقى طه بمجموعة من ” سائحون” وسط اهازيج من أغنيات ” جهادية” مثل ” أماه لا تجزعي” وغيرها من أناشيد الانقاذ في سنواتها الأولى، ولم تفسر المصادر دوافع اللقاء الذي تسرب عبر ” الواتساب”. وربطت مصادر بين محاولات الجناح العسكري بقيادة عمر البشير للتطبيع مع أمريكا والتخلي عن الشعارات الإسلامية المتطرفة لا سيما وان قضايا الإرهاب وحقوق الانسان وحرية الأديان جاءت ضمن مسارات رفع العقوبات عن السودان.
    (ب)-
    وشارك في اللقاء رئيس مجموعة “السائحون الوطنيون” سر الختم أدروب؛ ورئيس شورى المجموعة يس محمد نور؛ وأمينها العام طارق المعتصم؛ بجانب جعفر بانقا؛ وثلاثين من منسوبي مليشيا الدفاع الشعبي يتقدمهم؛ عبدالله نقد .. حبيب عبيدالله .. حسين الاغبش .. سعيد عزالدين .. احمد كباشى .. محمد محمود .. وعفاف كمال. وقال طه من منزله بضاحية سوبا جنوبي الخرطوم؛ “لن نعتذر عن انقلابنا فى ليلة 30 يونيو 89 .. بل نفرح بتلك الليلة المباركة و نتخذها يوم شكر لله رب العالمين؛ الذى أنعم على أهل السودان بحكم اسلامي قوي وأمين غير مسبوق منذ دخول الاسلام. وأضاف طه ” ان الذين يعيبون علينا استلام السلطة بالقوة العسكرية هم انفسهم الذين انقلبوا على الإسلاميين في الجزائر وتونس ومصر وغيرها”. مؤكدا أن الغرب لم ولن يسمح بقيام دولة اسلامية لانها تهدد وجوده فى ظل تنامى المد الاسلامي حتى أصبح الإسلام؛ الدين الثاني فى معظم دول العالم مع تزايد المواليد والهجرات والقناعات به”.
    ٢-
    البشير «يصمت» بشأن انقلاب 1989…
    ٣-
    الترابي يستغفر الله ولا يعتذر للشعب السوداني…
    (الفقرة أعلاهُ مقتبسة من رسالة وجهها الأستاذ المحبوب عبد السلام مؤخراً للدكتور حسن الترابي ونشرتها الصحف, يطالبه فيها بضرورة تجديد الأفكار وطرح رؤى سياسية جديدة وعدم شخصنة الصراعات. وتنبعُ أهميَّة الرسالة من كون كاتبها تلميذٌ وفيٌ و مقربٌ للترابي لم يخذلهُ كما فعل آخرون أبَّان المفاصلة الشهيرة التي أبعدته عن حكومة الإنقاذ وكان هو عرَّابها ورجلها الأول طوال العشر سنوات الأولى وبالتالي لا يمكن التشكيك أو المزايدة على ما ورد فيها من رؤى ومطالب. إنَّ أهم مطلب تطرَّق له الاستاذ المحبوب يتمثل في ضرورة “الإعتذار” للشعب عن خطأ الإنقلاب العسكري وما ترتب عليه من مآسي كان الترابي نفسه أحد ضحاياها, ذلك أنّه يُمثل منصة الإنطلاق لكل بداية جديدة. قد تتبَّع كاتب هذه السُّطور أحاديث الترابي وحواراته الصحفية وبيانات حزبه منذ وقوع المفاصلة في 1999 ولم يجد فيها إعتذاراً واضحاً عن ذلك الخطأ بل محاولات دائمة للتهرُّب من المسئولية و تبرير الإنقلاب.).
    ٤-
    اعتذارات:
    (أ)-
    أول اعتذار بعد السقوط كان قد ساقه رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق ركن عبد الفتاح البرهان، خلال حديث له في نوفمبر الماضي حين اعتذر القائد العام للقوات المسلحة، باسم المؤسسة العسكرية وكافة القوات النظامية للشعب السوداني بسبب الحروب، ودعا إلى ضرورة النظر لما حدث بأنه يتعلق بأداء الواجب، وأضاف: (نتقدم بأشد كلمات الاعتذار للمرأة السودانية وللأسر عن ما أصاب الأبناء والأمهات من أضرار بسبب الحرب).
