مقالات وآراء

اجهزة الدولة الامنية، و الإدارية متراخية، و تعمها الفوضى، و الفساد. 

خليل محمد سليمان

وقفت ليومين امام بنك الخرطوم لإستلام تحويلة عبر الوسترن يونين، إحداها في فرع مول الواحة، و الاخرى في فرع شارع الجمهورية.
في صورة رائعة تدافع الشعب السوداني بتحويلاتهم عبر المنافذ الرسمية التي تدعم الإقتصاد الوطني كضريبة واجبة السداد، حتي ينهض الوطن من كبوته.
في كل دول العالم يُحترم العميل في ايّ مؤسسة لطالما هو صاحب المال فيستحق افضل الخدمات التي تناسبه، و يستحق الشكر،و الثناء.
* وجدت في مول الواحة صفوف من النساء، و الرجال منذ السابعة صباحاً يجلسون علي الارض لساعات طويلة، في مشهد لم اجد له تفسير حضر رجل امن و طلب من المواطنين الإنتظار وقوفاً و عدم الجلوس في الارض، ايّ والله، فتصدينا له و لو لم يتراجع و إنسحب من الموقع لحدثت كارثة لم تُحمد عقباها.
في دولة السودان التي تعيش في هامش التاريخ، و قاع الكرة الارضية يُعامل العميل امام البنوك و كأنه عدو لا يستحق الإحترام، و التقدير.
تلكؤ الموظفين، و التماطل في قتل الوقت لا تخطئه العين، حضرت للموقع عند الثامنة صباحاً فكنت العميل رقم 15 غادرت المكان بعد إنتهاء الدوام و لم يصل العميل رقم 6 إلي شباك الصراف الوحيد الذي يعمل كالسلحفاء في صورة مُقرفة لسان الحال يقول : اذهبوا باموالكم إلي السوق السوداء.
كل من وجدته في الصفوف يقول جازماً انه لا يمكن ان يكرر تجربة التحويل بهذه الطريقة.
للأسف مُحق كل من يتخذ هذا القرار، فوجدت من يحضر يومياً لمدة إسبوع دون جدوى في ان يحصل علي امواله.
* حكاية اخرى في فرع بنك الخرطوم شارع الجمهورية بطلها رجال الشرطة.
حضرت إلي الموقع عند الساعة السادسة علماً بأن الدوام يبدأ عند التاسعة.
في صورة حضارية وجدت من سبقوني بيد احدهم ورقة وقلم يتم التسجيل فيها حسب اقدمية وصولك.
قبل التاسعة بدقائق حضر رجل شرطة فقال : “نحن ما عندنا شغلانة بالتسجيل نحن  بنفتح الباب و الناس تدخل و بنديكم التذاكر جوة.
تدافع الناس نحو الباب الزجاجي و بالداخل رجال الشرطة يقومون بسحب التذاكر من الآلة بصورة وقحة، و يتقاسمون الارقام المتقدمة بينهم.
بعد التاسعة بعشر دقائق تم فتح الباب و تدافع الجمهور في لحظة واحدة للدخول و يقوم احد رجال الشرطة بتوزيع التذاكر علي الناس بصورة عشوائية مُقرفة، و المؤسف وجدنا من هم في المقدمة عند شباك الصرف الوحيد ايضاً لا علاقة لهم بالصف، و لم نراهم قط و نحن نجلس لثلاثة ساعات بالتمام امام ابواب البنك.
هذه الحالة البائسة عامة في كل المشهد حيث التراخي في حفظ الامن، و إظهار هيبة الدولة.
 اي مواطن يسير في شوارع الخرطوم لمدة ربع ساعة كفيلة بأن يرى عربة بلا لوحات، او “موتر” بلا لوحات ايضاً.
في مشهد عبثي في بلد متخم بالعربات المحملة بالاسلحة الثقيلة، و اينما يمتد بصرك فتجد عساكر بأشكال، و الوان، و إشارات مختلفة يصعب عليك تحديد وحداتهم و انواع تشكيلاتهم، و ينعدم الامن حيث الخطف، و النهب اصبح سمة عادية، و يمكن ان تفقد حياتك في ايّ لحظة.
اصبحت ظاهرة الخطف بالمواتر في كل الاحياء بلا إستثناء، في محيطي الاسري تعرضن فتاتين للخطف إحداهن أُصيبت إصابات بالغة عندما سقطت من علي الركشة وهي ممسكة بحقيبتها بلا جدوى لتجد نفسها وسط بركة من الدماء وهي في طريقها الي الجامعة.
من الآخر يا ناس الشرطة وكل اجهزة الدولة إن لم تقوموا بواجبكم تجاه المجتمع ستنقلب الدائرة عليكم في حال عمت الفوضى، و اصبح الامن غاية لا تُدرك فأنتم، و اسركم جزء من هذا المجتمع.
هيكلة جهاز الشرطة، و المؤسسات الامنية ضرورة مُلحة، و يجب وضع خطة عاجلة للبدء بشكل واضح لا يقبل المماطلة، و التسويف لوضع لبنة لجهاز شرطة جديد معافى من ادران دولة الإنقاذ، و الكهنة تجار الدين الملاعين عليهم لعنات من الله، و الناس اجمعين.
صورتين لعربتين بلا لوحات إلتقتطها كمرتي في اقل من نصف ساعة و انا في شارع واحد داخل العاصمة الخرطوم.

‫2 تعليقات

  1. الله المستعان اتمني منكم ان تتكلم عن حادثه التي حدثت بالسعوديه السوداني الذي جاب معه نساء بدون محرم لاشياء غير شرعيه والله اعلم من المفترض الحكومه تتخذ اشد الاجراءات ضده ومثل هذه العادات السيئه حتي لايفكر غيره في شي كهذا وانها سمعه للبلاد وباحترام الشعوب وان يصل العقاب حتي للاعدام لو اقتضي الامر وشكرا ارجو عدم التغاضي عن الموضوع

  2. الاستاذ / خليل محمد سليمان رعاه الله ، نرفع ايدينا الى الله العلي القدير ان يحفظ هذا الوطن من كيد الكائدين ، ونقرأ ما تكتبونه من غيرة مضمخة بحب الوطن الكبير سائلينه أن يحفظكم ويكثر من امثالكم سير وعين ترعاك .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..