مقالات وآراء

أسئلة محرجة وإجابات مُزلزلة: لقد ظهر الدجال وشبع ظهورا

الريح عبد القادر محمد عثمان

س. ألا تأتينا الساعة بغتة؟
ج. بلى!

س. هل من المنطقي أن يكون لشيء يأتي بغتة علامة تدل على مجيئه؟
ج. “بغتة” تعني فجأة، و”باغته” يعني أتاه على حين غرة وغفلة بلا توقع.

س. هل تؤمن بأن الساعة يمكن أن تأتي في ظرف ساعات أو دقائق أو ثوان؟
ج. بكل تأكيد.

س. لكن أليس للساعة شروط لا بد أن تقع بين يديها مثل ظهور الدجال ونزول المسيح عليه السلام؟
ج. هكذا علمونا.

س. لكن المسيح لم ينزل والدجال لم يظهر، فلا يمكن بالتالي أن تقوم الساعة في السنوات أو العقود القليلة المقبلة. أليس كذلك؟
ج. ( حملقة)

س. إن كنت تؤمن بضرورة ظهور الدجال ونزول المسيح قبل قيام الساعة فبالتالي أنت لا تؤمن بأن الساعة تأتي بغتة كماء جاء في القرآن؟
ج. بلى، أؤمن بأنها تأتي بغتة وأؤمن بظهور الدجال ونزول المسيح. لكن الآن يبدو لي أن في الأمر إشكالا.

حل هذا الإشكال بسيط.

لقد ظهر الدجال وشبع ظهورا.

أعلم أن الدجال الحقيقي لا يمكن أن يأتيك بالصورة التي تتوقعها أنت أيها المسكين وإلا كان دجالا فاشلا عبيطاً لا يستحق “شرف” أن يكون دجالا، ولا يستحق شرف انتظارك العبثي له.

نعم، لقد ظهر الدجال وشبع ظهورا منذ يوم أن استقر في عقلك الخفيف أن الدجال أعور ولا يأتي إلا في آخر الزمان بعد أن ينجو معظم البشر منه ولا يبق منهم إلا أمثالي وأمثالك.

الدجال الحقيقي سيظهر في الوقت المناسب وليس في الوقت الضائع. الوقت المناسب هو حين توضع الأحاديث المزورة، وتزيف السير والروايات وتدوّن التفاسير التي سوف تشل عقلك عن معرفة الدجال الحقيقي.

الدجال الحقيقي سيظهر مدعوما بإبليس لإغواء البشر منذ أول يوم يبدأ فيه أول الأنبياء مهمته. وسيظهر ليضع منهج الإضلال الذي يحقق لإبليس ظنه في الناس: ” وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا”.

ألم تتواتر الأحاديث عن أنه ما من نبي إلا حذر قومه من الدجال؟ هل خدع جميع الأنبياء أقوامهم وحذروهم تحذيرا في غير محله؟ حاشا أن ينطق انبياء الله بغير الحق فطالما أنهم قد حذروا من الدجال فلا بد أنه قد ظهر دجاجلة في عهود الرسل جميعا.

يعلمنا القرآن الكريم أن العدو الحقيقي والأخطر هو الشيطان الرجيم، وليس الدجال، وما الدجال إلا أداة من أدوات إبليس لإغواء البشر. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يدخر إبليس سلاحه الفتاك هذا؟ لماذا لا يرسل دجالا ويزوده بالقوة والعلوم في كل زمان وفي كل مكان؟ هل يشفق إبليس على بني آدم المساكين فلا يرسل لهم إلا دجالا واحدا عبيطا و أعور في آخر الزمان؟ لماذا لا يرسل لهم في كل جيل من الأجيال كوكبة مختارة من الدجاجلة ليساعدوه في مهمته؟ لم لا والمرشحون الذين يستوفون شروطه كثر؟ أليس هناك أعداد غفيرة من الطامعين في السلطة والشهرة والمال الذين سينفذون كل برنامج إبليس إذا نالوا مبتغاهم؟

ألا تعرفون السامري في زمن سيدنا موسى؟ ذلك الرجل الذي جعل بني إسرائيل يعبدون عجلا في وجود نبيين اثنين مرسلين؟ هل نضن بلقب دجال على السامرى ونمنحه لدجالنا المسكين الذي لم يجد مالا يجري به عملية تجميل لعينه الطافية؟

وبمناسبة عور عين دجالنا لا بد أن نشير إلى أن وصف الدجال بالأعور دليل إضافي على أنه ليس الدجال المقصود. ألا تلاحظون أن وصفه بالأعور هو في الحقيقة شتم وسب له. ونحن نعلم من القرآن والأخلاق السمحة أنه ليس على الأعمى حرج ناهيك عن الأعور. في ديننا الحنيف لا ينظر الله إلى وجوهنا وأشكالنا وألواننا. ورسوله الكريم ليس بطعان ولا لعان. وليس العور عيب يعاب، ولا نقص يزدرى. ومن المفارقات المضحكة التي تدل على أن حديث وصف الدجال بالأعور موضوع ما نسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من أنه قال “الدجال أعور وربكم ليس بأعور”. نعم، ربنا ليس بأعور ولا بذي عينين، ولا لسان ولا شفتين. تعالى الله عما تقولون علوا كبيرا.

