مقالات وآراء سياسية

عشان خاطر كباشي: “الاولوية لمحاكمة شباب “الحتانة” وتجاهل سجناء كوبر؟!!”

بكري الصائغ

1.

من من القراء لم يتفاجأ بانزعاج شديد بالخبر الذي نشر في الصحف المحلية في يوم الجمعة ١١/ ديسمبر الحالي ٢٠٢٠، وجاء في سياقه:

( كشفت مصادر ل (كرايم نيوز) عن نقل محاكمة (10) شبان من لجان مقاومة الحتانة الي معهد تدريب العلوم القضائية باركويت شرقي العاصمة الخرطوم في قضيتهم مع عضو مجلس السيادة الإنتقالى الفريق أول ركن شمس الدين كباشى. يذكر ان الشبان الـ(10) يواجهون تهماً متفاوتة علي ذمة القضية تتعلق بالازعاج العام وإثارة الشعور بالتذمر بين القوات النظامية إضافة إلى الإرهاب وإشانة السمعة والإساءة والسباب عضو مجلس السيادة الإنتقالى الفريق أول ركن شمس الدين كباشى. واكدت مصادر (كرايم نيوز) عن تحديد المحكمة جلسة لسماع قضية الاتهام في الرابع والعشرين من الشهر الحالي .)- انتهي الخبر -.

٢-

كل الذي يهمني من الخبر اعلاه، ان اسال باستغراب شديد: “اشمعني يعني قضية الفريق أول ركن/ شمس الدين كباشى ضد الشبان الـ(١٠) وجدت لها مكانة في المحاكم، بينما هناك المئات من السجناء السياسيين وأهل النظام السابق في سجن كوبر ينتظرون منذ اكثر من (٢٠) شهر تحديد مواعيد للنظرفي التهم الموجهة لهم؟!!

٣-

كتبت الصحف كثيرآ عن تاخير المحاكمات وتساءلت عن اسبابها، ونشرت ايضآ، ان بعض الدول الاوروبية طالبت حكومة الخرطوم الاسراع بتقديم المتهمين للمحاكمة، وان بقاءهم بلا محاكمات هو انتهاك للحقوق الانسانية، ولم ينتهي الامر عند هذا الحد، فقد سبق ان سيرت اسر المعتقلين عشرات المظاهرات تطالب باطلاق سراح ذويهم من السجن، او تقديمهم للعدالة فورآ، وهو الامر الذي احرج الحكومة كثيرآ.

٤-

من غرائب ما يجري في ساحة العدالة اليوم، ان اقدم سجين سياسي قابع في السجن الحربي منذ اكثر من ثلاثة اعوام (٢٠١٧- ٢٠٢٠) وحتي اليوم، لم يقدم حتي الان الي محكمة عسكرية تنهي حالة فريدة لم يعرفها القضاء العسكري من قبل!!، فالسجين موسي هلال – زعيم قبيلة المحاميد – معتقل قبل (٣٦) شهر بتهمة قضايا تتعلق بتقويض النظام الدستوري، وجرت عملية اعتقاله ومقتل عدد من أنصاره على يد قوات «الدعم السريع» التي يقودها خصمه الجديد وحليفة السابق «حميدتي» ، ويومها عاد الأخير بهلال مكبلا ذليلا إلى الخرطوم، ليحطم أسطورة هلال الرجل القوي ويضع نفسه في مكانه من الزعامة أمام البشير، ولم يكتف «حميدتي» يومها بالقبض على هلال، بل تعهد بمواصلة جهود «بسط هيبة الدولة بدون هوادة أو مجاملة لأحد مهما كانت الكلفة، ومضى في معركته ضد الرجل، حيث اتهمه عقب القبض عليه بالضلوع في مؤامرة بأجندة خارجية، لزعزعة الأمن والاستقرار في إقليم دارفور»، مستدلاً بضبطهم لمن سماه أجنبي، من الجنسية الجزائرية، ضمن مجموعة هلال، وبحوزته أجهزة اتصالات متطورة.

٥-

عندما اشتد الضغط علي ادارة النائب العام بسبب تاخير المحاكمات، تعللت ان التحقيقات مع السجناء السياسيين وغير السياسيين تاخذ دومآ طابع التاخير والتطويل بسبب طول مدة اللقاءات والتحريات معهم ، وفتح ملفات قديمة تخص قضاياهم ، والتي تستغرق احيانآ وقت طويل لحين اكتمال االتحريات بشكل كامل،…تم جاء فيروس “كورونا” ليكون هو الاخر سبب في تاخير المحاكمات.