    (ب)-
    اعتذار منسوبي الوطني .. شروط القبول ومبررات الرفض !!
    (ج)-
    المؤتمر الوطني يعتذر للشعب السوداني
    (د)-
    اعتذار عبد الرحمن الصادق المهدي عن مشاركته الإخوان المسلمين…
    (صاغ مذكرة اعتذار كتب فيها: اعترف بخطأ قبول المنصب في نظام انقلب على الشرعية الديمقراطية وارتكب مظالم كنت حيناً ضمن ضحاياه، وأرجو أن تكون نيتي المذكورة مطية لغفران الله لي، وأن يكون اعتذاري هذا مقبولاً للشعب، وإني على استعداد لقبول أية مساءلة قانونية، وأنصح الآخرين أن يفعلوا ذلك وأن يتجنبوا معاندة إرادة الشعب مفجر الثورة”.).
    (هـ)-
    إبراهيم محمود : تعرّضنا لخيانة ونعتذر للشعب السوداني …
    (و)-
    غندور يرفض الإعتذار للشعب السوداني وبلاغات جنائية ضده…

  5. يا لسخريات القدر…
    وغرائب ما يجري في سودان!!
    ١-
    من كان يصدق، انه في نفس يوم مرور الذكري الثانية والستين علي خيانة الشعب ووأد الديمقراطية وتسليم السلطة للعسكر، قام طالب حزب الأمة القومي بمنحه (٦٥) مقعدا بالمجلس التشريعي من نصيب الحرية والتغيير البالغ (١٦٥) مقعدا؟!!، بل والاغرب من كل هذا، ان هذه المطالبة جاءت في ظل تجميد نشاطه في التحالف الحاكم منذ أبريل الماضي، لكنه ظل يشارك في بعض اجتماعات الحرية والتغيير بمناديب؟!!
    ٢-
    يا أخوانا!!
    يا عالم!!
    يا ناس، هل يعقل انه لا يوجد واحد عاقل نصيح في حزب الامة ينصح من فيه ان يكونوا اكثرعقلاية وفهم في مطالبهم؟!!، وان سودان اليوم يختلف عن زمن عبدالرحمن المهدي؟!!
    ٣-
    صراحة كنت اتوقع ان يصدر بيان من حزب الامة حول تسلميهم السلطة لجنرالات عبود في مثل هذا اليوم قبل (٦٢) عامآ!!، كنت اتوقع ايضآ ان اقرأ تصريح للصادق المهدي – وهو في فندق خمسة بالامارت- يحي فيه الانجاز العظيم الذي حققه الحزب عام ١٩٥٨ ودخل به التاريخ!!، ولم اكن اتوقع ان يتجاهل الحزب ذكري المناسبة ويهرول نحو المقاعد؟!!
    ٤-
    سؤال لاعلاقة له بالمقال:
    دولة الامارات العربية التي يقيم فيها الصادق المهدي بحجة العلاج، هي دولة اعترفت باسرائيل واقامت معها علاقات وطيدة وقوية، فهل تهرب الصادق من لقاء الصحفيين خوفآ من توجية سؤال صحفي له حول رايه في اقامة علاقات بين ابوظبي وتل ابيب؟!!، طوال مدة ال(١٤) يوم الماضية لزم الصادق لاول مرة في حياته الصمت التام وهو شيء لم يعتاد عليه ان يزور دولة ما ولا يدلي بتصريح ؟!!…هل “الكورونا” هي التي منعت الصادق من الكلام؟!!…ام خوفآ من الطرد كما طردته القاهرة من قبل؟!!

  6. قصاصات قديمة عن انقلاب عبود
    ومن هو عبدالرحمن المهدي؟!!:
    ١-
    انشد الفنان الراحل/ محمد وردي نشيد ل(ثورة!! ١٧ نوفمبر) مطلعها:
    “افرح وطني هلل وكبر في يوم الحرية ..في 17 بعثت ثورة ثورتنا السلمية..جيشنا الباسل هب وعلا راية الجمهورية..لا ضمائر تتباع..لا سادة لا رعاع.. نحن الشعب وابونا النيل وكلنا سودانية…”.
