مقالات سياسية

سنة تقشف وانعزال تام عن العالم! (الجزء الثاني)

د. محمد بدوي مصطفى

صرخة خبير سودانيّ للخروج من المحنة

قفل الحنفية على مصروفات الدولة:

من الآن فصاعدًا فسوف لا يوجد مصروفات للدولة ولن نستورد بنزين، لذلك علينا أن ندخل كل سياراتنا إلى المنازل ونقفل عليها. يجب أن نستورد جازولين بغرض استخدامه في الزراعة، الصناعة، الترحيل والكهرباء. ويجب أن نتعهد جميعنا أن نمشي بأرجلنا كل المسافات والمشاوير ويجب أن نترك المشاوير البعيدة. فمن له عزاء في آخر الخرطوم في الكلاكلة مثلًا أو غيرها يجب أن يتركه فالذي يود زيارته بالكلاكلة سوف يجد له العذر، فالبلد في حال تقشف ولا توجد مواصلات. يجب في هذه الحالة أن نستخدم التلفون فقط قائلين بكل اقتضاب: مبروك والبركة فيكم والسلام. ينبغي أن نغلق على سيارتنا داخل المنازل ولا تخرج منها إلى بعد عام كامل. هذا هو التقشف وكل مواردنا تتوجه للإنتاج. ولا بأس أن نرجع نقتعد أرض الله والواقع لنبصر مواردنا الزراعية وثرواتنا الحيوانية. كما ينبغي أن نستقصي دروب ذهبنا المسروق، أين يُسرق ومن يسرقه ولماذا؟ ألا توجد قوات شرطة في البلد لتحمي هذه الموارد؟ ألا يوجد جيش ولا يوجد أمن؟ لماذا يسرقون ذهب المواطن؟ ولماذا يتهجم بعض الناس بالسواطير على المواطنين في الشوارع؟ ليسرقوا ممتلكاتهم، ألسنا دولة؟

خيلان فاطمة لا يزالون على قيد الحياة!

كيف تُضرب البنات في شوارع الله وتُسرق ممتلكاتهنَّ لأتفه الأسباب عينك يا تاجر! أين إخوان فاطمة أو خيلان فاطمة الذين تغنت بهم الأغنيات الشعبية؟ هل قضوا نحبهم وماتوا؟ لا، لم يموتوا بعد! السودان بخيره والحمد لله ويوجد به إخوان فاطمة وخيلان فاطمة دون أدنى شك. والسودان لا يزال بخير. فطالما إنسان السودان بخير فالسودان حتماً بخير. لا توجد حلول غير هذا الحل يمكن لها أن تقدم من الوضع في السودان. لن يحل المشكلة ارتفاع أسعار الوقود، فهذا ليس حلا في نظري. ولا حتى الدولار فاليوم سعر الصرف ٣٥٠ وغدًا ٤٥٠ والأسبوع القادم ٧٠٠ فهذا ليس بالحل الناجع. هذه ليست حلولا فالحلول كامنة في التقشف وفي الإنتاج أيضًا، وفي الوفرة، وفي قبول وتقبل الوضع الراهن. فنحن راضين كل الرضاء، ولا نريد كهرباء ولابد لنا أن نعود إلى حياة الفوانيس البدائية القديمة، نعم، علينا أن نعلّق الفانوس وننظر إليه كما كانت الحال سابقًا، ولا نريد حتى تلفاز ولا أي شيء آخر. فلابد أن نكتف أرواحنا ونقعد سنة كاملة في حال تقشف. فمن لا يعجبه هذا الحال فأرض الله واسعة، فمن له مال فليسافر في أرض الله فهي بارحة، وليتنعم بماله في بريطانيا، ألمانيا أو أمريكا فهو حرّ. ونحن لنا أن نعيش في سوداننا على الحطب وسوف نرجع لكل أدوات التقشف الممكنة وبعد سنتين نعود راجعين لسودان الماضي الجميل وسوداننا الأول الذي نعرفه فموارده تكفي بل وتزيد، أليسه سلّة العالم للغذاء؟ ولو زرعنا موسمًا واحدًا فهو قادر على أن يخرج السودان من مأزقه هذا. والآن بدأنا زراعة الموسم الصيفي. وسوف نقوم بإنتاجه في الشهر العاشر أو الحادي عشر. وإلى ذاك الأجل لابد علينا أن نخرج في الفور لتفحص الأسواق حتى نتمكن من تسويق المحصول. ولابد لنا أن نشمر السواعد من الآن إلى الشهر العاشر وأن نقوم بإصلاح الميناء السوداني، الذي يحتوي على عشرين رصيفا من بينها تسعة عشر عطلانة تمامًا وواقفة عن الشغل! فكيف يمكن لنا أن نصدر محصولات البلد، وكيف يمكن أن نصل للأسواق العالمية وإلى الخارج؟ وهذا النقطة لابد أن تكون من أولويات الأسس الرئيسة للخروج من المأزق والمحنة الحالية. وهناك كثير من الأشياء لم اتطرق إليها وأغلبكم على علم بها. لكن الأساسيات هي:
أولًا: أن تذهب هذه الحكومة اليوم قبل الغد؛
ثانيًا: أن يجتمع حكماء وكبار السودان وهم متجردون عن الأطماع الشخصية والانتماءات الحزبية، وهم من يختارون حكومة تصريف أعمال؛
ثالثًا: على حكومة تصريف الأعمال أن تعلن حالة التقشف القصوى المذكورة أعلاه.

