رسائل التوماهوك!

هناك شك معقول في أن الأسد فعلها، إن فعلها فتلك هي غلطة الشاطر، وإن لم يكن هو الفاعل، فتلك مصيبة سيكون الشرق بعدها موعوداً بالجحيم، لأن ما حدث في خان شيخون، يعني أن ذاك السلاح الفتاك، قد وصل إلى أيدي الدواعش.
بعد فوز ترامب، حصدَ الأسد تأييداً أمريكياً عندما أعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة، قبيل ضربة الشُّعيرات، أن إزاحة الأسد عن السلطة ليس من أولوياتها.
الأسد يُحظى بدعم روسي، يغنيه عن استخدام الكيماوي ضد المعارضة السورية.
وقعت الواقِعة فغضبت أمريكا، وأرسلت على الأسد طيراً من أبابيل.. 59 صاروخ كروز، ردمته بها ردماً، الصاروخ يتراوح سعره ما بين 600 ألف و2 مليون دولار أمريكي، ويمكن تجهيزه برؤوس متفجرة زِنة 450 كجم، انشطارية وحتى نووية، يصل مداها إلى 2500 كلم وسرعتها إلى 880 كلم في الساعة..
صواريخ توماهوك من عائلة الكروز ذاتية الدفع، ولديها عدة استعمالات، ومن الممكن تغيير رؤوسها حسب الهدف، وفي إطار تحديثها تم إضافة نظام الـ ?جي بي إس? لتحديد المواقع خلال توجهها نحو الهدف مع امكانية تغيير سرعتها خلال تحليقها.
تتراوح التكلفة الإجمالية لهجوم ترامب على الشُّعيرات، بين 30 مليون دولار و100 مليون دولار.
أوعز ترامب للملأ من عشيرته والأبعدين، أنه لن يدخل في حروب خارجية، وأنه مشغول في معالجاته لقضايا داخلية، كقضايا الهجرة وغيرها، وأن معركته الأولى مع الملوّنين، وأنه يسعى لأن تكون أمريكا للأمريكيين.. فجأة أوغل ترامب في ميدان سوريا، ما يعني أنه يمكن أن يفعل أشياء كثيرة مُباغتة.
من رسائل التوماهوك، الموجهة من ترامب إلى بريد روسيا، أن الرجل يريد التأكيد على أنه ليس كأوباما، وأن الصراع في سوريا يجري على نحو مغاير، وأن ما يحدث في ريفي إدلب، يمكن أن يحدث في القرم وفي أوكرانيا.. ورمى ترامب برسالة إلى إيران، حتى تستشعر أن ميليشياتها المساندة للأسد تتحرك في السَهَلة، تحت سقف سماء مفتوح .
ورمى كذلك برسائل عديدة، إلى جهات ودكتاتوريات لا تضع اعتباراً لما يسمى بحقوق الانسان.
تلك الجهات، ربما تُعاقب بشكل فوري، من رجل أعمال، أسعفته أخلاقه السياسية أخيراً، ليدافع بضراوة عن المدنيين!
حسب احصائيات المعارضة السورية فإن الأسد، وبعد تفكيك أسلحته الكيماوية، تورّط في أكثر من مائة وثلاثين هجوماً بأسلحة مُحرّمة دولياً.. كل ذلك حدثَ تحت مظلّة بوتين.
الرئيس الراهن لأمريكا ــ ترامب ــ يبدو الآن في طوره المزاجي، صيّاداً للفُرص، و ممكن أن يعمل أي حاجة!
والعالِمين بطبائع الحياة البرية، ينصحون بألّا يقف المرء حائِراً بجوار الضّواري.. لا أحد يستطيع أن يتكهَّن بما سيفعل الضّارِي أو العبلانج، في خطوته التالية.
إن كان قادة ثورة الإنقاذ الوطني، ممن يقبلون النصح، فعليهم أن يحترسوا، ويتحسّبوا لخطوة ترامب التالية، فالمُهلة المتبقية على رفع العقوبات عن كاهل السودان، لا تتجاوز ليالينا… قال مظفّر النوّاب:ــ (وفي بلد عربي، كان مجرد مكتوب من أمي، يتأخر في أروقة الدولة شهرين قمَرييْن)!!

