أخبار السودان

لا تفرحوا كثيراً برفع الحظر.. فالاستبداد و التمكين للفساد با

عثمان محمد حسن

? الشعب احتفى برفع الحصار احتفاءً غير مكتمل الأركان.. لم تكن الثقة كاملة في ( خيراً) يأتي بعد رفع الحظر.. فاللصوص و قطَّاع طرق تنمية السودان لا يزالون ممسكين بمقاليد الأمور.. و لا ينفكون يتربصون بخيرات السودان للمزيد من النهب و تهريب الأموال إلى الخارج.. و تدبير أمورهم في صفقات مشبوهة بالداخل..
? لا تفرحوا كثيراً.. دعوا اللصوص الملاعين يتعانقون فرحين مستبشرين.. يهنئون بعضهم بعضاً.. و يكمنون لخيرات البلد في خبث.. فبعضهم يطمع في الصعود مرقاتين.. مرقاتين على سلالم النهب الجديدة.. و بعضٌ يطمع في الصعود ( بالأسانسير) الأمريكي لتعظيم المنهوب..
? و البُغض يمور في قلوب من أبعدوا عن ساحةٍ التنفيذ التي اكتظت بلصوصٍ جدد جيئ بهم دستوريين، من غير دستور، إما تأليفاً لجيوبهم أو سداً لخانات اللصوص المبعدين من ساحات النهب و التدمير، و قد كبر حجم الدستوريين و اتسعت مساحات الفساد و أساليبه.. فالفساد يجدد شبابه بدماء جديدة على الدوام..!
? و المبعدون يبطنون أحقاداً دفينة للمقيمين في ( وكر) النظام.. و الضحكة الصفراء تغطي المجال حين يلتقونهم.. لكن الجميع، المبعدون و المقيمون، يتكتلون كالبنيان المرصوص متى أحسوا بالخطر مقبلاً على ما نهبوه.. و تسمعهم، حينها، يعلنون أن ْ:- ( نحن في الشدة بأس يتجلى)!
? أيها الناس، افرحوا برفع الحصار، لكن لا تفرحوا كثيراً..
? قبل انفصال الجنوب، شاهدت أحد المبعدين يعمل سمساراً ( كبيراً) للأراضي.. لم أصدق.. و لم يصدق قريبي الذي كان معي.. و كان قريبي ذاك يريد الحصول على أرض زراعية في الخرطوم لوالده الملياردير بجوبا.. لم نصدق ما رأينا.. لكن تأكد لنا أن الرجل صار سمساراً ( كبيراً) فعلاً..
? دنيا!
? ما أكثر اللصوص و المرتشين في وزارة الزراعة الولائية!.. و ما أكثرهم في كل الوزرات و الهيئات و المؤسسات! و كم من مستثمرين محليين ( جاهزين) طردهم الفساد بعيداً عن الاستثمار في الزراعة للاستثمار في قطاعات أخرى أو الهروب للاستثمار خارج السودان!
? الفساد يمشي ( من غير هدوم) في طرقات المدن و الأرياف: سيارات مظللة و كروش متخمة و مبانٍ تناطح السحاب.. و الصحافة السودانية ( الحرة)، إليكترونية و ورقية، تتحدث عن الفساد و تطالب باجتثاثه و محاكمة مرتكبيه.. ووسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عنه.. و الشارع العام يتداول النكات حوله.. و مؤخراً بدأ الاعلام المدجن يتحدث عنه، و في استحياء يطالب باجتثاثه و لا يطالب بمساءلة مرتكبيه و هو يعرفهم بالإسم.. و الشارع العام يعرفهم بالإسم.. و يعرف ما نهبوه بالإسم!
? إن نتانة الفساد تزكم أنفك كلما دخلتَ مكتباً، أي مكتب، للحصول على خدمة ما.. و لن تحصل على الخدمة ما لم يتكلم ( الكاش) إنابة عنك و المسألة ( خربانة من كبارا)..
? فشل منهج ( خلوها مستورة)فشلاً مبيناً.. لم يستر عفونة فساد النظام، لأن نتانة الفساد المهول أشد نفاذاً إلى الأنوف من نتانة جيفة حيوان ملقاة تحت ظل ( الشجرة الخبيثة) تحت رحمة الحشرات القمامة.. و طنين الذباب يصم الآذان.. و النمل..! النمل! ما أكثر النمل في سودان ( الانقاذ).. و ما أكثر خشاش الأرض حول مائدة السحت يقيمها النظام للأوغاد من جماعته و المنافقين..
