مقالات وآراء

عندما يشمت اللصوص

ساخر سبيل – الفاتح جبرا
هل يمكن للسياسة أن تكون (قذرة) إلى هذا الحد فتجرد الشخص من إنسانيته بل ووطنيته لدرجة أن يطرب لموت مواطنيه وهلاك أهله وفناء وطنه؟ الإجابة بالقطع هي (لا) إذ لم تعرف السياسة والبشرية في تأريخها البعيد والقريب نوعاً من هذا الصنف (الرديء) إلا في هذه البلاد الطيبة التي يهرع فيها (فلول) النظام المدحور إلى العمل هذه الأيام على كل مما من شأنه إنتشار وباء (الكورونا) الفتاك وذلك (فقط) من أجل تكسيرمجاديف الحكومة والشماتة فيها حتى ينعتوها بالضعف ليصفونها بالضعف !
إنه فعل باعث على الإشمئزاز لدرجة التقيوء ولا يمكن أن تنتجه وتقوم به إلا هذه الفئة الضالة الباكية و(المولولة) على ملك لم تحافظ عليه كالرجال ، إنهم لا يخفون سعادتهم في وقت توقفت فيه كل الحروب في العالم وأعلن الفرقاء فيها (الهدنة) بل تبرعت فيه شبكات المخدرات وعصابات المافيا لحكوماتها من أجل درء هذا البلاء إلا هؤلاء (الأبالسة) الذين يمنون أنفسهم الوقحة بالعودة إلى كراسي الحكم ولو على فناء كل الشعب !
إنظروا إلى خطبائهم وهم يدعون الناس إلى التزاحم في المساجد على الرغم من تحذيرات المختصين وتنبيههم لخطورة الأمر، ثم إنظروا بالله عليكم إلى (الوجوه الضاحكة) التي يقومون بلصقها مع مداخلاتهم (اللزجة) على صفحات التواصل وقروبات (الواتساب) فرحين بنقص الكوادر الطبية أو المعينات الوقائية أو حاجة المستشفيات إلى الدعم ؟ مداخلات وتعليقات لا يمكن أن تخرج إلا من قلوب مريضة وعقول لا يهمها ولو حصد هذا الوباء الشعب عن بكرة أبيه ، سقوط ليس له شبيه فمن ذا يحتفل بموت شعبه سوى هؤلاء الأوباش الذين تذوقوا نعمة (الملك) بعد (فقر) فأصابهم السعر (وبقى ليهم حار) !
وتعالو معي نفترض أن (القوم) ما يزالون على السلطة؟ فماذا كانوا فاعلون إذا هذه الأزمات الإقتصادية والصحية؟ هل كانوا سوف يهرعون إلى رئيسهم المخلوع طالبين منه أن يفتح لهم خزينة (اليوروهات) ليمنحهم من تلك الملايين (القالو ليهو ما تكلم بيها زول؟) أم سوف يطلبون من (كرتي) أن يتنازل عن الـ(99) قطعة و (فندق قصر الصداقة) من أجل دعم مكافحة الوباء؟ أم سوف يضغطون على السيدة (هند) وزوجها (قائد الشرطة الأمين) لبيع مشغولاتها الذهبية وقطع أراضيهما وأموالهما السائلة و(المجمدة) بالخارج والتبرع بها؟ أم سوف يلجأوون لذلك (اللص) الذي صرح بأنه ما (كيشة) حتى يقع تحت طائلة القانون ، والذي يكتنز ملايين الدولارات والمشاريع الزراعية والشركات الصناعية مع أنه في بداية (عهدهم القميء) لم يكن إلا طبيباً عموميا مغترباً لا يتعدى راتبه الفين من الدراهم ، أو إلى ذلك الوالي (المتحلل الأكبر) الذي قام برهن أقسام الشرطة والمستشفيات الحكومية لصالحه أو إلى أي من بقية لستة العقد الفريد من (اللصوص) ناهبي أموال ومقدرات هذا الشعب !
يخطئ هؤلاء (الواهمون) الذين يراهنون على (فناء)هذه الثورة وذهابها ليخلو لهم (الملعب) من جديد فالثورات (المنتصرة) مثل أهداف كرة القدم لا يتم إحرازها إلا عبر (خطط) و(تاكتيك) و (تدريبات) ولياقة عالية وتمريرات (بالمسطرة) وفوق هذا كله (القلب الحار) في مواجهة الخصم وهذه الأخيرة قد رأيناها وذلك الزاحف قد تمدد في الأرض (راقد سلطة) متأثراً بعبوة (بمبان واحدة) !
نعم الثورات لا تأتي صدفة وإنتصارها لا يأتي (بغتة) بل هي فعل تراكمي وغبن (مترسب) يخلقه فساد الحكام الظلمة وبطشهم وإهانتهم وإذلالهم للشعب لذلك واهم هو من يعتقد بان صف (رغيف) أو (أنبوبة غاز) أو (جالون وقود) أو (مواجهة وباء) يمكن أن يكونوا أداة لوأد الثورات أو قلب أنظمة الحكم ولو أن ذلك (وحده) كفيل بإقتلاع الحكومات لتغيرت معظم حكومات العالم.
لا أحد ينكر أن هنالك أزمات وصفوف ومعاناة لكن ليس هذا الشعب الذي فتح صدره لرصاص هؤلاء الأوغاد وسقط من أبنائه من سقط مضرجاً بدمائه هو من يفرط في مكتسبات ثورة جعلته مرفوع الرأس يتنفس عبير الحرية منعتقاً من شر نظام يقوده ثلة من القتلة واللصوص الذين (مصوا) دم هذا البلد دون شفقة أو رأفة أو (حتى شوية إختشاء) .
كما قلنا مراراً وتكرارا أن هذا الشعب هو (سيد الجلد والراس) وهو قادر على حسم الحكومة الحالية و(أي حكومة كانت) إن أخفقت وتغييرها بالحكومة (العاوزا) فهو صاحب الكلمة العليا والقول الفصل أما هؤلاء (الزواحف) المتاجرين بإسم الدين فلن تنطلي حيلهم المكشوفة على أبناء هذا الشعب ولن يستطيعوا تسويق بضاعتهم (الغثة) وشعاراتهم الزائفة وخير لهم أن يتجنبوا (غضبة) هذا الشعب المسامح الذي إغتالوا أبنائه بدم بارد وإلا فإن (كل فار ح يدخل جحرو) أو كما قال زعيمهم الذي يقبع خلف القضبان !
كسرة :
تباً لكم (أو كما قال) !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)
الجريدة