اخر لحظة

تعليق واحد

  1. يا سلام يا سيد عبد الله الشيخ، فقد طرقت الكثير من النقاط المهمة والدروس المعتبرة من خلال مقالك الجميل السلس هذا.
    نعم إن ضبع سوريا المتعطش إلى دماءِ شعبه المسكين قد “دقس واتلحس” في هجومه الغير محسوب على إدلب، خان شيخون.
    إن ضبع سوريا الضال ومستشاريه لم يحسنوا قراءة المزاج العالمي على وجه العموم والأمريكي على وجه الخصوص، فقد سبق للنظام أن ارتكب مجزرةً أسوأ من هذه بالغوطة الشرقية ومعضمية الشام في العام 2013 للميلاد في عهد الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما الذي أكثر من الوعيد والتهيد دون أن يمس شعرة من النظام السوري المجرم.
    ولكن رجل الأعمال القادم إلى دفة الحكم في أمريكا يعمل بمبدأ أن “السواي ما حداث” لذلك فقد أرسل أبابيله من حاملات الطائرات بالبحر المتوسط تدك القاعدة التي انطلقت منها الطائرات الغاشمة دكاً، فجعلها قاعاً صفصفاً في يوم نحس مستمر على بشارِ سوريا المشؤوم. “انتهى الدرس يا غبي”، هذه خلاصة رسالة ترمب لضبع سوريا التعِس.
    وبقدر ما وقفنا مع كلينتون الديمقراطية أيام الانتخابات، بقدر ما تيبن لنا أننا كنا على خطأ، فخريف هذا الرجل ?ترمب- مبشر من خلالِ الغيماتِ السكوب التي رأيناها في أيامه الأول.
    ولا عزاء لحكام العرب الذين انتظر ضبع سوريا المشؤوم انفاض سامرهم بأرض البتراء ليمطر شعبه بالكيماوي من غازت الخردل والفي أكس والسارين والكلور.. إن المعتصم لم يعد مسلماً ولا عربياً في هذا الزمن، بل هو أمريكي من بلاد اليانكي في وراء البحار..
    والحقيقة أن حجر ترامب الذي ألقاه في سوريا قد ضرب العديد من العصافير: فهناك الدب الروسي الذي أفسد في أرض الشرق الأوسط، وقد ظن أن البيات الشتوي قد أصاب الكاوبوي الأمريكي، ليفيق على صدى الصورايخ وهي تدك قاعدة حليفه العاجز.. وكذلك وصلت الرسالة للملة الإيراني الذي ضل وغوى .. وحتى التنين الكوري في شبه جزيرته قد مسه شيئ وهج هذه الصواريخ المرعبة.
    وإلرسالة موصولة للنظام السوداني الذي يلعب بالنار في دارفور مع شكوك قوية ترقي لليقين باستخدامه الكيماوي في جبل مرة “فالكلام ليك يا المنطط عينيك” إن هذا الترمب “رجل دوغري” ولا مجال لألعاب البهلوان التي أجادها النظام السوداني في أوقات سابقة معه.

  2. من المعروف من سياسة الرؤساء الأمريكان أن الرئيس إذا فشل في سياساته الداخلية وتدنت نقاطه في سلم الإستطلاع الإجتماعى فإنه يلجأ لإفتعال مشكلة خارجية لصرف الأنظار عن مشاكله الداخلية وهذا عين ما فعله ترامب فالرجل فشل في كل برامجه التي وضعها للتنفيذ خلال ال 100 يوم الأولى من حكمه خاصة مشكلة الهجرة وإلغاء البرنامج الصحى الذى طبقه الرئيس السابق أوباما ولذلك فهناك شك كبير في أن يكون الرئيس الأسد هو من إرتكب كارثة الكيماوى وتشير الأصابع إلى أن المعارضة السورية وخاصة جماعة النصرة أو تركيا هي من إرتكبت الجريمة فإتخذها ترامب ذريعة لضرب سوريا بهدف التغطبة على فشله داخليا لكن يبدو أن الأمور ستتعقد وهذه ستمثل البداية فقط كما صرح السيناتور الجمهورى ماكين.

    الجمهورين يمثلون لوردات الحروب وربما سنشهد كارثة حرب جديدة مثل حرب العراق وإزالة نظام صدام نتيجة كذبة تاريخية فبركها الرئيس جورج دبليو بوش تتعلق بمراعم وجود أسلحة تدمير شامل نتجت عنها بروز داعش وتقوية القاعدة.

