مقالات وآراء

الخرطوم تتيمم في حضرة الماء

خليل محمد سليمان 

الخرطوم اقذر عواصم العالم بجدارة رغم معانقتها لأطهر، و اعظم انهار العالم فتتيمم في حضرة الماء.
إستسلمنا بأن الخرطوم افقر عواصم العالم، برغم الخيرات ذهباً، و ارض بتول، و ماءً فرات، فالفقر ليس مبرراً لعدم النظافة، و الطهارة، و القذارة.
عبثاً الخرطوم مؤمنة، فالنظافة شطر الإيمان!
اوجدتني الصدفة المحضة في مكتب المدير التنفيذي لإحدى محليات العاصمة، فسألت سؤال اشتر خارج عن نص الحوار.. لماذا الخرطوم بهذه القذارة و كأنها تعيش في العصور الوسطى.
بالطبع كانت الإجابة سياسية لطالما الامر يحتاج الي شماعة.
امّن السيد المدير التنفيذي علي وجود الكيزان، و سيطرتهم علي مفاصل الدولة، و ذلك لعدم وجود إرادة سياسية عليا لإتخاذ قرارات ثورية تحارب سدنة النظام البائد، و الذهاب بهم الي السجون، او المشانق.
تبدو علي الرجل و من معه الروح الثورية التي لا تكفي بالضرورة للبناء، و التعمير بمهنية بعيداً عن العواطف، و الشجون.
قالوا : في دهشة هل تعلم انه منذ اكثر من عامين لم يدفع مواطن واحد رسوم نفايات في العاصمة؟
من هول الصدمة اكتفيت بهذا القدر فكان الصمت اولى، فهو المعين، و الملاذ.
إنتهى..
ركبت ركشة فتوقف السائق في وسط الشارع عند تقاطع الصقعي مع شارع الحاج يوسف الرئيسي بالقرب من فتحة البلاعة في الصورة و اخرى علي بعد امتار فسألته ما هذه قال لي ببساطة، و عفوية : “عندي قريبي وقع قبل ايام في الحفرة دي”.
بعد يومين كنت في صحبة صديق فتوقفنا في ذات المكان فذكر لي سقوط قريبة له في هذه الحفرة و هي حامل في شهرها الثامن مما تسبب لها في اذى و عاهة مستديمة اصابت الجنين.
بعد ذلك طالعت خبر في إحدى الصحف اليومية انه توجد ظاهرة لسرقة اغطية المنهولات الخاصة بالصرف الصحي في ولاية الخرطوم.
قلنا فقر، و رضينا، ثم قذارة، و عفن، و قبلنا بالواقع المرير، و لكن ان يتعدى الامر الي هذه المستويات المؤسفة من التدني في القيّم، و الاخلاق لهذه الدرجة التي تعني ذهابنا كأمة الي هذا الدرك المظلم غير مقبولة إطلاقاً.
المال العام مسؤولية الجميع، و الحفاظ عليه واجب شرعي، و قانوني، و فرض عين، فاما حياة الناس، و عدم تعريضها للخطر فهي شطر الإيمان في إماطة الاذى عن الطريق!
للأسف غياب تام لمظاهر الدولة في كل مناحي الحياة.
الذي لا يمكن ان ينطلي علينا.. شماعة الكيزان، و الدولة العميقة.
بعد هذه الفترة الكافية من عمر الثورة لو توفرت الإرادة الصادقة، لتوارى آخر كوز إما خلف القضبان او علي حبال المشانق، و لكن إنه الهبوط الناعم، و إرادة الدجال الأعور ” قوش”.
للحديث بقية..
خليل محمد سليمان

تعليق واحد

  1. تفكيك و سرقة أجزاء و مكونات أبراج الكهرباء، تفكيك و سرقة مكونات بوابات الري هذا بالإضافة للسرقات القديمة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..