مقالات وآراء

اللجوء لانجلترا بدلا عن اللجوء لمصر.

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الاخبار أن وفدا سودانيا رفيع المستوي يزور حاليا مصر ليبحث النزاع الاثيوبي السوداني علي الحدود الشرقية ، التحرك الي طلب السلام لحل القضايا مع الدول الاخري وبحث عون الاصدقاء هو العنوان الصحيح لإتيان الحلول لجهة حلها برضي الطرفين.
الحدود بين السودان وجيرانه في مصر وأثيوبيا وغيرها من الدول ، تم ترسيمها في عهد الاستعمار الانجليزي المصري علي السودان(1899-1955م). الشريك الفاعل حينذاك هو بريطانيا كما هو الشريك الاكثر اهتماما بالاحتفاظ بسجلات المستعمرات التي كانت تحت التاج البريطاني ، منها ما بقيت قريبة الصلة من خلال (الكمون ولث ) وأخري كما السودان سارت في خط اخر.
ولله الحمد ما تزال العلاقات مع بريطانيا والسودان في أحسن حالاتها ، مجالات التعاون مفتوحة تحت رغبة وطلب السودان ، يمثل خروج بريطانيا حاليا من منظومة الاتحاد الاوربي فرصة عظيمة لأصدقاء المملكة المتحدة لفتح الاسواق القديمة ودعوة بريطانيا لتأخذ مكانها السابق في تلك الاسواق ، مد السودان الدعوة لبريطانيا في هذا الوقت للتعاون في المصالح المشتركة يخدم في اعادة بريطانيا لسوقها المشترك من قديم الزمان ، جهد أيضا فيه مصلحة للسودان وتدعمه مواقفه بعد ثورة ديسمبر ورفع اسم البلاد من قائمة أمريكا السوداء.

تتضافر عوامل تملك بريطانيا ومن قبل اعدادها لأصل وثائق ترسيم الحدود بين السودان وجيرانه وخلفيات وظروف اعداد الخرائط جغرافيا وتاريخيا، ثم حاجة بريطانيا الي العودة الي أسواق قديمة تعويضا لها عن الخروج من أسواق أوربا ، تمثل كلها عوامل تجعل بريطانيا الدولة التي تقصد عند بحث النزاعات مع أثيوبيا في النزاع الحدودي ، بريطانيا طرف محايد لا تؤثر في موقفه محادثات سد النهضة أو تقسيم المياه بين دول حوض النيل.

مصلحة السودان لبحث النزاع الحدودي مع اثيوبيا أو غيرها تتطلب اختيار وسيط لا تتقاطع مصالحه مع الدول محل النزاع ، فالنسبة لمصر كطرف يختاره السودان لبحث النزاع الحدودي مع أثيوبيا ، تحده مصالح متعارضة الي جانب تواضع خبرات مصرفي ترسيم الحدود التي تمت في العام 1902م، يضاف الي ذلك أن مصر طرف في نزاع حدودي مع السودان في حلايب وشلاتين وما زال الامر يراوح مكانه ، مصر لها مصلحة في دعم السودان ظالما أو مظلوما لضمان موقفه من محادثات سد النهضة ومن ثم تحييده علي الاقل في قسمة المياه بين دول حوض النيل .

أعتقد أن مصلحة السودان يجب أن تعلو عند أهل الحكم في الفترة الانتقالية ، اختيار الوسيط المحايد الذي يملك مفاتيح الحل يمثل بداية القراءة الصحيحة للوح ، ثم دراية ومعرفة الوسيط لطبيعة المشكلة وامتلاك العلم و الحكمة لحلها وفك رموزها من معجلات التفاعل الكيمائي للوصول الي المزج المناسب بين المصالح دونما تعارض.
لا ننسي رفع القبعات لجنودنا البواسل والانحناء تحية لهم وهم يدافعون لاسترداد الفشقة الصغري والفشقةالكبري وكامل التراب السوداني علي الحدود الشرقية ، ونسأل الله لهم النصر المؤزر لاسترداد حلايب وشلاتين وتبقي مصلحة السودان فوق كل اعتبار.
وتقبلوا أطيب تحياتي

مخلصكم/ أسامة ضي النعيم محمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..