مقالات سياسية

في الفيضان دعوة للاستثمار

أسامة ضي النعيم محمد

في الفيضان  دعوة للاستثمار.

نعم ، منظر المياه المنتشرة قي مساحات علي مد البصر لها قراءة  مختلفة عند آخرين ، فبالرغم من الالم الذي يعتصرنا في السودان علي الدمار الذي تحدثه الفيضانات والامطارالا أن البركة والخير يتوافران أيضا ، في طرف اخر من الكرة الارضية يتحسر اخرون علي تلك الخيرات التي تهطل علي أرض السودان ويعجز السكان عن تطويع هبات الفيوضات والرحمة الربانية والاستفادة منها في ري الصحاري في ذات القطر، يعجز السودان عن محاربة العطش في بورتسودان بوابة السودان البحرية الوحيدة ، مشكلة نقص المياه تحد من حصاد الصمغ العربي في اقليم كردفان ، لآلاف السنين وذات المعضلة ، تموت اجزاء من بلاد السودان غرقا وأخري يلحقها الموت عطشا.

مياه الفيضانات وذلك المنظر في الفضائيات يشهده العالم ، يمكن استخدامه باحترافية لجلب الشراكة الاستثمارية ، تقليد تجربة دول مثل تركيا لجلب المستثمرين الافراد بإعلانات بسيطة علي الوسائط ، بعض دول الخليج  وبإعلانات أكثر بساطة ، يتسابق السودانيون مع اخرين للحصول علي شقق واستثمارات فيها ، استراليا وكندا لها أيضا طرقها لدعوة بناء وتنمية مناطقها النائية ، الرحمة  في فيضانات السودان يمكن تحويلها الي اعلانات لجذب المستثمرين المغامرين الذين يتوقون لقهر الصعاب والتحديات  ويسكتون عندهم  روح المغامرة والأقدام. الذين يحبون صعود الجبال ويكرهون العيش في الحفر يقبلون دعوة الاستثمار في فيضانات تغمر مساحات كبيرة من الاراضي ، لهم القدرة علي تطويع تلك المياه كما طوعت هولندا البحر.

لا نحتاج الي جولات مكوكية لجلب الاستثمارات للسودان يقوم بها  اخر مثل مصطفي عثمان لنحصل بعد ثلاثين عاما علي صفر كبير هو حصاد وزارة الاستثمار السودانية في حكم( الاخوان) ، مناظر المياه تغمر البلاد كافية مع اعلان بسيط لجلب استثمارات حقيقية ، يكفي أن يصاحب الدعوة تعهدات مطلوبة تعكس جدية المستثمر ، مثلا التزام بإيداع مبلغ خمسين الف دولار وديعة كضمان في بنك السودان مقابل صك من حكومة السودان ثم قدرة المستثمر علي تقديم مشروع بتكلفة في حدود ثلاثمائة الف دولار ، العمالة السودانية في المشروع تصل الي نسبة يتم الاتفاق معها بين المستثمر ومصلحة العمل السودانية ، من جانبها تلتزم دولة السودان بتوفير الارض المناسبة للمستثمر ومنحه حق الانتفاع لفترة لا تقل عن عشرين عاما ،  السماح في الاعفاءات الجمركية وتحويل الارباح خارج السودان وغيرها ينظمها العقد مع المستثمر. لإظهار جدية الحكومة السودانية ، يرفق مع الاعلان نموذج  مسودة العقد المزمع بين المستثمر وحكومة السودان.

الفيضان والمياه الغزيرة مثلها (الكورونا) ، جنودا من عند الله يرسلها للاعتبار وإعادة البصر كرتين ، السؤال عن توقف المياه عند حرم الانهار يقود الي اجابة واحدة ، هي عجز الانسان عن نقل الماء المتدفق الي مناطق أكثر احتياجا ، في القرن العشرين كان للقذافي تجربة النهر العظيم في قلب الصحراء . قبلها نقل سلاطين عمان الاوائل المياه عبر السهول والجبال في ما يسمي بالا فلاج ، الاستفادة من الفيضان وتحويله الي منفعة  لا يحتاج الا القليل  من تخطيط واستمرارية في العمل علي الخطة ألموضوعة .عند وضع خطط نقل فائض المياه من حرم النيل الي مناطق صحراوية تصبغ بطابع قومي ، لا مزايدة حزبية أو انقلابية تراهن علي تعديلها أو التخلي عنها بدعوي أن الفكرة من مخلفات العهد السابق ، فالحرص علي استغلال المياه يجب أن يكون مثل نشيد العلم ، لاتتخلي عنه حكومة ما كما تخلينا عن علم وشعار سابقين بدعاوي صبيانية ، أو كما أسقطنا من خارطة السودان ثلث مساحته فأصبحت الخارطة الجديدة للسودان في هيئة رجل مقعد بتر جزءه الاسفل.

