مقالات وآراء سياسية

في ذكراها ال(٣١): “يا سيادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا خلاص أعدمناهم “..

بكري الصائغ

١-
في يوم الجمعة القادم ٢٣/ ابريل ٢٠٢١، تجي الذكري الواحد وثلاثين عام علي محاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت في عام ١٩٩٠، وهي المحاولة التي قاموا بها ثمانية وعشرين من ضباط القوات المسلحة في محاولة منهم انهاء حكم الجبهة الاسلامية التي سيطرت علي مقاليد الامور في البلاد عبر انقلابها في يوم الجمعة ٣٠/ يونيو عام ١٩٩٠.
٢-
قصدت اليوم ان اعيد الكتابة عن وقائع هذه المحاولة القديمة التي وقعت قبل واحد وثلاثين عام مضت والدخول في تفاصيلها رغم انها قد اصبحت معروفة لدي الجميع بهدف تنشيط ذاكرة من نسي واقعة الانقلاب في يوم ٢٣/ ابريل- رمضان عام ١٩٩٠، عملآ بقوله تعالي:({وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ}- سورة الذاريات: 55 -، ورصد ما وقعت بعدها من احداث مؤلمة مازالت في اذهان الملايين، وايضآ هدف المقال تعريف ابناء وبنات الجيل الجديد الذين لم يعاصروا احداثها ليعرفوا قصة محاولة هذا الأنقلاب العسكري واسباب فشلها وتبعاتها، وكيف انتهت سريعآ؟!!.. وان يعرفوا قصة تشكيل المحكمة العسكرية العاجلة التي شكلها الرائد/ ابراهيم شمس الدين ، والتي اصدرت احكامها بالاعدام بعد ساعتين من انعقاد، وكيف نفذت الاعدامات؟!! وكيف تم دفن الجثث في مقابر جماعية تم الكشف عنها مؤخرآ بعد ثلاثين عام من الاختفاء؟!!
٣-
ابدأ في السرد المختصر للاحداث:
(أ)-
قرر عدد من ضباط القوات المسلحة وكان عددهم ثمانية وعشرين ضابط في رتب عسكرية مختلفة، القيام بانقلاب عسكري ضد السلطة الحاكمة التي تحكم البلاد وقتها (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ)، الذي ترأسه وقتها الفريق/ عمر حسن أحمد البشير أحد كوادر الجبهة الإسلامية القومية ، الضباط الذين فكروا في الاطاحة كانوا:
-الفريق الركن طيار/ خالد الزين علي نمر.
-اللواء الركن/ عثمان ادريس صالح.
-اللواء/ حسين عبدالقادر الكدرو.
-العميد الركن طيار/ محمد عثمان حامد كرار.
-العقيد / محمد أحمد قاتم.
-العقيد الركن/ عصمت ميرغني طه.
-العقيد الركن/ صلاح السيد.
-العقيد الركن/ عبدالمنعم بشير مصطفى البشير.
-المقدم الركن/ عبدالمنعم حسن على الكرار.
-المقدم/ بشير الطيب محمد صالح.
-المقدم/ بشير عامر ابوديك.
-المقدم/ محمد عبدالعزيز.
-رائد طيار/ أكرم الفاتح يوسف.
-نقيب طيار/ مصطفى عوض خوجلي.
-الرائد/ معاوية ياسين.
-الرائد/ بابكر نقد الله.
-الرائد/ أسامة الزين.
-الرائد/ سيد أحمد النعمان حسن.
-الرائد/ الفاتح الياس.
-النقيب/ مدثر محجوب.
-الرائد/ عصام أبو القاسم.
-الرائد/ نهاد اسماعيل.
-الرائد/ تاج الدين فتح الرحمن.
-الرائد/ شيخ الباقر.
-الرائد/ الفاتح خالد.
(ب)-
قام العميد/ عصام الدين ميرغني (أبوغسان) بتاليف كتاب توثيقي قيم وشهيرعن القوات المسلحة جاء تحت عنوان (الجيش السوداني والسياسة )، كتب فيه معلومات في غاية الاهمية عن تصرفات الرئيس/ عمر البشير اثناء وقوع محاولة الا نقلاب ، نقتطف من الكتاب ما يلي:
“اما رئيس النظام الفريق عمر حسن أحمد البشير، فهو كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة تقع عليه مسئولية تحقيق العدالة والالتزام بالقانون العسكري واللوائح في كل قضايا القوات المسلحة. وهذا ما لم يحدث طوال مراحل إجراءات التحقيق مع ضباط «حركة أبريل» وحتى تنفيذ أحكام الإعدام، ومن غرائب الأمور أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالهروب إلى منطقة العيلفون عند بدء التحركات، واختبأ في منزل عضو الجبهة الإسلامية «الطيب النص»..البشير ترك كل مسئولياته القيادية وقت الانقلاب ليديرها ضباط أصاغر، ولم يعد إلا في اليوم التالي من العيلفون للقصر الا بعد ان تاكد تمامآ من فشل المحاولة الانقلابية”!!.).
(ج)-
كتب العميد عصام الدين ميرغني (أبوغسان) في كتابه:
فشلت محاولة الأنقلاب لانها افتقدت اهم عناصر نجاحها الا وهي الترتيب المنظم والدقيق، ضمان تاييد القطاعات العسكرية كلها وعدم وجود قوة عسكرية مضادة، سرعة اعتقالات الضباط المناؤيين والقادة السياسيين واعضاء الجبهة الاسلامية وجنرالات (المجلس العسكري العالي لثورة الانقاذ.
(د)-
كتب العميد غسان عن ما حدث بعد فشل الانقلاب:
ما كانت هناك مقاومة تذكر من قبل الضباط عند الاستسلام ، فقبيل اعتقالهم والقاء السلاح، تلقوا وعد من المشير/ سوار الذهب بمحاكمة عادلة، ولكن وقعت حادثة مؤسفة عندما اشتد الجدل بين اللواء طيار/ محمد عثمان حامد كرار، الذي كان اعزل تمامآ من السلاح مع العقيد/ محمد الأمين خليفة، فقام العقيد/ محمد وبكل خسة ودناءة بتسديد طعنه لكرارب(السونكي) في جانبه الأيمن وذلك عندما رفض اللواء/ كرار استسلام سلاح المدرعات، وطلب كرارمن اللواء/ الكدرو الاستمرار في المقاومة، وظل كرار ينزف بغزارة ولم يتم تقديم العلاج والعون!!
(هـ)-
ويقول العميد عصام الدين ميرغني (أبوغسان) في كتابه (الجيش السوداني والسياسة ):
(… أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام عمر البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام حتى صباح اليوم التالي، حين دلف إليه حوالي الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثلاثاء ٢٤/ أبريل ١٩٩٠ العقيد/ عبد الرحيم محمد حسين والرائد/ إبراهيم شمس الدين في مكتبه بالقيادة العامة، وهما يحملان نسخة من قرارات الإعدام ليوقع عليها بصفته رأساً للدولة (كما ينص القانون العسكري)، ويقول أحد الشهود، أن الرائد إبراهيم شمس الدين قال للفريق/ عمر البشير حينما تردد في التوقيع بالحرف الواحد:
«يا سيادتك وقِّعْ..الناس ديل نِحْنا أعدمناهم خلاص».. فوضع الفريق/ البشير الذي يُحكَمُ ولا يَحكُم يديه على رأسه للحظات، ثم تناول القلم وهو مطأطئ الرأس، وقام بمهر قرارات الإعدام التي سبق تنفيذها بالفعل قبل ست ساعات مضت على أقل تقدير من قدوم عبدالرحيم وشمس الدين للقصر!!.).
(و)-
كتب غسان: جرت محاكمة عاجلة للضباط بعد فشل انقلابهم، وتشكلت لهم محاكم (صورية) بكوادر الجبهة الإسلامية في السجن الحربي ب(كرري) وعلي رأسها:
1- محمد الخنجر، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الأولى.
2- سيد فضل كنّه، عضو المجلس الأربعيني ورئيس المحكمة الصورية الثانية.