? أسَّرّ البشير لأحد ملازميه أنه سوف ( ينضف) البلد و يسلمها نظيفة لمن يأتي بعده! و لا أدري إن كان البشير جاداً- ربما يكون كذلك، لكن من أين يبدأ البشير ( النضافة) يا ناس.. من أين يبدأ..؟ هل يبدأ من بيتٍ تنطلق نتانة الفساد منه فتغطي ميادين أحياء العاصمة، و تطال ميدان ( البحيرة) في أم درمان.. و المنتزهات و أفخم سوبرماركت في البلد.. و لا تترك للمصانع و المزارع حيزاً لممارسة العمل دون مشاركة ( الاخوة الأمراء).. و حتى عطاءات الجيش دخلتها العفونة مع ( الدرجو العباس)..
? أيها الناس، لقد تم رفع الحظر الاقتصادي.. و أنتم تنتظرون أن يفعل البشير شيئاً يخرِج البلاد من طاحونة الفساد و التضخم و الكساد.. و سوف يطول انتظاركم.. ما لم تفعلوا شيئاً..
? أعطوا البشير خارطة طريق لاجتثاث الفساد الذي أهلك زرعكم و ضرعكم و شرد أبناءكم في أركان الدنيا الأربعة.. ارشدوه إلى من أين يبدأ الحرب الضارية على الفساد و المفسدين، و ارفقوا مع الخارطة إرادة سياسية قوية يفتقر إليها البشير بشدة.. ثم حددوا له نقطة بداية ( النضافة) انطلاقاً من البيت.. و قولوا له كيف يبدأها؟ و قولوا له متى يبدأها؟
? لن يجرؤ البشير على الاقدام على محاربة الفساد عن طواعية، فنظامه موغل في الفساد حتى النخاع.. و اجتثاث الفساد يمثل انتحاراً محال أن يقع فيه أناس يحبون الحياة و المال و الرقص حباً جماً.. و يحلمون بنعيم الآخرة عقب كل حجة يؤدونها كل عام بأموال السحت، و هم مطمئنون أنهم سوف يكافَؤون بوضعهم موضع الشخصيات عظيمة الشأن VIP بالقرب من قائمة العشرة المبشرين بالجنة.”.. و في يقينهم أن ( ثلة من الأولين و قليل من الآخرين) في سورة ياسين لا تشير إلى سواهم..
? و مع ذلك، لن يستطيع البشير اجتثاث فساد تجذر في قلوب قواعده.. و كفله برعايته منذ رفع راية ( التمكين) الذي خنق البلاد و شرد الكفاءات – شيوخاً و شيخات و شباباً و شابات- و جفف منابع الابداع والابتكار.. فهرب الخبراء و العلماء من كل التخصصات.. و توقفت المصانع..
? يبدو أن من يأتون البشير بالأخبار لا يأتونه بالخبر اليقين و لا هو يعلم ما سبَّبه ( التمكين) اللعين من تخريب و دمار للبلاد و العباد.. و لم يقولوا له أن الفساد صار هو القاعدة و أصبحت الأمانة تثير العجب العجاب بين الناس..
? إن اجتثاث الفساد يحتاج إلى إرادة حديدية لا تتوافر لدى المشير.. و لن يأتي بها رفع الحظر الاقتصادي الذي فرحنا به، لكن لن نفرح كثيراً.. طالما الاستبداد و التمكين للفساد يهيمنان على نظام البشير إلى ما شاء الله..!
? أيها الناس، لا تفرحوا كثيراً برفع الحصار، و استنبطوا وسائل أخرى لاجتثاث الاستبداد و الفساد، كي تفرحوا كثيراً..!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تتحدث عن البشير وكأنه فى معزل عن النظام او كأنه الحريص على نظافة البلد .البشير هو راس الحية وهو الفساد يمشى على قدمين مقوستين يا استاذ بطل طبطبة ودغمسة وما تمسك العصا من نصها

