مقالات وآراء

مغادرة محطة اختطاف الرحلة  840 للتعريف بالقضية الفلسطينية.

أسامة ضي النعيم محمد     

 

الرحلة 840 التابعة لشركة ترانزورلد ايرلاينز( تي دبليو أي) مثلت أول عملية اختطاف قامت بها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، تم تكليف ليلي خالد وسالم العيساوي بالمهمة ، تفذت العملية في أغسطس 1969م بهدف التعريف بالقضية الفلسطينية.  

عملية ميونخ 1972م هي عملية احتجاز رهائن اسرائليين حدثت أثناء دورة الاولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ بألمانيا خلال الفترة من 5-6 سبتمبر1972مـ ، كان مطلب منظمة أيلول الاسود هو الافراج عن 236 معتقلا في السجون الاسرائيلية. انتهت العملية بقيام القناصة الالمان بقتل 11 رياضيا اسرائيليا و5 من منفذي العملية الفلسطينيين الثمانية بالإضافة الي ضابط شرطة ألماني وطيار مروحية ألماني وتفجير مروحية.

قامت عناصر من منظمة أيلول الاسود أيضا في مارس1973م بهجوم مفاجئ علي السفارة السعودية بالخرطوم ، طلب الفلسطينيون الافراج عن المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي وفلسطيني المهجرفي الاردن . رفض الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون مطالب الفلسطينيين ، قامت جماعة ايلول الاسود ومن داخل مبني السفارة بالخرطوم بإعدام 3 غربيين وهم سفيران امريكيان وقائم بأعمال السفارة البلجيكية. في هذه العملية . أذكر قول الرئيس جعفر نميري ( سنجعل أيامهم سوداء) أو كما قال ويقصد بذلك منظمة أيلول الاسود.

تلك محطات مجتزأة لعمليات نفذتها المنظمات الفلسطينية لتعريف  العالم بالقضية ، تلك الخطوات والعمليات غذتها روح بعض القادة العرب في مصر وسوريا وخطاب تنظيماتهم وأحزابهم الجديدة مثل الناصريون والقوميون العرب والبعثيون ، قادة تلك الاحزاب جاهربعضهم برمي اسرائيل في البحر ، دويلة اسرائيل هو نعتهم لها ، قبول الهزيمة والاستعداد لجولات قتال بعدها ليس من أدبياتهم ، عقد أحلاف مع العدو كما تحالف ذبيان وعبس وحلف ذي المجاز بين بني تغلب وبني بكر وحلف الفضول الذي حدث من تقديم عبد الله بن جدعان الطعام للمتحالفين والوليمة هي مظهر من مظاهر مراسيم عقد الاحلاف لما للخبز والملح من أثر عند العرب.

دول الخليج في ستينات القرن الماضي وقعت تحت تأثير عاصمتا القرار القاهرة ودمشق في التعامل مع طريق وحيد لحل القضية الفلسطينية ، المنظمات الفلسطينية فرضت الحل العسكري خيارا أوحدا لنيل المطالب ، لم تنتظم المنظمات الفلسطينية   في فضاء دولة من خلالها تسعي لاعداد القوة ثم مناجزة دولة اسرائيل  ، رأي قادة تلك المنظمات في الاستضافة التي منحتها الدول العربية مرافئ تطلق منها المجموعات الفدائية لخطف الطائرات وقتل بعض الجنود الاسرائليين عبر الحدود ثم العودة الي قواعدها سالمة.  

مع مضي الزمن وتطورالدول الخليجية في مسيرتها من خمسينات القرن الماضي  الي القرن الحادي والعشرين ، تجلت الحكمة العربية وتم استدعاء الموروث العربي في التعامل للنهوض من الهزيمة والتحالف مؤقتا مع العدو ، ذبيان وعبس وبني تغلب وبني بكر وحروب داحس والغبراء وغيرها محطات تغني عن خطف الطائرات وحبس الرهائن .

التحالفات الحالية بين دولة الامارات العربية واسرائيل ثم ما بين مملكة البحرين وإسرائيل ، هي من روح التعامل العربي من قديم الازمان مع العدو ، الكر يعقبه فرارثم  كر  والهزيمة لا تمنع من  التحالف والعيش مع العدو علي ذات الارض ترقب عن كثب حركاته الي حين الاستقواء والمنعة ، ربما تغير الزمن لصالح الطرف الضعيف وقيض الله أن يحتاج منتصر الامس الي عون ذلك الضعيف وربما سلط الله علي القوي (الكورونا) فاحتاج القوي الي أدوات ذلك المهزوم للوقاية من الجائحة ، غسل اليدين وتغطية الوجه والتباعد الاجتماعي والامتناع عن مغادرة أو دخول أرض بها مرض الطاعون ، هي جميعها في صحيح دين الاسلام باقية من ألف وخمسون عاما وستبقي بأذن الله.

في الختام ، أقول لدعاة معارضة التطبيع مع اسرائيل ، أن نهج رمي اسرائيل أو أ أي عدو اخر في البحر لا يمثل الحكمة والعقل العربيين ، يوم لك ويوما عليك والحرب كر وفرثم كر وفر وإعداد للقوة بأدوات العصر الذي نعيش فيه ، وحض الدين الاسلامي علي تعدد الزيجات للإكثار من القوة  وزيادة عدد الناخبين. فإذا رأت ذبيان وعبس وبني بكر وبني تغلب قديما في الاحلاف سبيلا للتعايش مع العدو فالأولي بنا في القرن الحادي والعشرين من استدعاء تلك الحكمة في عصرنا هذا.

وتقبلوا أطيب تحياتي.

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد     

 

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..