3- صديق الفضل،عضو المجلس الأربعيني، وعضو المحكمة الصورية الأولى.
4- سيف الدين الباقر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
5- الجنيد حسن الأحمر، عضو المجلس الأربعيني وعضو المحكمة الصورية الثانية.
6- محمد علي عبدالرحمن، ضابط الاستخبارات العسكرية ممثل الاتهام في الصورية الثانية.
(ز)-
صدرت الاحكام بالاعدامات، وتم التنفيذ فور صدورها، اما مجموعة التنفيذ التي قامت بإطلاق النار، فقد كانت تحت قيادة الرائد/ محمد الحاج من أمن النظام، ومعه مجموعة مكونة من عشر كوادر، تم اختيارهم بعناية، ويتبعون جميعاً لأمن الجبهة الإسلامية، وكانوا يعملون في ذلك الوقت في جهاز أمن الدولة تحت القيادة المباشرة للدكتور/ نافع على نافع.
(ح)-
كتب غسان:
هنالك حدث جدير بالتسجيل والتوثيق، وهو الحالة التي كان عليها المقدم/ بشير الطيب حينما أُعدم، فكل القوانين العسكرية على نطاق العالم لا تجيز تنفيذ حكم الإعدام في أي مصاب يحتاج إلى علاج، خاصة إذا كانت الإصابة من جرح ناتج عن معركة أو اشتباك مسلح، برغم ذلك أُعدِمَ وهو مصاب بطلق ناري إصابة بالغة، ونورد أدناه ما كُتب في إحدى المجلات العربية: «أصيب المقدم بشير الطيب بجراح بالغة بعد أن أطلق عليه النار سائق الرائد إبراهيم شمس الدين أمام بوابة القيادة العامة. رغم ذلك، فقد تُرِكَ ينزف ولم يرسل إلى المستشفى العسكري لعلاجه. وقد اقتيد إلى ساحة الإعدام وهو شبه ميت من النزيف الحاد».
(ط)-
اما عن عمر البشير فانه لم يتدخل بأي شكل كقائد عام وقائد أعلى للقوات المسلحة!! ،ولم تتدخل قيادة القوات المسلحة بدءًا برئيس هيئة الأركان ونوابه!!، لم يكن هنالك أي دور لفرع القضاء العسكري المناط به التحقيق القضائي وصياغة لوائح الاتهام في أي جريمة تقع داخل القوات المسلحة ، أما الأدهى والأمر، فهو أن رئيس النظام البشير لم يكن يعلم عن تنفيذ أحكام الإعدام التي تمت بدون مشورته!!
٤-
قصاصات قديمة تحكي عن وقائع واحداث انقلاب ابريل رمضان ١٩٩٠:
(أ)-
فى ذلك اليوم قطع التلفزيون القومى برامجه ليذيع بيانا قصيرآ انه قد تم التحقيق مع الضباط المشتركين فى المحاوله الأنقلابيه وتمت ادانتهم والحكم عليهم جميعآ بالأعدام و، وانه قد تم تنفيذ الاحكام.
(ب)-
نزل خبر الاعدامات علي الناس كنزول الصاعقة ، وراحوا يتلفتون بذهول واستغراب شديدين في كل الاتجاهات عسي ان يجيئهم من يبشرهم وينفي الخبر الشؤم، لكن بعد تاكيد الخبر الصام بشكل رسمي ، نسي الناس امور الاستعدادات للعيد، وتركوا كل سؤال عن احتياجات الاسر ومتطلباتها والنزول للاسواق لسترة الاهل ومظاهر العيد، كان في كل بيت سوداني في كل الارجاء بيت عزاء ترحمأ علي ارواح الشهداء.
(ج)-
وقتها في ابريل ١٩٩٠، كان باقيآ علي إنتهاء شهر رمضان اقل من (٤٨) ساعة ، راحوا عندها الناس خلال هذين اليومين من اواخر شهر رمضان، يبتهلون لله تعالي في الشهر الكريم ان ينزل جام غضبه وسخطه علي القتلة الذين لم يراعوا ابسط حقوق المتهمين المعتقلين في محاكمة عادلة، خصوصآ ان الانقلابيين لم يطلقوا طلقة واحدة في اتجاه ضباط وجنود السلطة، وإرتضوا بالاستسلام بعد اتفاق (جنتلمان) مابينهم وسوار الدهب.