  2. مقال جيد، و رفع العقوبات سيكون وبالا على الكيزان من حيث لا يدرون. دعوهم يحلمون و سيعلمون اي منقلب ينقلبون. ألفت نظر الكاتب الى ان قول الله الكريم (ثلة من الاولين و قليل من الآخرين) ورد في سورة الواقعة و ليس سورة يس.

  3. اختلاف الناس فى المجتمعات المختلفة شى طبيعى وضرورى وذالك لتفاعل افكار واحتياجات الناس المختلفة…معظم التجارب الانسانية مع اختلاف معتقداتها طورة نظام يستوعب احتياجات الناس المختلفة وقوام هذا الحل المتطور هو الديمقراطية والقانون…لذالك نظمة الانتخابات والمحاكم ومنظمات المجتمع المدنى والصالح من العادات والتقاليد حياة المجتمعات…المؤتمر الوطنى ورئيسه له نظرية مختلفة ..هى انه هو الحقيقة المطلقة وهو الصالح الوحيد ومن اختلف معه هو خائن وعميل لذالك اقصى المختلفين معه جسيدا ونفسيا وقسريا …لقد قتل وسجن وشرد مارس اقصى درجات فرض الراى لقد نعت كل الرموزالوطنية بالخيانة والعمالة..واذا فرضنا جدلا ان 25% من الشعب حزب امة و20% اتحادى دبمقراطى ووبعثين وشيوعين وحركات دارفور ومؤتمر سودانى …اذا فرضنا انهم فى حدود ال20% (هذا ضرب مثل لتدليل على الجة…حسب ظنى ان النسب اعلاى بكثير) و20% غير مهتمين…فهذا حسب معتقد المؤتمر الوطنى ان اكثر من 85% من الشعب السودانى خونة وعملاء…اما الاقل من15% هى التتحكم فى 35 مليون سودانى فبها اكثر من 99% فاسدين ومنتفعين..لذالك البشير يدرك جيدا ان اكبر حامى له ومؤيد هم اللصوص والفاسدين…. حتى يستقيم الوضع ان كان هنالك حبة وطنية باقية من شرف انتماء البشير لقوات الشعب المسلحة …ان يقوم البشير بتشكيل حاكومة تكنوقراط انتقالية تصلح الاجهذة العدلية والقضاء وتجهذ لانخابات عامة..لندرك المحافظة على ماتبقى من السودان…وحاسبة الذين اجرمو فى حق الوطن وفق القانون

  4. منذ العهود الأولي في سلم تطور المجتمعات وافرازها لكيان مايعرف بالدولة الممسكة بالقوانين والنظم اتضح للبشرية فيما بعد ضرورة وحتمية رقابة الدولة حتي لا يتسرب الفساد لهذه المؤسسات الحساسة فإنشاءات كيانات تسمي بالبرلمان او مجالس الشعب او من ينوب عنهم ويمثلهم وتطور الأمر الي الإتيان بالمعارضة الجهة التي لا تري ما يجري عمل جيد وتطور الأمر الي فتح فضاءات للصحافة كسلطة رابعة تراقب كلا الكيانين الحكومي والمعارض …كانت الأديان عبر العهود تخلص الناس من عبودية السلطان الي عبودية الرحمن وتغرس في المجتمعات من ضمن ما تغرس فكرة الحساب المتساوي للسلطان والشعب في يوم الحساب وتقلص من دور البغي وعدم العدالة والسلطات ..فشلت الأنظمة العسكريه المسيطرة والقابضة علي الاقتصاد ومفهوم الدولة العميقة ذات الحزب الواحد في أوروبا فشلت في تحقيق حكم راشد بعيد عن سرطان الفساد ..فرجعت للدولة المدنية وارجعت المؤسسة العسكرية لسكناتها فلدينا ما يكفيها من المسؤليات والمهام ..كانت النتيجة هي المزيد من التطور وارفاه والتقدم في علي كافة الأصعدة والمستويات. ..نحن الان نعيش في دولة ضعيفة وهسة نهر عضمها الفساد وبرز الإفساد من تحت أرجلها لانها اتخذت كهنتها مرشديد واحتكمت لرايها وغيبت شعبها وعينت برلمانها ومعارضتتها تعيننا وليس انتخابا واصعفت معارضيها من اجل تمرير سياستها والتستر خلف مؤسسات جوفاء لا تقوي علي فعل شئ فنحن خير مثال علي مفهوم الدولة العميقة. ..اخرست السلطة الرابعة كي لا تواجه حقائق مرة حول الفساد والمفسدين وتناقض سياساتها وعلقت اقفاص من الجداد الاكتروني في فضاء البراحات الإلكترونية أملا في تكميم او تسميم أجزاء التعبير الحر.فالي متي نظل تحت حكم دولة الفساد والإفساد ؟

  5. تتحدث عن البشير وكأنه فى معزل عن النظام او كأنه الحريص على نظافة البلد .البشير هو راس الحية وهو الفساد يمشى على قدمين مقوستين يا استاذ بطل طبطبة ودغمسة وما تمسك العصا من نصها

  6. مقال جيد، و رفع العقوبات سيكون وبالا على الكيزان من حيث لا يدرون. دعوهم يحلمون و سيعلمون اي منقلب ينقلبون. ألفت نظر الكاتب الى ان قول الله الكريم (ثلة من الاولين و قليل من الآخرين) ورد في سورة الواقعة و ليس سورة يس.