٦-

هناك في اروقة الجهات العدلية بالخرطوم وباقي الولايات الاخري، عشرات الالآف من القضايا الجنائية والمدنية التي لم تحسم بعد منذ سنوات طويلة، وبعض من هؤلاء السجناء يقبعون في زنزاناتهم ينتظرون متي يآتي الفرج ويقفون في قفص الاتهام.

٧-

(أ)-

واسال:

لماذا احتلت قضية  الفريق أول ركن/ شمس الدين كباشى ضد الشبان الـ(١٠) اولية واهمية قصوي

قبل قضايا اخري سبقت قضية شباب “الحتاتة”؟!!

(ب)-

هل هناك “خيار وفقوس” في المعاملات القضائية؟!!، واذا كانت الاجابة بالنفي، فلماذا اذآ تقديم

قضية شباب “الحتاتة” علي قضايا اخري في جدول الانتظار؟!!

(ج)-

لماذا لم يتم تاخير قضية  شباب “الحتاتة” لاسباب صحية – علي اعتبار ان الخرطوم موبوءة بفيروس “كوروبا”، ويجب تجنب اماكن الزحام…خاصة في المحاكم؟!!-.

(د)-

هل القضية التي رفعها الفريق أول ركن/ شمس الدين كباشى، اهم بكثير من كل القضايا الاخري الموجودة علي طاولة النائب العام، ولهذا وجب استعجال تقديمها للمحاكمة التي ستعقد في معهد تدريب العلوم القضائية باركويت في الرابع والعشرين من الشهر الحالي؟!!

(هـ)-

السؤال الملح مازال يبحث عن اجابة: متي يتم تقديم – ولو سجين سياسي واحد من السجناء في كوبر للمحاكمة؟!! ، وهل حقآ ما يقال، ان الحكومة الانتقالية لا تنوي في عهدها تقديم السجناء السياسيين للمحاكمة، وستترك امرهم للحكومة القادمة بعد الانخابات؟!!

٧-

واخيرآ:

طالما موضوع المقال اعلاه عن تقديم وتاخير القضايا المرفوعة امام المحاكم السودانية، اسال:

لماذا تاخر الاعلان عن نتائج “لجنة التحقيق في مجزرة اعتصام القيادة؟!!”

 

بكري الصائغ

[email protected]

تعليق واحد

  1. ١-
    اسال مجددآ للمرة العاشرة:
    لماذا لم يقدم للمحاكمة طالب جامعة اامدرمان الاسلامية / ابن كثير عبدالرحيم، عضو “حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين ” الذراع الطلابي للمؤتمر الوطني في جامعة امدرمان الاسلامية، وايضأ عضو بارز ومشهور في (الوحدة الجهادية – دباب) التابعة لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، الذي قام في يوم الخميس٣١/ اغسطس العام الماضي ٢٠١٧، بارتكاب مجزرة بالسكاكين والسواطير راح ضحيتها ثلاثة طلاب من دارفور من نفس الجامعة وهم:
    (أ)- جعفر عبد الباري،
    (ب)- أشرف الهادي،
    (ج)- محمد علي عبد الله، (كانت تقارير طبية موثوقة قد أكدت موت الطالب محمد علي عبد الله سريريا )؟!!!.
    ٢-
    الغريب في الامر، ان القاتل منذ ان سلم نفسه للشرطة في شهر اغسطس عام ٢٠١٧ لم نسمع بعدها وحتي اليوم اي اخبار وان تم تقديمه للمحاكمة!!، ولا قرأنا في الصحف انه ومن اشتركوا في الجريمة قد تعرضوا لتحقيقات رسمية!!
    ٣-
    هل السودان فعلآ دولة فيها اجهزة عدلية، وقوانين، ومحكمة دستورية، ونائب عام (المدعي العام)، وقضاة، ومحامين ، ومحاكم؟!!، وجامعات خرجت عشرات الآلاف من خريجي كلية الحقوق؟!!، كل هذا الجمع الهائل من اهل “قبيلة القانون” اين هم؟!!، ولماذا لانسمع لهم حس ولاخبر في ظل امتلاء السجون منذ زمن طويل بعشرات الآلاف من المعتقلين والسجناء؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..