(د)-
توجهت الملايين في هذين اليومين ما تبقي من شهر رمضان للصلاة بالجوامع كالعادة في كل شهر رمضان وحتي الانتهاء من صلاة التراويح، الا انهم خصصوا كل دعواتهم في ان يقتص الله تعالي من الانقاذ، ويحرق نسلهم ويوقف نطفتهم، ويذيقهم في الدنيآ عذاب الأخرة ويجعل نهاية كل واحد فيهم اسوآ من نهاية هتلر وجنرالاته.
(هـ)-
بعد تنفيذ الاعدامات، راح الرائد شمس الدين يطوف بحرسه المدججين بالسلاح علي منازل اسر الشهداء ليمنعهم من اقامة اي عزاء او اي مظهر من مظاهر الحزن، ارهب الناس لا بقوته او بشخصيته العسكرية وانما بالعشرات من حرسه وبحجم وكثافة عربات القوات المسلحة التي كانت تحت امرته وترافقه في شكل مظاهرة عسكرية تجوب الشوارع طولآ وعرضآ بشكل استفز كثيرآ مشاعر الاسر المكلومة.
(و)-
لم يكن عيد الفطر في ذلك العام ١٩٩٠ عيد ككل الاعياد السابقة ، بل يعتبر -ومازال منذ ذلك اليوم والي الأن- يعتبر واحدة من أسوأ الاعياد التي مرت في تاريخ السودان بعد الاستقلال (بجانب يوم وقفة يوم الأضحي عام ١٩٩٨ “مجزرة العيلفون”). كان عيدآ مر كالحنظل الا عند أهل الأنقاذ القتلة.
(ز)-
تم دفن الضباط بعد تنفيذ احكام الاعدام فيهم بمنطقة جبل (المرخيات) في مقابر جماعية مجهولة المكان، ورفضت وزارة الدفاع منذ عام ١٩٩٠ حتي فيراير ٢٠٢١ اخطار أهالي الشهداء باماكن قبورهم ذويهم!!، قامت هذه الأسر المكلومة في مرات عديدة بتقديم عرائض للمسؤولين الكبار في الدولة ووزارة الدفاع لمساعدتهم في معرفة القبور، الا ان كل هذه العرائض لم تجد الاهتمام من احد، وقاموا ايضآ بمظاهرات امام الامانة العامة لمجلس فقمعت المظاهرة بعنف!!
٥-
(أ)-
في ابريل عام ١٩٩٠، وقعت محاولة الانقلاب.
(ب)-
في ابريل عام ٢٠٠١، احترق ابراهيم شمس الدين في حادث انفجار طائرة.
(ج)-
في ابريل ٢٠١٩، تم اعتقال البشير وسقط نظامه.
(د)-
في ابريل ٢٠١٩، تم اعتقال اغلب رموز النظام البائد ، ويقبعون الان في سجن كوبر، واشهرهم:علي عثمان، النافع، عبدالرحيم حسين، عوض الجاز، بكري حسن صالح، الطيب “سيخة”، الفاتح عزالدين، محمد طاهر ايلا، ابراهيم غندور، يونس محمود… واخرين.
٦-
سجن كوبر وما ادراك سجن كوبر:
ناموس، باعوض، انتقال مرض كورونا بين بعضهم البعض ، ممنوع استعمال الموبايل، ممنوع الزيارات حاليآ، سجناء بلا محاكمات او تحديد زمن لها، مسموح للسجين الخروج من كوبر فقط في حال الوفاة او للعلاج في المستشفي.
٧-
واخيرآ:
من اسماء الله الحسني -(المنقم):-
المنتقم” اسم من أسماء الله الحسنى، ومعناه أنه يقصم ظهور الجبابرة والعصاة، فيذيقهم أشد العقاب، بعد أن ينذرهم ثم يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، وهو الذي ينتقم من أعداء رسله، وأعداء أوليائه، فمن عرف عظمته خشي نقمته، ومن عرف نعمته رجا نعمته، قال الله عز وجل: “فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله إن الله عزيز ذو انتقام” (سورة إبراهيم).. كقوله تعالى: إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ [سورة السجدة:22]- وقوله: إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ [ سورة إبراهيم: 47].