تحويل صورة المياه علي أرض السودان لجذب الشراكات الاستثمارية من  أدوات وريشة عبقرية ثورة ديسمبر المجيدة ، نقل الفيضان وغزارة المياه في أرض السودان  في ذهن العالم من صورة استعطاف الي حالة من التدبر لتحويل تلك الرحمة من المياه الي زرع وضرع ، هو ضرب من الشكر والحمد لرب العز والجلال أن أنعم علينا بخير يتقاتل البعض للحصول عليه ، ما نحتاجه في السودان هو تقديم الفيضان والمياه الغزيرة دعوة لجلب الاستثمارو كمعادلة رياضية تحتاج الي حل نموذجي ، ترويض النهر وربط فائض مياهه بالصحاري في السودان تحد ندعو الاخرين للاشتراك معنا لتحويله الي نعمة تدوم وهبة من الله عبر هذا النيل .

دعوة الاستثمار في السودان عنوانها ما يجري اليوم علي بلادنا الحبيبة ، الفيضان والتحكم فيه فرصة استثمارية واعده ، فقط تحتاج منا الي تقديم الدعوة في صورة بسيطة مقبولة لشركاء الاستثمار ، تحويل المياه الي انتاج زراعي وحيواني وأعمار للصحاري هو التحدي الذي يجب أن تسعي لتحقيقه. وبالله التوفيق.

وتقبلوا أطيب تحياتي. مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد

[email protected]

 

 

 

 

تعليق واحد

  1. كما تفضلت أخ أسامة .. فعلا منظر المياه المنتشرة قي مساحات علي مد البصر لها قراءة مختلفة عند آخرين…سبحان الله فعلا بعض الصور بالأقمار الصناعية كان منظر المياه مع الخضرة لوحة فنية لكنه للحسرة على أرض الواقع كارثة على أهلنا الطيبن …
    فى أمريكا قاموا بتعميق نهر المسيسيبى The deepening of the lower Mississippi River ومن قام بهذا العمل اهمام هو الجيش الأمريكى فرقة سلاح المهندسين وكنت ظننت أن الشغلانة عايزة إمكانيات ضخمة ولكن تكلفة التعميق لعمق 50 قدم كلفت مبلغ 85 مليون دولار ..لكن نحنا جيشنا جيش الهنا ما فاضى ومشغول بالبيزنيس والتجارة و قيادتهم تحلم بالجلوس على كرسى الحكم…مصيبتنا يعزوا فيها….لا تقولوا لى 85 مليون دولار كثيرة والله من طرف خزينة حميدتى تندفع أضعافها …والله المستعان
    كان قدماء النوبة على قلة الآليات يحفرون القنوات المائية على طول نهر النيل قبل وقت الفيضان …فهل حفر القنوات أمر صعب الآن ؟؟؟لماذا لا نحفرها على ضفتى النيل الأزرق تحديدا لتفادى الفيضان ؟؟؟؟
    أما الأنهار الموسمية مثل القاش وخور أبو حبل لماذا لا نقيم عليها سدود ونستفيد من مياههما فى رى الأراضى فى غرب السوان فى حالة خور أبى حبل …أما نهر القاش لماذا لا نقيم سدا وقناة مائية لنستفيد من مياهه فى إرواء بورتسودان العطشى وبذلك نقى أهل كسلا وجناينها شر الفيضان ؟؟؟؟
    لقد رزقنا الله بكل ماتتمناه النفس اللهم إلا قيادة رشيدة تنهض بهذا البلد !!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..