مقالات سياسية

البرهان علي خطي سوار الذهب أم استنساخ للبشير

أسامة ضي النعيم محمد

الجدل في منابر الديمقراطية هو الاساس ، تقديم أكثر من رأي اخر ربما كان فيه الحكمة (أخطأ عمر وأصابت امرأة) ، مجالس الحكم في الفرقان والقري في السودان كانت أيضا تضم النساء ويسمع الجميع الي رأيهن . اباء منابر الديمقراطية في السودان هم الرعيل الاول الذي تشرب بأدب اختلاف الرأي وارد وستمنستر، كان الازهري والمحجوب وزروق والهندي أعلام في تقديم وادارة أدب الخلاف ، ثم تحول السودان في عهد نميري الي الشمولية ورأي الفرد يمزق  عندها النميري اتفاقية أديس أبابا بذات المرونة التي يحرك بها أصابع يديه . ثم بزغ نجم المشير عبد الرحمن سوار الذهب—عليه رحمة الله- ليعيد للكلمة والمواثيق العهد بالوفاء وتسلم الامانة في 1985م وأعادها وفاء لعهد قطعه أمام الله سرا قبل أن يجهر به قسما والناس شهود.

حكم الطغاة في السودان أسس له البشير بتحريض من ( الاخوان ) ، جهز له الاخوان المنبر خطابا وأموالا تكسبوها لغزو ساحة الديمقراطية في السودان ، نجحوا كثيرا في تجارة العملة وجلب السيارات والتمركز في مناصب الدولة الهامة ، يوزوعون بينهم الادوار كما توزع بينهم الغنائم ليلا. نزع الله عنهم الحكم في وقت هم الاكثر حاجة اليه لستر السرقات في أراضي الاوقاف والميادين العامة دون اشهار عقاري ويطلبون اليوم وقف التشهير خوفا علي أسر لم يحرصوا علي اطعامهم كسبا حلالا.

ها هم (الاخوان) يمجدون البرهان  ويرفعون ذكره عاليا عند كل مناسبة ، يزينون له فشل الحكومة الانتقالية ليخرج معلنا ذلك ، يشاء الله أن تعلن أمريكا نجاح الحكومة الانتقالية في رفع اسم السودان من القائمة الامريكية السوداء، جهد فشلت فيه حكومة البشير والاخوان ولسبع سنوات ووفود البشير تذهب الي أمريكا لرفع اسم السودان وتعود  تلك الوفود بغنائم شخصية تحصل عليها عطايا من سودانيي المهجر أكياس تبضع وتسوق فقط ، يظل الحصار علي السودان أرضا وعبادا لا بيع ولا شراء مع العالم عبر القنوات الرسمية وفي أسواقه المالية.

رفع اسم السودان من القائمة السوداء حدث حري بالبرهان أن يربطه مع اعلانه عن فشل الحكومة الانتقالية لينسخ الفشل ويثبت النجاح ، في ذلك عودة الي أدب الديمقراطية بتشجيع اللعبة الحلوة في روح رياضية عالية ، مثل ذلك الاعلان يعيد السودان الي أجواء لا يعلو فيها صوتا الا  اسم السودان  يتردد عاليا في جنبات المجالس والمحافل ، حينها تعلن الارض  تحول السودان الي النهج الديمقراطي بديلا  عن التشاكس بين المكون العسكري والمكون المدني ، تلك لعمري تقسيمات جانبها التوفيق حيث الاصل  في الحكم الديمقراطي أنه عملة واحدة بوجهين عسكري ومدني وتغليب المدنية تأتي من رد الامور الي أصولها وجذرها ، فالعسكري ابتداء هو مدني اختاره الشعب ثم يعود مدنيا في صفوف الشعب ربما عضوا في البرلمان أو عاملا ، حالة المدنية هي الاصل من أدواتها الخدمة في المجال الطبي والتدريس والمجال العسكري بتفويض الشعب المدني.

تصريحات الفريق البرهان ما زالت تتردد في الاذهان ، أنهم في المجلس العسكري تلاميذ علي خطي الفريق عبد الرحمن سوار الذهب ، يتسلمون أمانة الحكم ثم يعيدونها للشعب وفق انتخابات نزيهة بلا (طق أو شق) ، يساهم الان النجاح في رفع اسم السودان في اعادة تسمية الحكومة الانتقالية  لتصبح عملة واحدة بوجهيها العسكري والمدني لتنقل السودان من حكم وموروثات (الاخوان) الشمولية الي رحاب الديمقراطية حيث تتبادل وتتلاقح في الساحة الاراء.

حق الان للفريق اول البرهان رئيس مجلس السيادة أن يعيد مقاله ويثبت نجاح الحكومة التي يرأسها اذ أن ما تحقق لم تأت به الانقاذ ورفع الحظر كان  الصخرة التي تكسرت عندها مياه الانقاذ وعجزت عن اختراق الحصار الامريكي بكل بذاءة الكلم وسئ القول. أيضا فلترتفع هامة الفريق أول البرهان حيث تضع  حكومته البلاد في سكة الديمقراطية ندا لبقية الشعوب بارا بقسمه لله ثم للشعب في تأس بمعلهم الفريق عبد الرحمن سوار الذهب – عليه رحمة الله—بعيدا عن نسخة شائنة للبشير دمغت تأريخ الاخوان .

وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم / أسامة ضي النعيم محمد
[email protected]

‫3 تعليقات

  1. الأميركان جاهزون لتوقيع العقوبات على العسكريين بمصادرة اموالهم ومنعهم من السفر ودخول اميركا بعد اصدارهم قرارا من الكونجرس بابتعاد العسكريين من التجارة والمال الذى هو من اختصاص الحكومة المدنية لأنهم ينوون مساعدة الحكومة المدنية وفى نفس الوقت لا يرغبون فى رؤية مساعداتهم تذهب الى جيوب العسكريين الفاسدين . ترى هل يتعظون ؟ ؟ خاصة المليونير حميدتى الذى يملك اسهما وارصدة فى الخارج تقدر بملايين الدولارات ؟ ؟ ؟

  2. أعتقد أن الكاتب يحتاج الي التعمق في القراءة أكثر….
    الكثير من الكتاب يجارون ما تتناقله أجهزة الاعلام دون تفكير أو تعقل أو تروي..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..