    ٢-
    الطريف في الامر، ان اللواء/ محمد طلعت فريد وزير الاستعلامات والعمل رفض تسجيل النشيد بسبب استخدام محمد وردي كلمة (ثورة) بينما هم في المجلس العسكري كانوا يطلقون عليها صفة (حركة الجيش المباركة)، الأمر الذي احتاج الى تدخل من المجلس العسكري للسماح بتسجيل النشيد متضمنا كلمة(ثورة!!.).

  7. ٣-
    السيد عبدالرحمن المهدي كرجل اعمال ..
    (أ)-
    بقلم: د. صديق امبدة – أغسطس 5, 2018:(هذا كتاب يستحق القراءة ومجهود تجب الاشادة به عدة مرات وليس مرة واحدة. قيمة الكتاب وفرادته تكمن في الكم الهائل من المعلومات التي جمعها الكاتب خلال 16 عاما من شفاه الانصار والمعاصرين والمشاركين في ذلك التاريخ (حوالي 200 شخص) ومن محفوظاتهم الشخصية. تبع ذلك أن كان الباحث استاذا في مدارس الجزيرة أبا الثانوية ووجد وثائق الدائرة او المتبقي منها في سراي الامام عبدالرحمن ، والذي كان جزئيا مقرا لدائرة المهدي، ثم اكمل كل ذلك بالمراجع المطبوعة والرسائل الجامعية ومن دار الوثائق القومية.
    (ب)-
    في الجزء الاول من هذا العرض سيرة ومسيرة السيد عبدالرحمن المهدي منذ قدومه الي الجزيرة أبا في حوالي 1908 و كان حينها “فقيرا معدما يتنقل علي ظهر حمار ويرافقه ملازمه عبدالله الزاكي” (الكتاب ص71) ، حتي أصبح رجل أعمال من الدرجة الاولي وأصبح في منتصف العشرينات من أغني الشخصيات في السودان إن لم يكن أغناها علي الاطلاق، وذلك عن طريق بناء صرحه المالي العملاق “دائرة المهدي”. كان السيد رجل اعمال بحق يري فرص الاستثمار والتوسع فيغتنمها لتنمية رأسماله ، و لم يكن زاهدا في الدنيا مثل ابيه الامام محمد احمد المهدي.
    (د)-
    ي سنة 1908 سمحت الحكومة للسيد عبد الرحمن بالتحرك لأماكن غير امدرمان (وكان محظورا عليه ذلك من قبل) ، وكتب سلاطين باشا (مسئول المخابرات) الي مدير مديرية الدويم ليعطي السيد أرضا لزراعتها، فتم تسجيل بعض اراضي أبا له شريطة ان يستصلحها في خمس سنوات.
    (هـ)-
    بتوجيه من مدير المخابرات في يناير 1909 وافقت الحكومة علي تمويل اعمال السيد الزراعية ، وبين عامي 9 و 10 منحته سلفية مباني. كما منحته الحكومة الافضلية في توريد عطاءاتها منذ 1914 وذلك بالاضافة للاراضي الزراعية والعقارية التي سجلتها له. وقد جاء في الكتاب أنه “كان لنجاح السيد عبد الرحمن في المهمة التي اوكلت اليه في ديسمبر 1915 فيما يتعلق بالمجهود الحربي ما جعل الحكومة تستشعر بأنه أضحي لزاماعليها مكافأة رجل كان علي درجة من الشجاعة جعلته يجاهر علنا لخدمتها في اكثر الاوقات شدة”ص 88. ولكن علاقة السيد والحكومة البريطانية كانت متأرجحة وكان رغم كل ما فعله لها مثار شك فمنعته احيانا من جمع الزكاة ومنعت الانصار من قراءة الراتب وطلبت منه الامتناع عن زيارة الجزيرة ابا والاحتفالات وقراءة الراتب. لكن في عام 1925 راجعت الحكومة قراراتها وقررت منحه قرضا مقداره 4500 جنيه لتطوير زراعته في أبا. وفي نفس العام 1925/1926 تم ترشيح السيد لوسام الامبراطورية من حاكم عام السودان حينها السير جيفري ارشر. وقد جاء في خطاب الترشيح أن من اسباب استحقاقه للوسام” ولاءه الاكيد لبريطانيا واستجابته لكل مايطلب منه في معالجة ما تتعرض له الحكومة في السودان من مشاكل، وخدمته النافعة عند دخول تركيا الحرب ومقاومته للدعاية المصرية” ص 92 . وربما يري القارئ أن بعض هذه المواقف علي الاقل مواقف سياسية لها مايبررها ، وقد ترجمت لاحقا في مطالب الاستقلالييين.
