مقالات وآراء

نحو لاهوت تحرير إسلامي /سوداني

جبير بولاد

الحلقة الاولي
~~~~~~~~~~~~

.. الناظر بتأمل الي طبيعة الصراع التطوري في السودان عبر تاريخه الحديث، يري أن هذا الصراع علي مستوي الفكر و الممارسة بعد أن ينهض تلة مخضرة ما يلبث أن يهوي نحو هوة سحيقة، ثم تتواصل هذي الملهاة عبر تاريخنا الحديث مما جعل أي صعود يهوي بسرعة و لا يورث قيمة بعينها  .
.. التحرر في الأصل هو تحرر عقلي، و هذا التحرر هو الذي يسبق علي الدوام أي تجربة ممارسة علي الأرض للمجتمعات البشرية ، فلا يمكن ابدا ان تتقدم العربة الحصان، لذلك مجتمعات الديمقراطية و الأستنارة اشتغلت أولا علي هذا العقل و تحريره من المتناقضات و الأوهام التي تفضي به الي النكوص القهقري و عملوا علي تغذيته بأستمرار بما يجعل النكوص عصيا، لذلك حتي عندما تحدث منحنيات في التاريخ و هذه واردة جدا، يتم تداركها بتلك المحصنات الاستنارية و يرمم ما تشقق في بنيات الوعي المجتمعي و يسير المجتمع في مساره الطبيعي . هذه المعادلة لم تحدث عندنا و ذلك مرده الي أننا لم نحسن تشييد أعمدة استنارتنا بشكل مؤسس و لم نحرسها جيدا لذلك يحدث دوما الاختطاف للمشهد و الذي يكلفنا سنوات من الإنهيار و التضعضع حتي يفيض بنا الكيل فنقوم لرفع الأعمدة من جديد في إنتظار فترات الضعف الجديدة حتي تهوي من جديد و لكن التاريخ لا يمكن أن يستمر هكذا و الي الأبد  .
.. تتبادر إلى الذهن أسئلة عمن هم المختطفين؟ و ما هي أدوات اختطافهم؟ و ما الذي يساعدهم في مسعاهم البئيس هذا؟
للإجابة على مثل هذه الأسئلة لابد من الرجوع إلى تكوينات العقل السوداني  .. كيف تأسست و سبر غور تاريخها، ليس السياسي فقط، و إنما الاجتماعي لأنه_لأهميته_ هو بالضرورة الغائب في معظم الدراسات و التحليلات _أن لم نقل كلها _ التي تناولت الشأن السوداني و نكباته المتكررة في الانكفاء المرة تلو المرة بعد أن يمضي بحوت تحرره حقبا  .
.. نواصل

جبير بولاد <[email protected]>

تعليق واحد

  1. من مقدمتك هذه لا نرجو منك جديداً ومن خلال هذه السطور التي كتبتها كان في امكانك توضيح موضوع وهدف المقال ولكن فشلت!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..