مقالات سياسية

رساله في بريد ” تقدم”

رساله في بريد ” تقدم”

طلعت محمد الطيب

إستمرار تقدم في جهودها من اجل وقف هذه الحرب اللعينه يعد أمر ضروري وهو مافعلته  بلقاء قياده الدعم السريع ودعوتها قياده الجيش للحوار

والتفاهم حول امكانيه ذلك . إستمرار تقدم في التوسع والتواصل داخليا وخارجيا  وسعيها لتضم قوي سياسيه ومدنيه إضافيه من اجل توحيد الرؤي يعد أمر لا يقل أهميه.

لكني اري أن تكتفي بدعوه المنظمات لممارسه دورهم الوطني العاجل لإيقاف الحرب دون أن تهدر الوقت والامكانيات المحدوده في هذا الأمر ، فمن الصعب جدا إذا لم يكن من المستحيل مثلا إقناع قياده الحزب الشيوعي بمراجعة قراراتهم ومواقفهم بشكل عام بسبب إدعاءات العلميه التي عرفوا بها. وهي أمر لايقل صعوبه او إستحاله عن إقناع الفلول حيث تنطلق المواقف في الحالتين  من عقائد راسخه!

وتصبح المساله أكثر استحاله في إقناعهم بالتخلي عن “التغيير  الجذري” radical change  فالإعتقاد بأن تبني الحزب الشيوعي للتغيير الجذري مجرد تاكتيك عابر ليس صحيحا علي الإطلاق كما يعتقد الكثيرون.

الثقافه السياسيه التي يقوم عليها هذا الحزب لا تقف عند تبنيه النسخه اللينينيه من الماركسيه،  بل تشربت منذ التأسيس تقريبا بافكار كل من غرامشي وجورج لوكاش حيث يري الاخير مثلا إن مفهوم الاغتراب عند ماركس  alienation وعبادة أو تصنيم السلعه commodity fetishism يؤديان الي الشعور بالاغتراب حيث تضاف قيمة السلع المنتجة خصما علي إنسانية  العامل المنتج في نمط الانتاج الرأسمالي وبالتالي خصما علي حريته،   حتي يصير  الاخير مجرد  شيء في تروس الانتاج..

مصادره إنسانيه الإنسان وتشيئته objectifcation ( تحويله إلي شيء) ونزع إنسانيته dehumanizing

تعتبر بمثابه “الخطيئه الاولي” التي لا يمكن محوها أو معالجتها إلا بتدمير مجمل النظام الراسمالي ومن هنا تأسست الشمولية وأصبحت ملازمه للتفكير totalitarian worldview

صارت المسأله ديانه جديده بحيث لايتم “التطهر”من هذه الخطيئه والتحرر من التشيئه  اي الاحساس بالاغتراب إلا بتدمير ” صنم خارجي ” يتمثل في  الراسماليه بدلا عن اللجوء إلي الاصلاحات هنا وهناك ، خاصه وانه ومنذ كانط كانت قد ترسخت فكره ارتباط “انسانيه الإنسان بالحريه” في الفكر الإنساني.

إن النظره الإصلاحية والمرونه والتواضع الفكري شيء منعدم تماما في ثقافه اليسار الشمولي بالسودان  .

فالشموليه totalitarianism أصبحت عقيده وديانة

ولذلك يجب ألا نندهش لمواقف جورج لوكاش الذي كان قد تبني فكره ضروره  إسكات كل الأصوات المعارضه للشيوعيين،  بل قاده  تطرفه وهوسه الي طرد كل الأساتذه خاصه في الجامعات من غير الماركسيين من عملهم والإستغناء عن خدماتهم  تماما كما فعل إنقلاب الإنقاذ في بداياته ، وقد قام بذلك حينما كان مسؤولا عن التعليم في هنغاريا بعد أن سيطر الحزب الشيوعي علي السلطة فيها.

من المستحيل إقناع قيادة الحزب الشيوعي بالتخلي عن “جذريتهم ” إنها عقيده وعقيده شديده الرسوخ في اذهان القيادات الحاليه.

طلعت محمد الطيب

‫5 تعليقات

  1. لا أحد يستطيع أن يقنع الاخر بالتخلي عن عقيدته او فكرته لذلك وجدت الديموقراطية والمبدأ الأساسي هو قبول الرأي والرأي الاخر وترجيح كفة الاغلبية على الاقلية بالانتخاب والتوافق على الحد الأدنى لكن نحن في السودان كلنا فراعنه شعارنا لا اريكم الا ما أرى..قحت تتصرف كأنها الممثل الوحيد للشعب وتلتقي برؤساء الدول والمنظمات الدولية المشبوهة وتعقد الاتفاقيات دون مشاركة لبقية القوى السياسية في أمر يخص الجميع فهل هذا عندك تصرف عقلاني ام احتكار لا يخلو من مآرب شخصية وحزبية بحته.

    1. طيب لا تنقدو1 وبس كل اهلنا المثقفاتيه شاطرين في النقد لانه ببساطه سهل جدا كنت اتمني منك والكاتب ان يطرح لنا البديل حتي تستنير عقولنا المظلمه ونقتنع ب فكرتكم التي نحن في امس الحوجه لها.تقدم قدمت اطروحه وقع عليها الدعم السريع وطلبت من قايد الجيش الجلوس معه والاطلاع علي تصوره . ما كتب وتم توقيعه في اديس ليس قرآن منزل قابل للحذف والتعديل والاضافه وتشكر تقدم علي ذلك اما النقد ينصب علي ان هذه احزاب قحت او حمدوك هذا هو الفشل بعينه الشعب السوداني اليوم يقف مع الشيطان الرجيم لو اتي باي شي لايقاف الحرب اما الفلسفه والفزلكه وقلم التصحيح علي اي جهدو لاي جهد يتجافي تماما مع الديمقراطيه التي يتم التهرطق بها.

    2. طيب يا مو منو هم بقية القوى السياسية!!!؟
      بقية القوى السياسية ديل راقدين فوق ضهر ناس تقدم ليه!! لو عندهم شغلة اليسوهوها!! شعب يحب النقة الفارغة ؛؛؛؛

  2. طبعا طلعت لو ما فى اى مقال يكتبو ما هاجم الحزب الشيوعى بكون دة ما طلعت محمد الطيب ، ولو ما دخل ليهو مصطلحات انجليزية فى نص المقال ما بكون طلعت ، ولو ما ذكر ليهو مفكر مفكرين عالميين فى مقالو ما بكون طلعت محمد الطيب ، قاعد هناك فى صقيع كندا وقاعد ينظر ، طبعا مفتكر نفسو ولا … غايتو الغرض مرض وآفة الرأى الهوى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..