    (و)-
    كان مناديب السيد عبد الرحمن الذين يرسلهم الي دارفور ليستنفروا الناس للذهاب للجزيرة ابا يعملون تحت سمع وبصر المخابرات مما زاد الامام مهابة في نفوس المحبين ( ص85 ). و يقوم المناديب بتنويرالراغبين في الهجرة انهم حين يصلون الي أبا سيسجلون إما في طائفة الانصار أوالمهاجرين (العمال لاحقا) ، والاخيرين غير مخيَّرين في حياتهم وانما يذهبون الي حيثما وجَّه الامام ويؤدون أي عمل يوكل اليهم. ويؤدي المهاجر القسم (انا تبع الامر والنهي) ولايعمل شئيا لنفسه ويكون مجهوده كله لصالح السيد. وحين يصلون إلي أبا يؤكد لهم السيد ذلك ويخيَّرهم بأن من لايستطيع الصبر علي الشدائد”ما ينكتب عامل ويقعد مجاور” . وكلمة الحق ظاهريا هنا هي ان السيد يحذِّرهم وينبِّههم الي ماهم مقدمون عليه عندما يؤدون القسم علي أن يعملوا عمالا لديه بالمجان . و هو هنا كأنما يبرئ ذمته بأنه اخبرهم وخيَّرهم بين ان يكونوا عمالا او مجاورين. لكن المؤلف يري ان السيد عبدالرحمن قد استغل عدم تفقههم في الدين عندما سخَّرهم ليعملوا لديه بالمجان لأن الفهم الصحيح للعمل لدي الغيرهو الحديث الشريف (اعطوا الاجير اجره قبل ان يجف عرقه.).
    (و)-
    ارتضي الانصار المهاجرون من غرب السودان المتسجلين كعمال، ارتضوا ان يعملوا رهن اشارة السيد بدون ان يكون لهم نصيب في انتاجهم وبدون أجر في هذه الدنيا الفانية (بفهم انهم سوف يكون جزاءهم في الاخرة) . وقد جاء في متن الكتاب أن السيد قد صرح لهم بأن “من يقطع له من الحطب او يفلح من الارض شبرا يعطي في الجنة ثوابا بقدر ما خدم السيد من مساحة” ص 100. وهو تأكيد لما كان متواترا مما اعتُبر تخرصات يرددها المعارضون من أن السيد عبدالرحمن كان يقول للانصار “من قطع مترا من الحطب (من غابات أبا) عوضه الله مترا في الجنة” . مقابل العمل المجاني هذا تصرف الدائرة للعامل رطل من عيش الذرة يوميا وتصرف له كسوة بمقدار ستة ذراع دمورية كل ستة اشهر وللزوجة ثوب زراق وسبعة اذرع دمورية –تسمي قرقاب- لتستعين به علي جني القطن، كذلك كل ستة اشهر(كل افراد الاسرة يعملون في المشروع ببطونهم).