‫5 تعليقات

  1. ماذا قال علي عثمان محمد طه عن انقلاب ٣٠ يونيو؟!!

    علي عثمان : لن نعتذر عن الانقلاب.. والانقاذ جاءت فى ليلة مباركة نظر فيها الله للسودان بعين الرضا.
    الراكوبة- 23 يوليو، 2017:
    (باهى نائب رئيس الجمهورية السابق، القيادي في المؤتمر الوطني علي عثمان محمد طه، بتجربة الانقاذ في الحكم، ورفض الاعتذار عن انقلابهم على الديمقراطية الثالثة، مؤكداً أن “الانقاذ جاءت فى ليلة مباركة نظر فيها الله لأهل السودان بعين الرضا والرحمة”.
    وقال علي عثمان في لقاء مع مجموعة السائحين الوطنيون؛ وكتيبة القوات الخاصة بالدفاع الشعبي؛ بمنزله بضاحية سوبا جنوبي الخرطوم؛ “لن نعتذر عن انقلابنا فى ليلة 30 يونيو 89 .. بل نفرح بتلك الليلة المباركة و نتخذها يوم شكر لله رب العالمين؛ الذى أنعم على أهل السودان بحكم اسلامى قوى وأمين غير مسبوق منذ دخول الاسلام السودان”.
    وتكتمت المجموعة على لقائها مع علي عثمان طه؛ لكن القيادي في مليشيا الدفاع الشعبي جعفر بانقا؛ إزاح النقاب عن اللقاء؛ وذلك من خلال مقال قام بانقا بنشره في القروبات الخاصة بالاسلاميين بتطبيق “واتساب”؛ قبل أن يتسرب منها إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
    وضرب المجتمعون سياجا من السرية على اللقاء؛ وحجبوا محتواه حتى عن الصحف التابعة للنظام؛ أو التي تتماهى معه؛ حيث لم ينشر خبره في الصحف الصادرة في الخرطوم.
    وشارك في اللقاء رئيس مجموعة السائحون الوطنيون سر الختم أدروب؛ ورئيس شورى المجموعة يس محمد نور؛ وأمينها العام طارق المعتصم؛ بجانب جعفر بانقا؛ وثلاثين من منسوبي مليشيا الدفاع الشعبي يتقدمهم؛ عبدالله نقد .. حبيب عبيدالله .. حسين الاغبش .. سعيد عزالدين .. احمد كباشى .. محمد محمود .. وعفاف كمال.
    وشهد اللقاء متولى احمد موسى وابراهيم الخليل زوجا ابنتي علي عثمان طه. وامتد اللقاء لأربع ساعات؛ وانتهى منتصف الليل.
    وتناول اللقاء مسيرة مجموعة السائحون الوطنيون (النشأة .. الرؤية .. التبعية .. المكونات .. الاهداف .. الوسائل .. البرامج .. و الكسب)
    ونقل جعفر بانقا عن علي عثمان طه قوله إن مشاركتهم في حكومة مايو بعد المصالحة الوطنية؛ جعلت الحركة الإسلامية تضاعف عضويتها وتبسط برامجها؛ التي تكللت بتطبيق الشريعة الإسلامية وهدم بيوت الدعارة وإغلاق البارات وسكب الخمور في البحر و محاربة الرذيلة وتطهير البلاد من كل انواع الفساد الاخلاقى؛ الذى جثم على صدور المواطنين حين جاورت بيوت الدعارة بيوت المواطنين وتمددت البارات فى الاسواق و الحارات؛ وكذلك الاندايات؛ وكل ذلك كان مصرحا به و محميا بالقانون؛ حيث عاد للشارع طهره وللمظهر العام نقاءه.
    وأضاف علي عثمان طه قائلا: “عندها أيقنت لماذا أنجى الله النميرى من كل الانقلابات العسكرية والثورات الشعبية والمسلحة التى انطلقت ضده”.
    وقال طه – بحسب بانقا – جاءت الانقاذ نتيجة انقلاب دعاة الديموقراطية على الديموقراطية. واضاف: (ان الذين يعيبون علينا استلام السلطة بالقوة العسكرية هم انفسهم الذين انقلبوا على الإسلاميين في الجزائر وتونس ومصر وغيرها”. مؤكدا أن الغرب لم ولن يسمح بقيام دولة اسلامية لانها تهدد وجوده فى ظل تنامى المد الاسلامى حتى أصبح الإسلام؛ الدين الثانى فى معظم دول العالم مع تزايد المواليد والهجرات والقناعات به”.
    وحذر علي عثمان محمد طه؛ من الحرب النفسية التى تعمل على تحميل المشروع أخطاء البشر؛ وقال إن المشروع مبرأ من النقص و العيوب؛ لكن البشر بطبعهم خطاؤون”. واضاف: (لسنا بأفضل من الصحابة الذين احتربوا بعد أقل من ثلاثين عاما من وفاة الرسول صل الله عليه وسلم).
    وختم جعفر بانقا مقاله بالشكر لعلي عثمان؛ ووصف قادة المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية بانهم صحابة القرن العشرين؛ داعيا لتوثيق سيرة الحركة الاسلامية من مصادرها؛ ومضى يقول: “انى أرى بعض صغارنا يجهلون الكثير من ذلك التاريخ الناصع والسيرة العطرة لصحابة القرن العشرين و هم أحياء بيننا”.
    ودرج “علي عثمان طه” على الإلتقاء ببعض المكونات المحسوبة على الانقاذ؛ بعدما تم أبعاده من منصبه.
    ومؤخرا جمعه لقاء بعدد من الإعلاميين وبعض رؤساء تحرير الصحف.
    ولم يتسن الراكوبة معرفة ما دار في اللقاء.
    ودأب طه على مثل هذه اللقاءات. وفي رمضان قبل الماضي اجتمع بمجموعة من شباب حزبه في مزرعته بضاحية سوبا؛ وتحدث إليهم بجرأة شديدة؛ وانتقد الحوار الوطني وقال ان ثقة الناس فيه قد خابت.
    ويومها تم تسريب حديث طه؛ الأمر الذي أغضب الرئيس البشير ومجموعته؛ مما اضطر الفريق الخواض مدير مكتب علي عثمان أن يقوم بنشر التسجيل الصوتي للقاء لتبرئة طه مما نسب إليه.).

