مقالات وآراء سياسية

“المخلوع ، في ظهوره الأخير”

طارق يسن الطاهر

كنت ترتدي أفخم الثياب  وأزهاها ، وأجمل العمائم وأغلاها ‘ فارتديت الآن  ثياب السجن الباهتة التي تليق بمقامك.
كنت تصبغ الشعر لحية وشاربا ورأسا بالسواد الحالك ، والآن قد بان الأبيض الذي أخفيته سنين طويلة
كنت زاهيا ناعما نضرا ،والآن  قد تغيرت ملامحك،  وعراك الإرهاق ،وأصابك الذهول ، وغزاك الشحوب .
كنت ترفع الصوت فيستمع الجميع خاضعين، وينصت الكل خاشعين ، والآن تتكلم بإذن وبأدب وبخفوت وأنت مهين ولا تكاد تبين .
كنت تتحدى متكبرا ، وتستكبر مزهوا ، والآن تبدو مكسور الخاطر، مهيض الجناح .
كنت تخرج على قومك في زينتك، متباهيا متفاخرا متعاليا ، والآن تظهر ذليلا خاضعا.
كنت تتصدر المجالس وتعتلي المنصات ، وتقف خلف مكبرات الصوت ، والآن تجلس مع الجميع، وسط الدهماء ،و”شذاذ الآفاق”
كنت تأمر وتنهى فتطاع ، والآن تؤمر وتُنهَى فتطيع .
كنت تدخل حيثما تريد ،وأنى تريد، وكيفما تريد،  والآن تنتظر لتدخل ،و تنتظر لتجلس، وتنتظر لتعرف مكان جلوسه المسموح لك به، ويشير عليه ذلك الشرطي الذي  كان يرتعد فرقًا إن رآك ، فالآن يأمرك بالجلوس في المكان الذي يحدده لك هو .

فقد زال ملكك – أيها المخلوع- بأمر من لا يزول ملكه ،
هل أدركت هذه الحقيقة؟
ألم تتعظ بغيرك وتعتبر بمن سبقك؟
هل  تتذكر حينما كنت تسوق الكبر على شعبك ، و تصب عليهم الشتائم صبا ، وتكيل لهم التهم كيلا .
لو استقبلت من أمرك ما استدبرت، أكنت تفعل ما فعلت بهذا الشعب المغلوب على أمره ؟
ذلك الشعب الذي ما زال يقاتل كي يوفر لقمة العيش التي ضيقتها عليه ، ويكافح ليخرج من دائرة الدول الموصومة بالإرهاب التي وضعتها فيه ،ويجاهد ليستعيد ثرواته التي نهبتها أنت ومن حُشر معك في القفص.
لا أعتقد أن هناك عاقلا حزن عليك حينما ظهرت في المحكمة بالأمس ، ولا أظن أن هناك حصيفا تعاطف معك حينما بدوت وأنت سجين أسير كسير حائر ذليل.
فهذ نهاية الظلم الذي حرمه الله على نفسه، وجعله محرما بين الناس ، أما قال لك أحد من قبل: إن الظلم مرتعه وخيم؟!

‫6 تعليقات

  1. والله أن في حكمه ونزعه منه لآية من آيات الله فسبحان مالك الملك يعز ويذل. إنها عبرة لمن يعتبر. كان ملأ السمع والبصر . أسوأ في هذه الدنيا أن تحاكم بالقانون الذي وضعته بيدك. كانت الناس في ضيق شديد ومسغبة فأصدر قانون التعامل في العملات الأجنبية فإذا هو يبقبض وهو يخبأها تحت سريره لا بل وكان عنده أمل أن يخرج ليستمتع بها حين طلب من عبد الرحيم دقلوا أن يأخذها ليخبيها في مكان آخر. لو كنت في مكانك لطلبت من المحكمة أن تعطيك ساعة أو متسعا من الوقت تعلن فيه للملأ كل الجرائم والأخطاء التي ارتكبت في عهدك والأموال التي نهبت ومن نهبها بالأسماء وأين هي وأن تتبرأ من أخوتك ثم تسأل الناس العفو وتسأل الله القبول وتختم حياتك بإن تطلب من المحكمة أن تنزل بك الحكم وأنت تظل قابعا في السجن حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.