خاتمة:

إن الندب والندم والشكوى لا تحل هذه المشاكل، ولا تتريس الشوارع وقفلها أمام المرور. يجب أن تذهب هذه الحكومة بالتي هي أحسن وبدون خلق المتاريس والعقبات على الطرق. فلقد أتينا بها لحل مشاكلنا فغلبها الأمر. إذن فعليها الرحيل فورًا. وأي شخص في هذه الحكومة يتبوأ منصبا ما، وهو ليس قادرًا على التقدم فيه فلابد أن يرحل. ولا داعي لرفده أو طرده من العمل فلابد أن يذهب بمحض إرادته. فمثلًا أنت يا وزير الطاقة، عالم بالحال وبالأمور. لا يوجد بنزين، لا يوجد جازولين، لا يوجد كهرباء، فلا تقعد مكتوف الأيدي وتقول ليس لي موارد. عليك أن تأتي لنا بحلول على قدر موارد البلد، وعليك أن تخرج لمصارحتنا في التلفزيون وإن لم يكن لديك ما تفعله فصرح بذلك، قل إننا معدمين أو قل لدينا فقط هذا الموجود، فسوف نبقى لسنة أو سنتين نعمل به إلى أن يفرج الله الكرب. وسوف نقبل بهذه الحلول. وأي شخص يتعاطى مرتبات بالدولار لا بد أن يرحل، فلسنا بحاجة إليه البتة. والدولارات التي نستورد بها الدقيق، لابد أن ننفق نصفها لشراء الدقيق وعلينا أن نكمل النصف الآخر بالدخن والذرة الوطنية، وهي جديدة بكل المواصفات وأفضل من القمح، وعلينا أن نعود لأكل القراصة والعصيدة والكسرة، فلن نموت عند أكلها. فهل لابد أن نأكل القمح، لا أعتقد ذلك. وكل الجهود لابد أن تكرس للإنتاج وتحسين أدواته حتى نستطيع في آخر المطاف استجلاب عملة صعبة، ونستطيع تقليل سعر الصرف وإلغاء التضخم الذي مسك بقبضة حديدة على اقتصاد البلد، لنرجع ثانية كدولة ذات سيادة ونعيش معززين مكرمين في بلادنا. ويجب أن تكون هناك عقوبات رادعة جدًا للفساد، نعم لأبعد الحدود. يقول تصل لحد الإعدام والرمي بالرصاص في الشارع العام لكل من المرتشي والسارق ومنها نعرج لإصلاح النظام العدلي بالسودان، حتى نستطيع من إيقاف كل هذه المهازل. إني قد بلغت فاللهم فاشهد. والسلام عليكم ورحمة الله.
(رسالة الأستاذ معاوية العالم … خبير مصرفي وحادب على مصالح الأمة).

[email protected]
نقلًا عن المدائن بوست دوت كوم

تعليق واحد

  1. (نرجع نقتعد أرض الله والواقع لنبصر مواردنا الزراعية وثرواتنا الحيوانية) ؟؟
    ما فهمنا حاجة! المقصود شنو بالعربي الفصيح كده يا ديكتور؟؟
    بعدين ها توجد كلمة بهذا التصريف (نقتعد)؟؟!
    أوعا يكون مصرفها من قعد يقعد ؟ هذا فعل ثلاثي ولا يقبل التاء هذه التي أدخلتها! الوزن صحيح أي يوجد هناك تصريف بوزن نفتعل ولكن فعله خماسي أو سداسي من افتعل يفتعل، كنبتهل ونستجلي الخ!
    دكاترة تحيروا! إذا دكاترة خريجين بيطرة أو طب نعذركم لكن وضحوا كأن تكتبوا مثلاً د. طبيب فلان بن علان أو د. بيطري فلان إلخ ،،،،، أما أن تحمل دكتوراة في فلسفة العلوم ولا تفقه أبجديات لغة الأم فعيب كبير !

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..