  3. يا سلام يا سيد عبد الله الشيخ، فقد طرقت الكثير من النقاط المهمة والدروس المعتبرة من خلال مقالك الجميل السلس هذا.
    نعم إن ضبع سوريا المتعطش إلى دماءِ شعبه المسكين قد “دقس واتلحس” في هجومه الغير محسوب على إدلب، خان شيخون.
    إن ضبع سوريا الضال ومستشاريه لم يحسنوا قراءة المزاج العالمي على وجه العموم والأمريكي على وجه الخصوص، فقد سبق للنظام أن ارتكب مجزرةً أسوأ من هذه بالغوطة الشرقية ومعضمية الشام في العام 2013 للميلاد في عهد الرئيس الأمريكي السابق بارك أوباما الذي أكثر من الوعيد والتهيد دون أن يمس شعرة من النظام السوري المجرم.
    ولكن رجل الأعمال القادم إلى دفة الحكم في أمريكا يعمل بمبدأ أن “السواي ما حداث” لذلك فقد أرسل أبابيله من حاملات الطائرات بالبحر المتوسط تدك القاعدة التي انطلقت منها الطائرات الغاشمة دكاً، فجعلها قاعاً صفصفاً في يوم نحس مستمر على بشارِ سوريا المشؤوم. “انتهى الدرس يا غبي”، هذه خلاصة رسالة ترمب لضبع سوريا التعِس.
    وبقدر ما وقفنا مع كلينتون الديمقراطية أيام الانتخابات، بقدر ما تيبن لنا أننا كنا على خطأ، فخريف هذا الرجل ?ترمب- مبشر من خلالِ الغيماتِ السكوب التي رأيناها في أيامه الأول.
    ولا عزاء لحكام العرب الذين انتظر ضبع سوريا المشؤوم انفاض سامرهم بأرض البتراء ليمطر شعبه بالكيماوي من غازت الخردل والفي أكس والسارين والكلور.. إن المعتصم لم يعد مسلماً ولا عربياً في هذا الزمن، بل هو أمريكي من بلاد اليانكي في وراء البحار..
    والحقيقة أن حجر ترامب الذي ألقاه في سوريا قد ضرب العديد من العصافير: فهناك الدب الروسي الذي أفسد في أرض الشرق الأوسط، وقد ظن أن البيات الشتوي قد أصاب الكاوبوي الأمريكي، ليفيق على صدى الصورايخ وهي تدك قاعدة حليفه العاجز.. وكذلك وصلت الرسالة للملة الإيراني الذي ضل وغوى .. وحتى التنين الكوري في شبه جزيرته قد مسه شيئ وهج هذه الصواريخ المرعبة.
    وإلرسالة موصولة للنظام السوداني الذي يلعب بالنار في دارفور مع شكوك قوية ترقي لليقين باستخدامه الكيماوي في جبل مرة “فالكلام ليك يا المنطط عينيك” إن هذا الترمب “رجل دوغري” ولا مجال لألعاب البهلوان التي أجادها النظام السوداني في أوقات سابقة معه.

  4. من المعروف من سياسة الرؤساء الأمريكان أن الرئيس إذا فشل في سياساته الداخلية وتدنت نقاطه في سلم الإستطلاع الإجتماعى فإنه يلجأ لإفتعال مشكلة خارجية لصرف الأنظار عن مشاكله الداخلية وهذا عين ما فعله ترامب فالرجل فشل في كل برامجه التي وضعها للتنفيذ خلال ال 100 يوم الأولى من حكمه خاصة مشكلة الهجرة وإلغاء البرنامج الصحى الذى طبقه الرئيس السابق أوباما ولذلك فهناك شك كبير في أن يكون الرئيس الأسد هو من إرتكب كارثة الكيماوى وتشير الأصابع إلى أن المعارضة السورية وخاصة جماعة النصرة أو تركيا هي من إرتكبت الجريمة فإتخذها ترامب ذريعة لضرب سوريا بهدف التغطبة على فشله داخليا لكن يبدو أن الأمور ستتعقد وهذه ستمثل البداية فقط كما صرح السيناتور الجمهورى ماكين.

    الجمهورين يمثلون لوردات الحروب وربما سنشهد كارثة حرب جديدة مثل حرب العراق وإزالة نظام صدام نتيجة كذبة تاريخية فبركها الرئيس جورج دبليو بوش تتعلق بمراعم وجود أسلحة تدمير شامل نتجت عنها بروز داعش وتقوية القاعدة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..