مقالات سياسية
بسبب الرسوم الجامعية الباهظة : طلاب تركوا مقاعد الدراسة وقصدوا المانيا للتعليم!!

بكري الصائغ
١- عنوان المقال اعلاه ليس بالجديد ولا هو وليد اليوم ، فمنذ اكثر من ثلاثة عشرين عام مضت – وتحديدآ في عام ١٩٩٥م تم تاسيس عدة جامعات ومعاهد عليا تجارية في السودان ، وصل عددها اليوم الي نحو (٥٢) مؤسسة تعليمية، بعدها ظهرت علي الفور مشكلة الرسوم الجامعية الباهظة التي قصمت ظهراغلب الاسر الفقيرة واعيت الاسر المغتربة التي ما زالت تعاني من سداد الرسوم لفلذات اكبادهم بالدولار ، وهي الرسوم الاجبارية التي بدونها لا يمكن قبول الطلاب باي حال من الاحوال ، هذه الرسوم اصبحت تقلق بشدة مضاجع الأسر وتثير السخط في أوساط السودانيين .. رغم حدة المشكلة الشديدة فان وزارة التربية والتعليم العالي لاتهتم بها!! .
٢- بحكم اقامتي الطويلة في المانيا ، تعودت ان التقي دائمآ بعشرات الطلاب السودانيين الجدد الذين قدموا لالمانيا بعد ان تركوا مقاعد الدراسة في الجامعات السودانية ، هربوا منها بعد ان اعيتهم الحيلة وفشلوا تمامآ في دفع الرسوم التي كانت تتصاعد عام بعد عام دراسي بصورة مهولة ، اغلب الطلاب تركوا خلفهم كل شيء وجاءوا الي المانيا بحثآ عن اماكن دراسية يقولون انهم غير نادمين علي ضياع سنوات من عمرهم التي راحت هدرآ في الدراسة بالجامعات التجارية.
٣- ولكن في هذا العام ٢٠٢٢م ، هالني مجموع الطلاب الذين وصلوا الي المانيا بعد ان تركوا الدراسة نهائيآ في الجامعات السودانية ، كانت اعدادهم مهولة لم المس مثلها من قبل في الاعوام الماضية ، وكان الواجب علي مثلي مثل كثير من السودانيين القدامي ، ان اقوم بمساعدة من استطيع مساعدته في الاقامة وتقديم طلبات الالتحاق بالجامعات والمعاهد العليا الالمانية ، وبحكم الاحتكاك اليومي والتواصل الدائم معهم سمعت منهم العجب العجاب من قصص وروايات سردوها بالم شديد، قصص لم اسمعها من الطلاب القدامي.
٤- احد الطلاب قال : “…لا توجد احصائية رسمية دقيقة بعد الطالبات والطلاب الذين تركوا الدراسة بالجامعات بعد قضاء فترة دراسية طويلة فيها ولكن يمكن ان اقدر العدد بنحو (٦٠) الف ان لم يكون العدد اكثر بكثير، هناك طلاب كثيرين تركوا الجامعات ونزلوا مضطرين الي سوق العمل املين في رزق اليوم باليوم ، واخرين قرروا المجازفة بالهجرة الي اوروبا عبر قوارب الموت ، وكنت انا واحد منهم حتي وصلت الي هنا ، وكل ما عندي من متاع الدنيا شهادة نجاح في الثانوية العامة وجواز سفر ولا شيء غير”!! .
٥- طالب اخر قال : “لا يمكن باي حال من الاحوال ان نطلق علي الجامعات السودانية اسم مؤسسات تعليمية !!، انها بحق وحقيق جزارة تسلخ جلود الفقراء ، انها مؤسسات ربحية مثلها مثل الشركات التجارية والبنوك ، همها اولآ وقبل اي شيء المال ولا شيء غير المال حتي وان كان علي حساب تشريد عشرات الالآف من الطلاب بلا رحمة او شفقة”!! .
٦- طالب ثالث اكد ان طلاب دارفور يعانون بشدة من دفع الرسوم الجامعات ، وسبق ان صدر من قبل قرار جمهوري كان واجب التنفيذ باعفاء الطالبات والطلاب الدارفوريين من الرسوم الجامعية الا ان القرارلم ينزل الي حيز التنفيذ بسبب رفض رؤساء الجامعات الالتزام به ، وهو ما دفع طلاب دارفور في جامعة الجزيرة الي الاحتجاج والتظاهر داخل الجامعة ، فوقعت مجزرة راح ضحيتها اربعة اطلاب اغتيلوا في حرم الجامعة علي مرأي من مدير الجامعة والطلاب ، تمت عملية الاغتيالات بفظاعة شديدة من قبل “الوحدات الجهادية الاسلامية”، وتم القاء جثثهم في ترعة بالمدينة.