  2. والله لقد قلت هذه الكلمات أو مثيلتها لمن كان بالقرب منى أثناء عرض المحاكمة وشهدت الا اله الا الله الحق المبين وأن قوله الحق في محكم تنزيله ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير ) لقد ارانا الله بأسه فيمن طغى وتجبر على شعبه حتى جاهر بعدوانية بشعة إنه لا يريد أسيرا أو جريحا ولا شجر ولا حجر ولا بقر فى دارفور وإنه يريد ( دارفور خالية ويرفع له التمام اليوم قبل الغد) لقد نسى الله المحى المميت وزعم أمرا ليس بيديه الملطختين بالدم. تحدى المواطنين في كسلا وذكرهم بما فعله في أكتوبر 2013م حيث اسقط المئات صرعى ولا يلتفت حصدتهم الته القاتلة وهو يرقص طربا.. هذا القاتل السفاحيتحث عن القتل فيما اوردته قناة العربية وكانه يروى قصة فيلم هندى عرضته دار سينما محلية .. كم مرة تذكرت الله قدرة الله يا بشير لم تكتف بلصوصيتك المذلة للمواطن السودانى وبعت الوطن رخيصا لشذاذ افاق تعرفهم أنت شخصيا لا الشعب السودانى الأبى. اليوم تعود بخيالك المريض للوراء ويريك الله بأسه ويفضحك أمام عباده ذليلا لا لترقص كعادتك زلكن ليشمت بك ذوو الضحايا ممن ارقت دماء ابنائهم وبناتهم في طرقات وشوارع المدن وأزقتها وفى زنازين معتقلاتك كل هذه في الدنيا وينتظرك القضاء الأعدل يوم الفصل ليقتص منك عدلا وينزلك حيث تستحق من العقاب المخلد أيها التعيس. كان منظرا مرعبا أجتمعت الشلة قبل ثلاثين عام ليدبروا أمرا بليل بهيم ودارت الأيام لتجمعهم قاعة محكمة ضيقة يوسعون الخيال بحثا عن براءة على عثمان يتخيل أنه برئ ومعه بقية الشلة… سألنى نازح من دارفور وتحديدا في معسكر بنيالا وقال يا أبنى لقد ظللنا في هذا المعسكر عشر سنوات نتلو كل يوم من كتاب الله ندعوه راجين أن يعيدنا إلى قرانا وينصرنا على من ظلمنا ..إننا نختم القران كل جمعة.. فتساءل متحسرا متى يجبنا الله ويفع عنا الظلم يتساءل وعيناه تدمعان قلت له إن الله سيستجيب لدعائهم بأسرع مما يتصورون وبأكثر مما يتوقعون.. هل سيتذكر عمر البشير وصحبه اليوم ماقاله البشير في حديث الغرابية هل سيتذكر البشير ماقاله دون أن يلتفت بأنهم قتلوا عشرة الاف فقط في دارفور دون سبب معقول.. ومابال الضحايا الاخرين في العيلفون وأطفال هيبان وبورتسودان والمناصير وكجبار…

  3. هو عارف الظلم ظلمات يوم القيامة عِلا ما قايل يشوفها في الدنيا لأنه قادر عليها في حماية حميدتي وقوش والجنرالات الكيزان المصنوعين في الجيش

  4. كلماتك اقوى من الرصاص يانبيل !!! حالته تدعو للشفقه … لعلها تكون عظة لمن يعتبر … هكذا شكل الدنيا لمن لا يفهمها … وقديما قالوا : الدنيا ما دوامه !!!

  5. لقد ظهر وهو مهيض الجناح مكسور الخاطر والوجه والسن ، شاحب الوجه ، ذليل ، كأنه متسول في طرقات المدينة ، لو وجدته بجانبك لا تأنبه له غير ان تمد يدك وان تعطيه ما عندك ، لقد ارغم انفه الشعب ومرغه في التراب والوحل ، وهو الذى وقف يباهى امام قوته ويحرض ( لكم في القصاص حياة يا أولى الالباب ) يعطى المشروعية للقوات لكى تقتل .
    أيضا نريد ان نرى على عثمان في لباس السجن مضرب مترنح الخطى مهان
    نريد ان نرى عبدالرحيم محمد حسين كذلك
    نريد ان نرى ذلك الاخرق المسمى احمد هارون الذى وقف بصلف وعنجهية يأمر القوات ( ما عايزين عبء ادارى ) .. ( قشو امسح ) نريد ان نراه مكسور مذلول ومهان وان يأمره عسكرى السجن فيمتثل لا حول له ولا قوة وان يأكل من جراية السجن
    نريد ان نرى كذلك قوش وعطا وغيرهم من الزبانية وقد اذلهم الشعب في اقفاص المحاكمات والسجون .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..