مقالات سياسية

سد النهضة الخطر المتوقع 

لم تأبه إثيوبيا بالمطالبات المستمرة من قبل مصر والسودان بشأن اتفاق يرضي الأطراف الثلاثة، وواصلت عنادها وإصرارها على ملء السد وتشغيله ضاربة بكل التوقعات التي ظنت عدولها عن رأيها عرض الحائط، ورفضت اطلاع الجانبين على المعلومات وضمانات التشغيل والإدارة البيئية والاجتماعية، وكانت الحكومة في وقت سابق قالت إن قرار إثيوبيا الفردي بملء خزان سد النهضة على نهر النيل يعد تهديداً للأمن القومي وطالبتها القاهرة بإبداء حسن النية والانخراط في عملية تفاوضية فعّالة من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد.

وفي خضم التواصل بين القاهرة والخرطوم وتبادل زيارات المسؤولين وتقارب وجهات النظر بينهما أعلنت وزارة الري الإثيوبية أمس، أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده الامر الذي سيجعل السودان ومصر في دائرة القلق المستمر من هذه الخطوة الخطيرة التي ربما يكون لها أضراراً كارثية، واثيوبيا هددت أكثر من مرة، أنها ستمضي قدماً في عملية الملء الثاني لبحيرة السد في يونيو المقبل، أي بعد أقل من 3 أشهر، وذكرت أن عملية الملء ستتم بمقدار 13.5 مليار متر مكعب (ما يقارب 3 أضعاف حجم الملء الأولي المنفذ العام الماضي بمقدار 4.9 مليار متر مكعب).

وبما أن إثيوبيا أكدت انها لن تتراجع عن قرارها، فالسؤال الطبيعي كيف ستتعامل الخرطوم والقاهرة إزاء عزم إثيوبيا على ملء ثان لسد النهضة، من دون اتفاق ملزم، وكشف وكيل وزارة الزراعة والغابات، عبدالقادر تركاوي، أن ملء سد النهضة سيؤثر على عدد من المشاريع الزراعية، لأنه يقلل من كمية المياه لها وللخزانات (الروصيرص وسنار)، وقال إنه لابد من ملء سد النهضة تدريجياً، مشيراً إلى أن الاستعجال في الملء له آثار كبيرة على السودان ومصر، وأن تلك الخطوة سوف تتسبب في خسائر فادحة بقطاع الزراعة.

فهل مازالت فرص التحاور والتفاوض والوساطة مفتوحة أم ان الشهور المتبقية، لن تكفي البلدين حتى لوضع خطط وبرامج واحتياطات لتلافي هذه الكارثة القادمة، أم أن السودان سيختار التعبئة الشعبية والعسكرية بعد مماطلة إثيوبيا كما بدأت مصر بالفعل للسير في هذا الاتجاه ، ام انه مازالت في جعبة السودان ومصر عرض أوراق أخرى للضغط على إثيوبيا لاسيما ان خوض حرب مع إثيوبيا، هو خيار خاسر ليس لمصر والسودان انما لاثيوبيا نفسها ان كان من جوانب سياسية او اقتصادية، او غيرها، لذلك لابد من أن تكون أبواب الحوار مشرعة ومفتوحة ان لم يكن من أجل مصلحة الحكومات والأوطان فليكن لأجل مصلحة الشعوب.

طيف أخير:

قضت الحياة أن يكون النصر لمن يحتمل الضربات، لا لمن يضربها

الجريدة

تعليق واحد

  1. هل فكر احد في امكانية تدمير خزاني سنار و الروصيرص بواسطة اثيوبيا في حالة اندلاع الحرب التي هي احدي خيارات مصر؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..