مقال (الرؤي الانتهازية للجماعات الاسلامية)

مدخل :ـــ
التحية والاجلال والقومة ليكن يا بنات وطني وتتقدمكن وتتقدمنا جميعا الجميلة شمائل النور والرائعة هنادي الصديق والمخضرمة مديحة عبدالله، وكل من وقف وتضامن مع شمائل سوي بالكتابة عبر الوسائط او ابداء الرأي الرافض لــ (محاكم التفتيش) .
وكمشاركة خجولة، امام جسارة بنات بلدي، أعيد نشر هذاالمقال والذي اري انه يسير في ذات الوجهة الرافضة للقمع والارهاب و لمحاكمات الضمير. اعجبت جدا بمقال الاستاذة هنادي الصديق (داء النكاح) واري ان المقال يبحث ايضاً في اعراض ومسببات المرض وهل يمكن علاجه ؟
الرؤيــة الحسّانيــة : ـــ
لم أجد إجابة شافية ــ وكثيرون مثلي ــ للسؤال الذي ظل معلقاً في رقابنا جميعاً وهو : كيف وبأي رؤي يدير بها شيوخ وفقهاء الإنقاذ، او علماء السودان، شئون الخلق والبلاد ؟ والذي أنتج سؤال أديبنا الراحل/الطيب صالح : (من أين أتي هؤلاء)؟؟ قليلون هم الذين إجتهدوا في الإحاطة ومحاولة الإجابة، عن كيف يفكر (المولانات) او علماء السودان ؟؟
من المحاولات او المساهمات الجادة في تلك الوجهة، والتي يجب ــ علي كل باحث الوقوف عندها ــ لأنها في إعتقادي تمثل ىالبوابة الأساسية لمعرفة :منّ هم هولاء ومن اين أتوا ؟ أشير هنا للمثال لا الحصر، مبحث او كتاب الراحل/خالد الكد :(مفهوم القومية)، وكتاب الأستاذ/ كمال الجزولي :(إنتلجينسيا نبات الظل ــ باب في نقد الذات الجمعي) وأيضاً كتاب الدكتور/حيدر ابراهيم علي : المثقفون السودانيون !!
هناك من يري انهم يفكرون بشكل إنتهازي واعٍ ــ وفق مايقتضيه (ظرف السوق) أي حل مشاكلهم الخاصة من خلال خداع العامة بانهم يسعون لحل مشاكل الناس، وقضاياهم، وهناك من يعتقد أنهم يديرون شئون البلاد بطريقة (إستثمار الكوارث) وهو من الإستثمارات التي برع فيها هؤلاء ــ وحتي لا يكون الأمر ملتبساً، نقدم هذا المثال : نفترض ـــ ان هناك عمارة انهارت علي رؤوس السكان ! نجد ان هناك اشكال مختلفة للتفكير في الكارثة، الأول معرفة الضحايا ومحاولات اسعافهم . والثاني معرفة الأسباب التي أدت لوقوع الكارثة، اما أستثمار الكوارث فكيف تحرك (لودراتك) و(كراكاتك) وبالسرعة القصوي لموقع الحادثة، ثم تنتظر ــ ليس كثيراً ــ صرف فاتورة إزالة الأنقاض (سراً) ويتم (تتويجك) كأحد رجال البِّر والإحسان ثم بعد ذلك تنتظر دورك في التعيينات في المناصب الدستورية المرتقبة !!
وأحياناً يبدو للمراقب او المشاهد : أنهم (طاشين شبكة) او (ناقزين بره الحلقة)، ولكن بإجتهاد يسير وبالإستناد علي التراث الشعبي تجدهم (حسانيين) أكثر من الحسانية ، مع الإعتذار التاريخي لأهلنا الحسانية ــ الذين شالو وش القباحة إنابة عن مجموعات كبيرة خلف الكواليس ــ غض النظر عن صحة او خطأ رواية الحسانية وانشغالهم بــ (سبق الحمير) والذي أدخلهم حيز الأمثال الشعبية ( الناس في شنو والحسانية في شنو!) ، لكم العتبي والإعتذارــ أهلي الحسانية ــ فقد جاء زمان ورأينا وسمعنا وعاصرنا من هم (حسانيين أكثر من الحسانية ) ــ علي كاثوليكيين اكثر من البابا ــ وجعلونا نعيد البصر كرتين .
ـــ سبق الحمير مالو ما رياضة، ومنافسة شريفة، زيو وزي زوجي سيدات، وأن لم يجد حظه ضمن الألعاب الأولمبية ! ـــ ومن زاوية أخري، ربما أهلنا الحسانية لهم رأي مخالف، وأنهم دعاة سلام وما عايزين حرب، و(تمثيلية) سبق الحمير دي تكتيك منهم !!