  2. تعرّف على أبرز المطلوبين في انقلاب البشير عام 1989
    “العربي الجديد”- 14 مايو 2019 –
    (أعلنت هيئة اتهام مكونة من 4 محامين أن النائب العام المكلف، الوليد سيد أحمد، صادق على عريضة تقدّمت بها لمحاكمة الرئيس المعزول عمر البشير، و45 شخصاً آخرين، بتهمة الإطاحة بنظام الحكم الديمقراطي قبل نحو 30 عاماً. وقال رئيس هيئة الاتهام، المحامي علي محمود حسنين، في مؤتمر صحافي اليوم الإثنين، إن نيابة في الخرطوم أُحيلت لها القضية، فتحت بلاغاً بناء على مذكرة هيئة الاتهام، مشيراً إلى أن النيابة ستبدأ تحرياتها اعتباراً من يوم غد الثلاثاء. واستولى البشير على السلطة في 30 يونيو/حزيران 1989، بتخطيط حزب الجبهة الإسلامية القومية بزعامة الراحل حسن الترابي، مطيحة بحكومة منتخبة رأسها رئيس حزب الأمة القومي التي حكمت البلاد في الفترة من 1986-1989.

    وأوضح حسنين أن العقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات لسنة 1983، تصل في حال الإدانة بجريمة تقويض النظام الدستوري أو هدم السلطة أو النظام السياسي أو إثارة الحرب ضد الدولة، للإعدام أو السجن المؤبد مع مصادرة الأموال والممتلكات. وضمت قائمة المتهمين التي قدمتها هيئة الاتهام 46 متهماً، في مقدمتهم الرئيس المعزول، عمر البشير، ونوابه السابقين علي عثمان محمد طه وبكري حسن صالح وعثمان يوسف كبر والحاج آدم. وضم مجلس قيادة الانقلاب، الذي أنشأه البشير تحت اسم مجلس قيادة الثورة، 15 ضابطاً بمن فيهم البشير.

    وهؤلاء هم أبرز المشاركين والمطلوبين:
    1- عمر البشير
    هو الذي قاد الانقلاب في ليلة 30 يونيو، وسمى نفسه رئيساً لمجلس قيادة الثورة ورئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع، وذلك حتى العام 1993، وبعدها قرر حل المجلس، والانتقال إلى النظام الرئاسي ليصبح رئيساً للجمهورية، وفي عام 1996 فاز في انتخابات عامة بالمنصب نفسه في ظل منافسة معدومة، وهي الانتخابات التي لم تعترف بها قوى المعارضة. وتكرر انتخاب البشير للمنصب في 2001 و2010 و2015، وكان البشير قد قرر خوض انتخابات جديدة في 2020، لكن تمت الإطاحة به عبر الثورة الشعبية في 11 إبريل/ نيسان الماضي، وأودع الشهر الماضي سجن كوبر المركزي وبدأت النيابة التحقيق معه حول مبلغ 7 ملايين دولار عثر عليها ليلة القبض عليه. نفذ البشير الانقلاب وهو برتبة عميد وانتهى برتبة مشير، وهي الرتبة التي لم يحصل عليها قبله إلا الرئيسان السابقان جعفر نميري وعبد الرحمن سوار الذهب.