  7. اختلاف الناس فى المجتمعات المختلفة شى طبيعى وضرورى وذالك لتفاعل افكار واحتياجات الناس المختلفة…معظم التجارب الانسانية مع اختلاف معتقداتها طورة نظام يستوعب احتياجات الناس المختلفة وقوام هذا الحل المتطور هو الديمقراطية والقانون…لذالك نظمة الانتخابات والمحاكم ومنظمات المجتمع المدنى والصالح من العادات والتقاليد حياة المجتمعات…المؤتمر الوطنى ورئيسه له نظرية مختلفة ..هى انه هو الحقيقة المطلقة وهو الصالح الوحيد ومن اختلف معه هو خائن وعميل لذالك اقصى المختلفين معه جسيدا ونفسيا وقسريا …لقد قتل وسجن وشرد مارس اقصى درجات فرض الراى لقد نعت كل الرموزالوطنية بالخيانة والعمالة..واذا فرضنا جدلا ان 25% من الشعب حزب امة و20% اتحادى دبمقراطى ووبعثين وشيوعين وحركات دارفور ومؤتمر سودانى …اذا فرضنا انهم فى حدود ال20% (هذا ضرب مثل لتدليل على الجة…حسب ظنى ان النسب اعلاى بكثير) و20% غير مهتمين…فهذا حسب معتقد المؤتمر الوطنى ان اكثر من 85% من الشعب السودانى خونة وعملاء…اما الاقل من15% هى التتحكم فى 35 مليون سودانى فبها اكثر من 99% فاسدين ومنتفعين..لذالك البشير يدرك جيدا ان اكبر حامى له ومؤيد هم اللصوص والفاسدين…. حتى يستقيم الوضع ان كان هنالك حبة وطنية باقية من شرف انتماء البشير لقوات الشعب المسلحة …ان يقوم البشير بتشكيل حاكومة تكنوقراط انتقالية تصلح الاجهذة العدلية والقضاء وتجهذ لانخابات عامة..لندرك المحافظة على ماتبقى من السودان…وحاسبة الذين اجرمو فى حق الوطن وفق القانون

  8. منذ العهود الأولي في سلم تطور المجتمعات وافرازها لكيان مايعرف بالدولة الممسكة بالقوانين والنظم اتضح للبشرية فيما بعد ضرورة وحتمية رقابة الدولة حتي لا يتسرب الفساد لهذه المؤسسات الحساسة فإنشاءات كيانات تسمي بالبرلمان او مجالس الشعب او من ينوب عنهم ويمثلهم وتطور الأمر الي الإتيان بالمعارضة الجهة التي لا تري ما يجري عمل جيد وتطور الأمر الي فتح فضاءات للصحافة كسلطة رابعة تراقب كلا الكيانين الحكومي والمعارض …كانت الأديان عبر العهود تخلص الناس من عبودية السلطان الي عبودية الرحمن وتغرس في المجتمعات من ضمن ما تغرس فكرة الحساب المتساوي للسلطان والشعب في يوم الحساب وتقلص من دور البغي وعدم العدالة والسلطات ..فشلت الأنظمة العسكريه المسيطرة والقابضة علي الاقتصاد ومفهوم الدولة العميقة ذات الحزب الواحد في أوروبا فشلت في تحقيق حكم راشد بعيد عن سرطان الفساد ..فرجعت للدولة المدنية وارجعت المؤسسة العسكرية لسكناتها فلدينا ما يكفيها من المسؤليات والمهام ..كانت النتيجة هي المزيد من التطور وارفاه والتقدم في علي كافة الأصعدة والمستويات. ..نحن الان نعيش في دولة ضعيفة وهسة نهر عضمها الفساد وبرز الإفساد من تحت أرجلها لانها اتخذت كهنتها مرشديد واحتكمت لرايها وغيبت شعبها وعينت برلمانها ومعارضتتها تعيننا وليس انتخابا واصعفت معارضيها من اجل تمرير سياستها والتستر خلف مؤسسات جوفاء لا تقوي علي فعل شئ فنحن خير مثال علي مفهوم الدولة العميقة. ..اخرست السلطة الرابعة كي لا تواجه حقائق مرة حول الفساد والمفسدين وتناقض سياساتها وعلقت اقفاص من الجداد الاكتروني في فضاء البراحات الإلكترونية أملا في تكميم او تسميم أجزاء التعبير الحر.فالي متي نظل تحت حكم دولة الفساد والإفساد ؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..