‫7 تعليقات

  1. لم نرى اجبن واوسخ منهم…
    مرضهم وجهلهم بكل ماهو جميل، صور لهم مثالية الثورة ، ورُقي شبابها…، بانه ضعف وعدم دراية بما يجب فعلة…، لانجاح التغير والاسراع به،
    نعلم جيدا…!!!
    بان تعليقهم عند مداخل المدن والوزارات التى نهبوها هو الحل، فلا تدفعونا نحوه وتجبرونا عليه.

  2. (هو لا يفرط في مكتسبات ثورة جعلته مرفوع الرأس يتنفس عبير الحرية)
    أي حرية وأي كرامة وأي بطيخ والناس تموت في صفوف الخبز والغاز والبنزين وبعض السلع تضاعف سعرها 10 مرات!! ناس تقيف في صف الغاز 12 ساعة وبعد داك يقولوا ليهم ما في! فيذهب بيته (مرفوع الراس) لانو عصبة رقبتو اتصلبت من كترة ما كان يتوجه للسماء داعيا عليكم وعلى تملقكم طمعا في منصب أو وظيفة زائلة!
    والله العظيم الناس البكتبوا في الجرايد ديل إما عايشين في واشنطن دي سي أو لوس انجلوس أو عايشين في غيبوبة وانفصام تام عن الواقع ..
    الحكمة إنك أول ما تقول لواحد عينك في رأسك يقول ليك انت كوز.. طيب واصلوا التملق العبيط البتعملوا فيه دا لحدي الفاس تقع في الراس وتركبوا مع الكيزان في دفار واحد!!

    1. طيب ممكن تورينا انت الحل شنو يا ظريف؟؟
      هل نتاسف للكيزان ونقول ليهم سامحونا غلطنا في حقكم واي حاجة سرقتوها أو لهطوها رجعوها اصلو هي حلال عليكم.
      منتظر ردك

  3. المدعو الرشيد النور إنت التلاتين سنة الفاتت دي كنت وين؟ ولا أقول أقول ليك السنة الفاتت كنت عايش وين؟ أكيدفي غيبوبة وانفصام تام عن الواقع.. الفيك بدر بيهو.

  4. ههههههههه
    والله اخي الرشيد نقرا ونستعجب بدل ما الناس في ظل نظام ديموقراطي مفتوح يكون همهم دراسة مشاكل الناس وتقديم الحلول لها ومساعدة الحكومة بتقييم جهودها ونقدها يجيك واحد زي دا طافي نور يقول ليك واهم من يعتقد أن صف رغيف وأنبوبة غاز أو جالون وقود أو مواجهة وباء يمكن أن يكونوا أداة لوأد الثورات، رغم أن الظروف التي نمر بها استثنائية وفي غاية الخطورة والناس عايزة من يقف في صفها ويصدح بهمها وليس التقليل من تلك الهموم والتحديات الرهيبة التي يواجهونها وتهدد حياتهم بشكل مباشر وتهدد مستقبل ابنائهم وجودة تعليمهم.
    الناس ثاروا ضد النظام السابق لذات الاسباب ولكن النظام الحالي لم يقدم شيئا للحل بل لم يقدم رؤية حالية أو مستقبلية للحل؟!
    ما في أحد يرغب في تغيير نظام الحكم أو عدم الاستقرار ولكن حتى الحيوان اذا جوعته سيثور ويتمرد وهذا اصل الثورات في التاريخ القديم والحديث وأبرزها الثورة الفرنسية.
    يا كاتب المقال اقرأ كتاب انيمل فارم أو مزرعة الحيوان لجورج اورويل عشان تعرف معنى صف الرغيف شنو!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..