    2- العميد الزبير محمد صالح
    ألقي القبض على العميد الزبير محمد صالح بتهمة محاولة الإطاحة بحكومة الصادق المهدي في 1989، والتي وقعت قبل أيام من انقلاب البشير الذي عين الزبير محمد صالح نائباً له في مجلس قيادة الثورة ولاحقاً نائباً لرئيس الجمهورية حتى 1998 حيث لقي صالح حتفه في حادثة تحطم طائرة عسكرية في منطقة الناصر في جنوب السودان.

    3- التجاني آدم الطاهر
    كان الرجل الثالث في انقلاب البشير، وبعد حل مجلس قيادة الثورة تنقل بين عدد من الوزارات حتى اختفى تماماً عن الأنظار في السنوات الأخيرة.

    4- الضباط الجنوبيون
    شارك 3 من الضباط المتحدرين من إقليم جنوب السودان في انقلاب البشير، هم العميد بيويو كوان، الذي توفي في السنة الأولى من الانقلاب، وشارك كذلك مارتن ملوال، ودومنيك كاسيانو، والأخير توفي في العام 2012، إذ بقي واحد منهم على قيد الحياة هو العميد مارتن ملوال الذي تحولت جنسيته لجنسية جنوب السودان التي انفصلت في عام 2011، لكن هيئة الاتهام تقول إنه يجب محاكمته حتى بعد انفصال الجنوب.

    5- بكري حسن صالح
    كان في رتبة مقدم حينما شارك في انقلاب البشير، لكنه تدرج من عضو مجلس قيادة الثورة لمدير لجهاز الأمن ووزير للداخلية ثم وزير لرئاسة الجمهورية ووزير للدفاع، وصولاً لمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، وهو المنصب الذي أعفي منه بقرار من البشير في فبراير/ شباط الماضي.

    6- محمد الأمين خليفة
    بعد حل مجلس قيادة الثورة، تولى العقيد محمد الأمين خليفة رئاسة البرلمان الانتقالي الذي أسسه نظام البشير. وفي عام 1996 اختير وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء، وفي عام 1999 بلغت الخلافات بين الرئيس البشير والشيخ حسن الترابي، عراب الانقلاب، مرحلة بعيدة انتهت بالانفصال، إذ بقي البشير رئيساً وخرج الترابي معارضاً، فكان أن اختار محمد الأمين خليفة الخروج والانشقاق مع الترابي. لكن خليفة عاد للواجهة الحكومية بعد مصالحة حزب المؤتمر الشعبي مع نظام البشير، فأصبح خليفة نائباً لرئيس مجلس الولايات، حتى الإطاحة بالنظام، الشهر الماضي.

    ومن ضمن القائمة المطلوبة التي قدمتها هيئة الاتهام من أعضاء مجلس قيادة الثورة، كل من إبراهيم نايل إيدام، سليمان محمد سليمان، صلاح كرار، فيصل مدني مختار، فيصل علي أبوصالح، عثمان محمد الحسن، وهناك ضباط لم يكونوا أعضاء في المجلس لكن ضموا للقائمة المطلوبة، هم وزير الدفاع السابق عبد الرحيم محمد حسين، الطيب إبراهيم محمد خير، يوسف عبد الفتاح، يونس محمود، حسن ضحوي، صلاح قوش.

    8- المدنيون:
    تعتقد هيئة الاتهام أن الدور المدني الذي قامت به الجبهة الإسلامية أكبر من الدور العسكري، لذا أعدت قائمة تضم 27 قياديا من المدنيين، أبرزهم علي عثمان محمد طه، الذي شغل مع بداية عهد البشير منصب وزير التخطيط الاجتماعي، وفي العام 1995 أصبح وزيراً للخارجية، وفي عام 1998 اختاره البشير نائباً أولاً له.

    يُحمل البعض علي عثمان مسؤوليات كبيرة، خاصة بالانقلاب العسكري، كما حمله حسن الترابي نفسه مسؤولية المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك في أديس أبابا عام 1995 والتي أدت لصدور عقوبات دولية في حق السودان وتسببت في تدهور علاقات الخرطوم مع جيرانها، كما يحمله كثير من السودانيين خطأ فصل جنوب السودان عن الدولة وذلك حينما ترأس مفاوضات مع متمردي الجنوب وتوقيعه على اتفاق تقرير المصير للإقليم.

