
١-
بانتهاء العزاء الرسمي والحزبي وبالدرجة الاولي في بيوت آل المهدي، انتهت فترة الهدوء الوقتي التي سادت مدة ثلاثة ايام في حزب الامة احترامآ للمناسبة الحزينة، والان بعد رحيل الامام/ الصادق المهدي، بدأت قيادات الحزب التفرغ بجدية للمهام الجديدة اولها التحضير لقيام المؤتمر العام، واكد اللواء/ فضل الله برمة ناصر، الذي تسلم رئاسة حزب الأمة القومي خلفاً للراحل الإمام المهدي، على اهمية قيام المؤتمرات القاعدية بدءاً من الإداريات ثم المحليات ثم الولايات ومن ثم التصعيد للمؤتمر العام وايضاً التصعيد من الكليات المختلفة وقال إن المؤتمر العام سيؤمه من يمثلون قواعدهم فعلياَ “.
٢-
بعد وفاة الصادق امتلأت الساحة السياسية بمئات التساؤلات التي نشرتها الصحف المحلية عن مستقبل حزب الامة بعد رحيل سيده الصادق، اغلب التساؤلات كانت حول:
من هو الرئيس القادم في حزب الامة القومي؟!!
هل هو من داخل آل المهدي؟!!
هل اللواء/ عبدالرحمن الصادق هو المرشح القوي لتسلم زمام الامور في حزب الامة؟!!
هل دخلت الدكتورة/ مريم الصادق ضمن قائمة المتنافسين علي رئاسة الحزب؟!!
هل مبارك الفاضل المهدي يرغب في رئاسة الحزب؟!!
هل الرئيس القادم من خارج اسر آل المهدي؟!!
هل اللواء/ فضل الله برمة ناصر، هو اقوي المرشحين لزعامة الحزب؟!!
هل الادارة الحالية في الحزب هي التي ستفوز بالتزكية وباجماع الاصوات؟!!
هل ستكون هناك مفاجأت مذهلة في المرحلة المقبلة وقبل انعقاد المؤتمر العام؟!!
هل حقآ هناك صراع حاد قد نشب بين القدامي في الحزب وشباب الانصار؟!!
هل صحيح ما قيل عن عدم رضا كثيرين من اعضاء الحزب عدم اطلاعهم علي “وصية” الصادق؟!!
هل حقيقة توجد “وصية” كتبها الصادق؟!!، واين هي؟!!، وبيد من؟!!
٣-
من راجع قائمة التساؤلات (اعلاه) والمطروحة في الساحة السياسية الي حين انعقاد المؤتمر العام للحزب، يلاحظ ان التساؤلات قد خلت من تساؤل هام لم يتطرق له احد، وهو “ماهي انجازات حزب الامة خلال (٥٤) عام من حكم الصادق؟!!”.
٤-
علي اللواء/ فضل الله برمة ناصر، ومن معه في القيادة الحالية في حزب الامة وقبل انعقاد المؤتمر العام ، وقبل ان يتنحو من مقاعدهم ، ان يقدموا كشف شامل وافي بالانجازات السياسية والاقتصادية خلال الفترة التي حكم فيها الصادق المهدي الحزب من عام ١٩٦٦- ٢٠٢٠.
٥-
ليس من المعقول ولا المقبول، ان لا يكون هناك “جرد حساب الربح والخسارة” في حزب الامة، وان يغادر اللواء/ برمة ومن معه الحزب دون تقديم كشف بانجازات الحزب، عليهم ان يوضحوا للشعب بكل دقة وبالتفاصيل الدقيقة ما تم تقديمه للشعب، ان يذكروا كل السلبيات والايجابيات في سياسة الحزب خلال (٥٤) عام الماضية.
٦-
جرت العادة في اغلب الدول المتحضرة، انه وقبل انتهاء فترة رئيس حزب ما بوقت قصير، ان يقوم الرئيس بتقديم بيان وافي طويل يستعرض فيها بالتفاصيل الدقيقة ما تم من انجازات اثناء فترة رئاسته، ويتم نشر بيانه في الصحف ليطلع عليه الشعب وخاصة من المنتمين للحزب.
٧-
من حق المواطن السوداني ان يلم بانجازات الاحزاب في بلده، ان يعرف ماذا قدمت هذه الاحزاب العلمانية والدينية للشعب، ليس من حق الاحزاب – ايآ كانت -، ان تخفي سلبياتها عن الناس وتعتبرها اسرار غير قابلة للنشر والاطلاع، حزب المؤتمر الوطني المنحل اخفي كثير من الحقائق حول طبيعة عمله، ومنع الجميع حتي من هم منتمين له معرفة السلبيات.
٨-
هناك اتهام خطير ضد حزب الامة سبق ونشر عدة مات بالصحف المحلية ، الاتهام يتلخص في ان حزب الامة بقيادة الصادق المهدي لم يقدم خلال النصف قرن اي اعمال ايجابية تذكرعلي المستوي السياسي والاقتصادي ، ولا توجد اي انجازات علي ارض الواقع رغم ان الصادق المهدي ترأس حكم السودان مرتين، لم يقدم خلال الفترتين اي انجازات عمرانية، او بناء مدارس ومستشفيات، وجسور ورصف طرق عبر المدن، وتعمير الخراب الاقتصادي الذي ورثه من النميري، واعادة تصليح وترميم المرافق الصناعية والزراعية، والاهتمام بحال المزارعين الفقراء في الجزيرة ابأ…بل لم يقم الحزب حتي بغرس شتلة في الطريق العام!!