    (ز)-
    كانت دائرة المهدي تنقل عمالها من أبا الي مناطق اخري حسب الحاجة ، وكانت ترسل بعضهم “كخدم منازل (رجال ونساء) لبيوت السادة والسيدات واصدقائهم، وترسل لهم مخصصاتهم من الذرة والكسوة وتسلم لهم في اماكن عملهم (ويسمون مجازا بالملازمين)” ص108. فهل يمكن وصف هذه العملية بأن الدائرة تعمل أحيانا- كمتعهد خدامين أو-باللغة المعاصرة – مكتب عمل بمقابل معنوي؟
    لكن استخدام العمال لم يقتصر علي تنقلهم بين المشاريع أو المنازل وإنما استخدموا في مناشط اخري أيضا نذكر منها اثنين.ففي عام 1918 قرر السيد بناء سراي (بالطوب الاحمر والمونة الحرة والمواد المستوردة) في الجزيرة أبا في مكان بيته المكون من قطيتين وكرنك، فصدرت الاشارة للانصار بضرب الطوب وحرقه وللنساء بجلب الماء علي رؤوسهن من النيل، كما شارك في البناء جميع سكان أبا من الانصاررجال ونساء وصغار. أما الثانية فكانت ردم الجاسر(وهو خور عريض وعميق يفصل الجزيرة عن البر الشرقي.) .
    (ح)-
    استمر نظام السخرة المذكور حتي سنة 1935 عندما أضرب عمال الدائرة مطالبين بنصيب واضح من انتاجهم، وتمت استجابة جزئية لمطالبهم فصرف لكل عامل رطل عيش وسبعة عشر قرشا ونصف. وبعد مطالبات مستمرة ارتفع الاجر حتي وصل 75 قرشا في الشهر، بعد اربعة سنوات من المطالبة ، وتجمد عندها لمدة 16 عاما حتي سنة 1956 حين استبدل بنظام الشراكة.ويجدر بالذكر ان تعديل المستحقات لم يشمل النساء العاملات. ومن اجل المقارنة فقد كانت يومية العامل في عام 1939/40 تبلغ 8 قروش في اليوم.
    (ط)-
    فكر السيد في الاستفادة من أبناء العمال الصغار أعمار (7-16سنة) في أعمال الزراعة في مشاريعه ، وصاروا يُجمعون كل صباح في مكان معيَّن ثم يحرَّكون للمشاركة في عمليات الزراعة وتمت تسميتهم ب”اولاد النظام”. تطور تنظيم الاولاد الي معسكرات بغرض تدريبهم علي اتباع الاشارة وطاعة اوامر السيد، فتم انشاء معسكرات لهم ليقيموا فيها اقامة دائمة منفصلين عن ذويهم (بموافقتهم) اولا بالقرب من غار المهدي علي شاطئ النيل الابيض في عام 1931.
    (ي)-
    وجد الكاتب ان الزكاة المجموعة قد دخلت في انشطة دائرة المهدي التجارية وان مصارفها لم تكن منضبطة كما في الاية الكريمة، بل صُرف من مواردها علي ضيافة افراد اسرة الامام ومن معهم وتذاكر سفر لهم، كما صُرف منها علي الخدَّامين بالمنازل وعلي خيول الدائرة وعلي ضيافة السراي وعلي مؤتمرات حزب الامة. ويطرح الكاتب في نهاية مبحثه حول دائرة المهدي سؤالا مشروعا ، ويقدِّم له بأن دائرة المهدي تعتبر من كبري الشركات الاقتصادية في السودان ان لم تكن اكبرها ، مما يجعل من مالكها أغني شخصية سودانية، ويدعي أنه إمام الدين ، فهل كانت الدائرة تزكي اموالها ؟ وهو سؤال لم يجد له إجابة شافية ومتروك لمزيد من التقصي.

  8. اما كان الاولى تذكرك ناسك بذكرى 8 نوفمبر 1959 يوم توقيع طلعت فريد مع المصريين اتفاقية مياه النيل ااتفاقية التي اودت ببلد اجدادك وعملت تشريد وتمزيق قومك !!!!!!!!!؟
    انتبه يا الرجل

  9. صورة نادرة:
    الفريق/ ابراهيم عبود مع الصديق عبدالرحمن المهدي
    الفريق/ ابراهيم عبود مع الصديق عبدالرحمن المهدي

    ويظهر في الصورة الصديق عبدالرحمن وهو (مبوز!!)، وتبدو عليه علامات عدم الرضا من حديث الفريق عبود…

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..