٧- الطالب الرابع سرد بألم شديد، ان ثلاثة من زملاءه الطلاب والذين كانوا معه في قارب قديم وابحروا من ليبيا وكنا قاصدين اوروبا ، ماتوا الثلاثة غرقآ في مياة البحر الابيض ، هؤلاء الغرقي كانوا طلاب جامعيين قطعوا الدراسة بسبب عدم امكانياتهم المالية الضعيفة وقرروا السفر لتكملة تعليمهم في المانيا ، ولكن شاءت الاقدار ان يلقوا مصرعهم قبل الوصول الي جنة اوروبا!! .
٨- طالب اخر قال بسخرية شديدة : (“يا أخي ، هل تصدق ابن وبنت مديرالجامعة الكنت بدرس فيها بامدرمان بيدرسوا الان في الهند!!، بدرسوا هناك علي حساب رسوم الطلاب الفقراء بتاعين السودان!!، الجامعة دي لو كانت فيها فائدة كان المدير خلي ولده وبنتوا يدرسوا فيها ويتخرجوا منها زي باقي الطلاب ، لكن هو عاوز يفتخر بانو عنده ولد وبنت بيدرسوا في الخارج وباللغة الانجليزية !!.”).
٩- اغلب الروايات اتي سردوها الطلاب عن الرسوم الجامعية ليست بالجديدة ومعروفة في السودان بدقة شديدة خصوصآ عند المسؤولين في وزارة التربية والتعليم العالي وعند اسر المغترين المكتوية بنار الرسوم ، وسبق ان نشرت الصحف الكثير المثيرعن فوضي رسوم الجامعات ، ولكن الجديد والمثير في الموضوع هذه المرة وخلاف للعادة هو هجرة عشرات الالآف من الطلاب اليافعين من السودان الي اوروبا املين في حياة كريمة مفقودة في بلادهم ، يحلمون حياة ينعمون فيها بالامن والامان ومواصلة الدراسة بهدوء وراحة بال، ومن اجل تحقيق هذه الاهداف كانوا علي استعداد تام ركوب المخاطر حتي وان كان الموت غرقآ.
١٠- نسبة لعدم احصائية المانية بعدد الطلاب السودانيين في الجامعات والمعاهد العليا الالمانية ، قمت بعمل اتصالات مع رؤساء الجاليات السودانية في بعض الولاية الالمانية وسالتهم عن الجديد في موضوع قدوم الطلاب الجدد الي مدنهم وكم اعداداهم؟!!، فافادوا بان الجامعات والمعاهد الالمانية اصبحت منذ اكثر من عشرة اعوام قبلة الطالبات والطلاب السودانيين ، وان اعدادهم تزداد كل عام ، من بينهم اعداد كبيرة من طلاب تركوا الدراسة في السودان بسبب الرسوم الجامعية التي همها الربح المادي قبل كل شيء ، وهناك ايضآ سبب قوي جعل الطلاب يهجرون الدراسة وهي ان اغلب هذه الجامعات اصلآ غير معترف بها لا محليآ ولا عالميآ!! .
١١- اخر خبر عن الرسوم الجامعية طلاب جامعتي الخرطوم والسودان يعلنون عن موكب صحيفة “الانتباهة”- الاربعاء ٢٨/ ديسمبر ٢٠٢٢م-
أعلنت روابط الطلابية بجامعة الخرطوم وجامعة السودان تسيير موكب إلى وزارة التعليم العالي . وحددت الروابط الحادية عشر من صباح الغد موعداً للموكب على أن يتم التجمع بمجمع الوسط في جامعة الخرطوم.
وشهدت الأيام الماضية احتجاجات لطلاب الجامعتين على خلفية زيادة الرسوم للطلاب المقبولين على النفقة العامة . والثلاثاء علقت جامعة السودان الدراسة بالمجمع الجنوبي بعد إضراب الطلاب. -انتهي-
١٢- واخيرآ … يبدو ان مقولة الجنرال الالماني النازي وزيرالاعلام والدعاية في زمن حكم هتلر/ يوزف غوبلز، الذي قال جملته الشهيرة (عندما اسمع كلمة ثقافة اتحسس مسدسي) قد وصلت الي السودان ، فقد راحوا جنرالات السلطة الذين اصلآ لا احد فيهم خريج جامعي يطبقون المقولة النازية بحذافيرها علي الطلاب بالمسدسات وبالتضييق الشديد علي تعليمهم بواسطة الرسوم الجامعية … وفوق كل هذا تسهيل عمليات طردهم من البلاد بالجملة والقطاعي!! .
