الحكومة الانتقالية .. ونسة الوطني !

بالرغم من أن الحكومة ، أدارت الحوار حكومياً ووفرت له الوقت والمال والاعلام ، وتعهدت قبلاً بانفاذ ماينتهي اليه الحوار من قرارات ، وجاء ذلك التعهد خلال خطاب الوثبة ومن بعد ذلك في خطاب السيد رئيس الجمهورية أمام البرلمان ، الا ان أحد أهم مخرجات الحوار (فجأة ) تحول الى ونسة ،ذات السيد عبد الملك البرير نائب رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الذي بشر مراراً بالتزام حزبه بتنفيذ مخرجات الحوار يعلن أن الحديث عن حكومة انتقالية عبارة عن ونسة ، وأضاف ( نحن لانريد ان نعبر جسراً قبل أن نصل اليه وليس هو الوقت المناسب للحديث عنه ، وانما هو للألية التي تنفذ مخرجات الحوار ) ، وقال ( لكن قطعاً هذه الآلية ليست حكومة انتقالية ) ، معتبراً ان اشتراط تخلي السيد رئيس الجمهورية للتوافق عليه رئيساً للفترة الانتقالية ( ونسة ) ،
و قالوا ( ونسة ) ، عندما أبدى السيد رئيس الجمهورية قبيل الانتخابات عدم نيته للترشيح مرة أخرى لرئاسة الحزب ورئاسة الجمهورية ، ولاسباب شتى فقد رجع البشير عن قراره وترشح لرئاسة الحزب وأصبح رئيساً للجمهورية لمدة ( 5 ) سنوات تنتهي في عام 2020م ، وبافتراض أن اجراءات الحوار تقتضي عاماً اخر أو بعض عام ، فإن المؤتمر الوطني يعيش هاجس تخلي رئيسه عنه ، اذا تم التوافق على حكومة قومية انتقالية لمدة عامين ، وهو الراجح اذا انتظم حوار جاد بمشاركة قوى نداء السودان وأطراف المعارضة الاخرى ، اذ لايعقل أن يقبل الفرقاء بوجود الرئيس البشير على راس الحكومة الانتقالية وهو رئيس لحزب المؤتمر الوطني ، وما فائدة الحوار اصلاً اذا كان رئيس الحكومة التي ستنفذ المخرجات سيظل رئيسآ للوطني ،
من الواضح أن مخرجات حوار ( 7+7 ) ارتضت رئاسة البشير للحكومة الانتقالية بشرط ان يكون رئيساً قومياً ، وهذا يتفق مع مقترح د. الترابي بعد زيارته لدولة قطر، قوى نداء السودان ربما توافق على مقترح شبيه مع وجود ضمانات كافية ، وان تكون الحكومة فعلاً انتقالية وقومية تنفذ برنامج متفق عليه ، اذن حتى بمخرجات ( 7+7 ) من قاعة الصداقة وهو حوار داخلي ( %100 ) وبنثريات سودانية ( %100 ) ، هناك اتفاق على حكومة انتقالية برئاسة البشير بشرط ان يتخلى عن حزب المؤتمر الوطني ، و هذا يعزز مخاوف اهل المؤتمر الوطنى فى ان يتحول حزبهم الى مصير الاتحاد الاشتراكي ، في كل الاحوال فان الرئيس البشير لن يخسر شيئاً ، فهو الرابح الاكبر من هذا السيناريو ، وهو لن يكون في حاجة لدعم اي حزب لانتهاء فرص ترشيحه نهائيآً وفقاً للدستور ، كما أن فترة السنتين ستكون أكثر سنوات حكمه استقراراً ، لأنها ستكون المرة الأولى التي يحكم فيها والبلاد تخلو من معارضات مسلحة أو معارضات غير مسلحة ذات شأن ، لهذا فأن الرئيس البشير سيتخلى عن المؤتمر الوطنى ، و لا عزاء بعدها لاهل المؤتمر الوطنى ،،