٩-
نعم، والف نعم، لابد ان يقوم اللواء/ برمة قبل انعقاد المؤتمر العام، باطلاع الشعب وخاصة جماهير الانصار علي انجازات الحزب، وان يذكر في خطابه مجمل السلبيات والايجابيات التي كانت موجودة في سياسة الحزب، وهذا ليس بطلب او رجاء، انما هو واجب ملقي علي اكتاف اللواء/ برمة وطاقمه في رئاسة الحزب.
١٠-
مرفقات لها علاقة بالمقال:
(أ)-
مواقف حزب الأمة عبر التاريخ
(ب)-
أمين حزب الأمة السودني :العلمانية ليست لها أرضية صالحة في السودان
https://elaph.com/amp/Web/NewsPapers/2011/4/647542.html
بكري الصائغ
[email protected]
لو كنت تتعشم في رد كان يمكن أن تكتفي بالفقرة التالية من مقالك:
حزب الامة بقيادة الصادق المهدي لم يقدم خلال النصف قرن اي اعمال ايجابية تذكرعلي المستوي السياسي والاقتصادي ، ولا توجد اي انجازات علي ارض الواقع رغم ان الصادق المهدي ترأس حكم السودان مرتين، لم يقدم خلال الفترتين اي انجازات عمرانية، او بناء مدارس ومستشفيات، وجسور ورصف طرق عبر المدن، وتعمير الخراب الاقتصادي الذي ورثه من النميري، واعادة تصليح وترميم المرافق الصناعية والزراعية، والاهتمام بحال المزارعين الفقراء في الجزيرة ابأ…بل لم يقم الحزب حتي بغرس شتلة في الطريق العام!!
ولكان قد تصدى لك تصدياً فورياً من يتهمك بالشيوعية ومن يجرمك بتهمة التعدي على القداسة .. وعلى المقام العالي وعلى الحزب الذي لم يعد له وجود على أرض الواقع والا لما إستمر المخلوع طيلة السنوات الثلاثين الضايعة من عمر الشعب .. وأتحدى أيا كان أن ينسب أيا من الثوار لحزب الأمة.
الحبوبة، الحبيب ARAH،
اسعدك الله مساءكم، وسعدت بالتعليق الواعي.
١-
تعقيبآ علي تعليقك، افيدك بانني قد تلقيت رسالة من صديق يقيم في جدة، سالني فيها عن سبب كراهيتي لحزب الامة؟!!، ولماذا هذا الهجوم الدائم علي الحزب، والذي لم يتوقف حتي وفي حالة الحداد التي يعيش اجواءها كل السودانيين، وكان الواجب ان احترم الحزب وارجي مقالي الي حين؟!!
٢-
واقول لصاحب الرسالة، لاتوجد كراهية لحزب الامة، كل مافي الامر انني اكثر من (٣٠) عامآ وحتي اليوم انتقد حزب الامة لاحبآ في (العننكة)، ولكن لان هذا الحزب مثله مثل كل الاحزاب السودانية وغير السودانية عرضة للنقد والكتابة ونشر المقالات حول سلبيات وايجابيات سياسة هذه الاحزاب، حزب الامة منتقد بصورة واسعة في كل مكان داخل وخارج السودان، منتقد بسبب انه حزب (اقطاعي) في القرن الواحد وعشرين!!، حزب ومازال منذ عام ١٩٤٥ يدافع عن مصالح اسر علي حساب فقر وجوع الآلاف من الفلاحين في مناطق الجزيرة ابا.
٣-
حزب الامة معروف عنه انه دائمآ يجدف ضد التيار الوطني!!
حزب الامة لم يشارك ولا مرة في معارضة النظم العسكرية التي حكمت البلاد!!
حزب الامة هو حزب مجهول الهوية، ولا نعرف ان كان ديني ام وسط مابين الدين والعلمانية ام هو
حزب يدافع عن مصالح اسر معينة تحت ستار الدين!!
هو حزب لم يسأل عبدالرحمن، ومن بعده الصديق عبدالرحمن، واخيرآ الصادق: لماذا توجد عبودية في الجزيرة آبا؟!!
٤-
في هذه المقالة طلبت من اللواء/ برمة، ان يقدم كشف حساب بانجازات حزب الامة خلال الفترة من عام ١٩٤٥ وحتي هذا الحالي، لقد سبق لي ان كتبت من قبل مقال طلبت فية من رئيس الوزراء السابق بكري حسن صالح بعد الاطاحة به من مجلس الوزراء ، ان يقدم كشف حساب بانجازات وزارته، نشرت صحيفة “الراكوبة” مقال كتبته وطالبت فيه البرهان ان يفيدنا بما قدمه بعد ان جلس علي كرسي الرئيس المخلوع؟!!، وطلبت من رئيس الوزراء الحالي حمدوك، ان يقدم للشعب كشف حساب بما انجزته حكومته خلال عام من حكمه،
٥-
بالطبع ، ساواصل الكتابة عن حزب الامة فهو ليس حزب انزل من السماء، وسيتعرض للنقد سلبآ او ايجابآ، ولن يسلم من الهجوم مستقبلآ اذا لم يغير افكاره القديمة ويجنح للاعتدال وعدم المناكفة مع الاحزاب الاخري من اجل مصالح حزبية ضيقة.
مشكلة حزب الامة انة لايريد ان يفهم ان الاشياء تتبدل …. وان الزمان والمكان غير ثابتان ……وان التقوقع لا يفيد … اتمني من شباب حزب الامة ان لايسمحوا بعملية توريث رئاسة الحزب…… مهمها كانت الاسباب …. من غير المعقول والمقبول ان يكون شخص رئيس لحزب لاكثر من نصف قرن من الزمان …. الخلايا تجدد نفسها فالتجديد مطلوب …