خبر له علاقة بالمقال اعلاه:
طالب سوداني يعدل عن الانتحار ويشعل النار
في ملابسه احتجاجاً على الرسوم الجامعية
https://www.sudaress.com/alrakoba/13831
اخر خبرعن الرسوم
الجامعية الباهظة في السودان
١-
السودان.. رفع رسوم الجامعات الحكومية 900% يثير غضبا كبيرا
29/ ديسمبر 2022 – -الخرطوم – سكاي نيوز عربية-
آثار رفع رسوم التسجيل في الجامعات الحكومية في السودان بنسب تصل إلى 900 في المئة غضبا عارما حيث تظاهر آلاف الطلاب الخميس أمام وزارة التعليم العالي بالعاصمة الخرطوم مطالبين بإلغاء تلك الرسوم؛ وسط تضامن كبير من نقابات أساتذة الجامعات. وتسبب قرار رفع رسوم الجامعات الحكومية في ارتباك كبير حيث فضلت العديد من الأسر إرسال أبنائها للدراسة في دول أخرى بتكاليف أقل نسبيا مع ضمان الاستقرار في ظل الإغلاقات المتكررة للجامعات السودانية بسبب الظروف الأمنية والاقتصادية الحالية التي تعيشها البلاد. وتبرر الجامعات الزيادات الأخيرة بارتفاع تكاليف التسيير في ظل القفزة الكبيرة في معدلات التضخم التي تخطت 200 في المئة على أساس سنوي؛ إلا أن أهالي الطلاب وجمعية حماية المستهلك يتهمون مؤسسات التعليم بالجشع وعدم مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها السودانيون حاليا. وفي ظل الزيادة الحالية وصلت الرسوم السنوية في بعض الجامعات الحكومية إلى أكثر من 1000دولار؛ وهو مبلغ مرهق في بلد يعيش 60 في المئة من سكانه تحت خط الفقر.
٢-
يقول المواطن السوداني (ع. م) وهو أب لأربع طلاب يدرسون في الجامعات وفضل عدم الكشف عن اسمه، إن الزيادة في الرسوم الدراسية أصبحت هما حقيقيا، ويوضح لموقع “سكاي نيوز عربية” ادفع على التعليم أكثر من 70 في المئة من دخلي مما يؤثر سلبا على متطلبات المعيشة الأخرى التي تشهد هي الأخرى ارتفاعا متواصلا”. ويرى ع. م أن لجامعات تحولت إلى مؤسسات تجارية ولا تراعي أوضاع المواطن. ووصف خبير الاقتصاد والأستاذ في الجامعات السودانية محمد شيخون القرار بـ”الكارثي”، لكنه استدرك قائلا “ليس من المستغرب حدوث قرارات مثل هذه في ظل حالة الارتباك الاقتصادي الحالية الناجمة عن عدم ترتيب الأولويات والإنفاق البذخي على البنود الأمنية والسيادية”.
مقال في صحيفة “الراكوبة” -الاثنين١٠/ اغسطس ٢٠١٥-
ارتفاع رسوم التسجيل بالجامعات الخاصة..التعليم بمنطق السوق.. مسجل كلية : نحن مستثمرون وهدفنا الربح.
التعليم العالي:
لا علاقة لنا برسوم الجامعات الخاصة ، هذا شأن يخصهم هم!!
https://www.alrakoba.net/2047691/%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B5%D8%A9/
هذا حال الطلاب وماذا عن حال أرباب الأسر وهو الأسوأ.. الشعب يقف مذهولا من صراع أبنائنا السياسيين على السلطة دون اكتراث لحاله حتى أنه اصبح لا يدري ايهم الصالح وايهم الفاسد مع ان ظاهر الأمر يشير إلى انهم جميعا فاسدون. فهل يعقل بعد ٤سنين من العراك العبثي لم يجدوا مخرجا ولو ببعض التنازلات.
زول ماقدر يدفع قروش الجامعة بالجنية المبلول موية بلاعات ده كيف حيقدر يسافر المانيا العايزه اضعاف اضعاف الرسوم المفروضه؟ هذا مع رفضي لزيادة رسوم الجامعات