    كذلك شملت قائمة المدنيين نافع على نافع، الذي أدار جهاز الأمن والمخابرات في بداية التسعينيات، وفي تلك الفترة اتهمت قوى المعارضة الجهاز بممارسة القمع بأشكاله المختلفه ضدّ الأحزاب وضدّ حرية الرأي والتنظيم وضدّ نشطاء حقوق الإنسان.

    من الشخصيات الأخرى، ورد اسم علي الحاج محمد، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي، والذي كان أحد قادة الجبهة الإسلامية ومثلها وزيراً للتجارة في حكومة الصادق المهدي، وبعد انقلاب البشير، عمل وزيراً للصناعة ثم وزيراً لديوان الحكم الاتحادي، وهو أحد المنظرين لتجربة الحكم الفيدرالي في البلاد. كما قاد علي الحاج محمد مفاوضات مع بعض متمردي جنوب السودان، أقرت تقرير المصير للجنوب. وانشق الحاج كذلك مع الترابي، عام 1999، عن حكومة البشير وأقام لأكثر من 13 عاماً في ألمانيا، قبل أن يعود ويخلف الترابي الذي توفي في 2016، في زعامة حزب المؤتمر الشعبي. كما شملت قائمة المتهمين في انقلاب البشير على الحكم الديمقراطي، ابراهيم السنوسي، الذي كان مسؤولاً عن التنظيم العسكري للجبهة الإسلامية داخل الجيش، والذي كان يشغل منصب مساعد الرئيس البشير حتى 11 إبريل/ نيسان الماضي. وهناك آخرون وردت أسماؤهم مثل وزيري الخارجية السابقين، إبراهيم غندور وعلي كرتي، وعوض الجاز وغازي صلاح الدين، وأمين عام الحركة الإسلامية الزبير أحمد الحسن، ورئيس البرلمان المنحل إبراهيم أحمد عمر.

  3. استاذى العزيز الصايغ
    تحياتى
    طبعا لايضيرك شيئا ان اختلفت معك فى المبدا وليس فى التفاصيل ..
    تعرف جيدا ان ما أضر بالسودان اولا هى الانقلابات العسكرية وبالطبع ايضا الانقلابات المضادة وهى انقلاب داخل الانقلاب الاساسى ..اى ضابط يعرف ان نتيجة اشتراكه فى انقلاب( تمرد ) ان قبض عليه هى الإعدام وهو شأن داخلى فى الجيش ليس لنا علاقة به وقوانين عسكريه ينفذها الجيش للحفاظ على مؤسسية وانضباط الجيش .. والباقى معروف

  4. من ذاكرة الصحف:
    ١-
    البشير يعترف بالتهم الموجهة إليه… ودولة خليجية تعرض استضافته
    المصدر- RT” – 11.05.2019″ –
    كشفت مصادر إعلامية سودانية اليوم السبت، أن الرئيس المخلوع عمر البشير أقر بالتهم الموجهة إليه من قبل السلطات التي تحقق معه عقب الإطاحة به بعد احتجاجات شهدتها البلاد منذ ديسمبر. وذكرت صحيفة “الجريدة” في عنوان رئيسي اليوم السبت أن البشير أقر بالتهم الموجهة إليه قائلا: “أصابتنا دعوة المظلوم”. ووافقت النيابة العامة السودانية على التحقيق مع الرئيس المعزول عمر البشير بشأن اتهامه بالانقلاب على الحكومة الشرعية عام 1989. وأتت موافقة النيابة في أعقاب قيام هيئة من كبار المحامين السودانيين بتقديم دعوى إلى النائب العام ضد تنظيم “الإخوان” في السودان الذي كان يسمي نفسه “الجبهة القومية الإسلامية”، بتهمة الانقلاب على الشرعية، وتقويض النظام الدستوري وحل المؤسسات والنقابات في الدولة، بحسب “المشهد السوداني”. وقبل أيام كشفت مصادر صحفية أن إحدى دول الخليج تقدمت بعرض لاستضافة الرئيس المخلوع عمر البشير على أراضيها، دون أن تكشف اسم هذه الدولة ومتى تقدمت بعرضها. ووفق جريدة اليوم التالي فإن العرض شمل الإقامة الدائمة للبشير وأفراد أسرته. فيما تشير معلومات إلى أن البشير وافق على العرض، وتمت إحالته للمجلس العسكري الانتقالي للبت فيه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..