مقالات سياسية

لم يدخل اليهود من حدودنا

ضد الانكسار
امل أحمد تبيدي
رغم المؤتمرات والمعاهدات الا ان القضية الفلسطينية لم تحسم… ولن يزول الاحتلال في ظل ضعف الإرادة السياسية
في ٤٧ ١٩ إقترحت الأمم المتحدة تقسيم فلسطین الي دولتين دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية رغم قبول اليهود لهذا المقترح الا ان معظم الرؤساء والحكام العرب رفضوا ذلك… وفي ١٤ مايو ١٩٤٨ اعلن عن دولة إسرائيل بدون ترسيم الحدود… لكن في ذاك الوقت  كانت القيادة العربية قوية لا تعرف التنازل ولا الانكسار فتم غزو إسرائيل من قبل خمسة جيوش عربية وانتهي القتال في عام ١٩٤٩ بعدد من الاتفاقيات مع هذا  رفضت الدول العربية الاعتراف بدولة إسرائيل… بعدها توسع الاحتلال واستمر الدعم العربي للقضية الفلسطينية الي أن بدات اول مراحل التنازل والخضوع التام للارادة الامريكية…. بمخرجات مؤتمرات قمم عربية تسند علي (الإدانة والاستنكار) فقط..
كانت البداية باعتراف مصر بدولة إسرائيل وبعدها في ١٩٩٤ اعترفت الاردن لتصبح ثاني دولة… و توالت التنازلات والاعترافات بتلك الدولة عبر إقامة علاقات تجارية ودبلوماسية، تم التطبيع بصورة واضحة بفتح المكتب التجاري في الإمارات والآن العلاقات الدبلوماسية مع البحرين……
اخيرا  مرحلة تطبيع السودان مع إسرائيل…. أشارت الي ذلك صحيفة جيروساليم الإسرائيلية  بكل وضوح عن جولات نهائية لإعلان التطبيع حتما البلاد بوضع قد يجعل قبول كافة الشروط وارد خاصة  أن  موافقة السودان علي التطبيع  سيؤدي الي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تدعم السودان عبر تقديم  مساعدات مادية و سياسية …
الان نحن في المرحلة الاخيره التي سيعقبها   إعلان التطبيع  الذي جاء بعد كثير من الجولات السرية  بدأت  في عهد الرئيس المخلوع   والآن مرحلة الإعلان الذي سيتم في  حكومة حمدوك و برهان …
 يقال بعد التطبيع سيتم منح السودان مساعدات غذائية بقيمة ١،٢ مليار دور و منحة قيمتها ٣ مليار دولار… مع رفع اسم السودان من الدولة الراعية للإرهاب….
مع هذا هناك فواتير يجب علي حكومة السودان  تسديدها دون تسوية…
كان من الممكن التفائل خير بالتطبيع اذا كنا في موقف القوي الذي يمتلك إرادة تجعله يتخذ  قرارات تصب في مصلحة البلاد والعباد ولكن نحن سنقبل وسنقدم كثير من التنازلات دون وجود عائد مستقبلي و حتما ليس كل ما يتم الاتفاق عليه سيعلن.. لأن الاتفاقيات فيها بنود سرية و علنية…… كما قال الشاعر  نزار قباني
(لم يدخل اليهود من حدودنا، وانما، تسربوا كالنمل من عيوبنا)… نحن في مرحلة الخضوع و الانكسار و القبول..
حتي وأن تفائلنا خيرا بهذا التطبيع الا ان قلوبنا لن تضمئن لليهود…
لكنه  الواقع السياسي فرض علينا القبول…
القضية الفلسطينية ستظل هاجس الشعوب وليس الحكومات…
السودان مثله مثل كثير من الدول العربية والافريقية التي عقدت مصالحات  واعترفت عبر هذه  الخطوات  بدولة إسرائيل….
أصبحت المبادئ في صراع مع المصالح المادية و انتصرت المصالح وسقطت المبادئ….
&أنت في قرارة نفسك لا تطمئن إلى كثير من اليهود لأنهم يُفاجئونك دوماً بقلوب صهيونية.
محمد المخزنجي
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..