وقود..!

شمائل النور
حوالي 15 ألف نازح حصيلة الأسبوعين الماضيين، فرُّوا من ديارهم في مناطق حول جبل مرة بعد استعدادات عسكرية انطلقت في بعض المناطق قبيل معارك متوقعة بين قوات الحكومة وقوات حركة عبد الواحد محمد نور. وفقاً لـ ?سودان تربيون?، فإنّ معظم النازحين لجأوا الى سطح الجبل بينما وصل حوالي3700 الى معسكرات مدينة زالنجى ونيرتتي كما وصلت 65 أسرة الى معسكر عطاش بمدينة نيالا جنوب دارفور.
رغم انحسار العمليات العسكرية بين القوات الحكومية في دارفور منذ سنوات وسيطرة النزاع القبلي على المشهد، لكن موجات النزوح لم تَتَوقّف.!
مطلع العام الماضي، أعلنت الأمم المتحدة عن تخصيص مبلغ 21 مليون دولار لدعم العمليات الإنسانية في السودان لمساعدة الآلاف من الأشخاص في البلاد للعام 2017م.
والوضع مقروءاً مع تراجع الدعم الأممي نتيجةً تراخي الدول المانحة عن التزاماتها تجاه أزمات العالم، وتبدّل أولويات الصرف الدولي، فحتى وقتٍ قريبٍ كانت الحاجة الحاجة مُلحة في سوريا أكثر من السودان، بل أنّ الشرق الأوسط بعد ثورات ما عُرف بـ (الربيع العربي) غيّر خارطة الصرف الدولي على العمليات الإنسانية.
في 2016م استغاثت الأمم المتحدة حيث شَكَت شُح تمويل عملياتها الإنسانية في السودان، فكانت تُواجه عجزاً يُقدّر بـ 952 مليون دولار ولم تحقِّق إلاّ 242,6 مليون دولار، ووفقاً لخطط الأمم المتحدة للعام 2016م فإنّ المطلوب مساعدة 4,6 مليون شخص بينهم عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين الجنوبيين الذين فرُّوا عقب تفجُّر الصراع هناك، ولا يزال تدفق اللاجئين من الجنوب مُستمراً.
والسودان ليس وحده، الأمم المتحدة ظلّت خلال سنوات ما بعد الربيع العربي تشكو باستمرار أنّها تُعاني عجزاً في تمويل عملياتها الإنسانية في كل مناطق النزاع بالعالم، لكن الحاجة زادت بعد تفجُّر الأوضاع في الشرق الأوسط، وعلى وجهٍ خاصٍ في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لكن فيما يبدو فإنّ السودان أخذ نصيبه وأكثر ولم تنتهِ الأزمة الإنسانية.. لذلك أصبحت الحاجة هنا غير مُلحة مُقارنةً بالأوضاع الجديدة.
لم يعد السودان يتربّع على عرش أولويات الصرف الإنساني كما كان في السابق، ومع ذلك فإنّ الحروب والنزاعات لم تَتَوَقّف وموجات النزوح تحصد مُستقبل الآلاف.. هؤلاء الآلاف لم يكن خيارهم خَوض الحَرب ورغم ذلك هم وقودها للطرفين..!
التيار
“وقودها الناس والحجارة” هذه جهنم
أما حرب البشير وقودها نازحي جبل مرة والحجارة،والحجارة هنا جبل مرة.
“وقودها الناس والحجارة” هذه جهنم
أما حرب البشير وقودها نازحي جبل مرة والحجارة،والحجارة هنا جبل مرة.