هذا الوصف الشكلي للدجال يذكرنا بوصف المهدي المنتظر بأنه “أقنى الأنف”. مجرد الانتظار من أجل تحقيق الهداية والعدل في الأرض هو إلهاء شيطاني؛ أما الوصف الشكلي للمهدي المنتظر فإن مؤلفه هو الشيطان، فهو الذي يهتم بالشكل دون الجهر، لكن الله عز وجل لا ينظر إلى أشكالنا بل إلى قلوبنا.
لا أدري كيف لا ينتبه الناس إلى خبث الشيطان وسخريته منا. أكاد أتخيله وهو يضحك على غبائنا وهو يرانا نتفرس في وجه الرجل لنتأكد من أنفه الأقنى قبل أن نؤمن بأنه المهدي المنتظر.

خلاصة القول في المهدي المنتظر أن الله أرحم بنا من أن يجعلنا ننتظر رحمته وهدايته ويرهنهما برجل متماطل ومراوغ سواء كان أقنى الأنف أو أفطسها. إلا إن رحمة الله وهدايته حاضرتان الآن لمن يريد.

وخلاصة القول في الدجال أن إبليس أشد عداوة وبغضا لنا من أن يجعل القرون تلو القرون تمر على بني آدم من دون دجال مكار داهية وألمعي ثم يرسل لنا في آخر الزمان دجالا فاشلا بليدا ومسكينا أعور العين!

يوشك الشيطان أن يجعلنا جميعا دجاجلة لفرط طمعنا في ما لديه من مغريات.

الريح عبد القادر محمد عثمان

‫4 تعليقات

  1. أعتقد أنك تسرعت في الكتابة عن هذا الموضوع المثير للجدل قديما وحديثا وهناك من ضعّف كافة الأحاديث الواردة في المسيح الدجال وهناك من رفض فكرة ظهوره مثل الجهمية والمعتزلة وغيرهم .. لكن الأحاديث عنه واردة في الصحيحين ” البخاري ومسلم ” وغيرهما من كتب الأحاديث ولو طالعت ” بغير تحيز ” للجدل بشأن من طعنوا في أحاديث الدجال ومنها ما تطرقت له لوجدت أنهم أبانوا أكثر ورفعوا التعارض .. وخلاصة الأمر أن الدجال ” الأعور ” الذي تشير إليه في آخر مقالك بما يشبه التهكم .. وحاشاك ، هو وصف النبي الكريم له في الأحاديث الصحاح ” إن الله ليس بأعور .. “روى البخاري (7407) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بن مسعود]، قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ – وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ – وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ” .. وكثير من الروايات بهذا .
    أرجو التكرم بالنظر في ما أثير بشأن الدجال قبل أن تكتب مقالك القادم .. ففيه الكثير مما أعتقد أنك تفكر فيه وفي كتابته .. فالأولون ما تركوا لنا ما نضيفه سواء من آمن منهم بظهور الدجال على هيئته ومن خالفهم .. ولك تحياتي

  2. أعتقد أنك تسرعت في الكتابة عن هذا الموضوع المثير للجدل قديما وحديثا وهناك من ضعّف كافة الأحاديث الواردة في المسيح الدجال وهناك من رفض فكرة ظهوره مثل الجهمية والمعتزلة وغيرهم .. لكن الأحاديث عنه واردة في الصحيحين ” البخاري ومسلم ” ولو طالعت بغير تحيز للجدل بشأن من طعنوا في أحاديث الدجال ومنها ما تطرقت له لوجدت أنهم أبانوا أكثر ورفعوا التعارض .. وخلاصة الأمر أن الدجال ” الأعور ” الذي تشير إليه في آخر مقالك بما يشبه التهكم .. وحاشاك ، هو وصف النبي الكريم له في الأحاديث الصحاح ” إن الله ليس بأعور .. “روى البخاري (7407) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ [بن مسعود]، قَالَ: ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ لاَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ، إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ – وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى عَيْنِهِ – وَإِنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ” ..
    أرجو التكرم بالنظر في ما أثير بشأن الدجال قبل أن تكتب مقالك القادم .. ففيه الكثير مما أعتقد أنك تفكر فيه وفي كتابته .. فالأولون ما تركوا لنا ما نضيفه من أمن منهم بظهور الدجال على هيئته ومن خالفهم .. ولك تحياتي

    1. اعتقد انك كتبت هذا المقال من اجل الكتابة حتى انك لم تفطن للفكرة التى تريد ايصالها
      ..فمثلا ان يكون فى اخر الزمان دجالا موصوفا بعلامات معينة هذا لا ينفى ان هنالك دجالون على مر الحقب السابقة وحتى فى زماننا هذا ولكن ذلك يثبت انه اخطرهم لما يحمل من المفتنات للبشر وتسلطه عليهم ولذلك حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وسلم….نسأل الله ان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ويكفينا شر الدجالين

    2. الذي يهمنا من أمر الدجل والدجالين الآن هو أمر أولئك الدجالين الذين يزجون بالدين في السياسة ويخادعون به الناس من أجل الوصول الى السلطة والبقاء فيها كما فعل أولئك الذين يسمون أنفسهم بالاسلاميين في السودان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..