الرؤية الحسانية (الرسمية وليس الشعبية) تجسدت في رؤي وافكار النائب البرلماني دفع الله حسب الرسول الذي تتمثل (نظريته) في مسألة الحرب ودعم الجيش بالرجال في الأتي:ــ
( أن يتزوج النواب وعضوية الحزب الحاكم (مثني وثلاث ورباع) وبعملية حسابية وبمتوالية هندسية، وبالأسناد للكتاب والسنة، يتضاعف عدد الجيش لتعويض مافقد من الأنفس !!)
انا شخصياً أحسده علي هذه الجراءة والبسالة في طرح رؤاه وأفكاره، لأنه عبًر بهذا الوضوح عن أفكار مجموعة وقطاع واسع من فقهاء الإنقاذ ، أو فئة (المولانات) وهم خريجي المعاهد الدينية والأزهريين (خريجي الأزهر) !!
هناك كثير من المخاوف والتحفظات والمحاذير تقف حائلاً بين الباحثين، والخوض في التحليل النفسي والإجتماعي لفئة المولانات ــ مع وجود قليل من الاقوال الشفاهية عنهم، رغم انهم شبوا وترعرعوا بيننا ودرسنا معهم ودرّسونا، ودرسناهم جيداً إلا ان المساهمات المكتوبة في تحليل رؤاهم وأفكارهم محدودة للغاية وانحصر ذلك في المشافهة ــ التي وصفها الأستاذ الراحل/ محمد ايراهيم نقــد بأنها داء المثقف السوداني ــ وتبادل القصص والحكايات والقفشات عنهم، ولسان حالهم يقول (( الكلب انبح والجمل ماشي)) لا أدري أي جمل هذا !!
من الأشياء المتفق حولها وإستوثقنا منها من خلال متابعة (الشفوت ) من طلاب جيلنا، أنهم أي (المولانات) ــ اساتذة التربية الإسلامية ـــ يحبون النساء ويعشقون الحديث عن الجماع وبتفاصيل مثيرة لتلاميذ في سن المتوسطة والثانوي، ومدخلهم و(حصنهم المنيع) : (لا حياء في الدين)!! وأذكر قصة ذلك الأستاذ الذي كان يصرفه الطالب (الشفت (م . أ .ع) عن التسميع عندما يكون (ما حافظ)، وذلك بطرح حزمة من الأسئلة تدور في موضوع الجماع والحديث عن التبرج ….الخ ! ويسترسل (مولانا) في الأجابات الطويلة والأسانيد حتي تنتهي (الحصة) قبل الوصول للصف الأخير في الفصل، الذي يجلس فيه الطالب !!!
حدثني صديق طبيب ـــ شفاهة أيضاً ــ بأن (المولانات) مصابون بمرض <المانخوليا> و المانخوليا في علم النفس, حالة من القلق والانقباض النفسي الشديد تصيب بعض الناس في ما بين الأربعين والستين, فتوقع اليأس في نفوسهم وتجعلهم يرون إلى الدنيا بمنظار أسود. وقد تبلغ هذه الحالة حدا من الخطورة يحمل المرء على التفكير في الانتحار. ومن مسببات المرض الإفراط في أوعدم ممارسة الجنس وقد تصيب الحيوان أيضاً !!
ومن انعكاسات المرض السلوكية أن المريض يفكر باستمرار في الجنس، لذلك يري صاحبي انه ليس غريب عليهم هذا المنحي من التفكير، ففي الوقت الذي تستعر فيه الصراعات والحروب في النيل الأزرق وكردفان وما حولها، وتتصاعد فيه السنة اللهب والدخان، لا يفكرون الا في (حفرة الدخان) ومنَّ فوقها !!ومن هذا المنطلق يريدون (ضرب عصفورين بحجر واحد)، من خلال (إستثمار الكوارث) والخروج (بمغنمين) بضربة واحدة وهما : إخراج الرؤيا او (التخريجة الفقهية) بإعتبار انها تصب في مصلحة حل القضية الوطنية ــ دعم الجيش من خلال النسل الناتج من (مثني وثلاث ورباع) ــ والمغنم الثاني والمستتر او الغير معلن، إيجاد تبرير (من عمق الكارثة) لما يودون توطينه بينهم (كميسورين فتح الله عليهم)، وهو (تجديد الحياة والشباب بـــ مثني وثلاث ورباع) .
التبرير الأخير او المغنم الثاني هو أقرب للمنطق السليم والعقل، لأن قضية دعم الجيش غير واردة هنا علي الأطلاق لأن منتوج هذه الزيجات من النسل سوف يكون رصيداً لأدارة الأعمال (المستقبلية) في ماليزيا !! ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكونوا جنوداً مقاتلين في قوات شعبنا المسلحة .
أحدي الصديقات ــ الغاضبات من فكرة التعدد ــ قالت :ــ
ـــ طيب … اذا المواليد طلعوا بنات !!
ـــ فجاءها الرد (الشافي) :ــــ
ـــ برضو خير… اكونن احتياطي (لمثني وثلاث ورباع) لدورة قادمة !!
ولا أدري ماهية هذه الدورة القادمة، هل دورة انتخابية أم دورة حياة أم هي الدورة التي في ذهنه !!
[email][email protected][/email]